بسملة

بسملة

منذ 0 ساعة

من وثائق العلاقات السعوديّة - «الإسرائيليّة»

 

من وثائق العلاقات السعوديّة - «الإسرائيليّة»

بقلم: الشيخ حسين كَوْراني

شهر رجب، من الأشهر الحُرم، التي حُرِّم فيها القتال، وهو أوّل الأشهر الثلاثة رجب وشعبان، وشهر رمضان، وهي أشهُر الدورة الثقافيّة الإسلاميّة الأبرز على مستوى العام والعمر كلّه، بل أشهُر الأمن النفسيّ، والاجتماعيّ، والسلام العالميّ.

***

من أسماء شهر رجب: الشهر الأصبّ، لأنّ الله تعالى يصبّ فيه الرحمة على عباده.

ومن أسمائه: الشهر الأصمّ، لأنه لا يُسمع فيه صهيل الخيل، وقَعْقَعَةُ السلاح.

ويطلّ شهر رجب الحرام هذا العام، والأمّة بشعوبها في قلب مجازر العدوان الصّهيو- أميركيّ الذي تُشَنُّ غاراته المتتالية عبر الحاضنة السعوديّة لوعد بلفور، وما تلاه، وصولاً إلى صفقة القرن.

***

ليتمكّن المؤمنون في الأشهر الثلاثة من حَمْل هموم المسلمين والمستضعفين بما يناسب المرحلة.

وكما كُتب علينا القتال في الشهر الحرام الذي يواصلون فيه قتالهم لنا.

ستقف «بسملة» في هذا العدد عند بعض الوثائق التي تثبت الوحدة القائمة بين «آل سعود» وبين العدوّ «الإسرئيليّ»، وسنجد -في ما نجد- أنّ مشروعاً مماثلاً لمشروع سلمان وابنه، في «التنمية المستدامة» الذي يعمل عليه كواجهة لتمرير «صفقة القرن»، كان قد طُرح في زمن «الملك فهد»!

 ( 1 )

من وثائق البيت الأبيض السريّة التي رُفع عنها الحظر:

«واجه عبد العزيز محنةً صعبةً هدّدت العرش السعوديّ نتيجة انخفاض عائدات الحجّ والإسراف والتبذير الذي سبّبه حكمه الفوضويّ والفرديّ والعشوائيّ. وذكرت الوثائق أنّ الحكومة الأمريكيّة تدخّلت لإنقاذ العرش السعوديّ ماليّاً مقابل تعهّد عبد العزيز للرئيس الأمريكيّ هاري ترومان بأنْ لا تشارك المملكة العربيّة السعوديّة أبداً في أيّة حروب يشنّها العرب ضد إسرائيل لاستعادة فلسطين». (المصدر: مجلة نيوزويك وصحيفة الواشنطن بوست 17 فبراير 1992).

( 2 )

كتب هيرش غودمان مقالاً في صحيفة «الجيروزاليم بوست» في (12/10/1980): «كان هناك تفاهم واضح في المرحلة الأولى للتحالف الأميركيّ - الإسرائيليّ، وخصوصاً في الفترة (1967 – 1973) تقوم إسرائيل بموجبه بالتدخّل بالنيابة عن أميركا إذا حدثت تغييرات في الأوضاع القائمة في الشرق الأوسط. أما المثال المهمّ فيتعلّق بإدراك آل سعود في الفترة (1967 1973) أنّه إذا تحرّشت مصر بالمملكة السعوديّة القليلة السكّان، والمتخمة بالمال، والمؤيّدة للغرب بشدّة، فإنّ حكّام السعوديّة يعرفون أنّ إسرائيل ستتدخّل للدفاع عنهم لحماية المصالح الغربيّة».

( 3 )

وفي مايو/ أيار 1994 نشر خبيرا شؤون المخابرات (الإسرائيليّة) )يوسي ميلمان ودان رافيف) بحثاً بعنوان «الأصدقاء بالأفعال: أسرار التحالف الإسرائيليّ - الأمريكيّ» جاء فيه: «كان السعوديّون رسميّاً وعلنيّاً في حالة حرب مع إسرائيل. إلا أنّ صانعي القرار في إسرائيل كانوا يُدركون أن المملكة السعوديّة دولة معتدلة ومؤيّدة للغرب، وأنها -رغم استخدامها الخطاب المعادي لإسرائيل- كانت على اتّصال مستمرّ مع إسرائيل، ففي حقل المخابرات التقى ضبّاط العمليات في المخابرات الإسرائيليّة (الموساد) مع ضبّاط أمن ومخابرات الأسرة المالكة السعوديّة مرّات كثيرة، وتبادلوا وجهات النظر حول الطرق الواجب تطبيقها لإضعاف القوى الدينيّة الأصوليّة في منطقة الشرق الأوسط. أما المخابرات المركزيّة الأمريكيّة فكانت دوماً على علم بالاتصالات السريّة السعوديّة - الإسرائيليّة وشجّعتها باستمرار».

( 4 )

وذكر الباحث ألكساندر بلاي من معهد ترومان في مقال كتبه في مجلة العلوم السياسيّة الفصليّة «جيروزاليم كوارترلي» تحت عنوان «نحو تعايش إسرائيليّ - سعوديّ سلميّ»: «إنّ المملكة السعوديّة وإسرائيل قامتا ببناء علاقة حميمة، وكانتا على اتّصال مستمرّ في أعقاب حدوث ثورة اليمن عام 1962 بهدف ما أسماه "منع عدوهما المشترك" -أي عبد الناصر- من تسجيل انتصار عسكريّ في الجزيرة العربيّة». وقال في موضع آخر: «أنه أجرى مقابلة مع السفير الإسرائيليّ السابق في لندن آهارون ريميز (1965 – 1970) الذي أعلمه أن الملك سعود والملك فيصل كانا على علاقة حميمة مع إسرائيل وعلى اتّصال وثيق معها».

( 5 )

وقال الجنرال الأمريكيّ جورج كيفان رئيس مخابرات سلاح الجوّ الأمريكيّ أثناء مؤتمر عُقد في واشنطن في عام 1978م لدراسة التوازن الاستراتيجيّ في الشرق الأوسط: «حدثت خلال الخمسة عشر عاماً المنصرمة ثلاث محاولات على الأقل للإطاحة بالعرش السعوديّ عن طريق اغتيال الملك، ونحن على دراية بأنّ المخابرات الإسرائيليّة تدخّلت وأحبطت محاولتين منها». وأيّد كلامه ثلاثة من كبار العسكريّين الأمريكيّين المشاركين في المؤتمر هم: الجنرال آرثر كولينز نائب قائد القوات الأمريكيّة في أوروبا، والأدميرال إلمو زومريلت قائد العمليات البحريّة الأمريكيّة، والجنرال بنجامين دافيس قائد القوات الضاربة الأمريكيّة. وذكرت جريدة «دافار» بتاريخ (1986/2/12) أن عدداً من مقرّبي شمعون بيريز اجتمعوا مع اثنين من المبعوثين السعوديّين في المغرب، وأشرف وزير الداخليّة المغربيّ على ترتيب اللقاء، وقدّم «الإسرائيليّون» فيه معلومات حول مخطّط لاغتيال عدد من أفراد الأسرة السعوديّة المالكة.

( 6 )

ذكر الخاشقجي في مقابلته مع صحيفة «هاؤلام هازيه» (الإسرائيليّة) (15 نيسان، أبريل (1987 أنه التقى بالمدير العام لوزارة الخارجيّة «الإسرائيليّة» دافيد كيمحي لأول مرّة في باريس حين أصبح كيمحي رئيساً لمخابرات الموساد في أوروبا، وأنه التقى وتعرّف وتشارك تجارياً مع (آل شويمر) الذي كان يعمل مديراً لمصانع الطائرات «الإسرائيليّة» حيث قام بتعريفه على السياسيّين «الإسرائيليّين»، كما ذكر -الخاشقجي- أنه التقى بمناحيم بيغن في نيويورك فور التوقيع على اتفاقيّة كامب ديفيد في أيلول )سبتمبر (1978، والتقى بشمعون بيريز مرّتين، مرّة بصفته رئيساً لحزب المعارضة، ومرّة كرئيس للوزراء، والتقى في صيف عام 1982 في مزرعته بكينيا مع وزير الدفاع «الإسرائيليّ» أرييل شارون الذي كان في طريقه لزيارة رسميّة لزائير.

وذكر الباحث صموئيل سيفاف في كتابه (الوثائق السريّة الإسرائيليّة) أنّ الخاشقجي أعلم المسؤولين الأمريكيّين و«الإسرائيليّين» الذين التقى بهم بأنّه يحظى بثقة الملك فهد والأمير سلطان وزير الدفاع، وأنّ السفير السعوديّ في واشنطن بندر بن سلطان عرّف الخاشقجي على روبرت ماكفرلين مستشار الرئيس ريغان لشؤون الأمن القوميّ، وأنّ الخاشقجي بدأ بإرسال تقارير مخابرات دوريّة لماكفرلين عن الأوضاع في الشرق الأوسط وتحليلها وتقييمها. وأنّ الخاشقجي كان مؤمناً ومعجباً جدّاً بقدرات «إسرائيل» العلميّة والتكنولوجيّة، وقال أثناء لقاءاته مع «الإسرائيليّين» إنّه يأمل أن تتمكّن «إسرائيل» من التأثير على السياسة الأمريكيّة في الخليج.

وذكر الباحث صموئيل سيفاف في بحث )الوثائق الإسرائيليّة السريّة( أنّ الخاشقجي التقى مع مبعوث لبيريز في لندن، ثمّ قابل عرفات ومبارك والملك حسين، وانتهت جولته في واشنطن حيث التقى بروبرت ماكفرلين مستشار الأمن القوميّ في إدارة ريغان، وفي يوم 17 مايو/ أيار 1983 قدّم الخاشقجي تقريراً سريّاً مؤلّفاً من (47) صفحة للحكومة «الإسرائيليّة» يحتوي على تفاصيل مباحثاته في تلك الدول، واقترح في تقريره إنشاء برنامج تطوير اقتصاديّ للشرق الأوسط يشبه خطّة «مارشال»، واقترح أن تدفع الولايات المتحدة والمملكة السعوديّة والكويت مبلغاً وقدره (300) مليار دولار للاستثمار في «إسرائيل» والدول العربيّة التي تقبل عَقْد سلام معها، وذكر الباحث أنّ الخاشقجي قد حصل على موافقة الملك فهد على كلّ خطوة يقوم بها مقدّماً، وأنه كان يعتقد أنّ العرب و«الإسرائيليّين» يستطيعون نفي حدوث المحادثات إذا فشلت. (الصفحات 336-338).

***

يتناول هذا القليل من مكنز وثائق العلاقات السعوديّة - «الإسرائيليّة» بعض الشواهد من عهد عبد العزيز آل سعود، وابنيه سعود وفهد، على أمل تقديم شواهد مشابهة حول دور باقي ملوك آل سعود، في خدمة الكيان الصهيونيّ.

 

 

اخبار مرتبطة

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

منذ 0 ساعة

إصدارات عربية

  آداب وسُنن

آداب وسُنن

نفحات