قبساتٌ من كلمات الأعلام على أعتابِه

قبساتٌ من كلمات الأعلام على أعتابِه

منذ يوم

قبساتٌ من كلمات الأعلام على أعتابِه

الإمام الحسن العسكري عليه السلام
قبساتٌ من كلمات الأعلام على أعتابِه

ـــــــــــ إعداد: محمّد علي كريميان ــــــــــ

• «قال ابنُ الصَّبَّاغ المالكي
: مناقب سيّدنا أبي محمّد الحسن العسكري دالَّة على أنّه السَّرِيُّ ابنُ السَّرِيّ، فلا يشكّ في إمامته أحدٌ ولا يمتري، واعلم أنّه لو بِيعت مكرمة فسواه بايعُها وهو المشتري، واحدُ زمانه من غير مدافع، ونسيجٌ وحده من غير منازع، وسيّد أهل عصره وإمامُ أهل دهره، أقواله سديدة وأفعاله حميدة، وإذا كانت أفاضل زمانه قصيدةً فهو في بيت القصيدة، وإن انتظموا عقداً كان مكان الواسطة الفريدة، فارسُ العلوم الذي لا يُجارى، ومُبيِّنُ غوامضها فلا يُحاوَل ولا يُمارى، كاشفُ الحقائق بنظرِه الصائب، مظهرُ الدقائق بفكره الثاقب، المحدّث في سرّه بالأمور الخفيّات، الكريمُ الأصل والنفس والذات». (السيد علي الميلاني: شرح منهاج الكرامة في معرفة الإمامة: ج 1، شرح ص 234 – 235)
• ما يلي عرضٌ لنماذج من ترجمة الإمام العسكري عليه السلام في عددٍ من أبرز المصادر الإسلامية، تقدّمه «شعائر» بهدف تمكين القارىء من التواصل مع المصادر الأمّ التي تحدّثت عن إمامه الحادي عشر من أوصياء رسول الله صلّى الله عليه وآله.


* شرح (الكافي):
باب مولد أبي محمّد الحسن بن عليّ عليهما السلام.
* الأصل: وُلد عليه السلام في شهر [رمضان وفي نسخة أخرى في شهر] ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. وقُبض عليه السلام يوم الجمعة لثمانِ ليالٍ خلون من شهر ربيع الأول سنة ستين ومائتين وهو ابن ثمان وعشرين سنة، ودُفن في داره في البيت الذي دُفن فيه أبوه بسرّ مَن رأى، وأُمّه أم ولد يُقال لها: حديث، [قيل: سوسن].
* الشرح: قوله: «وقُبض عليه السلام يوم الجمعة»، قال الصّدوق: قتلَه المعتمد لعنه الله بالسمّ، وقال الطبرسي: ذهب كثيرٌ من علمائنا إلى أنّه عليه السلام مضى مسموماً، وكذلك أبوه وجدّه وجميعُ الأئمّة عليهم السلام. روى الصدوق بإسناده عن أبي حاتم قال: سمعتُ أبا محمّد الحسن بن عليّ عليهما السلام يقول: «في سنة مائتين وستين تفترق شيعتي». ففيها قُبض أبو محمد عليه السلام وتفرّقت شيعتُه وأنصارُه؛ فمنهم مَن انتمى إلى جعفر ومنهم مَن تاه وشكّ، ومنهم مَن وقف على تحيّره، ومنهم مَن ثبت على دينه بتوفيق الله عزّ وجلّ
. (محمد صالح المازندراني، شرح أصول الكافي: ج 7، ص 312)


 

* الخطيب البغدادي:
الحسنُ بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، أبو محمّد العسكري: كان ينزل بسرّ مَن رأى، وهو أحد مَن يعتقد فيه الشيعة الإمامة، وكان مولده ".." في سنة إحدى وثلاثين ومائتين. وتوفّي في يوم الجمعة. قال بعض الرواة: في يوم الأربعاء لثمانٍ خلونَ من ربيع الأول سنة مائتين وستّين. (الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد: ج7، ص 378)


* السَّمعاني:
وأبو محّمد الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب العسكري العلوي، كان سكن سرّ مَن رأى، وهو أحد من يعتقد فيه الشيعة الإماميّة، وهو أحد الإثني عشر الذين يعتقدون في إمامتهم، وكانت ولادته في سنة إحدى وثلاثين ومائتين، ووفاته في شهر ربيع الأوّل سنة ستّين ومائتين بسرّ من رأى ودُفن بجنب أبيه. (السمعاني، الأنساب: ج 4، ص 194)

 * الحموي:
وبسامرّاء قبر الإمام عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر وابنِه الحسن بن عليّ العسكريّين، وبها غاب المنتظَر في زعم الشيعة الإماميّة، وبها من قبور الخلفاء قبر الواثق وقبر المتوكّل وابنه المنتصر وأخيه المعتز والمهتدي والمعتمد بن المتوكّل. (الحموي، معجم البلدان: ج 3، ص 178)

*عسكر سامرّا: قد تقدّم ذكر سامرّا بما فيه كفاية، وهذا العسكر يُنسب إلى المعتصم، وقد نُسب إليه قومٌ من الأجِلَّاء، منهم: عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، رضي اللهُ عنه، يُكنَّى أبا الحسن الهادي، وُلد بالمدينة ونُقل إلى سامرّا، وابنُه الحسن بن عليّ وُلد بالمدينة أيضاً ونُقل إلى سامرّا فُسمّيا بالعسكريّين لذلك، فأمّا عليّ فمات في رجب سنة 254 ومُقامُه بسامرّا عشرين سنة، وأمّا الحسن فمات بسامرّا أيضاً سنة 260 ودُفنا بسامرّا وقبورُهما مشهورة هناك. ولولدهما المنتَظر هناك مشاهد معروفة. (الحموي، معجم البلدان: ج 4، ص 123)


* العلامة المجلسي:
  أورد عليه الرحمة في (بحار الأنوار، ج 50) العديد من أقوال العلماء منها:
• الشيخ الصدوق في (عِلل الشّرائع): «سمعتُ مشايخنا رضي الله عنهم أنّ المحلّة التي يسكنها الإمامان عليُّ بنُ محمد والحسنُ بنُ عليّ عليهما السلام بسرّ مَن رأى كانت تُسمّى عسكر، فلذلك قِيل لكلّ واحدٍ منهما العسكريّ».
• الشيخ المفيد في (الإرشاد): «كان مولد أبي محمّد عليه السلام بالمدينة في شهر ربيع الأوّل سنة ثلاثين ومائتين، وأمّه أم ولد يقال لها حديثة، وكانت مدّة خلافته ستّ سنين».
• (مناقب) ابن شهرآشوب: ألقابه عليه السلام: الصّامت، الهادي، الرفيق، الزّكيّ، النّقيّ. كنيتُه: أبو محمّد، وكان هو وأبوه وجدّه يُعرَف كلٌّ منهم في زمانه بابن الرضا عليه السلام. أُمّه أم ولد يُقال لها حديث، وولده القائم عليه السلام لا غير.

* الطَّبَرْسي (ت: 548 هجريّة):

 «.. كان مولدُه عليه السلام بالمدينة يوم الجمعة لثمانٍ ليال خلون من شهر ربيع الآخر [سنة] اثنتين وثلاثين ومائتين، وقُبِض عليه السلام بسرّ مَن رأى لثمانٍ خلونَ من شهر ربيع الأوّل سنة ستين ومائتين، وله يومئذٍ ثمان وعشرون سنة، وأُمّه أم ولد يُقال لها حديث، وكانت مدّة خلافته ستّ سنين. ولقبُه الهادي، والسراج، والعسكريّ، وكان وأبوه وجدّه عليهم السلام يُعرَف كلٌّ منهم في زمانه بابن الرضا، وكانت في سِنيَّ إمامتِه بقيَّةُ مُلك المعتزّ أشهراً، ثمّ ملك المهتدي أحد عشر شهراً وثمانية وعشرين يوماً، ثمّ ملك أحمد المعتمد على الله بن جعفر المتوكّل عشرين سنة وأحد عشر شهراً. وبعد مضيِّ خمس سنين من مُلكِه قبض الله وليَّه أبا محمدّ عليه السلام، ودُفن في داره بسرّ مَن رأى في البيت الذي دُفن فيه أبوه عليهما السلام. وذهب كثيرٌ من أصحابنا إلى أنّه عليه السلام مضى مسموماً، وكذلك أبوه وجدّه وجميع الأئمّة عليهم السلام خرجوا من الدنيا بالشهادة، واستدلّوا في ذلك بما رُوي عن الصادق عليه السلام من قوله: «واللهِ ما منّا إلّا مقتولٌ شهيد». واللهُ أعلمُ بحقيقة ذلك (الشيخ الطبرسي، إعلام الورى بأعلام الهدى: ج 2، ص 132)

* وقال الشبراوي الشافعي ( ت: 1171 هجريّة) في كتابه (الإتحاف بحبّ الأشراف):
«قد أشرق نورُ هذه السلسلة الهاشميّة والبيضة الطاهرة النبويّة والعصابة العلويّة، وهم اثنا عشر إماماً مناقبُهم عليّة، وصفاتهم سَنِيّة، ونفوسهم شريفة أبيَّة، وأرومتهم كريمة محمّدية، وهم:
محمّد الحجّة، بن الحسن الخالص، بن عليّ الهادي، بن محمّد الجواد، بن عليّ الرضا، بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، بن محمّد الباقر، بن عليٍّ زينِ العابدين، بن الإمام الحسين أخي الإمام الحسن، ولدَي اللّيث الغالب عليّ بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم أجمعين».

وقال الشبراوي أيضاً: «ويكفيه
[يعني الإمام الحسن العسكري] بأنّ الإمام المهديّ المنتظَر من أولاده، فللّه درُّ هذا البيت الشريف والنسب الخضم المنيف، وناهيك به من فخار وحسبُك فيه من علوِّ مقدار، فهم جميعاً في كرم الأرومة وطيب الجرثومة، كأسنان المشط متعادلون، ولسهامِ المجدِ مقتبسون، فيا له من بيتٍ عالي الرتبة، سامي المحلّة، فلقد طاول السّمك عُلا ونُبلاً، وسَما على الفرقدين منزلةً ومحلّاً، واستغرق صفات الكمال فلا يُستثنى فيه بِغير ولا بإلّا، وانتظم في المجد هؤلاء الأئمّة انتظامَ اللآلي، وتناسقوا في الشرف فاستوى الأوّل والتالي، وكم اجتهد قومٌ في خفض منارِهم واللهُ يرفعُه، وركبوا الصَّعبَ والذّلول في تشتيتِ شملِهم واللهُ يجمعُه، وكم ضيّعوا من حقوقهم ما لا يُهمله الله ولا يُضيّعه. أحيانا الله على حبِّهم وأماتنا عليه». (الشيخ لطف الله الصافي، أمان الأمة من الإختلاف: ص 153 – 154)

من هو الشيخ الشّبراوي الشافعي؟
جاء في كتاب (الأعلام) لخير الدين الزركلي: ج 4، ص 130:
الشبراوي (1091 - 1171 للهجرة‍ = 1680 - 1758 م) عبد الله بن محمّد بن عامر الشبراوي: فقيه مصري، له نظم. تولّى مشيخة الأزهر. من كُتبه (شرح الصدر في غزوة بدر - ط)، و(ديوان شعر) سمّاه (منائح الألطاف في مدائح الاشراف – ط)، و(عنوان البيان – ط) نصائح وحكم، و(الإتحاف بحبّ الأشراف - ط )، ومنه نسخ «بخطّه» في خزانة الرباط، من كُتب الكتاني، و(ثبت – خ) في خزانة الرباط (المجموع 1282 كتاني).

* وقال أبو سالم «محمّد بن طَلْحَة» الشافعي

جاء كلامه في كتابه (مطالب السؤول في مناقب آل الرسول: ص 475)، ولاضطراب بعض عباراته أُورده هنا كما نقله عنه الإربلي في (كشف الغمّة: ص178 -179)، حيث قال:
«قال الشيخ كمال الدين محمّد بن طلحة رحمه الله تعالى، الباب الحادي عشر في أبي محمّد الحسن الخالص بن عليّ المتوكّل بن محمّد القانع بن عليّ الرضا عليهم السلام. مولدُه سنة إحدى وثلاثين ومائتين للهجرة. وأمّا نسبُه أباً وأُمّاً؛ فأبوه أبو الحسن عليُّ المتوكّل بن محمّد القانع بن عليّ الرضا وقد تقدّم القول في ذلك، وأُمّه أمّ ولد يُقال لها سوسن. وأمّا اسمُه فالحسن وكنيتُه أبو محمّد ولقبُه الخالص. وأمّا مناقبُه فاعلم أنّ المنقبة العليا والمزيّة الكبرى التي خصّه الله جلّ وعلا بها فقلّده فريدَها ومنحَه تقليدَها وجعلَها صفةً دائمةً لا يُبلي الدهرُ جديدَها ولا تنسى الألسنُ تلاوتَها وترديدَها أنّ المهديّ من نسله المخلوق منه، وولدُه المنتسب إليه وبضعتُه المنفصلة عنه، وسيأتي في الباب الذي يتلو هذا الباب شرحُ مناقبه وتفصيلُ أحواله إنْ شاء الله تعالى. وكفى أبا محمّد الحسن تشريفه من ربّه أنْ جعل محمّد المهديّ من كسبه وأخرجَه من صلبِه وجعله معدوداً من حزبه، ولم يكن لأبي محمّد ولدٌ ذكرٌ سواه وحسبُه ذلك منقبة».

من هو «محمّد بن طلحة الشافعي»؟

جاء في (معجم المطبوعات العربية: ج 1، ص 147 – 148) لإليان سركيس:
«(582 – 653 للهجرة) الشيخ كمال الدين، أبو سالم، محمّد بن طلحة بن محمّد بن حسن القرشي النصيبي العدوي الشافعي، المفتي الرحّال، مصنّف كتاب (العقد الفريد) وأحد الصدور والرؤساء المعظّمين. سمع بنيسابور من المؤيد وزينب الشعرية. وتفقّه فبرع في الفقه والأصول والخلاف، وترسّل عن الملوك وساد وتقدّم وتحدّث في بلاد كثيرة. وفي سنة 648 كتب بالوزارة تقليده عند الملك السعيد نجم الدين غازي بن أرتق فاعتذر وتنصّل فلم يقبل منه فتولّاها يومين، ثم انسلّ خفيةً وترك الأحوال ولبس ثوباً قطنيّاً فلم يدرَ أين ذهب وله كتاب ".." (مطالب السؤول في مناقب آل الرسول) طبع مع كتاب (تذكرة خواص الأمّة) لسبط ابن الجوزي».

* وقال النّبهاني: (يوسف بن إسماعيل النبهاني، ت: 1350. عالم في الفقه والحديث وأديب ومصنّف مكثر)

 «الحسن العسكري، أحدُ أئمّة ساداتنا آل البيت العِظام وساداتهم الكرام، رضي الله عنهم أجمعين، ذكره الشبراوي في (الإتحاف بحبّ الأشراف) ولكنّه اختصر ترجمته، ولم يذكر له كرامات، وقد رأيتُ له كرامةً بنفسي، وهو أنّي في سنة 1296 سافرت إلى بغداد من بلدة كوي سنجق إحدى قواعد بلاد الأتراك وكنت قاضياً فيها، ففارقتُها قبل أن أُكمل المدّة المعينة، لشدّة ما وقع فيها من الغلاء والقحط، اللّذين عمّا بلاد العراق في تلك السنة، فسافرنا على الكلك قبالة مدينة سامرّاء وكانت مقرّ الخلفاء العباسيّين، فأحببنا أن نزور الإمامَ الحسن العسكري، وخرجنا لزيارته، فحينما دخلتُ على قبره الشريف حصلت لي روحانيّة لم يحصل لي مثلها قطّ... وهذه كرامةٌ له. ثمّ قرأت ما تيسّر من القرآن، ودعوتُ بما تيسّر من الدّعوات وخرجت». (السيد علي الميلاني، شرح منهاج الكرامة في معرفة الإمامة: ج 1، شرح ص 235 - 236)


 إنَّ في الجنة باباً يُقال له المعروف
الإمام العسكريّ عليه السلام: «إنَّ في الجنّة باباً يُقال له المعروف، لا يدخله إلّا أهلُ المعروف».
[قال الرّاوي أبو هاشم الجعفري:] فحمدتُ الله تعالى في نفسي وفرحتُ ممّا أتكلَّفُه من حوائج الناس، فنظرَ إليَّ أبو محمّد عليه السلام وقال: «نعم قد علمتُ ما أنت عليه، وإنَّ أهل المعروف في الدّنيا هم أهلُ المعروف في الآخرة، جعلكَ اللهُ منهم يا أبا هاشم ورحِمَك».


 

اخبار مرتبطة

  قرن الإسلام، وعصرُ الشعوب

قرن الإسلام، وعصرُ الشعوب

  المُشايَعة والمتابَعة

المُشايَعة والمتابَعة

  دوريات

دوريات

منذ يوم

دوريات

نفحات