وصايا

وصايا

منذ يومين

من وصايا الإمامِ المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف

من وصايا الإمامِ المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف
* ما أُرغِم أنفُ الشيطان بشيءٍ مثل الصّلاة ..
* سَجدةُ الشّكر مِن أَلزم السُّنن وأوجَبِها
_____إعداد: علي حمّود_____


تزخر الكُتب الرّوائية المعتبرة لكبار العلماء –كالشيخ الصدوق، والطّوسي، والحر العاملي، والطبرسي- بالحديث عن «التواقيع الخارجة من الناحية المقدسة»، ويُراد بها النصوص الخطيّة الصادرة عن الإمام المهدي صلوات الله عليه، وفيها إجاباته عليه السلام على أسئلة الموالين، أو دفعٌ لشُبهات عقائدية، أو توجيهاتٌ لعموم المؤمنين، صيانةً لهم من أن يصطلمَهم الأعداء أو تنزل بهم اللّأواء، والإصطلام هو الإستئصال، واللّأواء الشدّة.
ما يلي، مختارات من التواقيع المباركة، منتخَبة من (كمال الدين) للشيخ الصدوق، و(الغَيبة) للشيخ الطوسي، و(الاحتجاج) للشيخ الطبرسي رضوان الله عليهم.
 

روى الشيخ الصدوق قدّس سرّه في (كمال الدين) نصَّ توقيعٍ خرج من جانب الإمام المهديّ صلوات الله عليه إلى محمّد بن إبراهيم بن مهزيار بعد أن راود هذا الأخير الشكُّ -في شأن الإمامة- عقبَ شهادة الإمام العسكري عليه السلام، وممّا جاء في هذا التوقيع المبارك:
«".." أما سمعتُم اللهَ عزّ وجلّ يقول: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ..﴾ النساء:59؟ هل أمرَ إلّا بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة؟ أَوَلم تروا أنّ الله عزّ وجلّ جعلَ لكم معاقلَ تأوون إليها، وأعلاماً تهتدون بها من لدُن آدم عليه السلام إلى أنْ ظهر الماضي أبو محمّد [الإمام الحسن العسكري] صلوات الله عليه، كلّما غاب علَمٌ بدا علَم، وإذا أفلَ نجمٌ طلعَ نَجم، فلمّا قبضَه اللهُ إليه ظننَتم أنّ الله عزّ وجلّ قد قطعَ السّببَ بينَه وبين خلقِه. كلّا! ما كان ذلك ولا يكون حتّى تقوم السّاعة، ويظهر أمرُ الله عزّ وجلّ وهم كارهون ".." فإنّ الله عزّ وجلّ لا يُخلي الأرض من حُجّة..». 

أجوبةُ المَسائل

وفي (كمال الدين): «عن إسحاق بن يعقوب قال: سألتُ محمد بن عثمان العمري رحمه الله [ثاني السّفراء الأربعة] أن يوصلَ لي كتاباً قد سألتُ فيه عن مسائل أشكَلتْ عليّ، فوردَ التوقيع بخطّ مولانا صاحب الزمان عليه السلام: «.. فاعلم أنّه ليس بين الله عزّ وجلّ وبين أحدٍ قرابة، ومَن أنكرَني فليس منّي، وسبيلُه سبيلُ ابنِ نوح ".." وأمّا الفُقاع فشربُه حرام ".." وما آتانا الله خيرٌ ممّا آتاكم، وأمّا ظهورُ الفرج فإنّه إلى الله وكذِبَ الوقّاتون، وأمّا قولُ مَن زعم أنّ الحسين لم يُقتَل فكفرٌ وتكذيبٌ وضلال، وأمّا الحوادث الواقعة فارجِعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنّهم حُجّتي عليكم وأنا حجّة الله "..".
وأمّا المتلبّسون بأموالنا فمن استحلّ منها شيئاً فأكلَه فإنّما يأكلُ النيران ".." وأمّا ندامةُ قومٍ شكّوا في دينِ الله على ما وصلونا به فقد أقَلْنا من استقال فلا حاجةَ إلى صِلةِ الشاكّين.
وأمّا علّةُ ما وقع من الغَيبة فإنّ الله عزّ وجلّ يقول: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ..﴾ المائدة:101، إنّه لم يكن أحدٌ من آبائي إلّا وقد وقعت في عُنُقِه بيعةٌ لطاغية زمانِه، وإنّي أخرجُ حين أخرجُ ولا بيعةَ لأحدٍ من الطّواغيت في عُنقي.
وأمّا وجهُ الانتفاع بي في غَيبتي، فكالانتفاع بالشّمس إذا غيَّبَها عن الأبصار السّحاب، وإنّي لَأَمانٌ لأهلِ الأرض كما أنّ النجومَ أمانٌ لأهلِ السّماء، فَأَغلِقوا أبوابَ السّؤال عمّا لا يعنيكم، ولا تتكلّفوا عِلم ما قد كُفيتم، وأكثِروا الدّعاء بتعجيل الفرج، فإنّ ذلك فرَجُكم..».

ليس كمثلِه شيء

روى الشيخ الطوسي رضوان الله عليه في كتاب (الغَيبة) أنّه اختلف جماعةٌ من الشيعة في أنّ الله عزّ وجلّ فوّض إلى الأئمة عليهم السلام أن يخلقوا ويرزقوا، فقال قوم: هذا محالٌ لا يجوز على الله تعالى [أي لا تجوز نِسبتُه إلى الله تعالى] لأنّ الأجسام لا يقدر على خلقها غيرُ الله عزّ وجلّ، وقال آخرون: بلِ اللهُ أقدَر الأئمةَ على ذلك، وفوّضَ إليهم؛ فخلَقوا ورزَقوا. وتنازعوا في ذلك نزاعاً شديداً، فقال قائل: ما بالكم لا ترجعون إلى أبي جعفر محمّدِ بن عثمان، فتسألوه عن ذلك لِيُوضحَ لكم الحقّ فيه، فإنّه الطريق إلى صاحب الأمر، فرضِيت الجماعةُ بأبي جعفر وسلّمت وأجابت إلى قوله، فكتبوا المسألة وأنفذوها إليه، فخرج إليهم من جهتِه توقيعُ نسختِه صلوات الله عليه:
«إنّ الله تعالى هو الذي خلق الأجسام وقَسَّمَ الأرزاق، لأنّه ليس بجسمٍ ولا حالّ في جسم، ليس كمثلِه شي‏ء وهو السّميع البصير، وأمّا الأئمّةُ عليهم السلام فإنّهم يسألون الله تعالى فيَخلُق، ويسألونَه فيَرزُق، إيجاباً لمسألتِهم وإعظاماً لحقِّهم».

من عبدِ الله المرابطِ في سبيلِه

أورد الشيخ الطبرسي في (الاحتجاج) نصّ توقيعين مباركين خرجا من الناحية المقدسة إلى الشيخ المفيد قدّس سرّه:
الأوّل: في أيّامٍ بقِيت من صفر سنة عشر وأربعمائة، وفيه:
«..نحن وإنْ كنّا ثاوين بمكاننا النّائي عن مساكنِ الظّالمين حسب الذي أرانا الله من الصّلاح لنا ولشيعتِنا المؤمنين في ذلك، ما دامت دولةُ الدّنيا للفاسقين، فإنّا نُحيط علماً بأنبائكم، ولا يعزُبُ عنّا شيءٌ من أخبارِكم، ومعرفتُنا بالزَّللِ الذي أصابكم، مذ جنحَ كثيرٌ منكم إلى ما كان السّلفُ الصالحُ عنه شاسعاً، ونبذوا العهدَ المأخوذَ منهم وراءَ ظهورِهم كأنّهم لا يعلمون.
إنّا غيرُ مهملين لمراعاتِكم، ولا ناسينَ لِذكرِكم، ولو لا ذلك لنزلَ بكم اللَّأْواء [الشدّة]، واصطلمكم [استأصلَكم] الأعداء، فاتّقوا الله جلّ جلالُه، وظاهِرونا على انتياشكم [إنقاذكم] من فتنةٍ قد أنافتْ عليكم، يهلك فيها من حمَّ أجلُه، ويُحمى عنها مَن أدرك أملَه ".."
فَلْيَعمل كلُّ امرئٍ منكم بما يقرب به من محبّتنا، وليتجنّب ما يُدنيه من كراهيّتنا وسَخَطِنا، فإنّ أمرنا بغتةٌ فَجأة، حين لا تنفعُه توبة، ولا يُنجيه من عقابِنا ندمٌ على حُوبة
[إثم]..».
الثاني: يوم الخميس، الثالث والعشرين من ذي الحجّة، سنة اثنتَي عشرة وأربعمائة، وفيه:
«من عبدِ الله المرابطِ في سبيلِه إلى مُلهِم الحق ودليلِه:
".." والعاقبةُ لجميلِ صنعِ الله سبحانَه تكون حميدةً لهم [المؤمنين]، ما اجتنبوا المَنهيَّ عنه من الذنوب. ونحن نعهدُ إليك أيها الوليُّ المخلِصُ المجاهدُ فينا الظّالمين، أيّدَك اللهُ بنصرِه الذي أيّدَ به السّلفَ من أوليائنا الصّالحين، أنّه مَن اتّقى ربّه من إخوانك في الدّين، وأَخرجَ ما عليه إلى مُستحِقِّه، كان آمناً من الفتنة المُبطلة، ومِحَنِها المُظلمة المُضلّة، ومَن بخل منهم بما أعاره الله من نعمتِه على مَن أمره بِصلتِه، فإنّه يكون خاسراً بذلك لأُولاه وآخرته.
ولو أنّ أشياعنا وفّقهم الله لطاعتِه، على اجتماعٍ من القلوب في الوفاء بالعهدِ عليهم، لَما تأخّر عنهم اليُمنُ بلقائنا، ولَتَعَجّلت لهم السّعادةُ بمشاهدتِنا، على حقِّ المعرفةِ وصدقِها منهم بنا، فما يحبسُنا عنهم إلّا ما يتّصلُ بنا ممّا نكرهُه، ولا نُؤثِرُه منهم.
.».

وفي ابنةِ رسول الله صلّى الله عليه وآله لي أسوةٌ حسنة
في (الغيبة) للشيخ الطوسي ذِكرُ كتابٍ خرج من الناحية المقدسة لجماعةٍ من الشيعة فيهم ابنُ أبي غانم القزويني، وممّا جاء فيه: «..فاتّقوا الله وسلِّموا لنا ورُدّوا الأمر إلينا، فعلينا الإصدار كما كان منّا الإيراد ".." واجعلوا قصدَكم إلينا بالمودّة على السنّة الواضحة، فقد نصحتُ واللهُ شاهدٌ عليَّ وعليكم، ولولا ما عندنا من محبّة صلاحِكم ورحمتِكم والإشفاقِ عليكم لكُنّا عن مخاطبتِكم في شُغل ".." وفي إبنةِ رسولِ الله -صلّى الله عليه وآله وسلم وعليها- لي أُسوةٌ حسنة، وسيَردى الجاهلُ رداءَ عمله، وسيعلم الكافر لِمن عُقبى الدّار».
أحاديث مرويّة عنه عليه السلام 

 ما يلي، مجموعة من الأحاديث المنسوبة للإمام المهدي صوات الله عليه منتخبة من مصادر متعددة:
 ما أُرغِم أنفُ الشيطان بشيءٍ مثل الصّلاة، فصلّها وأَرغِم أنفَ الشّيطان.
 سَجدةُ الشّكر مِن أَلزم السُّنن وأوجَبها.
 إنّ فضل الدّعاء والتسبيح بعد الفرائض على الدّعاء بعَقيب النّوافل، كفضل الفرائض على النّوافل.
 ملعونٌ ملعونٌ من أخّر [صلاة] العشاء إلى أن تشتبك النّجوم.
 ملعونٌ ملعونٌ من أخّر الغداة [صلاة الصبح] إلى أن تنقضي النّجوم.
 أكثِروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإنّ ذلك فرَجُكم.
 ..ولكنَّ أقدارَ الله عزّ وجلّ لا تُغالَب، وإرادتُه لا تُرَدُّ، وتوفيقُهُ لا يُسبَق.
 أنا خاتمُ الأوصياء، وبي يدفعُ اللهُ البلاءَ عن أهلي وشِيعتي.
 قُلُوبُنا أوعيةٌ لمشيئةِ الله، فإذا شاءَ شِئنا.
 أنا وجميع آبائي… عبيدُ اللهِ عزّ وجلّ.

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ 0 ساعة

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات