أيام الله

أيام الله

18/03/2018

تعريف موجز بأبرز أيّام رجب

 

المبعث النبويّ والمولد العلويّ

تعريف موجز بأبرز أيّام رجب

ـــــــــــــــــــــ إعداد: «أسرة التحرير» ــــــــــــــــــــ

 

هذه نصوص مختارة من عدّة مصادر، يرتبط كلٌّ منها بإحدى مناسبات شهر رجب الأصبّ، تقدّمها «شعائر» كمَدخلٍ إلى حُسن التَّفاعل مع أيّامه، لا سيّما الأيّام المُرتبطة بالمعصومين عليهم السّلام، التزاماً بقوله تعالى: ﴿..وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ..﴾ إبراهيم:5.

 

اليوم الأول: ولادة الإمام الباقر عليه السلام

عن الإمام الصادق عليه السلام، قال: «..كَانَ أَبِي (الإمام الباقر) عليه السلام، كَثِيرَ الذِّكْرِ، لَقَدْ كُنْتُ أَمْشِي مَعَه وإِنَّه لَيَذْكُرُ الله، وآكُلُ مَعَه الطَّعَامَ وإِنَّه لَيَذْكُرُ الله، ولَقَدْ كَانَ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ ومَا يَشْغَلُه ذَلِكَ عَنْ ذِكْرِ الله، وكُنْتُ أَرَى لِسَانَه لَازِقاً بِحَنَكِه، يَقُولُ (لَا إِلَه إِلَّا اللهُ). وكَانَ يَجْمَعُنَا فَيَأْمُرُنَا بِالذِّكْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ويَأْمُرُ بِالْقِرَاءَةِ مَنْ كَانَ يَقْرَأُ مِنَّا، ومَنْ كَانَ لَا يَقْرَأُ مِنَّا أَمَرَه بِالذِّكْرِ».

(الكليني، الكافي: 2/499)

اليوم الثاني: ولادة الإمام الهادي عليه السلام

«لَمَّا سُمَّ الْمُتَوَكِّلُ نَذَرَ إِنْ عُوفِيَ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِمَالٍ كَثِيرٍ، فَلَمَّا عُوفِيَ سَأَلَ الْفُقَهَاءَ عَنْ حَدِّ الْمَالِ الْكَثِيرِ، فَاخْتَلَفُوا عَلَيْه، فَقَالَ بَعْضُهُمْ مِائَةُ أَلْفٍ، وقَالَ بَعْضُهُمْ عَشَرَةُ آلَافٍ، فَقَالُوا فِيه أَقَاوِيلَ مُخْتَلِفَةً فَاشْتَبَه عَلَيْه الأَمْرُ.

فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ نُدَمَائِه يُقَالُ لَه صَفْعَانُ: ألَا تَبْعَثُ إِلَى ..ابْنِ الرِّضَا؟

فَقَالَ الْمُتَوَكِّلُ (لجَعْفَر بْن مَحْمُودٍ): ..صِرْ إِلَيْه وسَلْه عَنْ حَدِّ الْمَالِ الْكَثِيرِ.

فَصَارَ جَعْفَرُ بْنُ مَحْمُودٍ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام، فَسَأَلَه عَنْ حَدِّ الْمَالِ الْكَثِيرِ.

فَقَالَ: الْكَثِيرُ ثَمَانُونَ. فَقَالَ لَه جَعْفَرٌ: يَا سَيِّدِي إِنَّه يَسْأَلُنِي عَنِ الْعِلَّةِ فِيه.

فَقَالَ لَه أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام: إِنَّ الله عَزَّ وجَلَّ يَقُولُ: ﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ﴾ فَعَدَدْنَا تِلْكَ الْمَوَاطِنَ فَكَانَتْ ثَمَانِينَ».

(الكليني، الكافي: 7/463؛ والمجلسي الأول، روضة المتقين: 8/49)

* في (مناقب) ابن شهرآشوب: «كان أطيب الناس مهجةً، وأصدقهم لهجةً، وأملحهم من قريب، وأكملهم من بعيد، إذا صمت علته هيبة الوقار، وإذا تكلّم سماه البهاء، وهو من بيت الرسالة والإمامة ومقرّ الوصية والخلافة، شعبة من دوحة النبوّة منتضاة مرتضاة، وثمرة من شجرة الرسالة مجتناة مجتباة».

اليوم العاشر: ولادة الإمام الجواد عليه السلام

* عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ جَالِساً بِالْمَدِينَةِ، وكُنْتُ أَقَمْتُ عِنْدَه سَنَتَيْنِ أَكْتُبُ عَنْه مَا يَسْمَعُ مِنْ أَخِيه، يَعْنِي أَبَا الْحَسَنِ (الكاظم) عليه السلام، إِذْ دَخَلَ عَلَيْه أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الرِّضَا عليهما السلام الْمَسْجِدَ -مَسْجِدَ الرَّسُولِ صلّى الله عليه وآله وسلّم- فَوَثَبَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ بِلَا حِذَاءٍ ولَا رِدَاءٍ فَقَبَّلَ يَدَه وعَظَّمَه.

فَقَالَ لَه أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام: يَا عَمِّ اجْلِسْ رَحِمَكَ الله، فَقَالَ: يَا سَيِّدِي كَيْفَ أَجْلِسُ وأَنْتَ قَائِمٌ؟

فَلَمَّا رَجَعَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ إِلَى مَجْلِسِه جَعَلَ أَصْحَابُه يُوَبِّخُونَه ويَقُولُونَ: أَنْتَ عَمُّ أَبِيه وأَنْتَ تَفْعَلُ بِه هَذَا الْفِعْلَ؟

فَقَالَ: اسْكُتُوا، إِذَا كَانَ الله عَزَّ وجَلَّ -وقَبَضَ عَلَى لِحْيَتِه- لَمْ يُؤَهِّلْ هَذِه الشَّيْبَةَ، وأَهَّلَ هَذَا الْفَتَى ووَضَعَه حَيْثُ وَضَعَه أُنْكِرُ فَضْلَه؟ نَعُوذُ بِالله مِمَّا تَقُولُونَ بَلْ أَنَا لَه عَبْدٌ».

(الكليني، الكافي: 1/321)

* قال الشيخ المازندراني في (شرح أصول الكافي): «قوله (بل أنا له عبد) أي عبد الطاعة والانقياد لأعماله وأقواله، وهذه كلمة وجيزةٌ مفيدة للمتابعة من جميع الوجوه».

اليوم الثالث عشر: ولادة أمير المؤمنين عليه السلام

* عَنْ أَبِي الثُّمَالِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (الإمام الباقر) عليه السلام، قَالَ: «سَمِعْتُه يَقُولُ: لَمَّا أَنْ قَضَى مُحَمَّدٌ نُبُوَّتَه واسْتَكْمَلَ أَيَّامَه، أَوْحَى الله تَعَالَى إِلَيْه أَنْ يَا مُحَمَّدُ، قَدْ قَضَيْتَ نُبُوَّتَكَ واسْتَكْمَلْتَ أَيَّامَكَ، فَاجْعَلِ الْعِلْمَ الَّذِي عِنْدَكَ والإِيْمَانَ والِاسْمَ الأَكْبَرَ ومِيرَاثَ الْعِلْمِ وآثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ فِي أَهْلِ بَيْتِكَ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَإِنِّي لَنْ أَقْطَعَ الْعِلْمَ والإِيمَانَ والِاسْمَ الأَكْبَرَ ومِيرَاثَ الْعِلْمِ وآثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ مِنَ الْعَقِبِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ، كَمَا لَمْ أَقْطَعْهَا مِنْ ذُرِّيَّاتِ الأَنْبِيَاءِ».

(الكليني، الكافي: 1/293)

* «مدح الله حركات أمير المؤمنين عليه السلام وسكناته؛ فقال لصلاته: ﴿إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ (المعارج:22)، ولقنوته: ﴿أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ..﴾ (الزمر:9)، ولصومه: ﴿وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا..﴾ (الإنسان:12)، ولزكاته: ﴿..ويُؤْتُونَ الزَّكَاةَ..﴾ (المائدة:55)، ولصدقاته: ﴿..الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ..﴾ (البقرة:261) ".." ولصبره: ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ..﴾ (البقرة:156)، ولدعائه: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله..﴾ (آل عمران:191)، ولوفائه: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ..﴾ (الإنسان:7)، ولضيافته: ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله..﴾ (الإنسان:9)، ولتواضعه: ﴿..إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ..﴾ (فاطر:28)، ولصدقه: ﴿..وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ (التوبة:119)، ولآبائه: ﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾ (الشعراء:219)، وله ولأولاده: ﴿..إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ..﴾ (الأحزاب:33)، ولإيمانه: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾ (الواقعة:10)، ولعلمه: ﴿..وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾ (الرعد:43)».

(ابن شهرآشوب، المناقب: 3/60)

اليوم الخامس عشر: وفاة السيّدة زينب عليها السلام

«..أمّا علمها عليها السلام، فهو البحر لا ينزف، فإنّها سلام الله عليها هي المتربّاة في مدينة العلم النبويّ، المعتكفة بعده ببابها العلوي، المتغداة بلبانه من أمِّها الصدّيقة الطاهرة سلام الله عليها، وقد طوت عمراً من الدهر مع الإمامين السبطين يزقّانها العلم زقّاً، فهي اغترفت من عُباب علم آل محمّد، وعُباب فضائلهم الذي اعترف به عدوّهم الألدّ يزيد الطاغية، بقوله في الإمام السجاد عليه السلام: إنّه من أهل بيت زقّوا العلم زقّاً، وقد نصَّ لها بهذه الكلمة ابن أخيها عليّ بن الحسين عليه السلام: (أنتِ بِحَمد الله عالمةٌ غير معلَّمة، وفَهِمةٌ غير مفهَّمة)، يريد عليه السلام أنّ مادّة علمها من سنخ ما مُنح به رجالات بيتها الرفيع، أُفيض عليها إلهاماً».

(وفيّات الأئمّة: 438-439، مختصر)

اليوم الخامس والعشرون: شهادة الإمام الكاظم عليه السلام

في جوابه عن المسائل التي بعثها إليه علي بن سويد حينما كان في السجن، فيها بعض المسائل يسأله عنها، وممّا قاله عليه السلام في جوابه:

«..إِنَّ أَوَّلَ مَا أُنْهِي إِلَيْكَ أَنِّي أَنْعَى إِلَيْكَ نَفْسِي فِي لَيَالِيَّ هَذِه، غَيْرَ جَازِعٍ ولَا نَادِمٍ ولَا شَاكٍّ فِيمَا هُوَ كَائِنٌ مِمَّا قَدْ قَضَى الله عَزَّ وجَلَّ وحَتَمَ؛ فَاسْتَمْسِكْ بِعُرْوَةِ الدِّينِ آلِ مُحَمَّدٍ، والْعُرْوَةِ الْوُثْقَى الْوَصِيِّ بَعْدَ الْوَصِيِّ، والْمُسَالَمَةِ لَهُمْ والرِّضَا بِمَا قَالُوا، ولَا تَلْتَمِسْ دِينَ مَنْ لَيْسَ مِنْ شِيعَتِكَ، ولَا تُحِبَّنَّ دِينَهُمْ فَإِنَّهُمُ الْخَائِنُونَ الَّذِينَ خَانُوا الله ورَسُولَه وخَانُوا أَمَانَاتِهِمْ، وتَدْرِي مَا خَانُوا أَمَانَاتِهِمُ، ائْتُمِنُوا عَلَى كِتَابِ الله فَحَرَّفُوه وبَدَّلُوه، ودُلُّوا عَلَى وُلَاةِ الأَمْرِ مِنْهُمْ فَانْصَرَفُوا عَنْهُمْ ﴿.. فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾..».

(الكليني، الكافي: 8/128)

 

 

اليوم السابع والعشرون: المبعث النبويّ الشريف

«إنّ الرسالة المحمَّدية المباركة، ممّا بشّر به جميع الأنبياء المتقدّمين زمنياً على خاتم الأنبياء والمرسلين محمّد صلّى اللّه عليه وآله. ولقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك، إذ قال اللّه تعالى :﴿وَإِذْ أَخَذَ الله مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ﴾ آل عمران:81.

وهذه الآية، وإن كانت تكشف عن أصل عامٍ وكلّي وهو وجوب تصديق اتّباع النبيّ السابق للنبيّ اللاحق، إلّا أنّ المصداق الأتمّ لها هو رسول الإسلام الكريم.

فيظهر من هذه الآية أنّ اللّه تعالى أخذ الميثاق المؤكَّد من جميع الأنبياء أو من أصحاب الشرائع منهم، أن يؤمنوا برسالة محمّدٍ صلّى اللهُ عليه وآله، ويدعوا أتباعهم إلى تصديقه واتّباعه ونصرته».

(الشيخ جعفر السبحاني، سيّد المرسلين : 1/349)

 

1 رجب / 57 للهجرة

مولد الإمام الباقر عليه السلام.

2 رجب / 212 للهجرة

مولد الإمام الهادي عليه السلام.

3 رجب / 254 للهجرة

شهادة الإمام الهادي عليه السلام.

10 رجب / 195 للهجرة

مولد الإمام الجواد عليه السلام.

13 رجب / 23 قبل الهجرة

مولد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

15 رجب/ 62 للهجرة

وفاة السيّدة زينب عليها السلام.

20 رجب / 45 هجريّة

ولادة السيّدة سكينة عليها السلام.

24 رجب / 7 هجريّة

فتح حصون خيبر بيد أمير المؤمنين عليه السلام.

25 رجب / 183 للهجرة

شهادة الإمام الكاظم عليه السلام.

27 رجب / 13 قبل الهجرة

المبعث النبويّ الشريف.

 

 

اخبار مرتبطة

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

نفحات