مصطلحات

مصطلحات

11/05/2020

الحَرَج

الحَرَج

ضِيق نفسيّ يضادّ انشراح الصدر

ــــــــــــــ إعداد: سليمان بيضون ــــــــــــــ

رُوي عن الإمام الصادق عليه السلام في تفسير الحَرَج، أنه «كالشيء المصْمَت، لا يدخل فيه شيء ولا يخرج منه شيء». والمصمَت لغةً، هو الذي لا يخالطه شيء.

وفسّره بعض الفقهاء المعاصرين بأنه «المشقّة التي لا تُتحمّل عادةً..».

وفي اللغة: له غير معنى، تدور جميعها على الضِّيق.

* حرج صدره حرجاً من باب تعب: ضاق.

* وحرج الرجل: أثِم. وصدرٌ حرِج: ضيّق. ورجلٌ حرِج: آثم.

* وتحرّج الإنسان تحرّجاً: هذا ممّا ورد لفظه مخالفاً لمعناه، والمراد فعلَ فعلاً جانب به الحرج، كما يقال: تَحَنَّثَ، إذا فعل ما يخرج به عن الحَنْث. [التخلُّف والنقض]

* الحَرَج: مكان حرَج وحرِج، أي ضيّق كثير الشجر لا تصل إليه الراعية.

* والحرَج: الإثم. والحرِج أيضاً: الناقة الضامرة.

(انظر: صحاح الجوهري؛ مصباح الفيومي)

 

في القرآن الكريم

الأصل الواحد في هذه المادّة: هو ضغطة معنويّة تحصل من التجشّم والتكلُّف وتحمّل المشقّة.

وأمّا الضِّيق والتجمّع والحيرة والتحريم: فهي من آثار ذلك المفهوم.

وأمّا الناقة الضامرة: فكأنّها وقعت في ضغطة ومشقّة.

ويؤيّد هذا المعنى جمعُ الضّيق والحرج في الآية الكريمة: ﴿..وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّه ُ يَجْعَلْ صَدْرَه ُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ..﴾ [الأنعام:125]: أي يكون صدره غير منشرح لا اطمئنانَ فيه، بل يكون مضطرباً متزلزلاً متوحّشاً، فهو ضيّق وفي ضغطة من الوساوس الشيطانيّة.

قوله تعالى: ﴿..وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ..﴾ [الحج:78]: أي لا يُوجب حدوث ضغطة مِن توجّه تكاليف شاقّة وتحميل أمور تشقّ عليهم.

والفرق بين الضغطة والحرج، أنّ الحرج يُستعمل في توجّه أمور شاقّة معنويّة كالتكاليف والوساوس وغيرها، والضغطة في المحسوسات.

ويقابل الحرج: الوسع والطمأنينة والشرح، كما قال تعالى: ﴿لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها..﴾. [البقرة:286]

وقوله عزّ وجلّ: ﴿..ألا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾. [الرعد:28]

وقوله: ﴿..رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي﴾. [طه:25]

(المصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن الكريم: 2/188)

 

في روايات المعصومين عليهم السلام

* عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «ممّا أعطى الله أمّتي وفضّلهم به على سائرِ الأمم، أعطاهم ثلاث خصال لم يعطَها إلّا نبيّ، وذلك أنّ الله تبارك وتعالى كان إذا بعَث نبيّاً قال له: اجتهد في دينك ولا حرج عليك، وأنّ الله تبارك وتعالى أعطى ذلك أمّتي حيث يقول: ﴿..وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ..﴾ يقول: من ضِيق...».

(بحار الأنوار: 5/300)

* عن عبد الأعلى مولى آل سام، قال: قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام: عثرتُ فانقطع ظفري، فجعلت على أصبعي مرارة، كيف أصنع بالوضوء؟ قال: «يُعرف هذا وأشباهُه من كتابِ اللهِ عزّ وجلّ، قال الله: ﴿..وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ..﴾، امسحْ عليه».

(الكافي: 3/33)

* في قوله تعالى: ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ..﴾. [الحج:78]، قال سلمان: «يا رسول الله! مَن هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد، وهم شهداء على الناس، الذين اجتباهم اللهُ ولم يجعل عليهم في الدِّين من حرَجٍ ملّةَ أبيهم إبراهيم؟

قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: عَني بذلك ثلاثةَ عشر رجلاً خاصّة دون هذه الأمّة.

فقال سلمان: بيّنهم لنا يا رسول الله.

فقال: أنا وأخي عليّ، وأحد عشر من ولدي».

(كمال الدين: ص 279)

في المعاجم الفقهية

* الحَرَج: من حالات النفْس، وهو الضِّيق كتحمّل المِنَّة.

* والتكليف الحَرَجي: ما فيه عُسْرٌ ومشقّة على المكلّفين.

* الحَرَج: بفتح الحاء والراء مصدر حرِج [بكسر الراء]: الضّيق والشدّة. ومنه: رفْع الحرج. ومنه: لا حرَج عليك في فعله.

* الحَرَج: في اللغة: بمعنى الضيق. وعند الفقهاء: يُطلق على كلّ ما تسبّب في الضّيق، سواء أكان واقعاً على البدن أم على النفس أم عليهما معاً، أو هو ما يتعسّر على العبد الخروج عمّا وقع فيه.

* والصّلة بين الضرورة والحرج: أنّ الضرورة هي أعلى أنواع الحرج الموجبة للتخفيف.

 (انظر: الاصطلاحات الفقهية لعيسى العاملي؛ مصطلحات مركز المعجم الفقهي؛ الألفاظ الفقهية لعبد المنعم)

اخبار مرتبطة

  تاريخ و بلدان

تاريخ و بلدان

نفحات