أحسن الحديث

أحسن الحديث

09/10/2018

«المقامُ المحمود»

«المقامُ المحمود»

الشفاعة الكبرى للنبيّ صلّى الله عليه وآله

ــــــــــــــــــــــــــــــ المرجع الديني الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ــــــــــــــــــــــــــــــ

كثيرة هي الآيات القرآنية الدالّة على عظيم منزلة خاتَم النبيّين وسيّد المرسلين محمّدٍ صلّى الله عليه وآله، منها الآية التاسعة والسبعون من سورة الإسراء، وهي قوله تعالى خطاباً له: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾. حيث لا ريب أنّ «المقام المحمود» هو مقام مرتفع جدّاً يستثير حَمْد الأوّلين والآخرين، لا سيّما يوم القيامة.

المقالة إضاءة على ما تقدّم، مقتبسة ممّا جاء في (التفسير الأمثل) للمرجع الديني الشيخ مكارم الشيرازي في تفسير الآية المباركة.

«شعائر»

 

اعتبر الكثير من المفسّرين أنّ تعبير  ﴿نَافِلَةً لَكَ﴾ دليلٌ على وجوب صلاة الليل على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، حيث إنّ هذه «النافلة» -والتي هي بمعنى «زيادة في الفريضة»- تخصّك أنت دون غيرك يا رسولَ الله.

وختام الآية يوضح نتيجة هذا البرنامج الإلهي الروحاني الرفيع، وهو استحقاقه صلّى الله عليه وآله وسلّم المقامَ المحمود، ﴿..عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾.

و«المقام المحمود» -كما هو واضح من اسمه- له معنى واسع، بحيث يشمل كلّ مقام يستحقّ الحمد، ولكن من المسلّم بأنّ المقصود به هنا، هو الإشارة إلى المقام الذي اختصّ به رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وبسبب عباداته الليلية، ودعائه في وقت السحر.

والمعروف بين المفسّرين أنّ هذا المقام هو مقام «الشفاعة الكبرى» للرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم. وهذا التفسير ورد في روايات متعدّدة، ففي تفسير العيّاشي عن الإمام الصادق أو الباقر عليهما السلام في تفسير الآية، قال: «هي الشفاعة».

وقد حاول بعض المفسّرين الوصول إلى هذه الحقيقة من مفهوم الآية نفسها، فهم يعتقدون أنّ عبارة ﴿..عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ..﴾ دليلٌ على أنّ الله تعالى سوف يُعطيك هذا المقام في المستقبل، المقام الذي سوف يحمَده الجميع، لأنّ فائدته سوف تنال الجميع بدليل أن ﴿مَحْمودَاً﴾ جاءت مطلقة غير مقيّدة بشرط.

إضافة إلى ذلك، فإنّ الحمد في مقابل عمل معيّن هو أمر اختياري، والشيء الذي يحتوي على جميع هذه الخصائص لا يمكن أن يكون سوى الشفاعة الكبرى والعامّة لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

وهناك احتمال أن يكون «المقام المحمود» هو أقصى القرب من الخالق عزّ وجلّ، والذي تكون إحدى آثاره هي الشفاعة الكبرى.

وبالرغم من أنّ المخاطب في هذه الآية -ظاهراً- هو رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، إلّا أنّه يمكن تعميم الحكم، والقول بأنّ جميع الأشخاص المؤمنين الذين يقومون ببرنامج التلاوة وصلاة الليل لهم نصيب في هذا المقام المحمود، وسوف يقتربون من الساحة الإلهية بمقدار إيمانهم وعملهم، وبنفس المقدار سوف يقومون بالشفاعة للآخرين.

علبة مستقلة

 

إذا سمعتَ المؤذّن..

«روي أنّه إذا سمع أحدكم المؤذّن يؤذّن، فليَقُل:

وأنا أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنّ محمّداً عبدُه ورسولُه، رضيتُ باللهِ ربّاً، وبالإسلامِ ديناً، وبمحمّدٍ رسولاً، وبالأئمّة الطاهرين أئمّةً، ويصلّي على محمّدٍ وآله.

ثمّ يقول: اللّهُمّ ربَّ هذه الدّعوةِ التامّة، والصّلاةِ القائمة، آتِ محمّداً الوسيلةَ والفضيلة، وارزقْهُ المقامَ المحمودَ الذي وعدتَه، وارزقني شفاعتَه يوم القيامة.

ويقولُ عند أذان المغرب: اللّهُمّ هذا إقبالُ ليلِك وإدبارُ نَهارِك وأصواتُ دعائك فاغفِرْ لي».

(الشيخ الطوسي، المبسوط:1/97)

 

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

نفحات