حوارت

حوارت

07/05/2019

يتعيّن الرجوع إلى الإمام الخامنئي في القضايا الاجتماعية والسياسية

شهيد المحراب السّيد الحكيم:

يتعيّن  الرجوع إلى الإمام الخامنئي في القضايا الاجتماعية والسياسية

____ إعداد: أحمد الكاظمي ____

«إنّ هذا الشهيد العزيز كان عالماً مجاهداً قضى معظم حياته في النضال لنجاة الشعب العراقي من نِير نظام البعث الآثم، وبعد انهيار رمز الشرّ والفساد تحوّل إلى حصنٍ منيع وعقبةٍ كأداء أمام قوّات المحتلّين الأمريكيين والإنجليز، وبدأ نضالاً مريراً وصعباً ضدّ مخطّطاتهم المشؤومة، ونذر نفسه للاستشهاد في سبيل الله والالتحاق بقافلة الشهداء من آل الحكيم...

إنّ استشهاد هذا السّيد الجليل يُعدّ مصيبة عظمى على الشعب العراقي، ودليلاً آخر على إجرام الاحتلال الذي أشاع الفوضى والاضطرابات بفرض حضوره اللامشروع في هذا البلد. وعلى الشعب العراقي المؤمن والغيور أن يعلم أنّ السبيل الوحيد لشموخه ورفعته ونجاة بلاده من شرّ المخطّطات الاستكباريّة والصهيونيّة المشؤومة، يكمن في اتّحاده تحت راية الإسلام الظافرة».

كان ذلك بعض ما جاء في بيان الإمام الخامنئي لمناسبة شهادة السّيد محمّد باقر الحكيم رضوان الله تعالى عليه. وكان السيّد المظلوم قد استشهد في واقعة تفجير دامية عند مرقد أمير المؤمنين عليّ بن ابي طالب عليه السّلام، وذلك بعد إمامته لصلاة الجُمعة في الصحن الشريف، بتاريخ الأوّل من رجب سنة 1424 هجريّة، الموافق 29 آب 2003 ميلادية.

في ما يلي مُختارات من مؤلّفات السّيد الشهيد نقدّمها بصيغة الحوار الافتراضي.

 

س: ما المقصود من التّقوى السياسيّة؟

ج: (التّقوى) كحالة عامّة مطلوبة من كلّ إنسان في كلّ زمان ومكان، لكنّها في العمل السياسي تكون من أشدّ الامتحانات التي يتعرّض لها الإنسان، ولذا نحتاج إلى ما نعبّر عنه بـ (التّقوى السياسيّة).

فمثلاً في الأعمال العادية يكون مصداق (الغِيبة) واضحاً، ولكن في العمل السياسي قد تشتبه الغِيبة أحياناً بـ (التقييم)، فتُبرّر الغِيبة، بل وكشف الأسرار والهتْك تحت غطاء مصطلح التقييم، فيدّعي البعض أنّ ما يقوم به ليس غِيبة وإنّما تقييم.

ومن هنا تصبح قضية (التّقوى) في العمل السياسي عملية معقّدة جدّاً على مستوى التطبيق، وتحتاج إلى قدر كبير من العناية والحذر. كما انّ مراقبة النفس، والورع عن محارم الله تعالى، والتمسّك بعروته الوثقى وحبله المتين، واستمداد النصر والقوة والغلَبة منه سبحانه، والشعور بأداء التكليف الإلهي، والاقتداء بالأنبياء والأئمّة الطاهرين عليهم السّلام، يمثّل سفينة النجاة، والضمان لعدم الوقوع في هذه المزالق الخطيرة.

س: تمرُّ علينا في الجُمُعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك ذكرى (يوم القُدس العالمي)، ما هي كلمة سماحتكم بهذه المناسبة؟

ج : (يوم القُدس العالمي) الذي أعلنه الإمام الخميني العظيم قدّس سرّه، يذكرّنا بالقبلة الأولى للمسلمين وما يعانيه الشعب الفلسطيني من آلام، جرّاء احتلال الصهاينة للأرض المقدّسة.

إنّ قضية فلسطين، ومنها عنوانها المقدّس وهو الأقصى الشريف، هي قضية إسلاميّة وعربية كما هي قضية فلسطينيّة، لا بُدّ من التأكيد هذا البُعد الديني الشامل فيها.

ولهذا فإنّ يوم القُدس العالمي -هذا الشعار الإسلامي السياسي الهامّ جداً- يجب على المسلمين إحياؤه وإيصال صرختهم ورفضْهم للمشاريع الاستكباريّة إلى كلّ مكان.

الولاية للفقيه

س: ما هي مواضع القدوة في شخصية الإمام الخميني رضوان الله عليه؟

ج: إنّ شخصية الإمام الخميني الفذّة تتّصف بمجموعة من المواصفات المؤثّرة التي تشكّل قدوة للإنسان، منها:

1) المبدئية في العمل السياسي والجهادي: وهذا واضح من خلال مواقفه تجاه نظام الشاه وقوى الاستكبار العالمي، وحرب الثمان سنوات، ونُصرة الشعوب المستضعفة.

2) الاهتمام بمشاكل الأمّة: سواء في نطاق الشعب الإيراني المسلم، أو في نطاق الشعوب الإسلاميّة.

3) الشجاعة: فهو القائد العامّ للقوّات المسلّحة، وقاد بالفعل الحرب الظالمة التي واجهتها الجمهورية الإسلاميّة، كما اتّصف بالشجاعة في مواقفه السياسيّة أيضاً، ففي بعض الأحيان كان يواجه كلّ قوى الاستكبار العالمي وحيداً، ويهتف بالإسلام في وجهها.

4) الإخلاص والصبر والاستقامة: كان يمتاز بدرجةٍ عاليةٍ جدّاً من الإخلاص لله سبحانه وتعالى، في كل مواقفه وأعماله وتصرفاته وأقواله. كذلك كان صبوراً غاية الصبر، فهو يرى أمام عينيه كيف يستشهد عشرات الآلاف من النّاس، وكان ذلك يمزّق قلبه الشريف، لكنّه مع ذلك ثابتٌ في صبره، ومستقيمٌ في حركته.

5) وضوح الرؤية: فهو يتحدّث للنّاس من خلال وضوح الرؤية وتشخيص المصاديق العملية الواضحة في مختلف القضايا.

6) الحزم والحسم: حيث يتّخذ الموقف الحازم الذي يحسم كلّ شكّ وتردّد عندما تشتدّ الأزمات، وهناك عشرات المواقف الحرجة التي واجهتْه وحسم أمرها.

7) عدم الانفعال والتورّط بالقضايا الجانبية: كان يحاول دائماً أن يجعل المعركة والجهد متّجهَين نحو الأهداف الأساسيّة، من دون أن يقع تحت تأثير التطوّرات المفاجئة.

8) منهج الاختبار: أي إعطاء الفرصة للامتحان والاختبار، سواء على المستوى الفردي أو الشعبي، فلم يكن يتدخّل في الجزئيات والتفاصيل، إلاّ في المواقع التي يشعر أنّ الأمة تكون فيها بحاجة إلى التوجيه والهداية.

9) البساطة والزهد: بقيّ يصرّ إلى آخر أيامه على أن يكون المنزل الذي يسكنه منزلاً بسيطاً (قدّمه له أحد العلماء)، ويستقبل النّاس في الحسينية المتواضعة التي بُنيت في جوار المنزل.

10) الجديّة في التعامل والمتابعة: يمكن ملاحظة ذلك إذا أخذنا مقطعاً زمنياً من حياته كالسَّنة الأخيرة منها مثلاً، فسنجدها مليئة بالأحداث، فقد شكّل مجلس إعادة النظر في الدستور، وأصدر حُكماً بقتل المرتدّ سلمان رشدي، وأرسل إلى الرئيس السوفياتي غورباتشوف يدعوه إلى التخلّي عن الشيوعية والالتحاق بالإسلام، وهكذا في بقية الأُمور..

س: ما هو رأي سماحتكم في قيادة ومرجعية الإمام الخامنئي حفظه الله تعالى؟

ج: آية الله العظمى السيّد عليّ الخامنئي دام ظلّه العالي، بما يتمتّع به من صفات معنوية عالية من العلم والتّقوى والخبرة والوعي والفهم الدقيق للأوضاع السياسيّة والاجتماعيّة، والشجاعة والقدرة على تشخيص المصالح الإسلاميّة والموضوعات الشرعيّة، وكذلك الموقع القيادي المتميّز في النهضة الإسلاميّة، يصلح لمنصب القيادة والمرجعية الدينيّة العامّة لعموم المسلمين، والمؤمنين بشكل خاصّ. بل يتعيّن الرجوع إليه في الأمور الدينية ذات الصلة بالأُمور الاجتماعيّة والسياسيّة العامّة. وإنّ الالتفاف حول قيادته ومرجعيته الدينيّة فيه مصلحة كبيرة للإسلام والأمة الإسلاميّة.

 

الكتاب والعِترة

س: ما هو المنهاج العملي الذي تقترحونه في رحاب أشهر النور المباركة؟

ج: لا بُدّ للإخوة المؤمنين أنْ يُعِدّوا لأنفسهم في هذه الأشهر العظيمة منهاجاً عملياً ينسجم مع ظروفهم وحاجاتهم، ومن أهمّ خطوات هذا المنهاج:

1) الاهتمام بممارسة الدعاء والصّلاة، فهما أساس العبادة وتحقيق القُرب من الله سبحانه.

2) الاهتمام بالصّوم.

3) الاستغفار والتوبة والإنابة.

4) مساعدة المؤمنين وقضاء حوائجهم، حيث أكدّت الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السّلام أنّ رحمة الله تعالى تُصبّ صبّاً على عباده في هذه الأشهر، وخاصة أولئك الذين يقضون حوائج إخوانهم ويساعدونهم.

5) التفقّه في الدين وطلب العلم والمعرفة، وفهم القرآن الكريم والتدبّر في آياته وتلاوتها.

6) الجهاد السياسي والاجتماعي، تحفل هذه الأشهر المباركة بذكريات أهل البيت عليهم السّلام المختلفة، إضافةً إلى ذكريات سياسيّة واجتماعيّة عديدة. إنّ الاحتفاء بهذه المناسبات يؤدّي إلى شحْذ الهمم وتصعيد الروح المعنوية في الإنسان المسلم لمواصلة العمل الرسالي والجهادي في سبيل الله تعالى.

س: كيف تشرحون دورَ أهل البيت عليهم السّلام في الاهتمام بالقرآن الكريم؟

ج: تتلخّص النقاط المهمّة في دور أهل البيت عليهم السّلام تجاه القرآن الكريم بالعناوين التالية:

1) المحافظة على القرآن من الضياع والتحريف.

2) تقديم التفسير الأصيل للقرآن، لا سيّما بعد وفاة النبيّ صلّى الله عليه وآله ، حيث كان الإمام عليّ عليه السّلام يختصّ بمعرفة القرآن وفهمه، دون بقيّة المسلمين.

3) وضع القرآن في المرتبة الأولى من القدسية، وأنّه المرجع الأوّل للرسالة الإسلاميّة.

4) تأكيد الاهتمام بقراءة القرآن، وحِفظه، وتدبّره.

5) تطبيق الآيات القرآنية على مصاديقها الخارجية في كلّ زمان.

س: السؤال الأخير استفسار حول الاستشفاء بتربة قبر سيّد الشهداء عليه السلام؟

ج: جعل الله تعالى لبُقعة سّيد الشهداء عليه السّلام آثاراً خارجية وضعية، مضافةً إلى قدسيّتها والثواب المترتّب عليها، ومنها تَحقّق الشفاء بتناول تربته الشريفة، ولذا أفتى الفقهاء بجواز تناول القدر القليل من هذه التربة للاستشفاء.

وقد وردت روايات عديدة في ذلك، منها ما رواه الشّيخ الطوسي عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: «إنّ اللهَ جعلَ تربةَ الحسين شفاءً من كلّ داء، وأماناً من كلّ خوف».

 

دعاء اليوم السادس عشر

«اللّهُمّ وفّقني لعمل الأبرار، وجنّبني فيه مرافقةَ الأشرار، وآوِني برحمتِكَ في دار القرار، بأُلُوهِيَّتِكَ يا إلهَ الأولين والآخِرين».

* «عمل الأبرار»: قوله تعالى (آل عمران/193): ﴿...رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ﴾.

و«البِرّ»: كلّ خير، أو الزيادة في الإحسان. و«البارّ»: فاعلُ البِرّ، وجمعُه «الأبرار».

* مرافقة الأشرار: سُئل أمير المؤمنين (عليه السلام): أي صاحبٍ شرّ؟ قال: «المزيِّنُ لكَ معصيةَ الله».

* دار القرار: المراد من «دار القرار» هي الدار الآخِرة.

* في (مصباح) الكفعمي حول ثواب مَن دعا بهذا الدعاء في يومه: «..يُعطى يومَ خروجِه من قبره نوراً ساطعاً يمشي به..».

 

دعاء اليوم السابع عشر

«اللّهُمّ اهدِني فيه لصالحِ الأعمال، واقضِ لي فيه الحوائجَ والآمال، يا مَن لا يحتاجُ إلى التفسير والسؤال، يا عالماً بما في صدور الصامتين، صلِّ على محمّدٍ وآله الطاهرين».

* صالح الأعمال: انسجاماً مع اعتقادنا بتجسّم الأعمال يوم القيامة وملازمتها لنا، يتوجّب على كلٍّ منّا أن يدقّق في اختيار قرينه الذي سيلازمه في المحشر ملازمة الروح للروح.

- أقسام العمل ثلاثة: عملٌ صالح، وعملٌ غير صالح، والخلط بينهما، كما في قوله تعالى (التوبة/102): ﴿وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا..﴾.

- العمل الصالح هو العمل المتقَن، وإتقانه في حُسن أدائه وإخلاص النيّة. قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «نيّةُ المؤمن خيرٌ من عملِه». وقال صلّى الله عليه وآله: «إنّما يُبعث الناسُ على نيّاتهم».

- في (مصباح) الكفعمي حول ثواب مَن دعا بهذا الدعاء في يومه: «.. يغفرُ (الله) له، ولو كان من الخاسرين».

 

اخبار مرتبطة

  إصدارات

إصدارات

07/05/2019

إصدارات

نفحات