سورة الحجّ

سورة الحجّ

منذ يوم

سورة الحجّ

موجز في التّفسير
سورة الحجّ
_______من دروس «المركز الإسلامي» _______

السورة الثانية والعشرون في ترتيب سور المصحف الشريف، آياتها ثمانية وسبعون، وهي مدنيّة على أرجح الأقوال. سمّيت بسورة «الحج» لأنّ جزءاً من آياتها -السادسة والعشرون إلى الرابعة والثلاثين- تحدّثت عن فريضة الحج.


اختلف المفسّرون وكتّاب تأريخ القرآن حول كون سورة الحجّ المباركة مكيّة أم مدنيّة؛ فقالت طائفة منهم: إنّها مكّيّة باستثناء عددٍ من آياتها، وقال آخرون: إنّها مدنيّة عدا بعض آياتها، وجماعة ثالثة ترى: أنّها مزيجٌ من الآيات المكيّة والمدنيّة.

هدف السورة


 «تفسير الميزان»: السورة تخاطب المشركين بأصول الدين إنذاراً وتخويفاً، كما كانوا يخاطَبون في السور النازلة قبل الهجرة، في سياقٍ يشهد بأنّ لهم بعدُ شوكة وقوّة.
كما تخاطب السورةُ المؤمنين بمثل الصلاة، ومسائل الحجّ، وعمل الخير، والإذن في القتال والجهاد، في سياقٍ يشهد بأنّ لهم مجتمعاً حديثَ العهد بالإنعقاد، قائماً على ساقٍ لا يخلو من عدد وعدّة وشوكة. ويتعيّن بذلك أنّ السورة مدنيّة، نزلت بالمدينة ما بين هجرة النبيّ صلّى الله عليه وآله وغزوة بدر، وغَرَضُها بيانُ أصول الدين بياناً تفصيليّاً ينتفع بها المشرك والموحّد، وبيان فروعه بياناً إجمالياً ينتفع بها الموحّدون من المؤمنين، إذ لم تكن تفاصيل الأحكام الفرعية مشرّعة يومئذ، إلّا مثل الصلاة والحجّ كما في السورة.
ولِكونِ دعوة المشركين إلى الأصول من طريق الإنذار، وكذا ندب المؤمنين إلى إجمال الفروع بلسان الأمر بالتقوى، بسطَ الكلامَ في وصف يوم القيامة، وافتتحَ السورة بالزّلزلة التي هي من أشراطها، وبها خرابُ الأرض واندكاكُ الجبال.

ثوابُ قراءتها


«تفسير نور الثقلين»: عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «من قرأ سورة الحجّ أُعطي من الأجر كحِجّةٍ حجّها، وعمرةٍ اعتمرها، بعددِ مَن حجّ واعتمر فيما مضى وفيما بقي».
وعن الإمام الصادق عليه السلام: «من قرأ سورة الحجّ في كلّ ثلاثة أيّام، لم تخرج سنة (سنَتُه) حتّى يخرج إلى بيت الله الحرام، وإنْ مات في سفره دخل الجنّة».

خلاصة السورة

«تفسير الأمثل»: يُمكن تقسيم مواضيع السورة إلى عدّة أقسام:
1 - تضمّنت آياتٌ منها موضوع «المعاد» وأدلّته المنطقية، وإنذار الغافلين عن يوم القيامة ونظائر ذلك، التي تبدأ هذه السورة بها لتضمّ جزءاً كبيراً منها.
2 - يتضمّن جزءٌ ملحوظ من هذه الآيات جهادَ الشرك والمشركين، وجلب انتباه الناس إلى عَظَمة الخالق، بواسطة معاجز الخلق في عالم الوجود.
3 - دعا جزءٌ آخر من هذه السورة الناس إلى الاعتبار بمصير الأقوام البائدة، وما لاقت من عذاب إلهي، ومن هذه الأقوام: قوم نوح، وعاد، وثمود، وقوم إبراهيم ولوط، وقوم شعيب وموسى.
4 - وتناول جزء آخر منها مسألة الحجّ وتاريخه منذ عهد إبراهيم عليه السلام، ومسألة القربان والطواف وأمثالها.
5 - وتضمّن الجزء الآخر مقاومة الظالمين والتصدّي لأعداء الإسلام المحاربين [له].
6 - واحتوى قسمٌ آخر نصائح في مجالات الحياة المختلفة.
7 - التشجيع على أعمال الصلاة والزكاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتوكّل، والتوجّه إلى الله سبحانه وتعالى.

تفسيرُ آياتٍ منها

«تفسير نور الثقلين»: قوله تعالى: ﴿ ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأنّ به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه..﴾ الحجّ:11، الإمام محمّد الباقر عليه السلام:«يعني على شكّ في محمّد وما جاء به، فإنْ أصابه خير، يعني عافية في نفسه وماله وولده اطمأنّ به ورضي به، وإن أصابته فتنة، بلاء في جسده أو ماله، تطيّر وكره المقام على الإقرار بالنبيّ، فرجع إلى الوقف والشكّ، فنصب العداوة لله ولرسوله، والجحود بالنبيّ وما جاء به».

* قوله تعالى: ﴿ولهم مقامع من حديد﴾ الحجّ :21، النبيّ صلّى الله عليه وآله: «لو وُضع مقمعٌ من حديد في الأرض، ثم اجتمع عليه الثّقلان ما أقلّوه من الأرض».

* قوله تعالى: ﴿وهُدوا إلى الطيّب من القول وهدوا إلى صراط الحميد﴾ الحجّ:24، الإمام الباقر عليه السلام: «هو واللهِ هذا الأمر الذي أنتم عليه». وعن الصادق عليه السلام: «ذاك حمزة، وجعفر، وعبيدة، وسلمان، وأبو ذر، والمقداد بن الأسود، وعمّار، هُدوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام».

* قوله تعالى: ﴿..سواء العاكف فيه والباد..﴾ الحجّ:25، الإمام الصادق عليه السلام: «لم يكن ينبغي أن يُصنع على دُور مكّة أبواب، لأنّ للحاجّ أن ينزلوا معهم في دورِهم، في ساحة الدار حتى يقضوا مناسكهم، وإنّ أوّل من جعل لدور مكّة أبواباً معاوية».

* قوله تعالى: ﴿..ومن يُرد فيه بإلحاد بظلم نُذِقه من عذاب أليم﴾ الحجّ:25، عنه عليه السلام: «كلّ ظلم يظلم به الرجل نفسه بمكّة؛ من سرقة، أو ظلم أحد، أو شيء من الظلم، فإنّي أراه إلحاداً، ولذلك كان يُنهى أن يُسكن الحرم». وعنه عليه السلام: «كلُّ ظلمٍ إلحاد، وضرْب الخادم في غير ذنب، من ذلك الإلحاد».

* قوله تعالى: ﴿وإذ بوّأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئاً وطهّر بيتي للطائفين والقائمين والركّع السجود﴾ الحجّ:26، عنه عليه السلام: «إنّ لله تبارك وتعالى حول الكعبة عشرين ومئة رحمة، منها ستّون للطائفين، وأربعون للمصلّين، وعشرون للناظرين».

* قوله تعالى: ﴿وأذّن في الناس بالحجّ يأتوك رجالاً وعلى كلّ ضامر يأتين من كلّ فجّ عميق﴾ الحجّ:27، الإمام الباقر عليه السلام: «إنّ الله جلّ جلاله لمّا أمر إبراهيم عليه السلام ينادي في الناس بالحجّ، قام على المقام فارتفع به حتّى صار بإزاء أبي قبيس، فنادى في الناس بالحجّ، فأسمع مَن في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى أن تقوم الساعة».

* قوله تعالى: ﴿ليشهدوا منافع لهم..﴾ الحجّ:28، الإمام الرضا عليه السلام: «وعلّة الحجّ؛ الوفادة إلى الله عزّ وجلّ، وطلبُ الزيادة، والخروج من كلّ ما اقترف، وليكون تائباً ممّا مضى، مستأنفاً لما يستقبل، وما فيه من استخراج الأموال، وتعب الأبدان، وحظرها عن الشهوات واللذّات، والتقرّب بالعبادة إلى الله عزّ وجلّ، والخضوع والاستكانة والذلّ، شاخصاً في الحرّ والبرد، والأمن والخوف ".." ومنفعة مَن في شرق الأرض وغربها، ومَن في البرّ والبحر ممّن يحجّ وممّن لا يحجّ؛ من تاجر، وجالب، وبايع، ومشتر، وكاسب، ومسكين، وقضاء حوائج أهل الأطراف، والمواضع الممكن لهم الإجتماع فيها، كذلك ليشهدوا منافع لهم».

* قوله تعالى: ﴿..وليطّوّفوا بالبيت العتيق﴾ الحجّ:29، الإمام الصادق عليه السلام: «وإنّما سُمّي البيت العتيق، لأنّه أُعتِق من الغرق [طوفان نوح عليه السلام]».

* قوله تعالى: ﴿..واجتنبوا قول الزور﴾ الحجّ:30، عنه عليه السلام:[هو] «الغناء». وعنه عليه السلام أيضاً: «منه قولُ الرَّجل للذي يغنّي: أحسنت».

قوله تعالى: ﴿..وأطعموا القانع والمعترّ..﴾ الحجّ:36، عنه عليه السلام: «القانع: الذي يرضى بما أعطيته، ولا يسخط، ولا يكلح، ولا يلوي شدقه غضباً، والمعترّ: المارّ بك لتطعمه».

* قوله تعالى: ﴿الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حقّ إلّا أن يقولوا ربّنا الله..﴾ الحجّ:40، الإمام الباقر عليه السلام: «نزلت في رسول الله صلّى الله عليه وآله، وعليّ، وحمزة، وجعفر، وجرت في الحسين عليهم السلام أجمعين». وعنه عليه السلام: «نزلت في المهاجرين، وجرت في آل محمّد الذين أُخرجوا من ديارهم وأُخيفوا».

* قوله تعالى: ﴿..وبئر معطّلة وقصر مشيد﴾ الحجّ:45، الإمام الصادق عليه السلام: «البئر المعطّلة: الإمام الصامت، والقصر المشيد: الإمام الناطق».

* قوله تعالى: ﴿وجاهدوا في الله حقّ جهاده..﴾ الحجّ:78، أمير المؤمنين عليه السلام: «والجهاد على أربع شُعَب: على الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والصدق في المواطن، وشَنَآن [بُغض] الفاسقين، فمَن أمَر بالمعروف شدّ ظهر المؤمن، ومن نهى عن المنكر أرغمَ أنفَ الشيطان، ومن صدق في المواطن قضى الذي عليه، ومَن شنىء الفاسقين وغضب لله تعالى غضبَ اللهُ له ".."».


اخبار مرتبطة

  قرن الإسلام، وعصرُ الشعوب

قرن الإسلام، وعصرُ الشعوب

  المُشايَعة والمتابَعة

المُشايَعة والمتابَعة

  دوريات

دوريات

منذ 0 ساعة

دوريات

نفحات