شعر

شعر

09/04/2019

أمينَ الله يا شمسَ الهُدى

 

أمينَ الله يا شمسَ  الهُدى

قصيدة للشيخ البهائي في مدح صاحب العصر والزمان

  • إعداد: «شعائر»

صاحب هذه القصيدة العابقة بالحبّ العلويّ المهدويّ، هو الشيخ محمّد بن الحسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي الجُبعي، المتوفّى سنة  1030 هجرية، والمدفون في العتبة الرضوية المقدّسة

 ينتهي نسبه إلى التابعيّ العلويّ الحارث الهمداني. ساح في البلاد ثلاثين سنة حتّى وصل إلى أصفهان، عاصمة الصفويّين، حيث ولاّهُ شاه عباس الصفويّ رياسة علمائها، لعظيم قدره وجلالة شأنه.

أخذ عدد كبير من العلماء الأفذاذ عن «الشيخ البهائي» الفقه والفلسفة والأدب. كما نظم الشعر باللّغتين العربيّة والفارسيّة.

الرباعية التالية، هي مناجاته المنظومة رضوان الله عليه، مع الإمام المهديّ عجّل الله فرجه الشريف، نوردها نقلاً عن كتاب (الغدير) للعلامة الأميني رحمه الله.

 

يا كراماً صَبْرُنا عَنْهم مُحَالْ

إِنَّ حالي مِنْ جَفاكُم شرُّ حالْ

إن أتى من حيّكم ريحُ الشَّمالْ

صِرْتُ لا أدْري يَميني مِنْ شِمَال

حَبَّذا ريحٌ سَرَى مِن ذي سَلَمْ

مِنْ رُبى نَجْدٍ وَسَلْعٍ وَالعَلَمْ

أَذْهَبَ الأَحزانَ عَنَّا والأَلَمْ

والأَماني أُدْرِكتْ والهَمُّ زَالْ

يا أَخِلَّائي بِحُزْوَى والعَقيقْ!

لا يُطيقُ الهَجْرَ قَلْبي لا يُطيقْ

هَل لمُشْتاقٍ إِليْكمْ مِنْ طَريقْ

أَمْ سدَدتُمْ عنهُ أبْوابَ الوِصَالْ؟!

لا تَلومُوني على فَرْطِ الضَّجَرْ

لَيْس قَلبي مِنْ حَديدٍ أوْ حَجَرْ

فَاتَ مَطلوبي وَمَحْبوبي هَجَرْ

والحَشَا في كلِّ آنٍ في اشْتِعالْ

مَنْ رأى وَجْدي لسُكَّانِ الحَجُونْ

قَال: ما هذا هَوًى هذا جُنُونْ

أَيُّها اللُّوَّامُ مَاذا تَبْتَغونْ

قَلْبيَ المُضْنَى وَعَقْلي ذو اعتِقَالْ؟

يا نُزُولاً بَين سَلْعٍ والصَّفَا!

يَا كِرَامَ الحَيِّ يا أَهْلَ الوَفا!

كانَ لي قلبٌ حَمُولٌ للْجَفَا

ضَاعَ منِّي بينَ هَاتِيكَ التِّلالْ

يَا رَعَاكَ اللهُ يا ريحَ الصَّبا!

إِنْ تَجُزْ يوماً على وادي قُبا

سَلْ أُهَيْلَ الحيِّ في تِلْكَ الرُّبى

هَجْرُهُمْ هَذا دَلالٌ أَمْ مَلاَلْ؟

جيرةٌ في هَجْرِنَا قَدْ أَسْرَفوا

حَالُنا مِنْ بَعْدِهِمْ لا يوصَفُ

إِنْ جَفوا أوْ واصَلوا أو أتْلَفوا

حُبُّهم في القلبِ باقٍ لا يَزالْ

هُمْ كِرَامٌ مَا عَلَيهِم مِنْ مَزيدْ

مَنْ يَمُتْ في حُبِّهم يَمْضي شَهِيدْ

مثلَ مَقْتولٍ لَدَى المَوْلَى الْحَميدْ

أَحْمَديَّ الخُلْقِ مَحْمودَ الفِعَالْ

صَاحِبُ الْعَصْرِ الإِمَامُ المُنْتَظَرْ

مَنْ بِمَا يَأْبَاهُ لا يَجْري الْقَدَرْ

حُجَّةُ اللهِ عَلَى كُلِّ البَشَرْ

خَيْرُ أهْلِ الأَرْضِ في كُلِّ الخِصَالْ

مَنْ إِلَيْه الكَوْنُ قَد أَلْقَى الْقِيَادْ

مُجْرِياً أَحْكَامَه في ما أَرادْ

إِنْ تَزُلْ عَن طَوْعِهِ السَّبْعُ الشِّدادْ

خَرَّ مِنْها كُلُّ سَامي السَّمْكِ عالْ

شَمْسُ أَوْجِ المَجْدِ مِصْبَاحُ الظَّلامْ

صَفوَةُ الرَّحمنِ مِن بَيْنِ الأَنامْ

الإِمامُ بنُ الإِمَامِ بنِ الإِمَامْ

قُطْبُ أَفْلاَكِ المَعَالي والْكَمالْ

فَاقَ أَهْلَ الأَرْضِ في عِزٍّ وَجَاهْ

وارْتَقَى في المجْدِ أَعْلَى مُرْتَقاهْ

لَوْ مُلُوكُ الأَرْضِ حلّوا في ذُرَاهْ

كانَ أَعْلَى صَفِّهم صَفُّ النِّعَالْ

ذو اقْتِدَارٍ إنْ يَشَأْ قَلْبَ الطِّبَاعْ

صَيَّرَ الإظْلاَمَ طَبْعاً لِلشُّعاعْ

وارْتَدَى الإمْكانُ بُرْدَ الامْتِنَاعْ

قُدْرَةٌ مَوْهُوبَةٌ مِن ذِي الجَلالْ

يَا أَمينَ اللهِ يا شَمْسَ الهُدَى!

يَا إِمامَ الخَلقِ يَا بَحْرَ النَّدَى!

عَجِّلَنْ عجِّلْ فقدْ طالَ المَدى

واضْمَحَلَّ الدّينُ واسْتَوْلى الضَّلالْ

هَاكَها مَوْلايَ يا نِعْمَ المُجِيرْ

مِنْ مواليكَ البَهائيّ الفَقيرْ

مِدْحَةً يَعْنو لِمَعْنَاها جَرِيرْ

نَظْمُها يُزْري عَلى عَقْدِ اللّآلْ

يا وليَّ الأمْرِ يا كهْفَ الرَّجا

مسَّني ضُرٌّ وأنْتَ المُرْتجى

والكريمُ المستجارُ المُلْتَجى

غيرُ محتاجٍ إلى بسْطِ السُّؤالْ

 

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

09/04/2019

الموعود

  عربية

عربية

09/04/2019

عربية

نفحات