مصطلحات

مصطلحات

21/04/2012

الدّوغماتيّة، الشّموليّة، السّفسطة

مصطلحات سياسيّة
الدّوغماتيّة، الشّموليّة، السّفسطة
_____إعداد: عماد مرتضى_____

 
الدوغماتيّة

كلمة يونانيّة تعني الجمود العقائدي، والنّهج الفكري المتزمِّت، والإيمان بامتلاك الحقيقة دون الغير، والتّأييد الأعمى لمبادئ أو مطالب مذهب أخلاقي، بدون إمعان والنّظر فيها، وبدون تفهُّم قيمتها الإجتماعيّة، وبدون دراسة الحالة الملموسة، وبدون مراعاة العواقب الإجتماعيّة التي قد تنجم عنها. ويعود أصل هذا المصطلح إلى كلمة «دوغما» الواردة في الفكر الدِّيني المسيحي الكاثوليكي، وتعني المبدأ الذي يُنسب إليه الصحّة المطلقة، ويدخل ضمن هذا الإطار مفهوم عصمة البابا الكاثوليكيّة الذي تعتبر تعاليمه رسميّاً بمثابة الهام إلهي. ويستخدم هذا المصطلح إجتماعيّاً وسياسيّاً لوصف المناهج والأساليب الفكريّة المتعصِّبة والمتحجِّرة والتي تجافي المعقوليّة والمنطق. ومن المعروف أنَّ بعض الحركات السياسيّة أو الدّينيّة المتزمِّتة تعتمد النهج الدّوغماتي، وتعتبر كلّ خروج أو رفض لمقولاتها وقناعاتها بالإنحراف. الدّوغماتية كظاهرة إجتماعيّة تميِّز بصورة خاصّة الأخلاق المسيطرة في المجتمع الإستغلالي والتي تبذل شتّى الجهود للتّستّر على مغزاها الإجتماعي والتي تقف ضد التقدُّم الإجتماعي.


الشّموليّة

كلمة الشّموليّة ظهرت أوّلاً في إيطاليا عام 1923 وانتشر استعمالها، بمعنى سلبي، تحقير وذمّ، قبل أن يعطيها مُنَظِّرو الفاشيّة عام 1925 معانٍ إيجابيّة؛ فأُشيد بموسيليني لقوّة إرادته الشّموليّة. واسُتعملت الكلمة نفسها في بريطانيا، للمرة الأولى عام 1929، لوصف الفاشيّة والنّازيّة معاً. فالشّموليّة صيغة استبداد ظهرت في القرن العشرين، وهي متحدِّرة من النّازيّة والفاشيّة. ففي الدّولة الشّموليّة لا يوجد الفرد ولا يُعرَف إلَّا من خلال علاقته بالمجموع  «الشعب» أو «الأمّة». وتصبح الدّولة مطلقة السُّلطة، ويتمّ عسكرتها للتمكُّن من الهيمنة على الأفراد. فالشّمولية طريقة حكم، نظام سياسي يحتكر فيه حزب واحد (أو مجموعة من الأفراد) السُّلطة بكاملها، ولا يسمح بأيّة معارضة، فارضاً جمع المواطنين وتكتيلهم في كتلة واحدة في الدّولة وخلفها. ويقوم الحزب على إيديولوجيّة يتسلَّح بها، وتقود فعاليّاته، ويمنحها سلطة مطلقة، وتصبح بالتّالي الحقيقة الرسميّة للدّولة. وتقوم الدّولة بنفسها باحتكار مزدوج  لوسائل القوّة ووسائل القمع، وتضع تحت إدارتها وتوجيهها مجموعة وسائل الإعلام من صحافة وإذاعة وتلفزيون. ومن هذا المنطلق تخضع النّشاطات الإقتصاديّة والمهنيّة للدّولة، وتصبح جزءاً منها، وبما أنَّ الدّولة غير قابلة للفصل عن أيديولوجيّتها، فإنَّ غالبيّة النّشاطات الإقتصاديّة والمهنيّة تطبع بالطّابع الرّسمي.

مذهب السّفسطة 

السّفسطة كلمة مُشتقّة من الأصل اللّغوي اليوناني للفظة Sophia وتعني «الحكمة والمعرفة»، وهي حركة فكريّة واجتماعيّة نشأت وترعرعت في اليونان القديمة خلال القرن الخامس قبل الميلاد. وارتبط مفهوم السَّفسطة بالحركة السَّفسطائيّة، التي رفعت شعار «الإنسان مقياس كلّ شيء»، ودافعت عن نسبيّة الحقيقة وارتباطها بالظُّروف المتغيِّرة، فانتهت إلى التّأكيد على أهميّة اللّجوء للحِيَل الخطابيّة والألاعيب القوليّة لتحقيق المصالح الشّخصيّة. السّفسطة مصطلح يدلّ على الإستدلال الصّحيح في ظاهره المُعْتَلّ في حقيقته، والذي تكون غايته المغالطة والتّمويه على الخصم في المبارزات الحواريّة أو المخاطبات العامّة، إنَّها إذن نوع من العمليّات الإستدلاليّة التي يقوم بها المتكلِّم وتكون منطوية على فساد في المضمون أو الصورة، قد لا ينتبه إليه المخاطَب فيَقَع ضحيّة هذه الحِيَل السّفسطيّة فيعتقد في الكذب صدقاً وفي الباطل حقّاً. والسّفسطائي هو مجرَّد مُدَّعٍ للحكمة ومتشبِّه بالفيلسوف دون أن يكون فيلسوفاً بالفعل، لأنَّ الفيلسوف الحقيقي هو النّاظر في حقيقة الوجود نظراً شموليّاً، غايته الإحاطة بمبادئه الأولى كما هي فعلا، وهذا ما يفتقده السفسطائي كلِّيّةً.

اخبار مرتبطة

  ملحق شعائر 7

ملحق شعائر 7

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

21/04/2012

دوريات

نفحات