صاحب الأمر

صاحب الأمر

منذ يومين

الدّعاء للمهدي المنتظر عجّل الله تعالى فرجه


 
..ومثواكَ في قلبي فأينَ تغيبُ
الدّعاء للمهدي المنتظر عجّل الله تعالى فرجه
ـــــ إعداد: «شعائر» ـــــ



«العنوان الأبرز في باب الدُّعاء للإمام عليه صلوات الرَّحمن، أنَّه ليس محدوداً بوقت ولا مكان، ولا حالٍ دون حال، فهو وليُّ الله تعالى، وكما يجب أن تكون العلاقة بالله عزَّ وجلَّ في كلِّ حال، فكذلك هو فرعُها والباب الحصري إليها بأمره جلَّ ثناؤه».
ما يلي، مقتطف من كتاب (آداب عصر الغَيبة) للشيخ حسين كوراني يُلقي الضّوء على أهمّيّة الدعاء لحجّة الله تعالى على خلقه، وأوقاته، ونماذج منه.


إنَّ أولويّات المؤمن أن يكون دعاؤه لرسول الله صلّى الله عليه وآله، وأهل بيتِه المعصومين، ولإمام زمانه بالخصوص أكثر من دعائه لنفسه، ليلتزم بذلك مع ما بلَّغه المصطفى الحبيب عن الله تعالى: «لا يؤمنُ أحدُكم حتّى أكونَ أحبَّ إليه من نفسه، وتكونَ عترتي أحبّ إليه من عترته».
وعلى هذا الأساس ينبغي أن نفهم تأكيد العلماء على أنَّ الدُّعاء للإمام، والصَّدقة عنه عليه السلام، وسائر الأعمال المستحبّة مثلهما، مُقدَّمٌ على النّفْس في كلّ حال.
قال السيّد إبن طاوس عليه الرحمة: «فكُن في موالاته، والوفاء له، وتعلُّق الخاطر به، على قدر مُراد الله جلَّ جلالُه، ومُراد رسوله صلّى الله عليه وآله، ومُراد آبائه عليهم السلام، ومُراده عليه السلام منك، وقدِّم حوائجَه على حوائجِك عند صلاة الحاجات ".." والصّدقة عنه قبل الصّدقة عنك وعمَّن يعزُّ عليك، والدّعاء له قبل الدّعاء لك، وقدِّمه في كلّ خير يكون وفاءً له ومقتضيّاً لإقباله عليك، وإحسانه إليك. فاعرض حاجتَك عليه كلّ يوم الإثنين ويوم الخميس من كلّ أسبوع لِما يجبُ له من أدب الخضوع، وقل عند خطابه بعد السلام ".." ﴿..يا أيّها العزيز مسّنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوفِ لنا الكيل وتصدّق علينا إنّ الله يجزي المتصدّقين﴾ يوسف:88».
كما أنَّ عدداً من الأئمّة كانوا يدعون للإمام المهدي عليهم جميعاً صلوات الرّحمن، الأمر الذي يعطي بُعداً آخر نوعيّاً لموضوع الدعاء له عليه السلام.
والحديث هنا باختصار عن قسمين من الدُّعاء: الدُّعاء لمعرفته عليه صلواتُ الرَّحمن، والثّبات على ولايته، باعتباره حجّة الله تعالى على خلقِه، والدّعاء له عليه السلام  لحفظه ونصرته.
ما يلي، نماذج من الأدعية الكثيرة الواردة في هذا المجال.


مـن أدعية عصر الغَيبة


1 – عن الإمام الصادق عليه السلام: «يا زرارة، إنْ أدركتَ ذلك الزّمان –زمان الغيبة– فأدِم هذا الدعاء: أللَّهمَّ عرِّفني نفسَك فإنّك إنْ لم تعرِّفني نفسك لم أعرف رسولك. أللَّهمَّ عرِّفني رسولك فإنّك إن لم تعرِّفني رسولك لم أعرف حجَّتك. أللَّهمَّ عرِّفني حجَّتك فإنّك إن لم تعرِّفني حجّتك ضللتُ عن ديني».

2- دعـاء الغريق: عن عبدالله بن سنان عن الإمام الصادق عليه السلام، أنّه قال:
«ستُصيبكم شبهةٌ فتبقون بلا عَلَمٍ يُرى، ولا إمامِ هدىً، ولا ينجو إلَّا مَن دعا بدعاء الغريق.
قلت: كيف دعاء الغريق؟
قال: يقول: يا أللهُ يا رحمنُ يا رحيمُ، يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينك.
فقلت: يا الله يا رحمن يا رحيم، يا مقلِّب القلوب والأبصار، ثبِّت قلبي على دينك.
قال: إنَّ الله عزَّ وجلَّ مقلِّبُ القلوب والأبصار، ولكن قُل كما أقول لك: يا مقلَّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينك».

3- دعـاء العهد الصغير: عن الإمام الصادق عليه السلام: «مَن قرأ بعد كلّ فريضة هذا الدّعاء، فإنّه يراه في اليقظة أو في المنام:
بسم الله الرحمن الرحيم
أللَّهمَّ بلغ مولانا صاحب الزمان، أينما كان، وحيثُما كان من مشارقِ الأرضِ ومغاربِها، سهلِها وجبلِها، عنِّي وعن والديَّ وعن وَلدي (وُلدي) وإخواني التحيّةَ والسَّلام، عددَ خلقِ الله وزنةَ عرشِ اللهِ وما أحصاهُ كتابُه وأحاطَ به علمُه.
أللَّهمَّ إنِّي أُجدِّدُ له في صبيحةِ يومي هذا (في يومي هذا) وما عشتُ من أيّام حياتي عهداً وعقداً وبيعةً له في عنقي لا أَحولُ عنها ولا أَزول.
أللَّهمَّ فإنْ حالَ بيني وبينه الموتُ الذي جعلتَهُ على عبادِك حتماً مقضيّاً، فأَخرِجني من قبري مؤتزِراً كَفَني، شاهراً سيفي، مجرِّداً قناتي، ملبِّياً دعوة الدّاعي في الحاضر والبادي.
أللَّهمَّ أرِني الطّلعةَ الرّشيدة والغرّة الحميدة، واكْحِل بصري بنظرةٍ منّي إليه، وعجِّل فرَجَه وسهِّل مخرَجَه.
أللَّهمَّ اشدُد أزرَه، وقوِّ ظهرَه، وطوِّل عمره.
أللَّهمَّ اعمُر به بلادَك، وأَحْيِ به عبادك، فإنّك قلت وقولك الحقّ
:
﴿ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس..﴾ الروم:4فأظهِرِ اللَّهمَّ لنا وليّك وابن بنت نبيِّك، المسمَّى باسم رسولك صلَّى الله عليه وآله وسلّم، حتى لا يَظفر بشيءٍ من الباطل إلَّا مزّقه، ويُحِقّ الحقَّ بكلماته ويحقِّقه. أللَّهمَّ اكشِف هذه الغُمّة عن هذه الأمّة بظهوره. ﴿إنهم يرونه بعيداً * ونراه قريباً﴾ المعارج:6-7 وصلّى الله على محمَّدٍ وآله».
وينبغي التّنبّه إلى أنَّ هذا الدعاء المتقدِّم غير «دعاء العهد» المشهور، وإن اشترك معه في أكثر ألفاظِه.
 
4- بعـد صلاة الفجر: وممّا يزار به عليه السلام بعد صلاة الفجر ولتجديد البيعة "..": أللّهُمَّ بَلِّغْ مَولايَ صاحِبَ الزَّمانِ صَلواتُ الله عَلَيْهِ عَنْ جَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ فِي مَشارِقِ الأرْضِ وَمَغارِبِها وَبَرِّها وَبَحْرِها وَسَهْلِها وَجَبَلِها، حَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ وَعَنْ وَالِدَيَّ وَوُلْدِي (وَلََدي) وَعَنِّي مِنَ الصَّلَواتِ وَالتَّحِياتِ زِنَةَ عَرْشِ الله وَمِدادَ كَلِماتِهِ وَمُنْتَهى رِضاهُ وَعَدَدَ ما أحْصاهُ كِتابُهُ وَأَحاطَ بِهِ عِلْمُهُ، أللّهُمَّ إِنِّي أُجَدِّدُ لَهُ فِي هذا اليَوْمِ وَفِي كُلِّ يَوْمٍ عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً فِي رَقَبَتِي، أللّهُمَّ كَما شَرَّفْتَنِي بِهذا التَّشْرِيفِ وَفَضَّلْتَنِي بِهِذِهِ الفَضِيلَةِ وَخَصَصْتَنِي بِهِذِهِ النِّعْمَةِ، فَصَلِّ عَلى مَوْلايَ وَسَيِّدِي صاحِبِ الزَّمانِ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَنْصارِهِ وَأَشْياعِهِ وَالذَّابِّينَ عَنْهُ، وَاجْعَلْنِي مِنَ المُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْهِ طائِعاً غَيْرَ مُكْرَهٍ فِي الصَفِّ الَّذِي نَعَتَّ أَهْلَهُ فِي كِتابِكَ، فَقُلْتَ: صَفّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصوصٌ عَلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ وَآلِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، أللّهُمَّ هذِهِ بَيْعَةٌ لَهُ فِي عُنُقِي إِلى يَوْمِ القِيامَةِ

5 – بعد صلاة الظّهر: عن عباد بن محمّد المدائني، قال: «دخلتُ على أبي عبدالله عليه السلام بالمدينة حين فرغ من مكتوبة الظّهر وقد رفع يديه إلى السّماء، وهو يقول:
يا سامعَ كلِّ صوت، يا جامعَ كلِّ فَوْت، يا بارىء كلِّ نفسٍ بعـد الموت، يا باعثُ يا وارثُ، يا سيِّدَ السَّادة، يا إلـهَ الآلهة، يا جبَّارَ الجبابرة، يا مالك الدُّنيا والآخرة، يا ربَّ الأرباب، يا ملكَ الملوك، يا بطَّاشُ (يا) ذا البطشِ الشَّديد، يا فعَّالاً لِما يُريد، يا مُحصيَ عددِ الأنفاس ونقلِ الأقدام، يا مَن السِّرُّ عنده علانية، يا مبدىءُ يا معيدُ، أسألكَ بحقِّك على خيرتِك من خلقِك وبحقِّهم الذي أوجبتَ لهم على نفسك، أن تصلّي على محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ أهل بيته، وأنْ تَمُنَّ عليَّ السّاعة بفكاكِ رقبتي من النَّار، وأَنجِزْ لوليِّك وابن نبيِّك الداعي إليكَ بإذنك، وأمينِك على (في) خلقِك، وعينك في عبادك، وحجَّتك على خلقك عليه صلواتك وبركاتك وَعْدَه.
أللَّهمَّ أيِّده بنصرِك، وانصُر عبدك، وقَوِّ أصحابه وصبِّرهم، وافتح لهم من لدنك سلطاناً نصيراً، وعجِّل فرجه، وأَمْكِنْه من أعدائِك وأعداءِ رسولِكَ، يا أرحمَ الراحمين.
قال له الراوي: فقلت له: أليس دعوتَ لنفسك جُعِلتُ فداك؟
قال: دعوتُ لنور آل محمَّد وسابقهم والمنتقم بأمر الله من أعدائهم.
قلت: متى يكون خروجُه جعلني الله فداك؟
قال عليه السلام: إذا شاء مَن له الخَلْق والأمر».


 
***


العنوان الأبرز في باب الدُّعاء للإمام عليه صلوات الرَّحمن، أنَّه ليس محدوداً بوقت ولا  مكان، ولا حالٍ دون حال، فهو وليُّ الله تعالى، وكما يجب أن تكون العلاقة بالله عزَّ وجلَّ في كلِّ حال، فكذلك هو فرعها والباب الحصري إليها بأمره جلَّ ثناؤه، وهو العلاقة بوليِّ الله تعالى الذي به يتوجَّه سائر الأولياء إلى الله الواحد الأحد تقدَّست أسماؤه.

خيالُك في عيني وذكرُك في فمي          ومثواكَ في قلبي فأينَ تغيبُ.

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ يوم

  كتب أجنبية

كتب أجنبية

منذ يوم

كتب أجنبية

نفحات