الإنتظار ترقُّبُ حقيقةٍ قطعيّة، والتخلُّق بخُلُق المنتظَر

الإنتظار ترقُّبُ حقيقةٍ قطعيّة، والتخلُّق بخُلُق المنتظَر

25/12/2011

الإنتظار ترقُّبُ حقيقةٍ قطعيّة، والتخلُّق بخُلُق المنتظَر

وليُّ أمر المسلمين الإمام الخامنئي:
الإنتظار ترقُّبُ حقيقةٍ قطعيّة، والتخلُّق بخُلُق المنتظَر
______إعداد: «شعائر»_______



«الإنتظار يُوجِب على الإنسان أن يُعدّ نفسه بطريقةٍ وهيئةٍ وخُلُقٍ يقارب الشّاكلة والهيئة والخُلُق المتوقَّع في الزمان الذي ينتظره».  
 
ما يلي، مقتطف من كلمة للإمام الخامنئي دام ظلّه، ألقاها (9 تموز 2011) في جمعٍ من أساتذة وخرّيجي فرع «المهدويّة»، تناولت مفاهيم مفصليّة مرتبطة بمفهوم «الإنتظار». 

قضيّة المهدويّة هي في عداد المسائل الأصليّة التي تدور في حلقة المعارف الدِّينيّة العليا كقضيّة النّبوّة مثلاً، حيث أنّ أهميتها ينبغي أن تقارَن بأهميّة النّبوّة.
وقضيّة الإنتظار لا تنفكّ عن قضيّة المهدويّة. فالإنتظار مِن المصطلحات المفتاحيّة الأساسيّة لِفهم الدِّين والحركة الأساسيّة والعامّة والإجتماعيّة للأمّة الإسلاميّة نحو الأهداف الإسلاميّة السَّامية.
الإنتظار يعني التّرقُّب، يعني ترصّد حقيقة قطعيّة؛ الإنتظار يعني ذاك المستقبل الحتمي والقطعي، وخاصّة انتظار موجود حيّ وحاضر، فهذه مسألة في غاية الأهمّية. فلا يُكتفى بالقول أنَّ هناك من وُلد ووُجد. أبداً، فهذا الموجود له حضور بين النّاس. وفي الرِّوايات أنّ الناس يرونه وهو يرى النّاس ولكن لا يعرفونه. وفي بعض الرِّوايات شُبّه بالنّبي يوسف الذي كان يراه إخوته وكان بينهم وجلسوا مجلسه ولكنّهم لم يعرفوه. فهو عليه السلام حقيقةٌ بارزةٌ واضحةٌ ومستنهضة؛ هذا ما يُعين على فهم معنى الإنتظار. فهذا الإنتظار ممّا تحتاجه البشريّة والأمّة الإسلاميّة بطريقٍ أَوْلى.
الإنتظار يُوجِب على الإنسان أن يعدّ نفسه بطريقةٍ وهيئةٍ وخُلُقٍ يقارب الشّاكلة والهيئة والخُلُق المتوقَّع في الزمان الذي ينتظره. إنّ الإنتظار يوجِد مثل هذه الحالة. ومِن الخصائص المودَعة في حقيقة الإنتظار، هي أن لا يقنع الإنسان بالوضع الموجود وبالمقدار الذي تحقّق من التّقدّم في يومٍ بعينه؛ بل يسعى أن يزداد هذا التّقدّم يوماً بعد يوم، ويزداد ما تحقَّق من حقائق وخِصال معنويّة وإلهيّة في نفسه وفي المجتمع. إنَّ هذه من لوازم الإنتظار.

اجتنابُ الأدعياء في زمن الغَيبة

يجب اجتناب عمل العوام والجَهَلة بشدّة؛ فمِن الأشياء التي يمكن أن تشكّل خطراً كبيراً هي مثل هذه الأعمال التي هي بعيدة عن المعرفة ولا ترجع إلى مستندٍ ومَدْرَكٍ في ما يتعلّق بقضية إمام الزّمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وهو ما سيُشكّل فرصة مناسبة للأدعياء الكاذبين. فالأعمال غير العلميّة وغير الموثَّقة، والتي لا تعتمد على المصادر والمدارك المُعتبَرة، هي أوهامٌ وخيالاتٌ صرفة، ومثل هذه الأمور تبعد النّاس عن حالة الإنتظار الحقيقيّة، وتهيِّئ الأرضيّة للأدعياء الكاذبين والدجّالين؛ فيجب اجتناب هذه الأمور بشدّة.
على مرّ التّاريخ ظهر أدعياءٌ؛ بعض المدّعين قاموا بتطبيق إحدى العلامات على أنفسهم أو على أحد الأشخاص كما أُشير إليه الآن، وكلّ هذه أخطاء. إنّ بعض الأشياء التي ترجع إلى علائم الظّهور ليست قطعيّة وهي أمورٌ لم تَرِد في الرّوايات المعتبرَة التي يُمكن الإعتماد عليها، وهناك روايات ضعيفة لا يصحّ الإستناد إليها، وتلك الموارد التي يمكن الإستناد إليها لا يمكن تطبيقها بسهولة، لقد وُجد دوماً من كان يطبِّق هذه الأشعار الصادرة عن «شاه نعمة الله ولي» -على مرّ السنين وفي موارد عديدة- على أشخاصٍ مختلفين على مرّ القرون وهذا ما شاهدتُه بنفسي؛ قد يأتي شخص ويقول لقد رأيتُ رجلاً بطريقة ما؛ وما قد رآه في الواقع هو شخصٌ ما. ثمَّ يأتي زمان آخر -لنفرض بعد مائة سنة- فيجد شخصاً آخر ينطبق عليه نفس الأمر! هذا خطأٌ وهذه أعمالٌ مضلّة وتوقِع في الأخطاء. فعندما يقع الإنحراف والخطأ فسوف تُهجَر الحقيقة ويُشتبه الأمر فيها، وتتهيّأ الوسيلة لإضلال أذهان النّاس. لهذا ينبغي اجتناب عمل العوام والإستسلام للشّائعات العامِّية بشدّة، وليكن العمل علميّاً قويّاً موثّقاً بالمدارك والأسانيد، وهو بالطّبع عملُ أهل هذا الفن، وليس عمل أيّ إنسان، بل ينبغي أن يكون من أهله ومن أهل الحديث والرّجال والأسانيد، ومن أهل الفكر الفلسفي؛ فليتعلّم ويتعرّف على الحقائق وعندها يمكن أن يدخل في هذا الميدان ويقوم بالأعمال التّحقيقيّة.
يجب الإعتناء بجدّية بهذا الجانب من العمل مهما أمكن، لكي يُفتح الطريق بمشيئة الله أمام النّاس، وكلّما أستأنست القلوب بمقولة المهدويّة وتعرّفت عليها، وأضحى حضور هذا العظيم -بالنسبة لنا نحن الذين نعيش في عصر الغيبة- محسوساً أكثر، وشعرنا به أكثر وتعمّق ارتباطنا به، فسيكون أفضل بالنسبة لعالمنا ولتقدّمنا نحو تلك الأهداف.

الله تعالى يُوصل سلامَ المسلِّمين

إنّ لهذه التّوسّلات الموجودة في الزِّيارات المختلفة، والتي لبعضها أسانيد جيّدة، قيمةً عالية. فالتوسّل والتَّوجّه والأُنس بهذا الإنسان العظيم عن بُعْد، لا يعني أن يدّعي أحدٌ أنّني سأصل إلى محضره أو أسمع صوته؛ أبداً ليس الأمر كذلك، فأغلب ما يُقال في هذا المجال إدّعاءاتٌ: إما أن تكون كذباً، أو أنَّ مَن يقولها لا يكذب ولكن يتخيَّل. لقد شاهدنا أشخاصاً لم يكونوا كاذبين ولكن كانوا يتخيّلون، وقد نُقلت تخيّلاتهم لهذا وذاك كوقائع! فلا ينبغي الإذعان لمثل هذه الأمور. إنَّ الطّريق الصّحيح هو الطّريق المنطقي. وذاك التوسّل توسّلٌ عن بُعْد. والتّوسّل الذي يسمعه الإمام منّا سيقبله إن شاء الله ولو كنّا نتحدّث مع مُخاطَبِنا عن بُعد، فلا إشكال في ذلك. والله تعالى يوصِل سلام المسلّمين ونداءَ المُنادين إلى هذا الجليل. فهذه التوسّلات وهذا الأُنس المعنوي جيّدٌ جدّاً وضروري.

***


زيارة صاحب الأمر بعد فريضة الفجر
أللّهُمَّ بَلِّغْ مَولايَ صاحِبَ الزَّمانِ صَلواتُ الله عَلَيْهِ عَنْ جَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ فِي مَشارِقِ الأرْضِ وَمَغارِبِها وَبَرِّها وَبَحْرِها وَسَهْلِها وَجَبَلِها، حَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ، وَعَنْ وَالِدَيَّ وَوُلْدِي وَعَنِّي مِنَ الصَّلَواتِ وَالتَّحِياتِ زِنَةَ عَرْشِ الله وَمِدادَ كَلِماتِهِ وَمُنْتَهى رِضاهُ، وَعَدَدَ ما أحْصاهُ كِتابُهُ وَأَحاطَ بِهِ عِلْمُهُ.
أللّهُمَّ إِنِّي أُجَدِّدُ لَهُ فِي هذا اليَوْمِ وَفِي كُلِّ يَوْمٍ عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً فِي رَقَبَتِي، أللّهُمَّ (فـ) كَما شَرَّفْتَنِي بِهذا التَّشْرِيفِ وَفَضَّلْتَنِي بِهِذِهِ الفَضِيلَةِ وَخَصَصْتَنِي بِهِذِهِ النِّعْمَةِ، فَصَلِّ عَلى مَوْلايَ وَسَيِّدِي صاحِبِ الزَّمانِ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَنْصارِهِ وَأَشْياعِهِ وَالذَّابِّينَ عَنْهُ، وَاجْعَلْنِي مِنَ المُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْهِ طائِعاً غَيْرَ مُكْرَهٍ، فِي الصَفِّ الَّذِي نَعَتَّ أَهْلَهُ فِي كِتابِكَ فَقُلْتَ: صَفّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصوصٌ عَلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ وَآلِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ.
أللّهُمَّ هذِهِ بَيْعَةٌ لَهُ فِي عُنُقِي إِلى يَوْمِ القِيامَةِ.


 

اخبار مرتبطة

  آلُ محمّد صلّى الله عليه وآله  بين الحُبِّ والنّصب

آلُ محمّد صلّى الله عليه وآله بين الحُبِّ والنّصب

  سببُ ازديادِ حُبِّ الدّنيا

سببُ ازديادِ حُبِّ الدّنيا

  دوريات

دوريات

25/12/2011

دوريات

نفحات