صاحب الأمر

صاحب الأمر

منذ 3 أيام

عليك بالتأمّل في هذه الكلمات

 

 

عليك بالتأمّل في هذه الكلمات

قدّم حوائجه على حوائجك.. والدعاء له قبل الدعاء لك

_____ السيّد ابن طاوس قدّس سرّه _____

 

كتاب «جنّة المأوى في ذكر من فاز بلقاء الحجّة عليه السلام أو معجزته في الغيبة الكبرى» لمؤلّفه الميرزا حسين النوري الهمداني، هو من ملحقات كتاب «بحار الأنوار» للعلامة المجلسي في المجلد الثالث والخمسون، وفيه قصص من تشرّفوا بلقاء الإمام المهديّ عليه السلام في زمن الغيبة الكبرى.

ومن تلك القصص ما نُقل عن السيد ابن طاوس من أنّه سمع مناجاة الإمام وقت السحر. وبعد كلام للمحدّث النوري بشأن القصّة ينقل كلاماً للسيد فيه تصريح لولده بحصول هذا الأمر، فيقول المحدّث النوري: بل له في كتاب «كشف المحجّة» كلمات تنبئ عن أمر عظيم ومقام كريم:

«شعائر»

 

* منها قوله: «واعلم يا ولدي محمّد، ألهمك الله ما يريده منك، ويرضى به عنك، أنّ غَيبة مولانا المهديّ صلوات الله عليه، التي حيرّت المخالف وبعض المؤالف، هي من جملة الحجج على ثبوت إمامته، وإمامة آبائه الطاهرين صلوات الله على جدّه محمّدٍ وعليهم أجمعين، لأنّك إذا وقفتَ على كتب الشيعة وغيرهم، مثل كتاب (الغَيبة) لابن بابويه، وكتاب (الغَيبة) للنعماني ومثل كتاب (الشفاء والجلاء)، ومثل كتاب أبي نعيم الحافظ في (أخبار المهديّ ونعوته وحقيقة مخرجه وثبوته)، والكتب التي أشرتُ إليها في (الطوائف)، وجدتَها أو أكثرها تضمّنت قبل ولادته أنّه يغيب عليه السلام غَيبةً طويلة، حتّى يرجع عن إمامته بعضُ مَن كان يقول بها، فلو لم يغِب هذه الغيبة، كان طعناً في إمامة آبائه وفيه، فصارت الغيبة حجّة لهم عليهم السلام، وحجّة له على مخالفيه في ثبوت إمامته وصحّة غَيبته، مع أنّه عليه السلام حاضر مع الله على اليقين، وإنّما غاب مَن لم يلقه عنهم لغيبتهم عن حضرة المتابعة له ولربّ العالمين».

* ومنها قوله فيه: «وإن أدركتَ يا ولدي موافقة توفيقك لكشف الأسرار عليك، عرّفتك من حديث المهدي صلوات الله عليه ما لا يشتبه عليك، وتستغني بذلك عن الحجج المعقولات ومن الروايات، فإنّه صلّى الله عليه وآله حيٌّ موجود على التحقيق، ومعذور عن كشف أمره إلى أن يأذن له تدبير الله الرحيم الشفيق، كما جرت عليه عادة كثير من الأنبياء والأوصياء، فاعلم ذلك يقيناً، واجعله عقيدةً وديناً، فإنّ أباك عرَفه أبلغ من معرفة ضياء شمس السماء».

* ومنها قوله: «واعلم يا ولدي محمّد، زيّن الله جلّ جلاله سرائرك وظواهرك بموالاة أوليائه ومعاداة أعدائه، أنّني كنت لمّا بلغتني ولادتك بمشهد الحسين عليه السلام، في زيارة عاشوراء، قمتُ بين يدي الله جلّ جلاله مقام الذلّ والانكسار والشكر لِما رأفني به من ولادتك من المسارّ والمبارّ، وجعلتك بأمر الله جلّ جلاله عبد مولانا المهدي عليه السلام ومتعلّقاً به، وقد احتجنا (غير) مرّة عند حوادث حدثت لك إليه، ورأيناه في عدّة مقامات في مناجاة وقد تولّى قضاء حوائجك بإنعامٍ عظيم في حقّنا وحقّك، لا يبلغ وصفي إليه.

فكن في موالاته والوفاء له، وتعلُّق الخاطر به على قدر مراد الله جلّ جلاله، ومراد رسوله ومراد آبائه عليهم السلام، ومراده عليه السلام منك، وقدّم حوائجه على حوائجك عند صلاة الحاجات، والصدقة عنه قبل الصدقة عنك وعمّن يعزّ عليك، والدعاء له قبل الدعاء لك، وقدِّمه عليه السلام في كلّ خيرٍ يكون وفاء له، ومقتضياً لإقباله عليك وإحسانه إليك، واعرض حاجاتك عليه كلّ يوم الاثنين ويوم الخميس من كلّ أسبوع، بما يجب له من أدب الخضوع».

* ومنها قوله بعد تعليم ولده كيفيّة عرض الحاجة إليه عليه السلام: «واذكر له أنّ أباً قد ذكر لك أنّه أوصى به إليك، وجعلك بإذن الله جلّ جلاله عبده، وأنّني علّقتُك عليه، فإنّه يأتيك جوابه صلوات الله وسلامه عليه.

وممّا أقول لك يا ولدي محمّد، ملأ الله جلّ جلاله عقلك وقلبك من التصديق لأهل الصدق، والتوفيق في معرفة الحقّ: أنّ طريق تعريف الله جلّ جلاله لك بجواب مولانا المهدي صلوات الله وسلامه عليه على قدر قدرته جلّ جلاله ورحمته:

فمن ذلك ما رواه محمد بن يعقوب الكليني في كتاب (الوسائل) عمّن سمّاه، قال:

(كتبتُ إلى أبي الحسن عليه السلام أنّ الرجل يحبّ أن يُفضي إلى إمامه ما يحبّ أن يفضي به إلى ربّه، قال:

فكتب: إنْ كانت لك حاجة فحرِّك شفتَيك، فإنّ الجواب يأتيك).

ومن ذلك ما رواه هبة الله بن سعيد الراوندي في كتاب (الخرائج) عن محمّد بن الفرج، قال: (قال لي عليّ بن محمّد عليهما السلام: إذا أردتَ أن تسألَ مسألةً فاكتُبها، وضَعِ الكتابَ تحت مصلّاك، ودَعه ساعةَ ثمّ أَخرِجه وانظُر فيه.

قال: ففعلتُ فوجدتُ ما سألته عنه موقّعاً فيه).

وقد اقتصرت لك على هذا التنبيه، والطريق مفتوحة إلى إمامِك لمَن يريد الله جلّ جلاله عنايته به، وتمام إحسانه إليه».

* ومنها قوله في آخر الكتاب: «تمّ ما أردنا بالله جلّ جلاله من هذه الرسالة، ثمّ عرضناه على قبول واهبه صاحب الجلالة نائبه صلّى الله عليه وآله، وورد الجواب في المنام، بما يقتضي حصول القبول والإنعام، والوصيّة بأمرك، والوعد ببرّك، وارتفاع قدرك».

قال المحدّث النوري: وعليك بالتأمّل في هذه الكلمات، التي تفتح لك أبواباً من الخير والسعادات، ويظهر منها عدم استبعاد كلّ ما يُنسب إليه من هذا الباب، والله الموفّق لكلّ خيرٍ وثواب.

 

______________________________________

* انظر: (المحدّث النوري، جنة المأوى الملحق بالبحار: 53/304)

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ 3 أيام

دوريات

  أجنبية

أجنبية

منذ 3 أيام

أجنبية

نفحات