مراقبات

مراقبات

13/11/2018

أعمال ومراقبات شهر ربيع الأوّل

 

ما برأَ اللهُ نسَمةً خيراً مِن محمّدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم

أعمال ومراقبات شهر ربيع الأوّل

_____ إعداد: «شعائر» _____

 

* في أوّل ليلة من شهر ربيع الأول، سنة 13 من البعثة، هاجر رسول الله صلّى الله عليه وآله من مكّة المكرّمة إلى يثرب (المدينة المنوّرة)، وكان ذلك ليلة الخميس، وفيها كان مبيت أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام على فراش النبيّ صلّى الله عليه وآله.

* وفي ثامنه استُشهد الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام، سنة 260، في سامراء.

* وفي اليوم السابع عشر من ربيع الأول مولدُ النبيّ صلّى الله عليه وآله، وكذلك مولد الإمام الصادق عليه السلام، سنة 83.

نتناول في المقالة التالية، أبرز المراقبات والأعمال الخاصّة بشهر ربيع الأول، لا سيّما ما اختصّ بيوم المولد النبويّ الشريف، تاريخِ نزول أعظم رحمةٍ إلهيّة إلى العالمين، كما يؤكّد الميرزا الملَكي التبريزي في (المراقبات).

 

* رُوي عن الإمام الباقر عليه السلام، قال: «أَوْحَى الله تَعَالَى إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّم: .... فَمَنْ أَطَاعَكَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، ومَنْ عَصَاكَ فَقَدْ عَصَانِي، وأَوْجَبْتُ ذَلِكَ فِي عَلِيٍّ وفِي نَسْلِه مِمَّنِ اخْتَصَصْتُه مِنْهُمْ لِنَفْسِي».

* وعن الإمام الصادق عليه السلام: «قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيهِ السَّلام: مَا بَرَأَ الله نَسَمَةً خَيْراً مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّم».

(الكافي:1/441)

الليلة الأولى: مبيت الإمام عليّ في فراش النبيّ صلّى الله عليه وآله

قضى الله سبحانه وتعالى، أن يبيت أمير المؤمنين عليه السلام في فراش النبيّ ليلة هجرته، يفديه بنفسه ويُحبط مؤامرة قريش لقتل رسول الله، فنزل قوله تعالى مخلداً هذه التضحية العلوية: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ الله وَالله رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾. [البقرة:207]

كما أن النبيّ أوصى أمير المؤمنين بأن يُنجز عنه عِداته، ويردّ الأمانات المودعة عنده إلى أصحابها، ثم يخرج من مكّة ملتحقاً برسول الله ومعه عددٌ من الهاشميات، بينهنّ الصديقة الكبرى السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام.

قال الشيخ علي بن يونس العاملي النباطي في (الصراط المستقيم: 1/175): «هذا المبيت، لو وزن بأعمال الخلائق لرجحها، لأنّه سبب نجاة نبيّها وأداء رسالته إليها، وإنفاذ الأمر الإلهي فيها وثبوته، وهو ابن (ثلاث) وعشرين سنة، مع كثرة الأعداء، مراغماً لهم، ينادي على الكعبة ثلاثاً بصوتٍ عالٍ، وقوّةِ جَنان، وقلبٍ راسخ، وثبات لسان، مع قلّة الأعوان، وكثرة الخذلان: هل من صاحب أمانة أو وصيّة أو عِدَةٍ عند رسول الله؟ فأدّى الحقوق، وجهّز العيال جهازاً، وفي وصيته بذلك سالفاً، دليل استحقاقه، ووصيّته خالفاً».

ورُويَ أنّ الدّعاء الّذي قرأَهُ أميرُ المؤمنين صلوات الله عليه عند مبيتِه، هو: «أَصْبَحْتُ اللّهُمَّ مُعْتَصِماً بِذِمامِكَ المَنِيعِ الَّذِي لا يُطاوَلُ وَلا يُحاوَلُ..». [انظر: باب «لولا دعاؤكم» من هذا العدد]

اليوم الأول: صُمْه شكراً لله تعالى

يستحبّ في اليوم الأوّل من شهر ربيع الأوّل الصّيام شكراً لله تعالى على ما أنعم من سلامة النّبيّ وأمير المؤمنين، صلوات الله وسلامه عليهما، ومن المناسب زيارتهما عليهما السّلام في هذا اليوم.

واستحسن السيّد ابن طاوس في (الإقبال) أن يؤتى في هذه اليوم بصلاة الشكر: «فإنّه يومٌ عظيمُ السّعادة، فما أحقّه بالشّكر والصّدقات والمبرّات».

 

اليوم الثامن: شهادة الإمام الحسن العسكري عليه السلام

* كانت شهادة الإمام الحسن بن عليّ العسكريّ عليهما السلام، يومَ الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الأوّل سنة 260، ودُفن في الحجرة التي دُفن فيها والده الإمام الهادي بدارهما في سامرّاء. وله يومئذٍ من العمر ثمان وعشرون سنة، وكانت مدّة إمامته ست سنين.

* يستحبّ في هذا اليوم زيارة الإمام العسكريّ والإمام المهديّ عليهما السّلام، فهو أوّل يومٍ من إمامة صاحب العصر، أرواح العالمين له الفداء.

 

اليوم الثّاني عشر: صلاة من ركعتين

يُستحبّ في هذا اليوم، كما في (مفاتيح الجنان) للمحدّث القمّي، أداء صلاة من ركعتَين:

- يقرأ في الرّكعة الأولى بعد سورة (الفاتحة)، سورة (قل يا أيّها الكافرون) ثلاث مرّات.

- ويقرأ في الرّكعة الثّانية بعد (الفاتحة)، سورة (التّوحيد) ثلاث مرّات.

اليوم السابع عشر: مولد النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله

 

* قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصف النبيّ صلّى الله عليه وآله: «..ولَقَدْ قَرَنَ اللهُ بِه صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّم، مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِه، يَسْلُكُ بِه طَرِيقَ الْمَكَارِمِ، ومَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ، لَيْلَه ونَهَارَه..».

* وروى الشيخ الصدوق في (الأمالي: 1/235) عن الإمام الصادق عليه السلام، حول وقائع ليلة المولد الشريف: «.. وانتشرَ في تلك الليلة نورٌ من قِبل الحجاز ثمّ استطالَ حتّى بلغَ المشرقَ، ولم يبقَ سريرٌ لمَلِكٍ من ملوكِ الدّنيا إلا أصبحَ مَنكوساً، والمَلِكُ مُخرَسَاً لا يتكلّمُ يومَه ذلك، وانتُزعَ علمُ الكهنة، وبطلَ سحرُ السَّحَرة...».

* وروي عن السيدة آمنة عليها السلام أنها لمّا ولدت النبيّ، سمعت قائلاً يقول: «إنكِ قد ولدتِ سيّدَ الناس، فسمّيه محمّداً..».

* وأنشد الشيخ كاظم الأزري:

ما عسى أن أقولَ في ذي مَعالٍ

علّةُ الكونِ كلِّه إحداها

بشّرتْ أمَّهُ به الرُّسْلُ طرّاً

طرباً باسمه فيا بشراها

 

* وعنه صلّى الله عليه وآله، قال: «أمرني ربّي بسبعِ خصال: حبِّ المساكين والدّنوِّ منهم، وأن أُكثِر من (لا حولَ ولا قوّةَ إلَّا بالله)، وأن أصِلَ رحِمي وإنْ قطعَني، ،وأن أنظرَ إلى من هو أسفل منّي ولا أنظر إلى مَن هو فوقي، وأن لا تأخذَني في اللهِ لومةُ لائم، وأن أقولَ الحقّ وإنْ كان مرّاً، وأن لا أسألَ أحداً شيئاً».

وقال صلّى الله عليه وآله في بعض مواعظه: «إنْ قدرتَ أن تُصبحَ وتُمسي وليس في قلبك غشٌّ لأحدٍ فافعلْ، وذلك من سنّتي، ومَن أحيا سُنّتي فقد أحياني، ومَن أحياني كان معي في الجنّة».

وعنه صلّى الله عليه وآله: «خِصلتان لا أحبّ أن يشاركني فيهما أحد؛ وضوئى فانّه من صلاتي. وصدَقتى فإنها تقعُ في يد الرّحمن».

ورويَ أنّ أحبّ الصلاة إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله ما داومَ عليها، وإنْ قلّتْ. وكان إذا صلّى صلاةً من الصلوات، داومَ عليها.

 (العلامة الطباطبائي، سُنن النبيّ صلّى الله عليه وآله)

 

* يقول الإمام الخامنئي في كلمة له بمناسبة المولد النبويّ الشريف: « الوجود المبارك لرسول الله صلّى الله عليه وآله رحمةٌ للعالمين. وهي رحمة، لا تزال تسري على أتباعه. يقول عزّ وجلّ: ﴿..وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ...﴾. فالذين يتَّبعون هذا الإنسان العظيم ويسيرون على نهجه، ويتقبلون هدايته، تشملهم الرحمة الإلهية. وهذا وعدٌ إلهيٌ لا يُردّ ولا يبدّل». [الأعراف:156-157]

اليوم السابع عشر: مولد الإمام جعفر الصادق عليه السلام (83 للهجرة)

* في (مفاتيح الجنان)، بسندٍ معتبرٍ عن الصادق عليه السلام، قال: «مَن قرأ سُورَةَ إبراهيم وسُورَةَ الحِجر في ركعتين جميعاً، في يَوم الجُمعة، لَمْ يَصبهُ فقرٌ أبداً، ولا جنونٌ ولا بَلوى».

* وعنه عليه السلام: «إنّ اللهَ عزّ وجلّ، كَرِهَ إلحاحَ الناسِ؛ بعضِهم على بعض في المسألة، وأحبَّ ذلك لنفسِه. إنّ اللهَ عزّ وجلّ يحبُّ أن يُسأَل، ويُطلبَ ما عندَه» .

* يستحبّ زيارته عليه السّلام في جميع الأوقات، لا سيّما يوم ولادته المبارك، بالزيارات المعتبرة، وفي طليعتها «الزّيارة الجامعة»، وزيارة «أمين الله»، وزيارة الأئمة في البقيع.

 

أعمال يوم المولد النبويّ الشريف

الأوَّل: الغسل.

الثَّاني: الصَّوم وله فضلٌ كثير، ورُوي عن أئمّة الهدى عليهم السلام أنّهم قالوا: «مَن صَامَ اليومَ السابعَ عشر من شهر ربيع الأوّل، كتبَ اللهُ سبحانَه له صيامَ سنة...».

الثّالث: زيارة رسول الله صلّى الله عليه وآله عن قُرب أو عن بُعد.

الرَّابع: زيارة أمير المؤمنين عليه السّلام بما زاره به الإمام الصّادق عليه السلام، وهي الثانية من زياراته المخصوصة في (مفاتيح الجنان) وأوّلها – بعد التّكبيرات الثّلاث: «السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلى خِيَرَةِ اللهِ..». 

الخامس: صلاة من ركعتَين يؤتى بها قبل الظّهر؛ يقرأ في كلّ ركعة بعد الحمد سورة (القدر) عشر مرّات، و(التّوحيد) عشر مرّات، ثمّ يجلس في مصلّاه ويدعو بالدُّعاء: (أللّهُمَّ أَنْتَ حَيٌّ لا تَمُوتُ..). [إقبال الأعمال: أعمال ربيع الأوّل] 

السَّادس: يستحبّ فيه الصدقة، وزيارة المشاهد، والتطوّع بالخيرات، وأن يُدخل المرء السرور على أهله وعياله.

(المحدّث القمّي، مفاتيح الجنان)

 

زيارة أمير المؤمنين في يوم المولد النبويّ

قال المحدّث القمّي في (مفاتيح الجنان) بعد أن أورد زيارة أمير المؤمنين عليه السلام التي زاره بها الإمام الصادق عليه السلام، في يوم المولد النبويّ: «لو سأل سائلٌ، فقال: قد رُويت زيارات مخصوصة في يوم الميلاد ويوم المبعث لأمير المؤمنين صلوات الله عليه، دون النبيّ صلّى الله عليه وآله، وكان ينبغي أن ترِد فيها زيارة مخصوصة لرسول الله صلّى الله عليه وآله، فكيف ذلك؟

أجبناه: إنّما ذلك لما بين هذَين القدوتين العظيمتين من شدّة الاتّصال، ولما بين هذَين النورَين الطاهرين من كمال الاتّحاد، بحيث كان مَن زار أمير المؤمنين عليه السلام، كمَن زار رسول الله صلّى الله عليه وآله، ويشهد على ذلك الكتاب المجيد... وهو في آية التباهل نفْسُ المصطفى، ليس غيره إيّاها».

 

سلامة الشهر والأمان من الوسوسة

من الأعمال المشتركة في بدايات الأشهر الهجرية، الدعاء بالمرويّ عند رؤية الهلال، ومنها الدعاء الثالث والأربعون من أدعية (الصحيفة السجادية).

وأورد المرجع الديني الراحل السيد محمد كاظم اليزدي، في (العروة الوثقى) صفة صلاة يؤتى بها في اليوم الأول من الأشهر الهجرية، وهي المروية عن الإمام أبي جعفر الجواد عليه السلام. قال قدّس سرّه:

- «يستحبّ في اليوم الأول من كلّ ّشهر أن يصلّي ركعتين، يقرأ في الأولى بعد (الحمد)،(قل هو الله)، ثلاثين مرة، وفي الثانية بعد (الحمد)،(إنّا أنزلناه) ثلاثين مرة، ثم يتصدّق بما تيسّر، فيشتري سلامة تمام الشهر بهذا...». (المصدر:3/407)

- «يستحبّ صوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر، (وهو آكد الصيام المندوب)، فقد ورد أنّه يعادل صوم الدهر، ويذهب بوَحَر الصدر، ويدلّ عليه جملة من الأخبار وهو أن يصوم أوّل خميس من الشهر وآخر خميس منه، وأوّل أربعاء في العشر الثاني، ومَن تركه يستحبّ له قضاؤه، ومع العجز عن صومه لكبر ونحوه يستحب أن يتصدّق عن كلّ يوم بمدّ من طعام أو بِدِرهَم». (المصدر:3/658)

* وحَر الصدر: الوسوسة.

* المدّ = ثلاثة أرباع كيلو غرام. والدرهم = 2,52 غرام فضّة. (مكتب الوكيل الشرعي للإمام الخامنئي في لبنان)

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

14/11/2018

دوريات

  اجنبية

اجنبية

14/11/2018

اجنبية

نفحات