أحسن الحديث

أحسن الحديث

منذ يوم

سورةُ الشّعراء


 
موجز في التفسير
سورةُ الشّعراء
____ من دروس «المركز الإسلامي» ____



السورة السادسة والعشرون في ترتيب سوَر المصحف الشريف. آياتها مئتان وسبعٌ وعشرون. تقعُ في الجزء التاسع عشر، وهي مكيّة. أُخِذ اسمُها من قوله تعالى في الآية الرابعة والعشرين بعد المائتين: ﴿والشّعراء يتّبعهم الغاوون﴾.
تُعتبر سورة الشعراء أكبر السّوَر بعد سورة البقرة من حيث عدد الآيات، وإنْ كانت ليست كذلك من حيث عدد الكلمات.
 

رُوي عن الإمام الصّادق عليه السّلام في قوله تعالى: ﴿والشّعراء يتّبعهم الغاوون﴾ الشعراء:224، أنّ الشّعراء: «هم قومٌ تعلّموا وتفقّهوا بغير علم، فَضَلّوا وأَضَلُّوا».
وفي (مجمع البيان) للشيخ الطبرسي: «أراد [الله تعالى] بالشّعراء الذين غلبتْ عليهم الأشعارُ حتّى اشتغلوا بها عن القرآن والسنّة. وقيل: هم الشّعراء الذين إذا غضبوا سبّوا، وإذا قالوا كذَبوا. وقيل: إنّهم القُصّاص الذين يكذبون في قَصصِهم، ويقولون ما يخطرُ ببالِهم. وفي تفسير عليّ بن إبراهيم: إنّهم الذين يُغيّرون دينَ الله تعالى، ويُخالفون أمره».
 
هدفُ السّورة

«تفسير الميزان»: غرَضُ السورة تسليةُ النبيّ صلّى الله عليه وآله قبال ما كذّبه قومُه، وكذّبوا بكتابِه النازلِ عليه من ربّه -على ما يلوّح إليه صدرُ السورة: ﴿تلك آياتُ الكتاب المبين﴾ الشعراء:2- وقد رمَوه تارةً بأنّه مجنون، وأُخرى بأنّه شاعر، وفيها [السورة] تهديدُهم مشفعاً ذلك بإيراد قصصِ جمعٍ من الأنبياء، وهم: موسى، وإبراهيم، ونوح، وهود وصالح، ولوط، وشعيب عليهم السلام، وما انتهت إليه عاقبةُ تكذيبِهم، لتتسلّى به نفسُ النبيّ صلّى الله عليه وآله، ولا يحزن بتكذيبِ أكثرِ قومِه، وَلِيَعتبر المكذّبون.


 
ثوابُ قراءتها

«مجمع البيان»: عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «مَن قرأ سورة الشّعراء كان له من الأجر عشرُ حسنات، بعددِ كلِّ مَن صدّق بنوحٍ وكذّب به، وهود، وشعيب، وصالح، وإبراهيم، وبعدد كلِّ مَن كذّب بعيسى وصدّق بمحمّد صلّى الله عليه وآله».
«ثواب الأعمال»: عن الإمام الصادق عليه السلام: «مَن قرأ سوَر الطّواسين الثلاث [السوَر التي تبدأ بـ ﴿طس﴾ و ﴿طسم﴾ وهي: النمل والشعراء والقصص] في ليلة الجمعة، كان من أولياء الله وفى جوارِه وكَنَفِه، ولم يُصِبْه في الدّنيا بؤسٌ أبداً، وأُعطِيَ في الآخرة من الجنّة حتّى يرضى وفوقَ رضاه، وزوّجه الله مائةَ زوجةٍ من الحور العين».
 

خلاصةُ السورة

«تفسير الأمثل»: السّوَر المكّية التي أُنزلت في بداية دعوة الإسلام، تستند على بيان الأصول الاعتقادية: التوحيد، والمعاد، ودعوة أنبياء الله، وأهمّية القرآن. وتدورُ جميع موضوعات سورة الشّعراء حول هذه المسائل تقريباً. ويُمكن تلخيص محتواها في ثلاثة أقسام:
القسم الأوّل: مطلَع السورة الذي يتكوّن من الحروف المقطّعة، ثمّ الإشارة إلى عظَمة القرآن، وتسلية النبيّ صلّى الله عليه وآله في مواجهة عناد المشركين، ويتضمّن بعض دلائل التوحيد، وصفات الله تبارك وتعالى.
القسم الثاني: يحكي جوانب من قصص سبعة أنبياء عظام ومواجهاتهم مع أقوامهم، وينقل مشاهد من مكابرات أولئك حيال هؤلاء الأنبياء، حيث فصّل الحديث أكثر في بعضٍ منها، كما في قصّة موسى وفرعون، واختصره في بعضٍ آخر منها، كما في قصّة إبراهيمَ ونوح وهود وصالح ولوط وشعيب.
في هذا القسم بخاصّة، أُشيرَ إلى منطق المشركين الضعيف، الممزوج بالتعصّب في كلّ عصرٍ وزمان في مواجهة أنبياء الله، والذي يُشبه كثيراً منطق مُشرِكي عصر النبي صلّى الله عليه وآله، فكان هذا سبباً في تسلية النبيّ صلّى الله عليه وآله والمؤمنين الأوائل، ليعلم المؤمنون تاريخ هذا الصّنف من الناس ومنطقَهم، حتّى لا يتأثّروا ويتراخَوا، وحتّى لا يفسحوا للضّعف والفتور أن يَجِدَ طريقاً إلى أنفسهم.
وفيه [القسم الثاني] بشكلٍ خاصٍّ أيضاً، تركيزٌ على العذاب العظيم الذي حلّ بتلك الأُمم، والذي هو بذاته تهديدٌ مؤثّر لأعداء النبيّ صلّى الله عليه وآله.
القسم الثالث: تغلب عليه جَنبةُ الاستنتاج من القسمين الأوّل والثاني، وهو يتناول الحديث حول النبيّ صلّى الله عليه وآله، وعظَمة القرآن، وتكذيب المشركين، والأوامر الصادرة إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله في ما يتعلّق بطريقة الدّعوة، وكيفية التعامل مع المؤمنين، ويختم السورة بالبُشرى للمؤمنين الصّالحين، وبالتهديد الشديد للظّالمين.

تفسيرُ آياتٍ منها

«تفسير نور الثقلين»: قولُه تعالى: ﴿طسم﴾ الشعراء:1.
* عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «أُعطِيتُ طه والطّواسين من ألواحِ موسى».
* عن أمير المؤمنين عليه السلام: «الطّاء شجرة طوبى، والسّين سدرةُ المُنتهى، والميم محمّدٌ المصطفى صلّى الله عليه وآله».
قوله تعالى: ﴿قال فرعون وما ربُّ العالمين﴾ الشعراء:23.
عن أمير المؤمنين عليه السلام: «..[ربُّ العالمين] الذي سُئلتِ الأنبياء عنه فلم تصِفه بحدٍّ ولا ببعض، بل وصفَتْه بفعاله، ودلّت عليه بآياته».
قوله تعالى: ﴿وإذا مرضتُ فهو يشفين﴾ الشعراء:80.
* عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «عجبتُ من المؤمنِ و جزعِه من السُّقم، ولو يعلم ما له في السُّقم من الثواب لَأَحَبَّ ألّا يزال سقيماً حتّى يلقى ربَّه عزَّ وجلّ».
* عن الإمام الصادق عليه السلام: «من مرض ليلةً فقبلها بقبولِها كتبَ الله له عبادةَ ستّين سنة» قيل: ما معنى قبولها؟ قال عليه السلام: «لا يشكو ما أصابَه فيها إلى أحد».
قوله تعالى: ﴿إلّا من أتى الله بقلبٍ سليم﴾ الشعراء:89.
* عن الإمام الصّادق عليه السلام: «القلبُ السليم، الذي يلقى ربّه وليس فيه أحدٌ سواه، وكلُّ قلبٍ فيه شركٌ أو شكٌّ فهو ساقط ..».
* وعنه عليه السلام: «هو القلبُ الذي سَلِمَ من حبِّ الدنيا».
قوله تعالى: ﴿ فكُبكبوا فيها هم والغاوون﴾ الشعراء:94.
* عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «ما من أحدٍ خالفَ وصيَّ نبيٍّ إلّا حشرَه اللهُ أعمى يتكبكبُ في عَرَصات القيامة».
* عن الإمام الباقر عليه السلام: «هم قومٌ وصفوا عدلاً بألسنتِهم ثمّ خالفوه إلى غيره».
قوله تعالى: ﴿إذ نُسوّيكم بربّ العالمين﴾ الشعراء:98.
* عن أمير المؤمنين عليه السلام: «..فمَن ساوى ربّنا بشيء فقد عدلَ به، والعادلُ به كافرٌ بما تنزّلت به محكماتُ آياته، ونطقتْ به شواهدُ حُجج بيّناته..».

قوله تعالى: ﴿ فما لنا من شافعين * ولا صديقٍ حميم﴾ الشعراء:100-101.
* عن الصّادقَين عليهما السلام: «والله لنشفعنّ في المُذنبين من شيعتنا حتّى يقول أعداؤنا إذا رأَوا ذلك: فما لنا من شافعين ولا صديقٍ حميم».
* عن الإمام الصادق عليه السلام: «الشّافعون الأئمّة، والصّديقُ من المؤمنين».
قوله تعالى: ﴿وإذا بطشتم بطشتم جبارين﴾ الشعراء:130.
* عن الإمام الباقر عليه السلام: «تقتلون بالغضبِ من غيرِ استحقاق».
قوله تعالى: ﴿الذي يراك حين تقوم * وتقلّبك في الساجدين﴾ الشعراء:218-219.
عن الإمام الباقر عليه السلام: «﴿الذي يراك حين تقوم﴾ في النبوّة، ﴿وتقلُّبَك في السّاجدين﴾ في أصلابِ النبيّين صلوات الله عليهم».
قوله تعالى: ﴿..وذكروا الله كثيراً..﴾ الشعراء: 227.
* عن أمير المؤمنين عليه السلام: «مَن ذكر الله عزّ وجلّ في السرّ فقد ذكرَ الله كثيراً، إنّ المنافقين كانوا يذكرون الله علانيةً ولا يذكرونه في السرّ فقال الله عزّ وجلّ: ﴿..يُراؤون الناس ولا يذكرون الله إلّا قليلاً﴾ النساء:142».
* عن الإمام الصّادق عليه السلام: «مَن سبّح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام فقد ذكر الله الذِّكر الكثير».
* وعنه عليه السلام: «من أشدّ ما فرض الله على خلقِه ذكرُ الله كثيراً، لا أعني سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر، وإنْ كان منه، ولكن ذكرُ الله عند ما أحلّ وحرّم، فإنْ كان طاعةً عمل بها، وإنْ كان معصيةً تَرَكَها».


اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

19/06/2012

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات