رَكعتان يومَ الجمعة

رَكعتان يومَ الجمعة

25/09/2011

رَكعتان يومَ الجمعة


 
رَكعتان يومَ الجمعة
..مغفوراً له، مقضيّةً حاجتُه

إعداد: خليل الشيخ علي

صلاة ركعتين، يُؤتى بها يوم الجمعة قبل الزّوال، رواها السيّدُ ابن طاوس في كتابه (جمال الأسبوع) عن الشيخ الطوسي قدّس سرّهما، عن الإمام الصادق عليه السلام، ثمّ علّق السيّد قائلاً:
«هذه صلاة جليلة عظيمة، يعرفها مَن أنعم الله جلَّ جلاله عليه بمعرفة أسرارها، وإيّاك أيّها العبد أن تهوِّن فيها. وكُن صادقاً في إخلاص العبادة بها، والإقتفاء لآثارها. واجتهد في تحصيل ما ترجو من الله جلَّ جلاله، بالإهتداء بأنوارها، من شرف الإخلاص، وتُحف الإختصاص».

 قال الشيخ الطوسي رضوان الله عليه:
«روى محمّد بن داود بن كثير عن أبيه، قال: دخلت على سيّدي الصادق عليه السلام فرأيتُه يصلّي، ثمّ رأيته قَنَتَ في الركعة الثانية، في قيامه وركوعه وسجوده، ثمّ أقبل بوجهه الكريم إلى الله تعالى، ثمّ قال: يا داود، هما ركعتان، واللهِ لا يُصلّيهما أحدٌ فيرى النّار بعينه بعد ما يأتي بينهما ما أتيت، فلم أبرح من مكاني حتّى علّمني.
 قال محمّد بن داود:  فعلِّمني يا أبه، كما علَّمك.
 قال: إنّي لَأُشفِقُ عليك أن تضيِّع.
 قلت: كلّا إن شاء الله.
 قال: إذا كان يوم الجمعة، قبل أن تزول الشمس [قبل الظهر] فصلِّهما، واقرأ:
في الركعة الأولى: فاتحة الكتاب، و(إنَّا أنزلناه).
وفي الثانية: فاتحة الكتاب، و(قل هو الله أحد)، وتستفتحهما بفاتحة الكتاب. (أي الحمد أوّلاً في الركعتين).
فإذا فرغت من قراءة (قل هو الله أحد) في الركعة الثانية، فارفع يديك قبل أن تركع  وقُل في القنوت:
إلَهِي، إلَهِي، إلَهِي أَْسْألُكَ رَاغِباً، وأقْصُدُكَ سَائلاً، وَاقِفاً بَيْنَ يَدَيْك، مُتَضَرِّعاً إليْكَ، إنْ أَقْنَطَتْنِي ذُنُوبِي، نَشَّطَنِي عَفْوُكَ، وإنْ أَسْكَتَنِي عَمَلِي، أَنْطَقَنِي صَفْحُكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وأسْألُكَ العَفْوَ، العَفْوَ.
ثمّ تركع وتفرغ من تسبيحك، وتقول:
هَذا وُقُوفُ العَائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ، يَا رَبِّ أَدْعُوكَ مُتَضَرِّعاً ورَاكِعاً، متقرباً إلَيْكَ بِالذِلَّةِ خَاشِعاً، فَلَسْتُُ بِأوَّلِ مُنْطَوٍ (منُطقٍ) مٍنْ حِشْمَةٍ  متذلّلاً. أنت أحبُّ إليَّ مولاي، أنت أحبُّ إليَّ (مولاي).
فإذا سجدت، فابسط يديك كطالب حاجة [تضع ظهر كفّيك على الأرض مفتوحتَين وباطنهما نحو السماء]:
سُبْحَانَ رَبِّيَ الأعْلَى وَبِحَمْدِهِ، رَبِّ هَذِه يَدَايَ مَبْسُوطَتانِ بَيْنَ يَدَيْكَ، وهَذِهِ جَوَامِعُ بَدَنِي خَاضِعَةٌ بِفِنائِكَ، وَهَذِهِ أسْبَابِي مُجْتَمِعَةٌ لِعِبَادَِتَك، لا أَدْرِي بِأَيِّ نَعْمَائِكَ أقُولُ، ولا لأيِّها أَقْصُدُ، لِعِبَادَتِكَ أمْ لِمَسْألتِك، أَمِ الرَّغبةِ إليك، فامْلأ قلبي خَشيةً مِنْكَ، واجْعَلْني فِي كُلِّ حَالاتِي لَكَ قصدي. أنت سيِّدي في كلّ مكان، وإن حُجِبَتْ عَنْكَ أَعْيُنُ (حجبتَ عنك أعيُنَ) النَّاظِرينَ إلَيْك. أسألُكَ بِكَ، إذْ جَعَلْتَ فِيَّ طَمَعاً فِيكَ بِعَفْوِكَ (لِعفوك)، أنْ تُصَلِّي على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَرْحَمَ مَنْ يَسْأَلُكَ وَهُوَ مَنْ قَدْ عَلِمْتَ بِكَمَالِ عُيُوبِهِ وذُنُوبِهِ، لَمْ يَبْسُطْ إلَيْكَ يَدَهُ إلَّا ثِقَةً بِكَ ولا لِسَانَهُ إلاَّ فَرَحاً بِكَ، فَارْحَمْ مَنْ كَثُرَ ذَنْبُهُ على قِلَّتِهِ [أي ذُلِّه وحقارتِه]، وقَلَّتْ ذُنُوبُهُ في سِعَةِ عَفْوِكَ. وجَرَّأنِي جُرْمِي وذَنْبِي بِمَا جَعَلْتَ فِيَّ مِنْ طَمَعٍ إذا يَئِسَ الغَرُورُ الجَهُولُ مِنْ فَضْلِكَ، أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وأسْأَلُكَ لإخْوَانِي فِيكَ العَفْوَ العَفْوَ.
ثمّ تجلس وتسجد الثانية، وقل: يا مَنْ هَدَانِي إلَيْهِ، وَدَلَّنِي حَقِيقَةَ الوُجُودِ عَلَيْهِ، وسَاقَنِي مِنَ الحَيْرَةِ إلَى مَعْرِفَتِهِ، وبَصَّرَنِي رَشَدِي (رُشدي) بِرَأْفَتِهِ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، واقْبَلْنِي عَبْداً ولا تَذَرْنِي فَرْداً، أَنْتَ أَحَبُّ إليَّ مَوْلايَ (أنْتَ أحَبُّ إليَّ يا مَوْلاي).
ثمّ قال داود: واللهِ لقد حلف لي عليها جعفر بن محمّد عليهما السلام، وهو تجاه القبلة، أنّه لا ينصرفُ أحدٌ من بين يدَي الله تعالى إلَّا مغفوراً له، وإن كانت له حاجة قضاها».


a

اخبار مرتبطة

  مجلة شعائر الـعدد الثامن عشر-شهر ذو القعدة 1432 - تشرين الأوّل 2011

مجلة شعائر الـعدد الثامن عشر-شهر ذو القعدة 1432 - تشرين الأوّل 2011

نفحات