الملف

الملف

منذ 5 أيام

التّبَتُّل، انقطاعٌ إلى الله

«ما كان في هذه الأُمّة أعبدَ من فاطمة»
التّبَتُّل، انقطاعٌ إلى الله
ـــــ الشيخ علي السالمي ـــــ



 الإيمانُ بالله تعالى قيمةُ الإنسان الكامل، والتعبّد لله سُلّم الوصول إلى قِمم الكمال ، وقد حاز الأنبياء والأولياء على مقاعد الصّدق في دار الكرامة بما اشتملوا عليه من درجات الإيمان وبما اجتهدوا في الدنيا وأخلصوا فيه من العبادة لله سبحانه.


شهد القرآن الكريم -في سورة الدهر- على كمال إخلاص الزهراء عليها السلام، وخَشيتِها لله سبحانه، وعظيمِ إيمانها به وباليوم الآخر، وشهد الرسول صلّى الله عليه وآله لها قائلاً:

 «إنّ ابنتي فاطمة ملأَ اللهُ قلبَها وجوارحَها إيماناً إلى مُشاشِها، فتفرّغت لطاعة الله». [المُشاش: بضمّ الميم، رؤوس العظام الليِّنة]

  وأخبر عن عبادتها «أنّها متى قامت في محرابها بين يدَي ربّها جلّ جلالُه زهرَ نورُها لملائكة السّماء كما يُزهرُ نورُ الكواكب لأهل الأرض. ويقول الله عزّ وجلّ لملائكته: يا ملائكتي، أنظروا إلى أَمَتي فاطمة سيّدةِ إمائي قائمة بين يدَيّ ترتعدُ فرائصُها من خِيفتي، وقد أقبلتْ بقلبها على عبادتي، أُشهدُكم أنّي قد أمّنتُ شيعتَها من النّار».

  عن الحسين بن عليّ عن أخيه الحسن بن عليّ عليهم السلام: «رأيتُ أُمّي فاطمة عليها السلام قامت في محرابها ليلةَ جمعتِها، فلم تزل راكعةً ساجدةً حتّى اتّضح عمودُ الصّبح، وسمعتُها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسمِّيهم وتُكثِرُ الدّعاء لهم، ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلتُ لها: يا أُمّاه! لمَ لا تدعينَ لنفسكِ كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يا بُنيّ، الجار ثمّ الدّار».

* وكانت تخصّص الساعات الأخيرة من نهار الجمعة للدّعاء، كما كانت لا تنام اللّيل في العشر الأخير من شهر رمضان المبارك، وكانت تحرّض جميع مَن في بيتها بإحياء اللّيل بالعبادة والدّعاء.

«نأمرُ صِبياننا بتسبيح فاطمة عليها السلام
كما نأمرُهم بالصّلاة، فالزَمْه
فإنّه لم يلزمه عبدٌ فَشَقِي».
الإمام الصّادق عليه السلام



* عن زيد بن علي عن آبائه عن فاطمة عليها السلام قال سمعتُ النبيّ صلّى الله عليه وآله يقول: إنّ في الجمعة لساعة لا يُوافقها رجل مسلمٌ يسأل الله عزّ وجلّ فيها خيراً إلّا أعطاه إيّاه. قالت فقلت: يا رسول الله صلّى الله عليه وآله أية ساعةٍ هي؟ قال: إذا تدلّى نصفُ عين الشّمس للغروب "..".

وقال الحسن البصري: ما كان في هذه الأُمّة أعبد من فاطمة، كانت تقوم حتّى تورّمت قدماها. وكانت تنهج في صلاتها من خوف الله تعالى. [أنظر: الزهراء عليها السلام -  سلسلة أعلام الهداية]


 

تسبيحُ الزهراء عليها السلام



أورد المحدّث الجليل «الحرّ العاملي»: في (وسائل الشيعة) روايات التّسبيح موزّعة على أبواب عديدة؛ منها استحبابُ ملازمة تسبيح الزهراء، ومنها استحبابُ تفضيلِه على «كلّ ذِكر وعلى الصّلاة تنفُّلاً». وإليك بعضُ هذه الرّوايات:
* عن الإمام الصادق عليه السلام: «مَن سبّح تسبيح فاطمة عليها السلام قبل أن يُثني رِجليه من صلاة الفريضة غفرَ الله له، ويبدأ بالتّكبير».

الإمام الحسين عن الإمام الحسن عليهما السلام:
«قامت في محرابِها ليلةَ جمعتِها، فلم تزل راكعةً
ساجدةً حتى اتّضح عمودُ الصّبح».

  وفي «باب استحباب ملازمة تسبيح الزهراء عليها السلام وأمر الصّبيان به»:

1.  عن أبي عبد الله عليه السلام: «تسبيحُ فاطمة الزهراء عليها السلام من الذِّكر الكثير الذي قال الله عزّ وجلّ: واذكُروا اللهَ ذكراً كثيراً».
2. عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «يا أبا هارون، إنّا نأمرُ صِبياننا بتسبيحِ فاطمة عليها السلام كما نأمرُهم بالصّلاة، فالزَمْه فإنّه لم يلزمْهُ عبدٌ فَشَقِي».
3. عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام: «مَن سبّح تسبيح فاطمة عليها السلام ثمّ استغفر، غُفِر له، وهي مائة باللِّسان، وألفٌ في الميزان، ويطردُ الشّيطان ويُرضي الرّحمن».

  ومن الرّوايات التي رواها في «باب استحباب اختيار تسبيح الزهراء عليها السلام على كلّ ذِكر وعلى الصّلاة تنفُّلاً»:

1. عن أبي جعفر عليه السلام قال: «ما عُبِد اللهُ بشيءٍ من التحميد أفضل من تسبيح فاطمة عليها السلام، ولو كان شيءٌ أفضلَ منه لَنَحَلَه رسولُ الله صلّى الله عليه وآله، فاطمةَ عليها السلام».
2. الإمام الصادق عليه السلام: «تسبيحُ فاطمة عليها السلام في كلّ يوم (عقيب) كلّ صلاة، أحبّ إليّ من صلاة ألف ركعة في كلّ يوم».

صلاةُ فاطمة عليها السلام


  أورد «العلّامة الحلِّي» قدّس سرّه، في (منتهى المطلب)، ثلاث صلواتٍ رُوي أنّ الزهراء عليها السلام كانت تصلّيها. قال العلّامة:
  مسألة: وصلاةُ فاطمة عليها السلام مستحبّة، وهي أربعُ ركعاتٍ بتسليمتَين؛ يقرأُ في كلّ ركعة بفاتحة الكتاب و(قل هو الله أحد) خمسين مرّة.
 روى ابنُ بابويه في الصّحيح عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «مَن صلّى أربعَ ركعات، فقرأ في كلّ ركعة بخمسين مرّة قل هو الله أحد، كانت صلاة فاطمة عليها السلام، وهي صلاة الأوّابين».
ورُوي في الصّحيح عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «مَن توضّأ وأسبغَ الوضوء، وافتَتح الصّلاة فصلّى أربع ركعات، يفصل بينهنّ بتسليمة، يقرأُ في كلّ ركعة بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد خمسين مرّة، انْفَتَل حين ينفتل وليس بينه وبين الله عزّ وجلّ ذنبٌ إلّا غفِر له».

 قال العلامة الحلي: «فرعٌ: والشيخ نسبَ هذه الصّلاة إلى أمير المؤمنين عليه السلام، ونقل صلاة فاطمة عليها السلام على غير هذه الصّفة وهي: ركعتان يقرأ في الأولى منهما الحمد مرّة والقدر مائة مرّة، وفي الثانية الحمد مرّة والتوحيد مائة مرّة».
  أضاف: «ونقل -أيضاً الشيخ [الطوسي]- صلاةً أخرى عنهما صلّى الله عليهما وآلهما، وهي ركعتان يقرأ في الأولى الحمد مرّة وقل هو الله أحد خمسين مرّة، وفي الثانية كذلك».


اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ 3 أيام

  كتب أجنبية

كتب أجنبية

منذ 4 أيام

كتب أجنبية

نفحات