الملف

الملف

22/03/2012

«الصَّحيفة الفاطميّة»


 

«الصَّحيفة الفاطميّة»
الإمام الخميني: أعظمُ مناقب الزّهراء عليها السلام

ـــــــ السيد محمّد علي موسويان ـــــــ



سُئل الإمام الصادق عليه السلام عن مصحف فاطمة فقال:
«إنَّ فاطمة عليها السلام مكثت بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله خمسةً وسبعين يوماً، وكان دخَلَها حزنٌ شديد على أبيها، وكان جبرئيل عليه السلام يأتيها فيُحسن عزاءَها على أبيها، ويطيّب نفسها، ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدَها في ذرّيتها، وكان عليٌّ عليه السلام يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة».
وعندما نريد أن نرفع مستوى معرفتنا بالزهراء، لنرفع بذلك مستوى تديُّننا، لا يُمكن أبداً إلّا أن نقف عند الحديث عن «مصحف فاطمة».
ما يلي تسليطُ الضّوء على موقع «الصّحيفة الفاطميّة» بين مناقب كبار الأنبياء والأولياء عليهم السلام، من خلال تنبيه الإمام الخميني قدّس سرّه على فرادة عَظَمة هذه المنقبة الفاطميّة.
 
 


في وصيّته، يفتخر الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه بأمور، من جملتها «مصحف فاطمة عليها السلام».
إنّ هذا يكشف عن مكانة عظيمة للصّحيفة الفاطميّة كما يسمّيها الإمام.
 يقول رضوان الله عليه:
«نحن نفخر أنّ لنا مناجاة الأئمّة الشعبانيّة، ودعاء عرفات للحسين بن عليّ عليه السلام، والصّحيفة السجّاديَّة زبور آل محمّد هذا، والصَّحيفة الفاطميّة، ذلك الكتاب المُلهَم من قِبل الله تعالى للزَّهراء المَرْضيّة».

في مكان آخر يتحدّث الإمام عن مصحف فاطمة عليها السلام حديث الأمر المفروغ منه، فيقول ما خلاصتُه:
 «عندما كان جبرئيل عليه السلام، ينزل على الزهراء عليها السلام ويحدّثها بما يجري على ذرِّيَّتها من بعدها» أليس من المحتمل أنَّه حدّثها عن الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران.

وحول بعض تفاصيل نزول جبرئيل عليه السلام، على مولاتنا الزهراء عليها السلام، يبيّن الإمام الخميني في كتاب «صحيفهء نور» جزء 19 صفحة 278 ـ 279 هذه الخصوصيّات بما لا مزيد عليه، فقال عليه الرحمة والرضوان:
«أنا بالنسبة إلى حضرة الصّدّيقة سلام الله عليها أرى نفسي قاصراً حتّى عن ذكرها، إلّا أنّني أكتفى برواية فقط، وردت في (الكافي) الشريف، ونُقلت بسندٍ معتبَر، وهي:

 سُئل الإمام الصادق عليه السلام عن مصحف فاطمة فقال:
إنّ فاطمة عليها السّلام مكثت بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله خمسةً وسبعين يوماً، وكان دخلَها حزنٌ شديد على أبيها، وكان جبرئيل عليه السّلام يأتيها فيُحسن عزاءها على أبيها، ويطيّب نفسها، ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذرّيتها، وكان عليٌّ عليه السلام يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة».

يُضيف الإمام الخميني رضوان الله عليه:
«وظاهرُ الرّواية أن تردّد جبرئيل طيلة هذه الخمسة والسّبعين يوماً، كان كثيراً». [يعني جبرئيل عليه السلام لم يأت مرّة أو مرّتين أو ثلاث مرّات، فظاهر الرّواية أنّه كان كثير التردّد إلى الزهراء عليها السّلام].

وكان جبرئيل عليه السلام يأتيها فيُحسن عزاءها على أبيها،
ويطيّب نفسها، ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها
بما يكون بعدها في ذريِّتها

يضيف الإمام:

«ولا أظنّ أنّ مثل هذا قد ورد حول غير الطبقة الأولى من الأنبياء العِظام، طيلة خمسة وسبعين يوماً، كان جبرئيل يتردّد إليها، ويذكر المسائل التي ستقع في المستقبل لذرّيتها، وكان الأمير عليه السلام أيضاً يكتب ذلك، كان الأمير كاتب الوحي كما كان كاتب الوحي لرسول الله صلّى الله عليه وآله». ويقول قدّس سرّه: «طبعاً ذلك الوحي بمعنى التّشريع كان قد تمّ».

الوحي المقصود هنا ليس بمعنى الوحي القرآني، أو تشريع الأحكام، إنّما هو وحيٌ من نوع آخر.
وأوّل سؤالٍ يرِدُ هنا: وهل هناك وحيٌ من نوع آخر؟ هل يُوحى إلى غير رسول الله؟
والجواب: ألم نقرأ القرآن الكريم؟
ألا نجد في القرآن: ﴿وأوحينا إلى أمّ موسى..﴾ القصص:7، ﴿إذ يوحي ربك إلى الملائكة..﴾ الأنفال:12؟!
حديثُ الوحي في القرآن يشمل حتّى النَّحل.
 إذاً، يُمكن أن يكون وحي من غير نوع الوحي القرآني.

 يُضيف الإمام:

«ذلك الوحي بمعنى التّشريع، كان قد تمّ بذهاب رسول الله صلّى الله عليه وآله، كان عليٌّ عليه السلام، كاتبَ وحي الصّدّيقة في هذه الخمسة والسبعين يوماً».
ثمّ يصل الإمام إلى مجيىء جبرئيل إلى الزهراء عليها السلام.
هل يُمكن أن يجيىء جبرئيل إلى أيّ شخصٍ كان؟
مجرّد أنّ جبرئيل جاء إلى شخص، فإنّ هذا يدلّ على سُمُوّ مرتبتِه.
 مجرّد مجيء جبرئيل عليه السلام هو الدّليل!

قال الإمام الخميني:
«مسألة مجيىء جبرئيل إلى شخص ليست مسألة عاديّة. لا تتصوّر أنّ جبرئيل يأتي إلى أيّ شخص، أو أنّ من الممكن أن يأتي، إنّ هذا بحاجة إلى تناسب بين روح ذلك الشخص الذي يأتي جبرئيل إليه وبين مقام جبرئيل الذي هو الرّوح الأعظم ".." هذا التّناسب كان قائماً بين جبرئيل الرّوح الأعظم، والدرجة الأولى من الأنبياء، كرسول الله وموسى وعيسى وإبراهيم وأمثالهم».

منقبة، لم يتحقّق مثلها لجميع الأنبياء،
وإنّما للطبقة العليا منهم، وهذه من
الفضائل المختصة بالصدّيقة سلام الله عليها.

 إلى أن يقول رضوان الله عليه:
«إنّني أعتبر هذه الفضيلة للزّهراء عليها السلام على الرّغم من عَظَمة كلّ فضائلها الأخرى -أعتبرُها- أعلى فضائلها، حيث لم يتحقّق مثلُها لغير الأنبياء، بل لم يتحقّق مثلُها لجميع الأنبياء، وإنّما للطّبقة العليا منهم، ولِأَعظمِ الأولياء الذين هم في رُتبتِهم، ولم تتحقّق لشخصٍ آخر. وهذه من الفضائل المختصّة بالصّدّيقة سلامُ الله عليها».



 

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

24/03/2012

  كتب أجنبية

كتب أجنبية

نفحات