«تذكرة خواصّ الأمّة» لِسِبطِ ابن الجوزي

«تذكرة خواصّ الأمّة» لِسِبطِ ابن الجوزي

22/02/2012

«تذكرة خواصّ الأمّة» لِسِبطِ ابن الجوزي

«تذكرة خواصّ الأمّة» لِسِبطِ ابن الجوزي*
من أبرز مؤلفات علماء السُّنة حول الأئمّة الإثني عشر
____إعداد: سلام ياسين____







الكتاب: «تذكرة خواصّ الأمّة»
المؤلّف: سبط ابن الجوزي، أبو المظفّر، يوسف بن قزغلي البغدادي (ت: 654 هـجريّة)
الناشر: «دار العلوم»، بيروت 2004


هكذا بعضُهم! لا ينفكّ عن البحث عن الحقيقة، فإذا وجَدَها لا يصبر عن بثّها في الأسماع والأفهام، وعرضها على الأبصار والبصائر، يُرضي بذلك ضميرَه، وربّما رَغِب في التوبة عمّا قاله أو كتبه يوماً ما دون مراجعةٍ أو تثبُّتٍ وتحقيق.
وسبطُ ابن الجوزي، وإنْ لم يكن شيعيّاً مِن قبل، ولم يُصبح شيعيّاً من بعد، لكنّ همّته حَمَلته على التّبصّر وإعمال الفكر، والخروج من حالة التعصّب الأعمى إلى الموضوعيّة والإنصاف، فوَجَد -بدرجةٍ من درجات الفهم- أنّ أهل بيت النبوّة والرسالة والوحي هم أفضلُ من الصحابة، بل هم خواصّ هذه الأمّة المرحومة، ولهم إمامةُ الناس في حالاتهم الروحيّة ومنازلهم العلميّة. ولمّا بلغ سبط ابن الجوزيّ ذلك الإدراك بالدليل العقلي أو بدليلٍ آخر، جرَّد يَراعَه لتدوين ما آمن به واعتقدَه، لم يُبالِ ما كان عليه جَدُّه لأُمّه (إبن الجوزي، أبو الفرج عبد الرحمن الحنفي: 508 - 597 هـجريّة)، أو حتّى ما كان عليه علماء مذهبه من الحنفيّة، فضلاً عن علماء مذهبه الأوّل من الحنبليّة، وعلماء المذاهب الأخرى، إضافةً إلى ما كانت عليه أهواء الحكّام والسلاطين والأمراء الذين تعاقب أكثرهم على بُغْض أهل البيت عليهم السلام.
ومن هنا كان هذا الكتاب، الذي عُرِف بـ: ( تذكرة الخواصّ)، أو ( تذكرة خواصّ الأمّة)، وربّما كان اسمُه الأكمل: (تذكرة الخواصّ من الأُمّة بذكر خصائص الأئمّة)، وقد حمل مواضيعَ مهمّةً عديدة، نشير إليها إن شاء الله تعالى.

ترجمة المؤلّف


تحت هذا العنوان كتب السيّد محمّد صادق بحر العلوم اثنتَي عشرة صفحة عرّف فيها بالمؤلف، وهو: شمس الدين، أبو المظفّر بن فُرُغْلي [يوسف بن قز أُغلي، أو قزغلي] بن عبدالله البغدادي، سبطُ أبي الفرج عبد الرّحمن بن الجوزي الحنفي.
وُلد سنة 581 للهجرة ببغداد، ترجم له محمّد بن عبد الحيّ اللكهنوي الهندي في كتابه (الفوائد البهيّة في تراجم الحنفيّة) فقال: «تفقّه وبرع وسمع من جدّه لأُِمّه ابنِ الجوزي، وكان بتربيته في صغره حنبليّاً، ثمّ رحل إلى الموصل ودمشق، وتفقّه على جمال الدين الحُصَيري فصار حنفيّاً ".." مات سنة 654 للهجرة».
ثمّ ذكر السيّد بحر العلوم عدداً من الذين ترجموا لسبط ابن الجوزي، وجملةَ مَن روى عنهم، وعرّف بولده عبد العزيز.


مقدّمة المؤلّف


وهي قصيرة، جلُّها في الحمد لله والثناء عليه، والصّلاة على رسول الله وعلى آله وعترته صلوات الله عليه وعليهم، ثمّ ذكرَ أصل موضوع كتابه قائلاً:
«وبعد، فهذا كتابٌ في فضلِ الإمامِ العليم، والحَبرِ الحليم، والسيّدِ الكريم، أخي الرسول، وبَعلِ البتول، وسيفِ الله المسلول، سيّدِ الحنفاء، وابنِ عمّ المصطفى، وإمامِ الدِّين وعالِمه، وقاضي الشرع وحاكمِه، ومُنْصِفِ كلِّ مظلومٍ من ظالمِه، والمتصدّقِ في الصلاة بخاتَمِه، مُفرِّقِ الكتائب، ومُظْهِرِ العجائب، ليثِ بني غالب، أبي الحسنَين عليِّ بنِ أبي طالب، رضيَ الله عنه وعن زوجته، وصلّى على أبيها وحشَرَنا في زمرته، ورضي الله عن بقية الصحابة [المنتَجَبين]، وأهلِ البيت رضيَ الله عنهم أجمعين».

محتوى الكتاب


يضمّ الكتابُ اثنَي عشر باباً، هي على التوالي:
الباب الأوّل:
في ذكر عليّ بن أبي طالب عليه السلام: في صفته - في ذكر والده ووالدته - وفي ذكر أولاد فاطمة بنت أسد رضوان الله عليها.

الباب الثاني: في ذكر فضائل الإمام عليّ عليه السلام، ومنها: إخبار الرسول صلّى الله عليه وآله لعليٍّ عليه السلام - حديث الراية - في ارتقائه على كتف النبيّ صلّى الله عليه وآله – حديث مَن كنت مولاه - ليلة الهجرة - قراءة براءة وحديث: عليٌّ منّي.. ولا يؤدّي عنّي إلّا عليّ - حديث الطائر - سدّ الأبواب - النجوى الوصيّة -  حديث مدينة العلم - حديث أنت سيّدٌ في الدنيا والآخرة - حديث في شيعته عليه السلام.

الثالث والرابع: في ذكر أولاده عليه السلام وفي ذكر خلافته عليه السلام.

الخامس: في ذكر ورعه وزهادته، وخوفه من الله وعبادته عليه السلام.

السادس: في المختار من كلامه عليه السلام، منه: الخطبة [المسألة] المنبريّة -  الخطبة البالغة [لم ترد في (النهج)، رواها المجلسي في (البحار): ج 74، ص 295، دار الإحياء] الخطبة الشِّقشقيّة - في مدح النبيّ والأئمّة عليهم السلام - وصاياه -  قول عمر: أعوذ بالله من معضلةٍ ليس لها أبو الحسن - ذكر مسائله وقضاياه ومناظراته في القضاء والعقيدة والعلوم.

السابع والثامن: في شهادته عليه السلام. وفي ذكر الحسن المجتبى عليه السلام، وسبب شهادته مسموماً.
التاسع: في ذكر الحسين عليه السلام: مقتله وذكر مَن قُتل معه من أهله - إنفاذ الرؤوس والسبايا إلى ابن زياد - نَوح الجنّ على الحسين عليه السلام - عقوبة قَتَلة الحسين والإنتصار من ظالميه عليه السلام - فصل في يزيد وجواز لعنه وبيان بعض جرائمه العظمى.

العاشر: في ذكر محمّد بن الحنفيّة إبن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام.

الحادي عشر: في ذكر خديجة وفاطمة عليهما السلام.

الثاني عشر: في ذكر الأئمّة عليهم السلام: عليّ بن الحسين، محمّد الباقر، جعفر الصادق، موسى الكاظم، عليّ الرضا، محمّد الجواد، عليّ الهادي، الحسن العسكري، الحجّة المهديّ صلوات الله عليهم.
وقد تخلّل هذا الباب مواضيع أخرى، مثل: مقتل زيد رضي الله عنه، وخروج ولده يحيى، وقصيدة داليّة لأبي الفضل يحيى بن سلامة الحصكفي الشافعي (ت: 551 للهجرة)، وكان عالماً فصيحاً، قال فيها يذكر الأئمّة عليهم السلام بالشوق والمحبّة، وهي المدرجة في آخر المقال.
وفي القسم الأخير من كتابه، أورد سبط ابن الجوزي حكايات وكرامات في شأن ذريّة الصدّيقة الكبرى وأمير المؤمنين عليٍّ عليهما السلام.
هذا، ولا يخلو الكتاب من ملاحظات، فرواسب الغير تسرّبت، وهي واضحة أمامَ عين الكيِّس البصير.




           ______داليّة الحَصْكَفي ______               
 
كنتُ على القُربِ كئيبـاً مُغرَمـاً  مَيْتاً، فما ظنُّك بي إذ أبعـدوا؟! 
همُ الحيـاةُ أعرقـوا أم أشأمـوا  أم أتْهَموا أم أيْمَنـوا أم أنْجَـدوا
لِيَهنِهِـم طِيـبُ الكـرى فـإنَّـهُ مِن حظِّهم، وحَظُّ عينـي السَّهَـدُ
هـمُ تولَّـوا بالفـؤادِ والكَـرى ينَ صبري بَعدَهُـم والجَلَـدُ؟!
فألولا الضَّنى جَحَدتُ وَجْدي بِهِـمُ لكـنْ نُحولـي بالغـرامِ يَشهـدُ
وسائلٍ عن حُبِّ أهل البيتِ: هَـلْ أُقِـرُّ إعلانـاً بـه، أم أجْحـدُ؟
هيهاتَ ممزوجٌ بلحمـي ودَمـي حُبُّهمُ، وهـوَ الهُـدى والرَّشَـدُ
حـيـدرةٌ والحسَـنـانِ بَـعـدَهُ ثـمّ عـلـيٌّ وابـنُـه محـمّـدُ 
جعفرٌ الصـادقُ وابـنُ جعفـرٍ  موسـى، ويَتلُـوه علـيُّ السيّـدُ
أعني الرِّضا، ثـمّ ابنُـه محمّـدٌ ثـمّ علـيٌّ وابـنُـه المُـسـدَّدُ
الحسَـنُ التالـي ويتلـو تِـلْـوَهُ محمّـدُ بـنُ الحسـنِ المُفتَـقَـدُ
فإنّـهـم أئمّـتـي وسـادتــي وإن لَحانـي معشَـرٌ وفَـنَّـدوا
أئمّـةٌ، أكــرِمْ بِـهِـم أئـمّـةً أسماؤُهـم مَسطـورةٌ تَـطَّـرِدُ
هُـم حُجـجُ اللهِ علـى عـبـادِهِ وهُـم إليـه مَنهـجٌ ومَقْـصـدُ 
كـلَّ النهـارِ صُـوَّمٌ لربِّـهِـم وفـي الدياجـي رُكَّـعٌ وسُجَّـدُ 
قومٌ أتى في (هَلْ أتى) مَديحُهم،   هل شَكَّ في ذلـك إلاّ مُلحِـدُ؟!
قومٌ لهم في كـلِّ أرضٍ مَشهـدٌ لا بل لهم في كلِّ قلـبٍ مَشهَـدُ
قومٌ لهـم فضـلٌ ومجـدٌ بـاذخٌ يَعرِفُـه المُشـرِكُ والمُـوَحِّـدُ
يا أهلَ بيتِ المصطفى يا عُدّتـي ومَـن علـى حُبِّـهِـمُ أعتـمِـدُ
أنتُـم إلَـى اللهِ غـداً وسيلتـي فكيف أشقى وبِكُـم أعتضِـدُ؟!
وَليُّكم فـي الخُلـدِ حـيٌّ خالـدٌ والضدٌّ فـي نـارِ لَظـىً مُخَلَّـدُ.

                                    
_____________________________________
* نقلاً عن الموقع الإلكتروني:    imamreza.net

اخبار مرتبطة

  قرن الإسلام، وعصرُ الشعوب

قرن الإسلام، وعصرُ الشعوب

  المُشايَعة والمتابَعة

المُشايَعة والمتابَعة

  دوريات

دوريات

22/02/2012

دوريات

نفحات