أحسن الحديث

أحسن الحديث

13/02/2019

موجز في تفسير سورة الكوثر

 

موجز في تفسير سورة الكوثر

يا عليّ! هذا النهر لي ولك ولمحبّيك من بعدي

ـــــــــــــــــ إعداد: سليمان بيضون ـــــــــــــــــ

 

* السورة الثامنة بعد المائة في ترتيب سوَر المُصحف الشريف، آياتها ثلاث، وهي أقصر سورة في القرآن.

* سُمّيت بـ«الكوثر» لورود هذا الاسم في الآية الأولى منها بعد البسملة، في قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾.

* اختلفت الروايات في كونها مكّية أو مدنيّة، وذكر بعضهم أنّها نزلت مرّتين في مكة وفي المدينة.

 

 ذُكر أنّ العاص بن وائل –وهو من مشركي مكّة- رأى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم يخرج من المسجد الحرام، فالتقيا عند باب بني سهم، وتحدّثا، وأناس من صناديد قريش جلوس في المسجد. فلمّا دخل العاص قيل له: من الذي كنت تتحدّث معه؟ قال: ذلك الأبتر. وكان قد توفّي عبد الله بن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، وكانوا يسمّون مَن ليس له ابن أبتر. فسمّته قريش عند موت ابنه أبتر. فنزلت السورة تبشّر النبي صلّى الله عليه وآله بالنّعم الوافرة والكوثر، وتصف عدوّه بالأبتر.

فضل قراءة سورة الكوثر

ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «من قرأها سقاه الله من أنهار الجنّة، وأُعطي من الأجر بعدد كلّ قربان قرّبه العباد في يوم عيد ويقرّبون، من أهل الكتاب والمشركين».

وعن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنّه قال: «من قرأ (إنّا أعطيناك الكوثر) في فرايضه ونوافله سقاه الله من الكوثر يوم القيامة، وكان محدّثه عند رسول الله صلّى الله عليه وآله في أصل طوبى».

كتاب الله الناطق

قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾ الآية:1.

* عن ابن عباس قال: لمّا نزل ﴿انّا أعطيناك الكوثر﴾ صعد رسول الله صلّى الله عليه وآله المنبر، فقرأها على الناس.

فلمّا نزل قالوا: يا رسول الله! ما هذا الذي أعطاكه الله؟ قال: «نهر في الجنّة أشدّ بياضاً من اللبن، وأشدّ استقامة من القدح، حافّتاه قباب الدرّ والياقوت..».

* عن أنس قال: بينا رسول الله صلّى الله عليه وآله ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاء، ثمّ رفع رأسه متبسماً، فقلت: ما أضحك يا رسول الله؟ قال: أُنزلت على آنفا سورة. فقرأ سورة الكوثر، ثمّ قال: أتدرون ما الكوثر؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنّه نهر وعدَنيه ربّي عليه خيراً كثيراً، هو حوضي ترِد عليه أمّتي يوم القيامة، آنيتُه عدد نجوم السماء..».

قوله تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ الآية:2.

* عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: «لمّا نزلت هذه السورة قال النبي صلّى الله عليه وآله لجبرئيل عليه السلام: ما هذه النحيرة التي أمرني بها ربّي؟ قال: ليست بنحيرة، ولكنّه يأمرك إذا تحرّمت للصلاة أن ترفع يديك إذا كبّرت، وإذا ركعت، وإذا رفعت رأسك من الركوع، وإذا سجدت، فإنّه صلاتُنا وصلاة الملائكة في السماوات السبع؛ فإنّ لكلّ شيء زينة، وإنّ زينة الصلاة رفْعُ الأيدي عند كلّ تكبيرة».

* عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: «النحر، الاعتدال في القيام، أن يقيم صُلبه ونحره».

قال المفسرون

قوله تعالى: ﴿إنّا أعطيناك الكوثر﴾، قال الطبرسي في (مجمع البيان): «الكوثر، فوعل. وهو الشيء الذي من شأنه الكثرة، والكوثر الخير الكثير».

وقد اختلفت أقوالهم في تفسير الكوثر اختلافاً عجيباً، وقد نُقل عن بعضهم أنّه أنهى الأقوال إلى ستّة وعشرين. وكيفما كان، فقوله في آخر السورة: ﴿إنّ شانئك هو الأبتر﴾-وظاهر الأبتر هو المنقطع نسله- أنّ كثرة ذرّيته صلّى الله عليه وآله وسلم هي المرادة وحدها بالكوثر الذي أعطيه النبي صلّى الله عليه وآله وسلم، أو المراد بها الخير الكثير، وكثرة الذرية مرادة في ضمن الخير الكثير، ولولا ذلك لكان تحقيق الكلام بقوله: ﴿إنّ شانئك هو الأبتر﴾، خالياً عن الفائدة.

والجملة لا تخلو من دلالة على أنّ وُلد فاطمة عليها السلام ذرّيته صلّى الله عليه وآله وسلم. وهذا في نفسه من ملاحم القرآن الكريم، فقد كثّر الله تعالى نسله بعده كثرة لا يعادلهم فيها أيّ نسل آخر مع ما نزل عليهم من النوائب، وأفنى جموعهم من المقاتل الذريعة.

قوله تعالى: ﴿فصلّ لربّك وانحر﴾، ظاهر السياق في تفريع الأمر بالصلاة والنحر على الامتنان في قوله: ﴿إنّا أعطيناك الكوثر﴾ أنّه مِن شكر النعمة. والمعنى: إذا مننّا عليك بإعطاء الكوثر فاشكر لهذه النعمة بالصلاة والنحر.

قوله تعالى: ﴿إن شانئك هو الأبتر﴾، الشانئ هو المبغض، والأبتر مَن لا عقب له. وهذا الشانئ هو العاص بن وائل.

(مختصر عن تفسير الميزان)

الكوثر، الخير في الدنيا والآخرة

المقصود بالكوثر ليس أيّة كثرة كانت، ولو لأمر عادي، فإنّ الرمل - مثلاً - كثير، لكنّه ليس مقصوداً قطعاً، لأنّه تعالى في مقام الامتنان على رسول الله صلّى الله عليه وآله بهذا العطاء، بهدف إظهار الكرامة له، كما أنّ المقصود ليس هو كثرة المال ولا غيره ممّا هو زينة الحياة الدنيا، لأنّ النبي صلّى الله عليه وآله لم يكن يحبّ المال أو المقام الزائل.

إنّ المراد بالكوثر لا بدّ أن يكون أمراً ينسجم مع أهداف النبي صلّى الله عليه وآله، ومع ما كان يهتمّ به، ويفكّر فيه، ويطمح له، كسائر الأنبياء، والأولياء، وهو الخير كلّ الخير في الآخرة، والخير في الدنيا إذا كان يؤدي ويوصل إلى خير الآخرة.

 (تفسير سورة الكوثر، السيد جعفر مرتضى)

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  شعر

شعر

  تاريخ و بلدان

تاريخ و بلدان

نفحات