النصف من شعبان: معــــايدة خمينيــة

النصف من شعبان: معــــايدة خمينيــة

01/09/2006

في حديث له بمناسبة ذكرى ولادة وصي رسول الله صلى الله عليه وآله الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، يقول " نائب الإمام" روح الله الموسوي الخميني قدس سره:

في حديث له بمناسبة ذكرى ولادة وصي رسول الله صلى الله عليه وآله الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، يقول " نائب الإمام" روح الله الموسوي الخميني قدس سره:
النصف من شعبان:
معايـــــدة خمينية
في حديث له بمناسبة ذكرى ولادة وصي رسول الله صلى الله عليه وآله الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، يقول " نائب الإمام" روح الله الموسوي الخميني قدس سره:


أقدّم التهاني بهذا العيد السعيد الخامس عشر من شعبان إلى جميع المسلمين ولجميع أفراد الشعب الإيراني.
شهر شعبان شهر عظيم، حيث وقعت في ثالثه ولادة المجاهد الأكبر في عالم البشرية، وفي الخامس عشر منه ولادة حضرة المهدي أرواحنا له الفداء.
وقضية غيبة حضرة الصاحب قضية مهمة تفهمنا عدة مسائل، منها:
أنه لم يكن أحد من جميع الناس ليقوم بمثل هذا الأمر العظيم الذي هو تطبيق العدالة بمعناها الواقعي في جميع الدنيا إلا المهدي الموعود سلام الله عليه، الذي ادّخره الله تعالى للبشر.
كل نبي من الأنبياء جاء لتطبيق العدالة، وكان هدفه أن يطبقها في جميع العالم، إلا أنهم لم يوفقوا.
حتى الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله الذي جاء لإصلاح البشر وتطبيق العدالة، ولتربية الناس، فإنه أيضاً لم يوفق في زمانه لهذا المعنى.
والذي يوفق لذلك وسيطبق العدالة في جميع الدنيا، هو المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.
ثم إن العدالة التي سيطبقها ليست بالمعنى الذي يفهمه الناس العاديون، من أن قضية العدالة في الأرض لتأمين رفاه الناس، بل " المراد بها " العدالة في جميع مراتب الإنسانية.
إذا وجد في الإنسان انحراف، أي انحراف عملي، إنحراف روحي، إنحراف عقلي، فإن تصحيح هذه الإنحرافات يعني تحقيق العدالة في الإنسان.
إذا كانت أخلاق الإنسان أخلاقاً منحرفة، فإنه عندما يرجع من الإنحراف إلى الإعتدال، تكون العدالة قد تحققت فيه.
إذا كانت في عقائد شخص انحرافات واعوجاجات، فإن إرجاع عقائده إلى عقائد صحيحة والصراط المستقيم، إيجاد للعدالة "وتحقيق لها" في عقله.
في زمن ظهور المهدي الموعود سلام الله عليه، الذي ادخره الله لأنه لم يكن في الأولين والآخرين شخص له هذه القدرة وهي فقط لحضرة المهدي الموعود، "أي" أن يبسط العدالة في جميع العالم، وهو ما لم يوفق له الأنبياء رغم أنهم أُرسلوا "لإنجاز" هذه الخدمة.
لقد ادخره الله تبارك وتعالى ليحقق ذلك المعنى الذي تمناه جميع الأنبياء لكن الموانع حالت دونه ولم يستطيعوا تحقيقه، وجميع الأولياء تمنوه، ولكنهم لم يوفقوا لتطبيقه.
وسيتحقق على يد ذلك العظيم.
إنما أطال الله "تعالى" عمره لأجل هذا المعنى.
ونحن نفهم من ذلك أنه لم يكن في البشر شخص آخر قابلاً لهذا المعنى، والذين كانوا بعد الأنبياء أيضاً لم يوفقوا.

"لم يوفق لذلك" أحد بعد الأنبياء والأولياء العظام آباء حضرة الموعود.

لم يكن ثمة شخص بعد ذلك.

لو أن المهدي الموعود التحق بجوار الحق كغيره لما بقي من البشر أحد يمكنه تحقيق العدالة.

إنه الموجود المدخر لهذا الأمر، ولذلك فإن عيد ولادة حضرة الصاحب أرواحنا له الفداء أكبر عيد للمسلمين، وأكبر عيد للبشر لا للمسلمين " فقط ".

إذا كان عيد ولادة حضرة الرسول صلى الله عليه وآله أكبر عيد للمسلمين، فحيث إنه لم يوفق إلى بسط ما كان " بدأ " بسطه، ولأن حضرة الصاحب سلام الله عليه يحقق هذا المعنى ويملأ العالم كله قسطاً وعدلاً بجميع مراتب العدالة، وجميع مراتب القسط، فيجب أن نقول إن عيد شعبان عيد ولادة حضرة المهدي سلام الله عليه أكبر عيد لجميع البشر.

عندما يظهر إن شاء الله "عجل الله تعالى في ظهوره" فإنه يُخرج جميع البشر من "دائرة" الإنحطاط بعد ما ملئت "ظلماً و" جوراً.

وليس المراد بهذه العدالة ما نفهمه نحن منها، أن تقوم حكومة عادلة لا تظلم.

هذا سيكون، إلا أن المراد أسمى من هذا المعنى.

معنى يملأ الأرض "قسطاً و" عدلاً بعد ما ملئت "ظلماً و" جوراً .

الأرض الآن هي "كذلك" وربما تصبح في ما بعد أسوأ.

ثمة انحرافات في جميع النفوس، حتى نفوس الأشخاص الكاملين[1] فإن فيها انحرافات ولو كانوا لا يعلمون.

ثمة انحرافات في الأخلاق، إنحرافات في العقائد، إنحرافات في الأعمال.

وفي الأمور التي يقوم بها البشر، الإنحرافات واضحة.

وهو "عليه السلام" مأمور أن يقَوِّم جميع هذه الإعوجاجات، ويرجع جميع هذه الإنحرافات إلى الإعتدال بحيث يصدق واقعاً:

" يملأ الأرض "قسطاً و" عدلاً بعد ما ملئت "ظلماً و" جوراً ً"

لهذا كان هذا العيد عيد جميع البشر، وتلك الأعياد أعياد المسلمين.

هذا العيد عيد جميع البشر، إنه عليه السلام سيتكفل هداية جميع البشر إن شاء الله ويزيل جميع "ألوان" الظلم والجور من الأرض، على نحو الإطلاق - أي في الخارج والنفوس والعقول إلخ،- كما هو الحال في العدل.

من هنا كان هذا العيد عظيماً جداً، وهو بمعنى من المعاني أكبر من عيد ولادة حضرة الرسول صلى الله عليه وآله الذي هو أكبر الأعياد.[2]

هذا العيد بمعنىً ما، أكبر.

ويجب علينا في مثل هذه الأيام من "أيام الله" أن نتنبه لتهيئة نفوسنا لقدوم ذلك

العظيم.

أنا لا أستطيع أن أطلق عليه إسم القائد، فهو أعظم من ذلك.

لا أستطيع أن أقول الشخص الأول، حيث لا وجود للشخص الثاني.

لا نستطيع أن نعبر عنه بأي تعبير إلا المهدي الموعود، ذلك الذي ادخره الله للبشر، وبجب أن نهيء أنفسنا بحيث إذا وُفّقنا إن شاء الله للتشرف بلقائه، تكون أنفسنا بحيث نكون بيض الوجوه لديه.


***

----------------------------------------------------
[1]غير المعصومين طبعاً.
[2]المقصود أن فرحة العيد بالمولد النبوي لاتكتمل إلا بملاحظة جميع الأنوارالمحمديةإومظاهرها والتجليات، وحيث أن تحقيق الهدف من البعثة المحمدية الأعظم مرتبط بيوم النصف من شعبان ارتباطاً جذرياً، فمن الواضح أن دورة البدر المحمدي لاتكتمل بدون هذا العيد

اخبار مرتبطة

نفحات