الملف

الملف

منذ 5 أيام

من روايات المعصومين عن أجواء ولادتها عليها السلام

«وسَيجعلُ من نَسلها.. خلفاءَه في أرضِه بعد انقضاءِ وَحيه»

من روايات المعصومين عن أجواء ولادتها عليها السلام

§      المحدّث الجليل الشيخ عباس القمّي رضوان الله عليه

النور الثاني، سيّدة نساء العالمين، وبضعة خاتم النبيّين، وأمّ الأئمّة الطاهرين، فاطمة الزهراء، مشكاة نور الله جلّ جلاله، زيتونة عمّ الورى بركاتها صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها.

فاطمة صلوات الله عليها من أهل الكساء والمباهلة والمهاجرة في أصعب وقت، وممّن نزلت فيهم آية التطهير، وافتخر جبرئيل عليه السلام بكونه منهم، وشهد الله لهم بالصدق، ولها أمومة الأئمّة، وعقب الرسول صلّى الله عليه وآله إلى يوم القيامة. وهي سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين، وأحد الركبان الأربعة يوم القيامة، ولها المصحف الذي عند الأئمّة عليهم السلام.

وكان صلّى الله عليه وآله يقول: «فاطمة بضعة منّي، مَن سرّها فقد سرّني، ومَن ساءها فقد ساءني، فاطمة أعزّ الناسِ إليّ». إلى غير ذلك مما يكشف عن كثرة محبّته صلّى الله عليه وآله لها.

وروى الشيخ الصدوق رضي الله عنه في (الأمالي) بسنده عن المفضّل بن عمر، قال: «قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام: كيف كانت ولادة فاطمة عليها السلام، فقال:..إنّ خديجة رضيَ اللهُ عنها لما تزوّج بها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، هَجرتْها نسوةُ مكّة، فكنّ لا يدخلنَ عليها، ولا يُسلّمنَ عليها، ولا يتركنَ امرأةً تدخلُ عليها، فاستوحشتْ خديجة لذلك، وكان جزَعها وغمّها حذَراً عليه صلّى الله عليه وآله وسلّم. فلمّا حملتْ بفاطمة سلام الله عليها، كانت فاطمة تحدّثها من بطنها وتصبّرها، وكانت تكتمُ ذلك من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فدخل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوماً فسمع خديجة رضيَ الله عنها تحدّث فاطمة عليها السلام، فقال لها: يا خديجة، مَن تحدّثين؟

قالت: الجنينُ الذي في بطني يحدّثني ويُؤنسني.

قال: يا خديجة، هذا جبرئيل يُخبرني أنّها أنثى وأنّها النَّسْلَة الطاهرة الميمونة، وأنّ الله تبارك وتعالى سيجعلُ نَسلي منها، وسَيجعلُ من نسلها الأئمّة (أئمّة)، ويجعلهم خلفاءَه في أرضِه بعد انقضاءِ وَحيه...».

(أمالي الصدوق: ص 690 – 691)

وروى الشيخ الكليني عطّر الله مرقده، عن محمّد بن سنان، قال: «كنت عند أبي جعفر الثاني (الجواد) عليه السلام فأجريتُ اختلاف الشيعة، فقال: يا محمّد، إنّ الله تبارك وتعالى لم يزلْ متفرّداً بوحدانيته، ثمّ خلق محمّداً وعليّاً وفاطمة صلوات الله عليهم، فمكثوا ألف دهر، ثمّ خلق جميع الأشياء، فأشهدَهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها، وفوّض أمورها إليهم، فهم يًحلّون ما يشاؤون ويُحرّمون ما يشاؤون، ولن يشاؤوا إلّا أن يشاء اللهُ تبارك وتعالى.

ثمّ قال: يا محمّد، هذه الديانة مَن تقدّمها مَرَقَ، ومَن تخلّف عنها مُحِقَ، ومن لَزِمَها لَحِق، خُذها إليك يا محمّد».

(الكافي: 1/441، ح 5)

ورُوي أنّه «لمّا حضرت فاطمة عليها السلام الوفاة بكتْ، فقال لها أمير المؤمنين عليه السلام: يا سيّدتي ما يُبكيكِ؟

قالت: أبكي لما تَلقى بعدي.

فقال لها: لا تَبكي، فَوَاللهِ إنّ ذلك لَصَغِيرٌ عندي في ذاتِ الله».

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

* الأنوار البهية: ص 51 – 60، مختصر

اخبار مرتبطة

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

منذ 5 أيام

إصدارات عربية

  سنن وآداب

سنن وآداب

منذ 5 أيام

سنن وآداب

نفحات