مرتبة الإمام الحسين عليه السلام - 2

مرتبة الإمام الحسين عليه السلام - 2

29/01/2006

والمراد كما تقدم المرتبة التي رتبه الله تعالى فيها. وكان الحديث عن البحث في كونه عليه السلام سيد الأحياء في عظمة حياة رسول الله صلى الله عليه وآله الذي قال بإجماع المسلمين: حسين مني وأنا من حسين.

والمراد كما تقدم المرتبة التي رتبه الله تعالى فيها. وكان الحديث عن البحث في كونه عليه السلام سيد الأحياء في عظمة حياة رسول الله صلى الله عليه وآله الذي قال بإجماع المسلمين: حسين مني وأنا من حسين. وكان من بين المحاور التي تقدم ورود روايات حولها أن وجود الدنيا وبقاءها مرتبطان بوجود المصطفى وبقائه صلى الله عليه وآله، وهذه المرتبة ثابتة أيضاً من بعده لأهل البيت عليهم السلام، فقد روى الشيعة والسنة بألفاظ مختلفة قوله صلى الله عليه وآله: " مثل أهل بيتي، كمثل نجوم السماء، فهم أمان لأهل الأرض ، كما أن النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهبت النجوم، طويت السماء، وإذا ذهب أهل بيتي خربت الأرض، وهلك العباد ".

بسم الله الرحمن الرحيم

الشام حوزة الإمام السبت 14 محرم 1425

مرتبة الإمام الحسين عليه السلام-2


والمراد كما تقدم المرتبة التي رتبه الله تعالى فيها.

وكان الحديث عن البحث في كونه عليه السلام سيد الأحياء في عظمة حياة رسول الله صلى الله عليه وآله الذي قال بإجماع المسلمين: حسين مني وأنا من حسين.

وكان من بين المحاور التي تقدم ورود روايات حولها أن وجود الدنيا وبقاءها مرتبطان بوجود المصطفى وبقائه صلى الله عليه وآله، وهذه المرتبة ثابتة أيضاً من بعده لأهل البيت عليهم السلام، فقد روى الشيعة والسنة بألفاظ مختلفة قوله صلى الله عليه وآله:

" مثل أهل بيتي، كمثل نجوم السماء، فهم أمان لأهل الأرض ، كما أن النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهبت النجوم، طويت السماء، وإذا ذهب أهل بيتي خربت الأرض، وهلك العباد ". [1]

قال الشيخ الصدوق:

" وقال النبي صلى الله عليه وآله النجوم أمان لاهل السماء وأهل بيتي أمان لاهل الارض فإذا ذهبت النجوم أتى اهل السماء ما يكرهون وإذا ذهب اهل بيتي أتى أهل الارض ما يكرهون يعني باهل بيته الائمة الذين قرن الله عزوجل طاعتهم بطاعته فقال: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم.

أضاف: وهم المعصومون المطهرون الذين لا يذنبون ولا يعصون وهم المؤيدون الموفقون المسددون بهم يرزق الله عباده وبهم تعمر بلاده وبهم ينزل القطر من السماء وبهم يخرج بركات الأرض وبهم يمهل أهل المعاصي ولا يعجل عليهم بالعقوبة والعذاب لا يفارقهم روح القدس ولا يفارقونه ولا يفارقون القرآن ولا يفارقهم صلوات الله عليهم أجمعين ".[2]

وقال ابن حجر في الصواعق المحرقة: ": "وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة كما أن الكتاب العزيز كذلك ولهذا كانوا أمانا لأهل الأرض كما يأتي ويشهد لذلك الخبر السابق: في كل خَلَفٍ من أمتي عدول من أهل بيتي إلى آخره "[3]

3- " وفي رواية صححها الحاكم على شرط الشيخين " النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس. أضاف ابن حجر: وجاء من طرق عديدة يقوي بعضها بعضاً إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا وفي رواية مسلم ومن تخلف عنها غرق وفي رواية:هلك".[4]

4- يضيف ابن حجر: " وقال بعضهم: يحتمل أن المراد بأهل البيت الذين هم أمان، علماؤهم، لأنهم الذين يُهتدى بهم كالنجوم والذين إذا فُقدوا جاء أهل الأرض من الآيات ما يوعدون ".." قال: ويحتمل وهو الأظهر عندي أن المراد بهم سائر أهل البيت فإن الله لما خلق الدنيا بأسرها من أجل النبي جعل دوامها بدوامه ودوام أهل بيته لأنهم يساوونه في أشياء مر عن الرازي بعضها ولأنه قال في حقهم أللهم إنهم مني وأنا منهم ولأنهم بضعة منه بواسطة أن فاطمة رضي الله عنها أمهم بضعته فأقيموا مقامه في الأمان انتهى ملخصا ".[5]

وهكذا نكون حتى الآن أمام حقيقتين:

الأولى : أن رسول الله صلى الله عليه وآله سر الحياة فهي مرتبطة به وجوداً ومرتبطة به استمراراً.

الثانية: أن هذه المرتبة ثابتة لأهل البيت عليهم السلام من بعده.

فإذا لاحظنا أن أكثر الأئمة المعصومين الذين ثبتت لهم هذه المرتبة هم من ذرية الإمام الحسين عليه السلام عرفنا أن ارتباط الحياة وجوداً وبقاء بالإمام الحسين عليه السلام متكثر بعدد الأئمة من بنيه عليهم جميعاً سلام الله تعالى، وقد ورد أن هذه الخصوصية " أن الأئمة من بنيه" بعض التعويض الإلهي له على شهادته عليه السلام كما سيأتي.

2- الشفاء في تربته

والحديث عن تربة الحسين عليه السلام لا يبتعد عن الحديث عن الحياة لأن الشفاء إما أن يكون منحة إلهية لاستمرار الحياة التي كان بالإمكان أن يقضي المرض عليها، أو منحة إلهية لكيفية الحياة المستمرة فبدلاً من أن تكدر صفوها الآلام تتواصل هنيئة بخلوها من هذه المنغصات.

وعلى أي حال فالحديث عن تربة سيد الشهداء عليه السلام ينبغي التوفر عليه كمحور مستقل.

* حديث الملائكة

أورد الشيخ الطوسي مايلي:

1- عن أنس بن مالك:" أن عظيماً من عظماء الملائكة استأذن ربه عزوجل في زيارة النبي صلى الله عليه وآله فأذن له ، فبينما هو عنده إذ دخل عليه الحسين عليه السلام فقبَّله النبي صلى الله عليه وآله وأجلسه في حجره ، فقال له الملك : أتحبه ؟ قال : أجل أشد الحب ، إنه ابني ، قال له : إن أمتك ستقتله ، قال : أمتي تقتل ابني هذا ؟ قال : نعم ، وإن شئت أريتك من التربة التي يقتل عليها، قال نعم ، فأراه تربة حمراء طيبة الريح ، فقال :

إذا صارت هذه التربة دماً عبيطاً فهو علامة قتل ابنك هذا ، قال سالم بن أبي الجعد : أخبرت أن الملك كان ميكائيل عليه السلام[6].

2- " عن أنس بن مالك : أن ملك المطر استاذن أن يأتي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال النبي صلى الله عليه وآله لأم سلمة : املكي علينا الباب لا يدخل علينا أحد ؟ فجاء الحسين عليه السلام ليدخل فمنعته ، فوثب حتى دخل ، فجعل يثب على منكبي رسول الله صلى الله عليه وآله ويقعد عليهما . فقال له الملك : ؟ أتحبه ؟ قال صلى الله عليه وآله : نعم . قال : فإن أمتك ستقتله ، فإن شئت أريتك المكان الذي يقتل به ، فمد يده فإذا طينة حمراء ، فأخذتها أم سلمة فصيرتها إلى طرف خمارها ".[7]

3- " عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم أجلس حسيناً على فخذه فجعل يقبله ، فقال جبرئيل : أتحب ابنك هذا ؟ قال : نعم ، قال : فإن أمتك ستقتله بعدك ، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فقال له : إن شئت أريتك من تربته التي يقتل عليها ؟ قال : نعم ، فأراه جبرئيل عليه السلام تراباً من تراب الارض التي يقتل عليها وقال : تدعى الطف.[8]

* عناية رسول الله صلى الله عليه وآله

قال الحسين بن حمدان الخصيبي شرف الله مقامه حدثني أبو الحسين محمد بن علي الفارسي عن أبي بصير عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال لما أراد الحسين بن علي عليه السلام الخروج الى الشام بعثت إليه ام سلمة وهي التي كانت ربته وكان هو أحب إليها من كل أحد وكانت أرأف الناس عليه وكانت تربة الحسين عندها في قارورة مختومة دفعها إليها رسول الله صلى الله عليه وآله وقال لها إذا خرج ابني الى العراق فاجعلي هذه القارورة نصب عينيك فإذا استحالت التربة في القارورة دماً عبيطاً فاعلمي أن ابني الحسين قد قتل فقالت له أذكِّر(ك) رسول الله أن تخرج الى العراق. قال ولم يا أم سلمة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يقتل ابني الحسين بالعراق وعندي يا بني تربتك في قارورة مختومة دفعها إلي النبي صلى الله عليه وآله فقال يا أم سلمة إني مقتول لا محالة فأين أفر من القدر والقضاء المحتوم والأمر الواجب من الله سبحانه تعالى قالت واعجباه فأين تذهب وأنت مقتول قال يا أم إني إن لم أذهب اليوم ذهبت غداً وإن لم أذهب غداً ذهبت بعد غد وما من الموت مفر والله يا أم إني لأعرف اليوم الذي أقتل فيه والساعة التي أحمل فيها والحفرة التي أدفن فيها وأعرف قاتلي ومحاربي والمجلب علي والسائق والقائد والمحرض ومن هو قاتلي ومن يحرضه ومن يقتل معي من أهلي وشيعتي رجلاً رجلاً واحصيهم عدداً وأعرفهم بأعيانهم وأسمائهم وقبائلهم وعشائرهم كما أعرفك وإن أحببت أريتك مصرعي ومكاني فقالت فقد شئت فما زاد على أن تكلم باسم الله فخضعت له الأرض حتى أراها مضجعه ومكانه ومكان أصحابه وأعطاها من تلك التربة التي كانت عندها ثم خرج الحسين عليه السلام وقال لها ياأم إني لمقتول يوم عاشوراء يوم السبت فكانت أم سلمة تعد الأيام وتسأل عن يوم عاشوراء فلما كانت تلك الليلة صبحته قتل الحسين صلى الله عليه وآله فرأت في منامها ( رسول الله صلى الله عليه وآله)أشعث مغبراً باكيا وقال دفنت الحسين وأصحابه الساعة فانتبهت أم سلمة وخرجت صارخة بأعلى صوتها واجتمع إليها أهل المدينة فقالوا لها ما الذي دهاك قالت قتل الحسين بن علي وأصحابه عليه السلام) قالوا أضغاث أحلام فقالت مكانكم فإن عندي تربة الحسين فأخرجت إليهم القارورة فإذا هي دم عبيط فحسبوا الأيام فإذا الحسين قتل في ذلك اليوم.[9]

* والشفاء في تربته

أورد الشيخ الطوسي عليه الرحمة " عن محمد بن مسلم ، قال : سمعت أبا جعفر وجعفر بن محمد ( عليهما السلام ) يقولان : أن الله ( تعالى ) عوض الحسين عليه السلام من قتله أن جعل الإمامة في ذريته ، والشفاء في تربته ، وإجابة الدعا عند قبره ، ولا تعد أيام زائريه جائياً وراجعاً من عمره. قال محمد بن مسلم : فقلت لأبي عبد الله عليه السلام : هذا الجلال ينال بالحسين عليه السلام فماله في نفسه ؟ قال : إن الله ( تعالى ) ألحقه بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان معه في درجته ومنزلته ، ثم تلا أبو عبد الله ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ".[10]


يتبع


--------------------------------------------------------------------------

[1] المحقق الحلي، المعتبر1/23والشهيد الأول، الذكرى6
[2] الشيخ الصدوق،علل الشرائع1/123
[3] إبن حجر الهيثمي،الصواعق المحرقة2/ 442(م.م)
[4] المصدر2/445.
[5] إبن حجر الهيثمي،الصواعق المحرقة2/441(برنامج:مكتبة العقائد والملل،قرص مدمج،اعتمد من الصواعق طبعة مؤسسة الرسالة،بيروت1997،الطبعة الأولى). عن كتاب: مناهل الرجاء، أعمال شهر شعبان للكاتب، بتصرف.
[6] الشيخ الطوسي، الأمالي314
[7] المصدر330
[8] الشيخ الطوسي، الأمالي316-317
[9] الحسين بن حمدان الخصيبي، الهداية الكبرى202
[10] الشيخ الطوسي، الأمالي317

اخبار مرتبطة

نفحات