يذكرون

يذكرون

منذ 5 أيام

الاستغفار

الاستغفار

الحصن الحصين من بلاء الدنيا وعذاب الآخرة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العلاّمة الشيخ محمّد علي الأنصاري ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الاستغفار لغةً: طلبُ الغَفر، وهو السّتر. واصطلاحاً: طلبُ المغفرة من الله تعالى.

وقد رغّبت الشريعة المؤمنين في الاستغفار، والنصوص الواردة في ذلك مستفيضة جداً، كتاباً وسنّةً، قولاً وعملاً، حيث كان النبيّ صلّى الله عليه وآله والأئمّة من ذريّته يُكثرون من الاستغفار، وقد رُوي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله، كان يتوب إلى الله في كلّ يومٍ سبعين مرّة، من غير ذنب.

آثار الاستغفار

يستفاد من مجموع الآيات والروايات الواردة أنّ للاستغفار آثاراً مهمّة، منها:

أولاً: الارتباط بينه وبين صلاح المجتمع ونزول البركات والحياة الطيّبة.

* قال تعالى حكايةً عن النبيّ هود عليه السلام، وهو يخاطب قومه: ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ..﴾. [هود:52]

ويؤيد ذلك قوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ..﴾. [الأعراف:96]

* وعن الإمام الرضا، عن آبائه عليهم السلام، قال: «قالَ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ... ومَن استبطأ الرّزقَ فَلْيَستغفرِ اللهَ...».

ثانياً: من آثار الاستغفار، رفعُ العذاب عن هذه الأمّة.

* قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾. [الأنفال:33]

* وعن أبي جعفر الباقر عليه السلام، قال: «كان رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، والاستغفار، لكُم حِصنَين حَصِينَين مِن العذاب، فمَضى أكبرُ الحِصنَين وبَقِيَ الاستِغفارُ، فأَكثِروا مِنه، فإنّه مِمحاةٌ للذّنوبِ..».

سيّد الاستغفار

وردتْ صِيغ عديدة للاستغفار، منها: «اللّهمّ اغفرْ لي»، و«أستغفرُ الله»، و«أستغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه»، و«أستغفرُ اللهَ ربّي وأتوبُ إليه»، و«أستغفرُك اللّهمّ».

وهناك نصوص تضمّنت زياداتٍ على الصيغ المتقدّمة، منها على سبيل المثال:

* ما رواه جابر بن عبد الله الأنصاريّ، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله، قال: «تعلّموا سيّدَ الاستغفار: (اللّهمّ أنتَ ربِّي لا إلَه إلّا أنتَ، خَلَقتَني وأنا عَبدُك، وأنا على عَهدِكَ، وأَبوءُ بِنِعمَتِكَ علَيَّ، وأَبوءُ لَكَ بِذَنبي فاغفِرْ لي، إِنّهُ لا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلّا أنتَ)..».

* وأيضاً، ما رُوي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام:

«أَستَغفِرُ اللهَ الّذي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ، بَدِيعُ السماوَاتِ والأرضِ، ذُو الجَلالِ والإِكرامِ، وأَسأَلُه أَنْ يُصَلِّيَ على مُحَمّدٍ وآلِ مُحَمّدٍ، وأَنْ يَتُوبَ عَلَيَّ».

___________________________________

* (الموسوعة الفقهية الميسرة: 3/20، فما بعد، مختصَر)

 

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ 4 أيام

دوريات

  اجنبية

اجنبية

منذ 4 أيام

اجنبية

نفحات