أحسن الحديث

أحسن الحديث

14/07/2018

موجز في تفسير سورة «القارعة»

 

من أسماء القيامة في القرآن

موجز في تفسير سورة «القارعة»

ـــــــــــــــــ إعداد: سليمان بيضون ـــــــــــــــــ

* السورة الواحدة بعد المائة في ترتيب سوَر المُصحف الشريف، نزلت بعد «قريش».

* سُمّيت بـ«القارعة» لابتدائها بقوله تعالى بعد البسملة: ﴿الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ.

* آياتها إحدى عشرة، وهي مكّية، وجاء في الحديث النبويّ الشريف: «من قرأها ثقّل الله بها ميزانه يوم القيامة».

 

إنّ قسماً مهمّاً من معارف القرآن ومسائله العقائدية يدور حول محور القيامة والبعث، لأنّ له تأثيراً محوريّاً في تربية الإنسان وتكامل سلوكه، ولهذا اليوم العظيم أسماء كثيرة في القرآن، وكل منها تبيّن بعداً من أبعاده. فقد ذكر أكثر من مئة اسم ليوم القيامة يمكن الاستفادة منها أو من أكثرها في القرآن المجيد، كيوم الحسرة، يوم الحساب، يوم المسألة، يوم الواقعة، يوم القارعة، يوم الراجفة، يوم الرادفة، يوم التلاق، يوم الفراق، يوم التناد، يوم العذاب، يوم الفرار، يوم الحقّ، يوم الحُكم، يوم الفصل، يوم الجمع، يوم الدين، يوم تبلى السرائر، يوم لا يغني مولى عن مولى شيئاً، يوم يفرّ المرء من أخيه، يوم لا ينفع مال ولا بنون، يوم التغابن..

محتوى السورة

تتناول هذه السورة بشكل عام، المعاد، ومقدّماته، بتعابير حادّة، وبيان مؤثّر، وإنذار صريح وواضح، حيث تصنّف الناس يوم القيامة، إلى صنفين أو جماعتين: الجماعة التي تكون أعمالها ثقيلة في ميزان العدل الإلهي، فتحظى جزاء بذلك، حياة راضية سعيدة في جوار الرحمة الإلهية، وجماعة أعمالها خفيفة الوزن، فتعيش في نار جهنم الحارة المحرقة.

فضيلة تلاوتها

* عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: «من قرأها ثقّل اللهُ بها ميزانَه يوم القيامة».

* عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: «من قرأ القارعة آمنَه اللهُ من فتنة الدجّال أن يؤمن به، ومن قيح جهنم يوم القيامة إن شاء الله».

قال المفسّرون

«تفسير الميزان»:

* قوله تعالى: ﴿الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ﴾ مبتدأ وخبر، والقارعة من القرع وهو الضرب باعتماد شديد، وهي من أسماء القيامة في القرآن. قيل: سمّيت بها لأنّها تقرع القلوب بالفزع وتقرع أعداء الله بالعذاب.

والسؤال عن حقيقة القارعة في قوله: ﴿مَا القَارِعَةُ﴾ مع كونها معلومة إشارة إلى تعظيم أمرها وتفخيمه وأنّها لا تُكتَنه علماً، وقد اكّد هذا التعظيم والتفخيم بقوله بعد: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ﴾.

* قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ﴾، ظرف متعلّق بفعل مقدّر نحو «أذكر» و«تقرع» و«تأتي»، والفَراش على ما نقل عن الفرّاء الجراد الذي ينفرش ويركب بعضه بعضاً وهو غوغاء الجراد. قيل: شُبّه الناس عند البعث بالفراش لأنّ الفراش إذا ثار لم يتّجه إلى جهة واحدة كسائر الطير، وكذلك الناس إذا خرجوا من قبورهم أحاط بهم الفزع فتوجّهوا جهات شتّى أو توجّهوا إلى منازلهم المختلفة سعادة وشقاء. والمبثوث من البثّ وهو التفريق.

* قوله تعالى: ﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ﴾، العهن الصوف ذو ألوان مختلفة، والمنفوش من النفش وهو نشر الصوف بندف ونحوه، فالعهن المنفوش الصوف المنتشر ذو ألوان مختلفة إشارة إلى تلاشي الجبال على اختلاف ألوانها بزلزلة الساعة.

* قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ﴾، إشارة إلى وزن الأعمال وأنّ الأعمال منها ما هو ثقيل في الميزان وهو ما له قدْر ومنزلة عند الله وهو الإيمان وأنواع الطاعات، ومنها ما ليس كذلك وهو الكفر وأنواع المعاصي، ويختلف القسمان أثراً فيستتبع الثقيل السعادة ويستتبع الخفيف الشقاء، وقوله: ﴿فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ﴾ العيشة بكسر العين كالجِلسة بناء نوع، وتوصيفها براضية - والراضي صاحبها - من المجاز العقلي، أو المعنى: في عيشة ذات رضى.

* قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ﴾، الظاهر أنّ المراد ب«هاوية» جهنم، وتسميتها بهاوية لِهويّ من أُلقي فيها أي سقوطه إلى أسفل سافلين، قال تعالى: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا..﴾ التين:5-6. فتوصيف النار بالهاوية مجاز عقلي كتوصيف العيشة بالراضية، وعُدّت هاوية أمّاً للداخل فيها لكونها مأواه ومرجعه الذي يرجع إليه كما يرجع الولد إلى أمّه.

* قوله تعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ﴾، ضمير «هي» لهاوية، والهاء في «هيه» للوقف، والجملة تفسير تفيد تعظيم أمر النار وتفخيمه.

* قوله تعالى: ﴿نَارٌ حَامِيَةٌ﴾، أي حارّة شديدة الحرارة، وهو جواب الاستفهام في ﴿ما هِيه﴾ وتفسير ل﴿هاوية﴾.

الميزان هو العدل

* «سئل الإمام الصادق عليه السلام: أوليس توزن الأعمال؟ قال: لا، لأنّ الأعمال ليست أجساماً وإنّما هي صفة ما عملوا، وإنّما يحتاج إلى وزن الشيء مَن جهل عدد الأشياء ولا يعرف ثقلها وخفّتها، وإنّ الله لا يخفى عليه شيء، قال السائل: فما معنى الميزان؟ قال عليه السلام: العدل. قال: فما معنى في كتابه ﴿فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ﴾؟ قال: فمن رجح عملُه».

* عنه عليه السلام: «إنّ الخير ثقُل على أهل الدنيا على قدر ثقله في موازينهم يوم القيامة، وإنّ الشرّ خفّ على أهل الدنيا على قدر خفّته في موازينهم يوم القيامة».

ما يثقّل الميزان

* عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في فضل «لا إله إلا الله»: «لا يقبل الله الأعمال إلّا بها، وهي كلمة التقوى، يثقّل الله بها الموازين يوم القيامة».

* عن أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له: «وأشهدُ أنْ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أنّ محمّداً عبدُه ورسولُه، شهادتان ترفعان القول وتضاعفان العمل، خفّ ميزانٌ ترفعان منه، وثقل ميزانٌ توضعان فيه».

* عنه عليه السلام: «..الحسنات ثقل الميزان والسيئات خفّة الميزان».

* عن الإمام الباقر عليه السلام: «ما في الميزان شيء أثقل من الصلاة على محمّد وآل محمّد ".." وإنّ الرجل لتوضع أعماله في الميزان فيميل به فيخرج الصلاة فيضعها في ميزانه فيرجح».

* عنه عليه السلام: «من كان ظاهره أرجح من باطنه خفّ ميزانه».

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

14/07/2018

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات