بسملة

بسملة

منذ ساعتين

حذارِ العودة إلى الشّعور بالخوف، فالصَّنَمُ الغربي قد هُزِمَ، كالصَّنَمِ الشّيوعي.


هزيمةُ الصَّنمِ الغَربي

الشيخ حسين كوراني


حذارِ العودة إلى الشّعور بالخوف،
 فالصَّنَمُ الغربي قد هُزِمَ، كالصَّنَمِ الشّيوعي.
الإمام الخامنئي دام ظلّه


أَحرَجتْهُم إيران، فأَخرجتْهُم.
نجحت إيران في كَشف زيف الصّنم الغربي، لِيظهر على حقيقته. مستعمِرٌ مُستعبِد. رجعيٌّ أهوج. لا ديموقراطية ولا حقوق إنسان،  فضلاً عن نظامٍ دوليٍّ جديد. لا حضارة ولا تمدّن، بل سراب «ثقافة» الآلة والأزرار، وعبادة النّزوات والنَّفط وكلِّ ما يؤمِّن المردود الرّبحي.
لقد هُزِم الصّنمُ الغربي. وما يتوالى فصولاً من «غَضَب الخَيْلِ على اللُّجُم»، ليس إلّا صراخ المنهزِم، ووَلولةُ مَشارفِ الهرَب.
﴿سيُهزم الجمع ويولون الدُّبُر﴾ القمر:45. سُنَّةٌ إلهيّة اجتماعيّة تقضي بأنّ الهرَب يستتبعُ الهزيمة وإنْ طالت ساعاتُ الإجهاز على قوّة مَن تدورعليه الدوائر. يختلف الوقت الفاصل بين صعقةِ الهزيمة وبين الفرار والهرَب، بالتّناسب مع حجمِ المنهزِم. دويُّ كلِّ سقوطٍ بحسب «السّاقط» وحجمِه.
عندما يكون الحديث عن سقوط «القُطب الأوحد!» قد يستمرُّ الصّدى والتّدحرج والإستعداد للفرار ﴿بِضْع سِنين﴾. وما مصيرُ «بريطانيا» بالأمس عن الأذهان ببعيد.
تحدّث السيِّدُ القائد عن الهزيمة، وحذّر من الخوف لأنّ حَشرجات المهزوم قد تُخيف ضعافَ النّفوس. وبحمد الله «قليلٌ مَّا هُم». والربيع العربي - العالمي خيرُ دليل، والمستقبلُ واعد. ألبشريّةُ  في بدايةِ تاريخٍ مُشرِق.

***


لم يتنفَّس صبحُ هذا الفتح المُبين للمستضعفين إلّا بمدَدٍ ربَّانيٍّ لعبدِ الله المسدَّد، الخمينيّ الظّاهرة.
قبل النَّفْي من «قم» في بداية الستِّينات كانت فلسطين في فؤاده -في البعد العملي ـ الجهادي- قضيّة البشريّة الأولى.
كان يُؤسّس للثّورة على «الشّاه» بما هو عميل «الغدّة السَّرطانيَّة».
«ألقدس» قبلتُه الأولى، حقّاً وصِدقاً. بادر إثرَ الإنتصار لإعلان يومِها العالمي في آخر جمعة من شهر الله والنّاس. «ألقدس» المدخلُ إلى فرحة الأُمّة وعيدها. لا عيدَ إلّا في خطِّ الجهادين الأكبر والأصغر.
كانت بوصلة «القدس» وما تزال ضمانة «النّهج الثّوري الخميني – الكربلائي – البدري»، فلم تَحِدْ «إيران» مُذ ذاك عن خطّ القدس وفلسطين و«زوالِ إسرائيل من الوجود» قيدَ أنملة.
وبعد الإمام، و رغم جبال الحديد والوعود، وبراكين النّار والرُّعود، وعظيم التَّرغيب وسَطَوات الحصار، لم تَحِدْ «إيران» عن «خطِّ الإمام والقدس» ولا تراخى منها عزمٌ، ولا فَتَرت هِمّة، فضلاً عن أنْ يَلين لها عود. لم يكن ذلك ليتحقّق لولا توفيق الله تعالى لعبدِه المسدّد الإمام الخامنئي، الظّاهرة الأبرز في إحراز النَّصر للمستضعفين، في هذا القرن المتوثِّب للتمهيد لِأَنْسنةِ البشريّة وحكومة العقل والعدل.

***


بنى الإمام القائد على «مداميك الخمينيّة» وأسّس لكلّ ما شهِدته الأُمَّةُ بل الإنسانيَّةُ بِأَسْرِها من انتصارات والآتي -بإذنِ الله تعالى- أعظم.
ميدانُ النَّصر الأوَّل، الثَّبات في خطِّ الإمام الرّاحل فِكراً وعقيدة.
والميدانُ الثاني وهو أبرز ثمرات فهم الإمام الرّاحل للإسلام أنّ الحاكم «خادم». «عملهُ ليس له بطُعمة».
وعليهما يبتني النّصرُ في الميدان الثالث: الثَّبات في «خطِّ الإمام» في البُعد السِّياسي: «لن تستطيعَ أمريكا أن ترتكبَ أيَّ حماقة». تعاظم خطر «حصان طروادة» -وما يزال- والموقفُ الموقف. لا استبدال.
شكّلت انتصاراتُ الأمّة والإنسانيّة في الميادين الثلاثة المتقدّمة المناخ والرّافعة لإحرازِ أعظمِ الإنتصارات في مَدَيَيْن:

الأول: الثّورة العلميّة التي قادها الإمام الخامنئي في آفاق الجامعة ومراكز الأبحاث في إيران، والتي كشفت الإنجازات العلميّة والصِّناعيّة -التي توالى الإعلانُ عنها مؤخراً- بعض أبعادها. أمكنَ لإيران أن تستثمر الوقت وكلّ الإمكانات بحكمةٍ بالغة، وبما يُلامس الإعجاز. «لو كان العِلمُ في الثُّريّا، لَنالَه رجالٌ من فارس». أو: «لَتَناولَه ناسٌ من أبناء فارس»، كما في (مُسند أحمد).

الثاني: الجهاد والمقاومة: حيثُ مَنَّ الله تعالى بانتصار «المقاومة الإسلاميّة» في حرب تمّوز، وانتصار «حماس» في حرب غزّة. لم يكن أيٌّ من النّصرين لِيَتَحقّق لولا تواترُ التّوفيق الإلهي لعبدِه المسدّد الإمام الخامنئي.

***


أسقط في أيدي أبالسة الصَّنم الغربي من صهاينة ومستلحَقين. حرب لبنان وحرب غَزّة لم يُثبتا –فقط- عجز إسرائيلهم، بل أثبتا عجز الصَّنم الغربي كلّه.

فما كان قيس هلكُه هُلْكَ واحدٍ       ولكنّه بنيانُ قومٍ تهدَّما


لم تكن هزيمة الغدّة السَّرطانيّة «إسرائيل» مجرّد خسارة جولة ولا تصدُّع دولة. إنّها هزيمة «مشروع الصّنم الغربي»، وتراخي قبضتِه المُمسكة بأوردةِ الشُّعوب.
كان الإمام الخميني قد قال: «القرنُ الخامس عشر الهجري، قرنُ تحطيم الأصنام الكبيرة»، وها هو الإمام الخامنئيَ يقول: «الصَّنمُ الغربي قد هُزِم كالصَّنم الشُّيوعي».
توالت هزائمُ هذا الصَّنم. ظهرت أولى نتائج حربَي تموز وغزّة، في العَمى الأميركي في العراق. دبَّ الهَلعُ المذعور في أفئدة «النَّواطير» الهواء. كاد أن يكون هَرَبُ بعض هؤلاء الدّمى بدايةَ «الفرار» الكبير للصّنم. تدارك الصّنمُ الغرَق بالتّخفف من  بعض «دُماه» ظنّاً منه أنَّه بذلك يُمسك بعصَب «الرَّبيع العربي» ويوجِّه «ثورات الشعوب» كما يريد. و«على نفسها جنَتْ بُراقِش»! أوسعَ الصَّنمُ في حفر قبرِه، وفي «الكَيْد المتين» وقَع.
في حين تخفّف الصَّنمُ من دُمىً صغيرة، اضطرّ أن يقدّم النموذج الثّوريّ الحضاريّ للحاكم الذي يعِدُ به شعوب المنطقة، فإذا به يقدِّمُ هذا وذاك ممّن تعرفُ المنطقة «ثوريّتهم» و«ديمقراطيّتهم» و«بساطة عيشِهم» و«حمل همِّ الفقير» فضلاً عن معرفة الشُّعوب بـ «شفافيّتهم» والتفاني في مواجهة «إسرائيل»!! «كالمُستجير من الرّمضاء بالنّار»!
لو أنّ الشّعوب المستضعفَة خاضت غمار الثّورات سنينَ متمادية لما تمكّنت من كشف حقيقة أميركا والتحالف الغربي - العربي معها، للرّأي العام العالمي، بمقدار ما تحقّق خلال سنة.
من السُّنن الإلهيَّة أنّ الله تعالى ينتقمُ من الظّالمِ بالظّالمِ نفسِه!
أحرجَتْهُم إيران، فَأَخْرَجَتْهُم.



 

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

24/03/2012

  كتب أجنبية

كتب أجنبية

نفحات