حِكَم و لغة

حِكَم و لغة

19/06/2012

حِكَم و لغة

من آداب السَّفر

 ممّا قاله لقمان عليه السلام لابنِه، في آداب السّفَر:
يا بنيّ، إذا جاء وقتُ الصّلاة فلا تؤخِّرها لشيءٍ، فإنّها دَيْن، وصَلِّ في جماعة ولو على رأس زُجّ. [الزُّج: الحديدة التي في أسفل الرّمح، ولعلّ المقصود: صلّ جماعة ولو كان الموضع ضيّقاً]
ولا تنامنَّ على دابّتك فإنَّ ذلك ليس من فعل الحكماء، إلّا أن يكون في محمل يمكنك التّمدُّد لاسترخاء المفاصل. وإذا قربتَ من المنزل فانزل عن دابّتك وابدأ بعلفها قبل نفسك.
وإذا أردتُم النّزول فعليكم من بقاع الأرض بأحسنِها لوناً وأليَنِها تربةً وأكثرها عشباً، وإذا نزلت فصلِّ ركعتين قبل أن تجلس. وإذا أردتَ قضاء حاجتك فأَبعِد المذهبَ في الأرض.
وإذا ارتحلتَ فصلِّ ركعتين ثمّ ودِّع الأرض التي حلَلْتَ بها وسلِّم عليها وعلى أهلها، فإنَّ لكلِّ بقعةٍ أهلاً من الملائكة. فإنِ استطعتَ أن لا تأكل طعاماً حتّى تتصدّق منه فافعل.
وعليك بقراءة كتاب الله عزَّ وجلَّ ما دمتَ راكباً، وعليك بالتّسبيح ما دمتَ عاملاً عملاً، وعليك بالدّعاء ما دمتَ خالياً. وإيّاك والسَّير من أوّل اللّيل، وسِرْ في آخره. وإيّاك ورفع الصَّوت في مسيرك، وكُن لأصحابك موافقاً إلّا في معصية الله عزَّ وجلَّ.
(اليزدي، العروة الوثقى، ج 4: آداب السّفر - بتصرّف)

أبا

الأب: الوالد، ويُسمّى كلّ مَن كان سبباً في إيجاد شيء أو صلاحه أو ظهوره أباً، ولذلك يسمَّى النّبيّ صلّى الله عليه وآله أبا المؤمنين، قال الله تعالى: ﴿النبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم..﴾ الأحزاب:6.
ورُوي أنّه صلىّ الله عليه وآله قال لعليٍّ عليه السلام: «أنا وأنت أَبَوَا هذه الأمّة».
وقيل أبو الأضياف: لتفقّده إيّاهم، وأبو الحرب: لمهيِّجها.
ويسمّى العمّ مع الأب أبوَين، وكذلك الأمّ مع الأب، وكذلك الجدّ مع الأب، قال تعالى في قصة يعقوب: ﴿..ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق إلها واحداً..﴾ البقرة:133، وإسماعيل لم يكن من آبائهم، وإنمّا كان عمّهم.
وسُمِّي معلّم الإنسان أباً لِمَا تقدَّم ذكره. وقد حُمل قوله تعالى: ﴿..وجدنا آباءنا على أمة..﴾ الزخرف:22 على ذلك. أي: علماءنا الذين ربُّونا بالعلم، بدلالة قوله تعالى: ﴿..ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا﴾ الأحزاب:67.
وقيل في قوله: ﴿..أن اشكر لي ولوالديك..﴾ لقمان:14 إنَّه عَنَى الأب الذي ولده، والمعلّم الذي علَّمه.
وقوله تعالى: ﴿ما كان محمد أبا أحد من رجالكم..﴾ الأحزاب:40، إنّما هو نفي الولادة، وتنبيه أنَّ التّبنِّي لا يجري مجرى البنوَّة الحقيقيّة.
وجمع الأب آباء وأبوّة نحو: بعولة وخؤولة. وقولهم: بَأْبَأَ الصّبيُّ، فهو حكاية صوت الصّبي إذا قال: بابا.

(الراغب الأصفهاني، المفردات - مختصَر)


اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

19/06/2012

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات