بصائر

بصائر

18/03/2018

محطات رجبيّة

 

محطات رجبيّة

_____ إعداد: «شعائر» _____

 

ليلة الرغائب: وإنَّك لن تعدم الخير من مولاك أبداً

ليلة الرغائب: هي أول ليلة جمعة من شهر رجب، على ما رُوي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله، وينبغي أن يؤتى فيها بعمل «ليلة الرغائب». قال صلَّى الله عليه وآله: «ولا تغفلوا عن أوّل ليلة جمعة فيه، فإنّها ليلة تسمّيها الملائكة ليلة الرّغائب، وذلك أنّه إذا مضى ثلث اللَّيل لمْ يبقَ مَلَكٌ في السّماوات والأرض إلّا يجتمعون في الكعبة وحولها، ويطَّلِع الله عليهم اطّلاعة، فيقول: يا ملائكتي سلوني ما شئتم، فيقولون: ربّنا حاجتنا أن تغفر لصوّام رجب، فيقول الله تبارك وتعالى: قد فعلت ذلك».

والأنسب لِمَن سمع هذا الخبر أن يكثر في هذه الليلة من الصّلوات على الملائكة أداءً لتكليف آية التحيّة بقدر المقدور، ثمّ قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله:

- «ما مِن أحدٍ صام يوم الخميس أوّل خميس من رجب،

- ثمّ يصلّي بين العشاء والعتمة اثنتي عشر ركعة، يفصل بين كلّ ركعتين بتسليمة،

- يقرأ في كلّ ركعة (فاتحة الكتاب) مرّة و(إنّا أنزلناه في ليلة القدر) ثلاث مرّات، و(قل هو الله أحد) اثنتي عشر مرّة،

- فإذا فرغ من صلاته صلَّى عليّ سبعين مرّة يقول: (اللَّهمّ صلِّ على محمّدٍ النّبيّ الأمّيّ وعلى آله)،

- ثمّ يسجد ويقول في سجوده سبعين مرّة: (سُبّوحٌ قُدُّوسٌ، ربَّ الملائكة والرُّوح)،

- ثمّ يرفع رأسه ويقول: (ربّ اغفر وارحم، وتجاوز عمّا تعلم، إنّك أنت العليّ الأعظم)،

- ثمّ يسجد سجدة أخرى ويقول: في سجوده مثل ما قال في السجدة الأولى، ثمّ يسأل الله حاجته فإنّه يقضيها إن شاء الله تعالى».

ثمّ قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله: «والَّذي نفسي بيده لا يصلِّي عبدٌ أو أمةٌ هذه الصلاة، إلّا غفر الله له ذنوبه ولو كانت ذنوبه مثل زبد البحر، وعدد الرّمل، ووزن الجبال، وعدد ورق الأشجار، ويشفَّع يوم القيامة في سبعمائة من أهل بيته ممّن قد استوجب النّار، فإذا كان أوّل ليلة نزوله إلى قبره، بعث الله إليه ثواب هذه الصّلاة في أحسن صورة بوجهٍ طلق، ولسان زلق، فيقول: يا حبيبي أبشِر فقد نجوتَ من كلّ شدّة، يقول: مَن أنت؟ فما رأيتُ أحسن منك، ولا شممتُ رائحةً أطيب من رائحتك، فيقول: يا حبيبي أنا ثواب تلك الصّلاة الَّتي صلَّيتها ليلة كذا، في بلدة كذا، وشهر كذا، في سنة كذا. جئتُ اللَّيلة لأقضي حقّك، وآنس وحدتك، وأرفع عنك وحشتك، فإذا نُفخ في الصّور ظلَّلتُ في عرصة القيامة على رأسك، وإنَّك لن تعدم الخير من مولاك أبداً».

* ملاحظة: يُؤتى بصلاة ليلة الرغائب «برجاء المطلوبيّة»، وينبغي الاهتمام بها إلى أقصى حدٍّ ممكن.

(المراقبات، الملكي التبريزي)

 

ليلة المبعث الشريف

* ورد عن الإمام الجواد عليه السّلام في فضيلة اللّيلة السّابعة والعشرين، وهي ليلة المبعث النّبويّ الشّريف: «إنّ في رجب لَليلةً خيرٌ ممّا طَلَعت عليه الشّمس، وهي ليلةُ سبعٍ وعشرين من رجب ".." وإنّ للعامل فيها من شيعتِنا أجرَ عَمَلِ ستّينَ سَنة..

قِيل: وما العمل فيها؟

قال: إِذا صَلَّيْتَ العِشاءَ الآخِرَةَ، وَأَخَذْتَ مَضْجَعَكَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظْتَ أَيَّ ساعَةٍ مِنْ ساعاتِ اللَّيْلِ كانَتْ قَبْلَ زَوالِهِ أَوْ بَعْدَهُ، صَلَّيْتَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، بِاثْنَتَي عَشْرَةَ سورَةً مِنْ خِفافِ المُفَصَّلِ مِنْ بَعْدِ (يس) إِلى (الجُحْدِ)، فَإِذا فَرَغْتَ مِنْ كُلِّ شَفْعٍ، جَلَسْتَ بَعْدَ التَّسْليمِ، وَقَرَأْتَ الحَمْدَ سَبْعاً، وَالمُعَوَّذَتَيْنِ سَبْعاً، وَ(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) سَبْعاً، وَ(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) سَبْعاً، وَ(إنّا أَنْزَلْناهُ) سَبْعاً، وَ(آيَةَ الكُرْسِيِّ) سَبْعاً، وَقُلْتَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الدُّعاءِ: الحَمْدُ للهِ الّذي لَم يَتّخِذْ صاحِبةً وَلا وَلَداً..».

* ومن أعمال هذه اللّيلة زيارة أمير المؤمنين عليه السّلام.  قال السيّد ابن طاوس: «اعلَم أنّ من أفضلِ الأعمالِ فيها زيارةَ مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام، فيُزارُ فيها زيارةَ رجب..».

(المحدّث القمّي، مفاتيح الجنان)

اليوم السّابع والعشرون: المبعث الشّريف

فضل هذا اليوم عظيم جداً، قال السيّد ابن طاوس: «وينبّه على عظَمة هذا اليوم ما رويناه في ليلته أنّها خير للنّاس ممّا طلعت عليه الشّمس، فإذا كانت اللّيلة التي جاورته بلغت إلى هذا التّعظيم، فكيف يكون اليوم الذي هو سبب في تعظيمها عند أهل الصّراط المستقيم».

 ثمّ يضيف: «وروينا بأسنادنا إلى جدّي أبي جعفر الطّوسيّ عليه الرّحمة فيما رواه الحسين بن راشد: قلت لأبي عبد الله عليه السّلام: غيرُ هذه الأعياد شيء؟

قال: نعم! أشرفها وأكملها اليوم الذي بُعث فيه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

قال: قلت: فأيّ يوم هو؟

قال: إنّ الأيّام تدور، وهو يوم السّبت لسبعٍ وعشرين من رجب.

قال: قلت: فما نفعل فيه؟

قال: تصوم وتكثر الصّلاة على محمّد وآله عليهم السّلام».

أمّا سائر أعمال هذا اليوم فهي كما يلي:

* أولاً: الغسل، قال السيّد ابن طاوس: «واعلم أنّ الغسل في هذا اليوم من شريف التّكاليف».

* ثانياً: يستحبّ في هذا اليوم زيارة رسول الله صلّى الله عليه وآله، وزيارة أمير المؤمنين عليه السّلام.

* ثالثاً: ومن الصّلوات التي وردت في أعمال هذا اليوم، صلاتان مهمّتان جداً ورد الحثّ عليهما في (الإقبال) للسيّد ابن طاوس عليه الرحمة، وللتّسهيل فإنّ هاتين الصلاتين مذكورتان في كتاب (مفاتيح الجنان).

* رابعاً: كذلك من أعمال هذا اليوم بشكل خاصّ الصّدقة، وهي مستحبّة في جميع شهر رجب، إلّا أنّها مستحبّة بشكلٍ خاصّ في اليوم السّابع والعشرين.

* خامساً: الأدعية:

1-   قال الشّيخ الطّوسيّ عليه الرّحمة: «ويستحب أن يدعو بهذا الدعاء في هذا اليوم: يا من أَمَر بالعفو والتجاوز..».

2-   ذكر السّيّد أنّ من الأدعية التي يدعى بها أيضاً، في هذا اليوم هذا الدّعاء: «أللّهمّ إنّي أسألك بالتّجلّي الأعظم..». (انظر: مفاتيح الجنان)

(الشيخ علي المسترشد، مختصر مناهل الرّجاء – أعمال شهر رجب)

اخبار مرتبطة

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

نفحات