التعجيلُ بإرسالِ الرّأس الشريف إلى الكوفة، والشام!

التعجيلُ بإرسالِ الرّأس الشريف إلى الكوفة، والشام!

25/12/2011

التعجيلُ بإرسالِ الرّأس الشريف إلى الكوفة، والشام!

التعجيلُ بإرسالِ الرّأس الشريف إلى الكوفة، والشام!
«..إنْ لم أنتقِم.. من بني أحمدَ ما كان فَعَل»!!
ــــــــــ إعداد: خليل الشيخ علي ــــــــــ

لكي يُحيط القارىء علماً بما أثبتَه بعضُ أمَّهات المصادر حول التعجيل بإرسالِ رأسِ الإمام الحسين عليه السلام، إلى الكوفة، ومنها إلى «عاصمة الأمويّين» في الشام، اختارت «شعائر» تقديم هذه النماذج التي  تكشف الحقدَ الدفين على التوحيد والوحي وسيد النبيّين صلّى الله عليه وآله، وعلى أهل بيتِه عليهم السلام، كما تكشفُ بكلّ جلاء عن الكفرِ الذي لم يُغادره آلُ أبي سفيان طرفةَ عين. 

يُلاحظ المتابع لنصوص ما جرى على الرّأس المقدّس، أنّ التخطيط لإرسال الرّأس كان قد تمَّ قبل الشهادة، كما لاحظ التّشابه في مراسم «الإحتفال» بالإنتقام من رسول الله صلّى الله عليه وآله، والحرص الأمويّ الشديد على بَرْقعة كلماتهم ومواقفهم ببُرقع الدّين!

* سرَّحَ برأسه من يومِه ذلك إلى الكوفة

* الطَّبري: «وما هو إلّا أن قتل الحسين فسرَّحَ برأسه من يومه ذلك مع خوليّ بن يزيد، وحميد بن مسلم الأزدي إلى عبيد الله بن زياد، فأقبل به خوليّ فأرادَ القصر فوجدَ باب القصر مغلقاً، فأتى منزلَه فوضعَه تحت إجانةٍ في منزله وله امرأتان؛ امرأةٌ من بنى أسد والأخرى من الحضرميّين يُقال لها «النوار ابنة مالك بن عقرب» وكانت تلك اللّيلة ليلة الحضرميّة. قال هشام: فحدّثني أبي عن النوار بنتِ مالك قالت: أقبل خوليّ برأس الحسين فوضعَه تحت إجانة في الدار، ثمّ دخل البيت فأوى إلى فراشه، فقلتُ له ما الخبر، ما عندك؟ قال: جِئتُك بغِنى الدّهر، هذا رأسُ الحسين معك في الدار. قالت فقلت: ويلَك! جاء الناسُ بالذهبِ والفِضّةِ وجئتَ برأسِ ابنِ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم؟ لا واللهِ لا يجمع رأسي ورأسك بيتٌ أبداً. قالت: فقمتُ من فراشي فخرجتُ إلى الدار فدعا الأسديّة فأدخلَها إليه، وجلستُ أنظر. قالت: فواللهِ ما زلتُ أنظر إلى نورٍ يسطَعُ مثل العمود من السماء إلى الإجانة، ورأيتُ طيراً بيضاء تُرفرف حولها. قال: فلمّا أصبحَ غدا بالرأس إلى عبيد الله بن زياد». (تاريخ الطبري: ج 4، ص 348)

* الشيخ المفيد: «وسرّحَ عمر بن سعد من يومه ذلك -وهو يوم عاشوراء- برأس الحسين عليه السلام مع خوليّ بن يزيد الأصبحي، وحميد بن مسلم الأزدي إلى عبيد الله بن زياد، وأمرَ برؤوسِ الباقين من أصحابه وأهل بيته فنظفت، وكانت اثنين وسبعين رأساً، وسرّح بها مع شمر بن ذي الجوشن، وقيس بن الأشعث، وعمرو بن الحجّاج، فأقبلوا حتى قدموا بها على ابن زياد. وأقامَ بقيّة يومه واليوم الثاني إلى زوال الشمس، ثم نادى في الناس بالرّحيل، وتوجّه إلى الكوفة ومعه بناتُ الحسين وأخواته، ومن كان معه من النساء والصبيان، وعليُّ بن الحسين فيهم وهو مريض..».
(الإرشاد: ج 2، ص 112 – 114)

* الشيخ الصَّدوق: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه الله، قال: حدّثنا عبد العزيز بن يحيى البصريّ، قال: أخبرنا محمّد بن زكريا، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يزيد، قال: حدّثني أبو نعيم، قال: حدّثني حاجبُ عبيد الله بن زياد، أنّه لمّا جِيء برأس الحسين عليه السلام، أمرَ فوُضع بين يديه في طستٍ من ذهب، وجعل يضرب بقضيبٍ في يده على ثناياه ويقول: لقد أسرعَ الشيبُ إليك يا أبا عبد الله. فقال رجلٌ من القوم: مَه، فإنّي رأيتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله يلثُم حيث تضعُ قضيبَك. فقال: يومٌ بيومِ بَدْر ".." وبعث البشائر إلى النَّواحي بقتل الحسين عليه السلام». (الأمالي: ص 229 و230)

رأسُ الحسين ‏عليه السلام في مجلسِ يزيد

* روى «ابن شهراشُوب» عن أبي مِخْنَف قال: «لمّا دُخل بالرّأس على يزيد كان ‏للرّأس طِيبٌ قد فاحَ على كلّ طِيب».
* وعن (مرآة الزَّمان): «لمّا وُضِع الرّأس بين يدَي يزيد كان بالخضراء، فقَهقَه حتّى سمعَه مَن كان بالمسجد، ولمّا سمع صوت النوائح عليه أنشد:
يا صيحة تُحمد من صوائح     ما أهوَن الموت على النوائح
ويُقال إنّه كبّر تكبيرة عظيمة!».
* قال ابن الأثير في (الكامل): «ثمّ أُدخل نساءُ الحسين عليه، فجعلت فاطمة وسكينة ابنتا الحسين تتطاولان لِتنظُرا إلى الرَّأس، وجعل يزيد يتطاول ليستر عنهما الرّأس! فلمّا رأينَ الرّأس صِحْنَ، فصاحَ نساءُ يزيد، وَوَلْوَلَ بناتُ معاوية».
* وقال السيّد ابن طاوس في (اللهوف): «ثمّ وُضع رأس الحسين عليه السلام بين يدَيه، وأجلسَ ‏النساء خلفَه لِئلّا ينظرنَ إليه».

يزيد يَنْكُتُ ثنايا الحسين‏عليه السلام: قد أخذْنا من عليٍّ ثارَنا


* إنّ هذا الفعل الفظيع ممّا تواترَ نقلُه حتّى عُدَّ من مسلّمات التاريخ، وأثبتَ كفرَ ‏فاعلِه يزيد.
* قال أحمد بن أبي طاهر (م: 280 هجريّة): «لمّا كان من أمر أبي عبد الله الحسين بن‏ عليٍّ ‏عليهما السلام الذي كان، وانصرف عمرُ بن سعد -لعنه الله- بالنّسوة والبقيّة من آل‏ محمّدٍ صلّى الله عليه وآله، وَوَجّهَهُنّ إلى ابن زياد لعنه الله، فَوَجَّهَهُنّ هذا إلى يزيد -لعنه الله وغضبَ ‏عليه- فلمّا مثلوا بين يدَيه أمر برأس الحسين عليه السلام فأُبرِز في طست، فجعل ينكتُ‏ ثناياه بقضيبٍ في يده..».
وقال اليعقوبي: «ووُضِع الرّأس بين يدَي يزيد، فجعلَ يقرعُ ثناياه..».

أمّا «الخَوارِزْمِي» فقد قال: «ثمّ كشف يزيد عن ثنايا رأس الحسين بقضيبه ينكتُه به‏ وأنشد ".." فقال بعضُ جلسائه: إرفع قضيبك، فَوَاللهِ ما أُحصي ما رأيتُ شفتَي‏ محمّدٍ صلّى الله عليه وآله في مكان قضيبِك يقبّله! فأنشدَ يزيد:

يا غراب البين ما شئت فقل   إنّما تندب أمراً قد فُعل 
كلّ مُلْكٍ ونعيمٍ زائلٌ وبناتُ الدَّهر يَلْعَبْنَ بكلّ
ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهلّوا واستهلّوا فرحاً ثمّ قالوا يا يزيد لا تشلّ
لست من خندف إن لم أنتقم  من بني أحمد ما كان فعل
لعبت هاشم بالملك فلا  خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل
قد أخذنا من عليّ ثارنا وقتلنا الفارس الليث البطل
وقتلنا القرم من ساداتهم  وعدلناه ببدرٍ فاعتدل.

                                                                         

اخبار مرتبطة

  آلُ محمّد صلّى الله عليه وآله  بين الحُبِّ والنّصب

آلُ محمّد صلّى الله عليه وآله بين الحُبِّ والنّصب

  سببُ ازديادِ حُبِّ الدّنيا

سببُ ازديادِ حُبِّ الدّنيا

  دوريات

دوريات

25/12/2011

دوريات

نفحات