موقف

موقف

10/12/2018

اليقينُ العقائديّ في «خطّ الإمام»

اليقينُ العقائديّ في «خطّ الإمام»

_____ الشيخ حسين كَوراني _____

أطروحة «خطّ الإمام الخميني» تعني: «الأصالة» التي يشعر معها، وبها، المسلم ببراءة الذمّة، ونقاء المسار، وحُسن العاقبة والمصير، بحوله تعالى. إنها الصورة الصافية عن المحمّدية البيضاء، التي بدونها لا سبيلَ إلى الاستقلال واليقين الفكريّين أولاً، واللّذَين هما منطلق كلّ فتح في جميع الميادين.

يغلب على المؤمنين من الأمّة، ممّن التحقوا بالركب الخمينيّ، أنهم لم يسيّسوا انتماءهم، بل «دَيَّنوا» سياستهم. شدّهم إلى الإمام الخمينيّ، في البعد السياسي:

1) لأول مرّة في هذا القرن، وجدتِ الأمّة ذاتَها، واستشعرتْ وحدتَها، وتلمّستْ قلبها يخفقُ بهمِّ «الجسد الواحد» بعيداً عن التشظّي القومي، والمذهبي، وسائر التشظّيات من قبيل: «اليميني واليَساري»، و«التقدّمي والرّجعي»، و«الحَدَاثوي والمتحجّر»، و«الجامعي و الحَوزوي»، و«العوامّ والنُّخَب أو الخواصّ»، وغير ذلك.

2) لأول مرّة طرق مسامع قلوب الأمّة حديثٌ جذريّ عن تحرير فلسطين، لا يقيم لـ«سايكس بيكو» وزناً.

3) لأول مرة أيقنت الأمّة بأنّ بين الطروحات السياسية، طرحاً يهدف حقيقة إلى حلّ أزمة الأمّة، بعد أن هدّها الركض وراء «الممثّلين» المناورين الذين يُجيدون فنّ «اللعبة السياسية» ليحلّوا بها مشاكلهم على أساس التلاعب بمصير الشعوب ووجودها، سواءً أرادوا ذلك أم لم يريدوه.

ولقد تماوجت شغاف القلوب المحمّدية ترنّماً بالشكر، حين رأت أنّ هذا الزئير الخميني، ينبعث من لهيبٍ باطنيٍّ توحيديّ، قرآنيّ، ما جعل المحمّديّين يُجيدون الإصغاء إلى «المنطلَق العقائدي» المتجلّي في كلّ نفَسٍ خمينيّ.

قرأت الأمّة في صحيفة أعمال الإمام الخميني، في البُعد العقائدي:

1) أنّ توحيد الله تعالى هو أصلُ فقه القلب والحياة..

2) التديّن والتقوى رهن اليقين بالقانون الإلهيّ: كتاب الله تعالى والسنّة الشريفة، ورعاية «حدود الله تعالى».

3) رسول الله صلّى الله عليه وآله، سيّد الخلق، وهو رسول الله تعالى لكلّ عصر، ولا سعادة للبشرية في هذا العصر وكلّ ألفيّة إلّا بالاقتداء به، وكلّ تجاوزٍ لهذا الأصل يعني التخلّف والهلاك.

4) كلّ خيرٍ عند الأمة كربلائيّ: «كلّ ما عندنا من عاشوراء». وعلى هذا الأساس صارت حقيقة «انتصار الدم على السيف» مثلاً، ونِبراساً ومنهجاً.

5) العناية التامّة بإعمار الدنيا -وفي الطليعة إقامة الحكم لخدمة الناس، وليس للتسلّط على رقابهم- هي من شؤون الآخرة، ولذلك فلا نظرة إلى أيٍّ من أمور الممرّ إلّا بمنظار الآخرة والمستقرّ.

6) الواقعية الحقيقية، والموضوعية السليمة، والمنطقية المستقيمة، هي أنّ الغيب هو الواقع الموضوعيّ، وفي إطاره تقع الرحلة البشرية كلها، ومن هنا فإنّ عمى القلب الأخطر هو البناء على أنّ الغَيب نقيض الواقع الموضوعي! وبالتالي: الدّين نقيضُ العقلانية! والحداثة أكبر من الخلود!!

وعلى أساس هذه المنطلقات العقائدية بايعت قلوب الأمّة عبدَ الله المسدّد، الإمام الخميني رضوان الله عليه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* فقرة من بحث لسماحته بعنوان: «خطّ الإمام الخميني: المنجزات والتحدّيات»، ج 1، 1427 هجرية

اخبار مرتبطة

  ايها العزيز

ايها العزيز

  دوريات

دوريات

10/12/2018

دوريات

  اجنبية

اجنبية

10/12/2018

اجنبية

نفحات