حتّى ظَننّا أنها هي!
الآيات الكونية بعد شهادة الإمام الحسين عليه السلام
* خلف بن خليفة عن أبيه، قال: «لمّا قُتل الحسين اسودّت السماء وظهرت الكواكب نهاراً، حتى رأيتُ الجوزاء عند العصر، وسقط التراب الأحمر».
* عن عليّ بن مسهر عن جدّته، قالت: «لمّا قُتل الحسين كنت جارية شابّة، فمكثَتِ السماء سبعة أيام بلياليها كأنّها علَقة».
* خلّاد -صاحب السمسم، قال: «حدّثتني أمّي، قالت: كنّا زماناً بعد مقتل الحسين، وإنّ الشمس تطلع محمرّة على الحيطان والجُدر بالغداة والعشيّ، قالت: وكانوا لا يرفعون حجراً إلّا وُجد تحته دم».
* الأسود بن قيس، قال: «احمرّت آفاق السماء بعد قتل الحسين ستّة أشهر، يُرى ذلك في آفاق السماء كأنّها الدم».
* عن عيسى بن الحارث الكندي، قال: «لمّا قُتل الحسين مكثنا سبعة أيّام إذا صلّينا العصر، فنظرنا إلى الشمس على أطراف الحيطان كأنّها الملاحف المَعصْفرة، ونظرنا إلى الكواكب يضرب بعضها بعضاً».
* عن أبي قبيل، قال: «لمّا قُتل الحسين بن عليّ، كُسفت الشمس كسفةً بدت الكواكب نصف النهار، حتى ظننّا أنها هي». [أي القيامة]
* عن محمّد بن سيرين، قال: «لم تكن تُرى الحمرة في السماء حتّى قُتل الحسين بن عليّ».
* جعفر بن سليمان، قال: «حدثتني خالتي أم سالم، قالت: لمّا قُتل الحسين بن عليّ، مُطرنا مطراً كالدم على البيوت والجدر. قال: وبلغني أنّه كان بخراسان والشام والكوفة».
* عن بوّاب عبيد الله بن زياد: «أنّه لما جِيَء برأس الحسين، فوُضع بين يديه، رأيتُ حيطان دار الإمارة تسايل دماً».
* عن زيد بن عمرو الكنديّ، قال: «حدّثتني أم حيّان، قالت: يوم قُتل الحسين أظلمت علينا ثلاثاً، ولم يمسّ أحدٌ من زعفرانهم شيئاً فجعله على وجهه، إلّا احترق».
* عن يزيد بن أبي زياد، قال: «قُتل الحسين ولي أربع عشرة سنة، وصار الورس [نبات يستخدم للصّباغ] الذي كان في عسكرهم رماداً، واحمرّت آفاق السماء، ونحروا ناقة في عسكرهم فكانوا يرون في لحمها النيران».
(تاريخ مدينة دمشق: 14/226)
ما كان في بيت المقدس صباحَ قُتل الحسين؟
في كتاب (مثير الغرام إلى زيارة القدس والشّام) للحافظ أحمد بن محمّد المقدسي الشافعي، المتوفّى سنة 765 للهجرة، قال:
«قال ابن شهاب الزهريّ: ..قدمتُ دمشق وأنا أريد الغَزو، فأتيتُ عبد الملك بن مروان لأسلّمَ عليه. فوجدتُه في قبّةٍ على فرش يفوق القايم، والناس تحته سِماطان، فسلّمتُ وجلست، فقال: يا ابنَ شهاب، أتعلمُ ما كان في بيت المقدس صباحَ قُتل الحسين بن عليّ بن أبي طالب؟
قلت: نعم. قال: هَلُمّ!
فقمتُ من وراء النّاس حتّى أتيتُ خلفَ القبّة، وحوّل وجهه فأحنى علَيّ، وقال: ما كان؟
فقلت: لم يُرفَع حجرٌ من بيت المقدس إلا وُجِدَ تحتَه دمٌ.
فقال عبد الملك: لم يبقَ أحدٌ يعلَمُ هذا غيري وغيرك، فلا يُسمَعَنَّ منك.
قال الزّهريّ: فما تحدّثتُ به حتّى تُوفِّي».