قراءة في كتاب

قراءة في كتاب

14/01/2019

المنبت اليهودي لشجرة آل سعود الخبيثة

 

 (تجديد كشف الارتياب) للمؤرّخ السيد حسن الأمين

المنبت اليهودي لشجرة آل سعود الخبيثة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إعداد: «شعائر» ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكتاب: تجديد كشف الارتياب في أتباع محمّد بن عبد الوهاب

إعداد وتحقيق: المؤرّخ السيد حسن الأمين

الناشر: «مكتبة الحديث»، بيروت 1962م

 

(تجديد كشف الارتياب في أتباع محمّد بن عبد الوهاب)، بمنزلة مستدرَك على كتاب الفقيه السيّد محسن الأمين الحسيني العاملي (ت: 1952)، أعدّه نجله حسن الأمين، حيث عمد إلى تحقيق كتاب والده وإخراجه وإضافة بعض الفصول عليه، فطبعه تحت هذا الاسم. والفصول المضافة عبارة عن مستندات ووثائق مهمّة عن الوهابية وفتنتها في العالم.

ورد في مجلة تراثنا (ع 17/ ص 173) الصادرة في بيروت عن «مؤسسة آل البيت عليهم السلام»: «كشف الارتياب في ردّ عقائد ابن عبد الوهاب للسيّد محسن الأمين العاملي الشامي، المتوفّى سنة 1372 هجرية، طبع في صيدا، وبيروت. ورتّبه ابنه مع مقدّمة مفصلة بعنوان (تجديد كشف الارتياب)..».

ويُعدّ الكتاب الأصل -ويعرف أيضاً بـ(كشف الارتياب في ردّ عقائد أتباع محمّد بن عبد الوهاب)- «بحقّ من الكتب التي لا يستغني عنها الباحث في هذا المجال، وهو من الكتب التي يُشار إليها بالبنان في الردّ على الوهابية»، كما جاء في كتاب (الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العلمية: ص 65)، للمرجع الديني الشيخ جعفر السبحاني.

طُبع الأصل لأول مرة سنة 1346 هجرية (انظر الذريعة للطهراني: 15/302؛ 18/9). وترجمه إلى الفارسية إبراهيم سيّد العلوي باسم (تاريخچه نقد وبررسى وهابى ها).

النصّ التالي، أحد فصول الكتاب التي أضافها المؤرّخ الأمين إلى كتاب والده، يتناول فيه نسب آل سعود، برواية الشيخ محمّد التميمي. والتميمي هذا -كما في محكيّ (آراء علماء السنة في الوهابيّة) للسيد مرتضى الرضوي: «أحد المقرّبين من البلاط السعودي الأول، والمتقلّد لعددٍ من المناصب القضائية، ومؤرّخ الشجرة السعودية، والتميمي يكشف دون قصد الإساءة  لآل سعود، بل ربّما بقصد التفاخر بأنسابهم وإبراز دهائهم... لقد بدأ الشهادة بالحديث عن رحلته إلى نجران معيّة السير جون (فيلبي)، وهو لم يُدرك أنها شهادة للتاريخ..».

***

 

«في أمسية من أماسي عام 1937م، كان ركب (السِّيْر جون فيلبي) الإنكليزي الشهير -الذي صار الحاكم الفعلي للسعودية، والموجّه لسياستها والمدبّر لأمورها- يدخل مدينة نجران في رحلته الشهيرة التي مضى فيها بعد ذلك إلى الربع الخالي، وكان في الركب رفيقاً لـ(فيلبي)، أحدُ شيوخ النجديّين، الشيخ محمّد [أمين] التميمي.

فما هو أن استراح (فيلبي) من وعثاء السفر، حتى راح يسأل في نجران عن أسرة يهودية وعن عميدها المسمَّى (يوسف)، ليسلّمه أمانة مالية مرسلة من الملك عبد العزيز بن سعود، ثم مضى (فيلبي) يصحبه التميمي، وسلّم (يوسفَ) المذكور خمسمائة ريال فضية، من العملة المنقوش عليها اسم (ماري تريز)، وهي العملة المتداولة في اليمن، وأبلغه تحيات الملك، وسأله عن حاجاته ليقضيَ منها ما يستطيع قضاءه، وليرفع ما لا يستطيع قضاءه إلى الملك ليقضيه بنفسه.

فشكر (يوسف اليهوديّ) فضل الملك وعاطفته، ثمّ قدّم إلى (فيلبي) كتاباً خطّيّاً، بعضُه بالعربية وبعضه بالعِبرية، اسمه العربيّ (نبعُ نجران المكين في تراث أهله الأوّلين)، ولم يكن بعض ما في الكتاب مجهولاً لدى كثيرٍ من الخاصّة في نجد، ولكنّ التفاصيل التي فيه كانت مثيرة حقّاً. وكلّف (يوسف اليهوديّ) رسولَ الملك، (فيلبي)، أن يهدي بالنيابة عنه هذا الكتاب إلى جلالة الملك السعودي تقديراً لعاطفته وصِلاته المتكرّرة ليهود نجران بعامّة، وليوسف وأسرته بخاصّة، وقد كان ما في الكتاب شيئاً خطيراً حمل (فيلبي) على أن يذاكر بشأنه زميله الإنكليزي الآخر (ه‍. ر. ب دقسن) المعتمَد البريطاني في الكويت، وأن يقرّرا معاً وجوب طيّ الكتاب وعدم إظهاره حرصاً على المصلحة الاستعمارية».

يقول الشيخ محمّد التميمي: «لقد أغاظني هذا اليهوديّ يوسف، وهو يحدّثنا حديث المزري على العرب المستخفّ بالمسلمين. وقد كان يُشير بذلك -وبقوله إنّ العرب والمسلمين لا يصلحون لتولّي أمور الناس، وبالإشادة بنجاح آل سعود- إلى ما كنّا نجهل تفاصيله يومذاك، وإن علمنا مجمله عن الحقيقة في نسب آل سعود. هذه الحقيقة التي أخذنا على أنفسنا تقصّيها بعد ذلك حتى عرفنا دقائقها من شيوخنا الذين عرفوها من شيوخهم، دون أن يجرؤ أحد على كشفها جليّةً للناس أجمعين، بل ظلّ الذين يعرفونها يتهامسون بها همساً، ويوصلها جيلٌ إلى جيل، ليأتي اليوم الذي يمكن الجهر بها من غير أن يخشى الجاهر فتكاً ولا بطشاً، وقد جاء، والحمد لله، هذا اليوم المنتظر:

إنّ السعوديين من أصل يهوديّ؛ إذ يرجعون بنسبهم إلى يهود نجران، ومن أبناء أعمامهم اليهودي النجراني (يوسف) المتقدّم ذكره، والفائز بصِلات الملك السعودي ومبرّاته، والذي يلتقي نسبه مع آل سعود في الجدّ السادس، وقد تفرّع الجميع من اليهودي سليمان اسلايم، الذي كان له ولدان أحدهما اسمه (مقرن)، وهو جدّ آل سعود، بينما الولد الآخر جدّ (يوسف) وهذه هي التفاصيل:

كان (مقرن بن سليمان اسلايم) يمتهن التجارة، فيضطرّ للتجوال في البلاد العربية. فيلاقي بسبب يهوديّته متاعب وإهانات كان ينوء بها، ولكنّه كان يتغلّب عليها؛ فاتّسعت تجارته، وازدادت ثروته، وتضخّمت معاملاته، فعزم على التوسّع بتجارته إلى خارج الجزيرة، والوصول إلى العراق والتعامل مع أهليه.

وكان يرى أن يهوديّته ستغري به العرب فيفتكون به أو يسلبونه، وطريقه إلى العراق ومن العراق مملوء بالعشائر، فقرّر أوّلاً أن يستقرّ في بلدة معيّنة يتّخذها ركيزة لأعماله المقبلة. فاستقرّ في مدينة (عيينة) النجدية، وهي اليوم خَرِبة... وكان سكّانها يوم حلّ فيها (مقرن) يناهزون الخمسين ألف نسمة. وهي محاطة بكلٍّ من العشائر الآتية: عتيبة، قحطان، بنو مرّة، بنو خالد...

وبعد أن توطّد مقام (مقرن) في (عيينة)، واكتسب هو وأسرته عاداتها الاجتماعية، وألِف تقاليدها الحياتية، وأصبحوا لا يختلفون في شيء من تصرفاتهم وطراز عيشهم عن جميع العرب الساكنين داخل (عيينة) أو حولها، عزموا على الانخراط نهائياً في الحياة العربية والانتماء إلى عشيرة من العشائر، بحيث تضيع معالمهم الأصلية وتغيب حقيقتهم اليهودية.

لكنّ الأمر لم يكن سهلاً على مقرن وأسرته؛ فالقبائل تأبى الدخيل وتلفظه. فاستعرضوا أمامهم أسماء العشائر المعروفة، فرأوا أن ما من قبيلة تحترم نفسها يمكن أن يذوبوا في غمارها، لذلك اتّجه تفكيرهم إلى عشيرة من العشائر النكِرة في المنطقة، لكي لا ينكشف أمرهم أمام أهل العيينة وأمام العشائر المجاورة لها، فوقع اختيارهم على عشيرة (المصاليخ)، وهي فخذ صغير من أفخاذ قبيلة (عنزة)، مشهور بين العشائر بتفاهته وعدم تحسّسه بالحسّ القبَلي، والنعرة العشائرية، بحيث لا يوجد منه سوى أقلية بجبل سنجار شمال العراق، وأقلية أخرى انصهرت في عشيرة (الحسنة) القاطنة في ضواحي الشام، والتابعة لمشيخة ابن ملحم.

وكانت هذه الفكرة اليهودية محكمة كلّ الإحكام؛ فاستطاع مقرن وأسرته أن يعايشوا (المصاليخ) وأن ينطووا بيهوديّتهم في كيانها، فيبرزوا وكأنّهم منها وفيها. وهكذا عاد (مقرن اليهوديّ) عربياً مسلماً يقصد بتجارته إلى الأقاصي البعيدة، محتمياً بمظهره الجديد، ومن (مقرن) هذا تحدّر السعوديّون واحداً بعد واحد».

يقول الشيخ محمّد التميمي: «كان يوسف اليهودي لا يريد أن يبوح أمامي بحقيقة النسب الذي يربطه بآل سعود، وكان يتكلّم بالمعاريض. وحرص على أن لا أعلم بحقيقة ما في الكتاب المُهدى إلى (فيلبي). [في الكتاب تفاصيل للأحداث النجرانية، وبعضها متعلّق بالنسب السعودي]

ولكن يوسف عاد بعد ذلك يتحدّث بلا تحفّظ، أو بشيء من التحفّظ. فكان ممّا عرفناه منه أن (آل سعود) الأوّلين كانوا يعطفون عليهم، ولم يتنكّروا للرّحِم حتى جدّه الثالث (داود)، ثمّ عادوا يتجاهلونهم بعد ذلك ويحاولون الابتعاد عنهم بسبب الظروف التي صار فيها (آل سعود)، إلى أن انتهى الأمر إلى عبد العزيز واستقرّت به الحال واطمأنّ إلى المصير، فعاود الاتصال بهم والعطف عليهم، وكان ما حمله إليه (فيلبي) بعض ما كان يصِلهم به ويُغدقه عليهم. على أنّ عبد العزيز لم يسمح لهم في حالٍ من الأحوال بأن يتّصلوا به شخصياً، وأن يُعلنوا ما يجب ستره من صِلات القُربى». انتهى.

والسعوديّون بهذا النسب اليهوديّ العريق، يشبهون اليهود الأتراك الذي عرفوا باسم (الدونمة)، وهم يهود سكنوا البلاد التركية... واضطرّتهم ظروف الحياة إلى إعلان إسلامهم مع إبطان يهوديّتهم؛ فأطلق عليهم الأتراك اسم (الدونمة) تمييزاً لهم عن المسلمين صحيحي الإسلام. وقد استغلّ (الدونمة) هذا التظاهر بالإسلام أسوأ استغلال؛ فأتاح لهم ما لم يكن يتاح من التغلغل في صفوف المواطنين، والإمعان تخريباً وكيداً. وقد أصبحوا مصدر الدسائس التي أحاقت بتركية، ولم تحلّ بها نكبةٌ، ولم تقم بها مؤامرة، إلّا وكان (الدونمة) رأسها. وبذلك كانوا كالسعوديّين في العرب نسباً وحَسَباً ومناقب!!

 

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  إصدارات

إصدارات

14/01/2019

إصدارات

نفحات