الإمام الجواد المعجزة

الإمام الجواد المعجزة

منذ 4 أيام

الإمام الجواد المعجزة

الإمام الجواد المعجزة
رواية الحافظ ابن حَجر الهيثمي

 أورد إبن حجر في كتابه (الصَّواعق المُحرقة) الذي ألّفه للطَّعن بالشِّيعة وعقائدهم، ما يثبت أنَّ عقيدتنا هي ما صحَّ عن رسول الله صلّى الله عليه وآله، وما أجمع عليه المسلمون، وقد أثبت ذلك -عن غير قصدٍ منه- في موارد عديدة ومركزيّة، ليس المجال هنا لتتبُّعها، بل محلّ الشّاهد هنا ما قاله عن الإمام الجواد عليه السلام في آخر ترجمة الإمام الرِّضا عليه السلام.

قال إبن حجر في (الصَّواعق المُحرقة، ج 2، ص597):
«... وتوفّي الرِّضا رضي الله عنه وعمره خمس وخمسون سنة، عن خمسة ذكور وبنت، أجلُّهم محمّد الجواد لكنّه لم تَطل حياته.
 وممّا اتّفق له أنَّه بعد موت أبيه بسنة، واقفٌ والصّبيان يلعبون في أزقَّة بغداد إذ مرَّ المأمون ففَرُّوا ووقف محمّد وعمره تسع سنين، فألقى الله محبَّته في قلبه، فقال له: يا غُلام، ما منعك من الإنصراف، فقال له مسرعاً: يا أمير المؤمنين، لم يكن بالطّريق ضِيقٌ فأوسعَه لك، وليس لي جرمٌ فأخشاك، والظنُّ بك حسنٌ أنَّك لا تضرُّ مَن لا ذنبَ له. 

 فأعجبه كلامه وحُسنُ صورته، فقال له: ما اسمك واسم أبيك؟ فقال: محمّد بن عليّ الرّضا، فترحَّم على أبيه وساق جواده. وكان معه بزاةٌ للصّيد، فلمّا بَعُد عن العمار، أرسل بازه على درّاجة (طائر)، فغاب عنه ثمّ عاد من الجوِّ في منقاره سمكة صغيرة وبها بقاء الحياة، فتعجَّب من ذلك غاية العجب، ورجع فرأى الصّبيان على حالهم ومحمّد عندهم، ففرُّوا إلَّا محمّداً فدنا منه وقال له: ما في يدي؟ فقال: يا أمير المؤمنين، إنَّ الله تعالى خلق في بحر قدرته سمَكاً صغاراً، يصيدها بازات الملوك والخلفاء، فيُختبَر بها سلالة أهل بيت المصطفى.

قال له المأمون ما في يدي؟ فقال: إنّ الله تعالى خَلق في بحر  قدرته سمكاً صغاراً،
يصيدها بازات الملوك والخلفاء، فيُختبَر بها سلالة أهل بيت المصطفى.

 فقال له: أنتَ ابن الرِّضا حقّاً، وأخذه معه، وأحسن إليه، وبالغ في إكرامه، فلم يَزل مشغفاً به لِما ظهر له بعد ذلك من فضله وعِلمه، وكمال عظمته، وظهور برهانه مع صِغَر سِنِّه، وعَزَم على تزويجه بابنته أمّ الفضل وصمَّم على ذلك، فمنعه العبّاسيّون من ذلك خوفاً من أن يعهد إليه كما عهد إلى أبيه. فلمّا ذَكر لهم أنّه إنّما اختاره لتميُّزه على كافّة أهل الفضل علماً ومعرفة وحلماً مع صِغَر سِنِّه، فنازعوا في اتّصاف محمّد بذلك، ثمّ تواعدوا على أن يُرسلوا إليه مَن يَختبره، فأرسلوا إليه يحيى بن أكثم ووعدوه بشيء كثير إن قطع لهم محمّداً. فحضروا للخليفة ومعهم إبن أكثم وخواصّ الدّولة، فأمر المأمون بفرش حَسَن لمحمّد، فجلس عليه، فسأله يحيى مسائل أجابه عنها بأحسن جواب وأوضحه.

ثمّ تواعدوا على أن يرسلوا إليه مَن يختبره
فأرسلوا إليه يحيى بن أكثم ووعدوه بشيء كثير
إن قطع لهم محمّداً

فقال له الخليفة: أحسنتَ أبا جعفر، فإن أردتَ أن تسأل يحيى ولو مسألة واحدة، فقال له: ما تقول في رجل نظر إلى امرأة أوّل النهار حراماً، ثمّ حلّت له ارتفاعه، ثمّ حَرُمت عليه عند الظّهر، ثمّ حلّت له عند العصر، ثمّ حَرُمت عليه المغرب، ثمّ حلت له العشاء، ثمّ حَرُمت عليه نصف اللّيل، ثمّ حلّت له الفجر؟ فقال يحيى: لا أدري، فقال له محمّد: هي أَمَة نظرها أجنبي بشهوة وهي حرام، ثمّ اشتراها ارتفاع النّهار فأعتقها الظّهر، وتزوَّجها العصر، وظاهر منها المغرب، وكَفَّر العشاء وطلّقها رجعيّاً نصف اللّيل، وراجعها الفجر.
فعند ذلك قال المأمون للعباسيّين: قد عرفتُم ما كنتم تُنكرون.
ثمّ زوَّجه في ذلك المجلس بنته أمّ الفضل، ثمّ توجَّه بها إلى المدينة، فأرسلَت تَشتكي منه لأبيها أنّه تسرّى عليها، فأَرسل إليها أبوها: إنّا لم نزوِّج.ك له لنُحرِّم عليه حلالاً، فلا تعودي لمثله.
ثمّ قَدمَ بها بطلب من المعتصم لليلتين بقيتا من المحرّم سنة عشرين ومائتين، وتوفّي فيها في آخر ذي القعدة، ودُفن في مقابر قريش في ظهر جدِّه الكاظم، وعمره خمس وعشرون سنة، ويقال إنّه سُمَّ أيضاً عن ذكرَيْن وبنتَيْن».

حرزٌ (غير المشهور) للإمام الجواد عليه السلام

«الخالقُ أعظم من المخلوقين، والرّازق أبسطُ يداً من المرزوقين، ونارُ الله المؤصدة في عَمَدٍ مُمدَّدة، تكيدُ أفئدة المَردة، وتردّ كَيْد الحَسَدة، بالأقسام، بالأحكام، باللّوح المحفوظ، والحجاب المضروب، بعرش ربّنا العظيم احتجبتُ، واستترتُ، واستجرتُ، واعتصمتُ، وتحصَّنتُ ‍ بـ ﴿ألم﴾، وبـ‍ ﴿كهيعص﴾، وبـ‍ ﴿طه﴾، وبـ‍ ﴿طسم﴾، وبـ‍ ﴿حم﴾، وبـ‍ ﴿حمعسق﴾، وبـ ﴿ن﴾، وبـ‍ ﴿طس﴾، وبـ‍ ﴿ق والقرآن المجيد﴾، ﴿وإنّه لقسمٌ لو تعلمون عظيم﴾، والله وليِّي ونِعمَ الوكيل».
(مُهج الدعوات، السيّد إبن طاوس)


 

اخبار مرتبطة

  مجلة شعائر الـعدد الثامن عشر-شهر ذو القعدة 1432 - تشرين الأوّل 2011

مجلة شعائر الـعدد الثامن عشر-شهر ذو القعدة 1432 - تشرين الأوّل 2011

نفحات