تاريخ و بلدان

تاريخ و بلدان

15/09/2012

تاريخ و بلدان

تاريخ
مسألة غريبة
قال المأمون ليحيى بن أكثم (قاضي القضاة): إطرح على أبي جعفر- الإمام الجواد، محمّد بن الرّضا عليهما السلام، وكان في حوالي التّاسعة من عمره الشّريف والمعجزة- مسألة تقطعه فيها. فقال: يا أبا جعفر، ما تقول في رجل نكح امرأة على زنا أيحلّّ أن يتزوّجها؟ فقال عليه السلام: يدعها حتى يستبرئها من نطفته ونطفة غيره، إذ لا يؤمَن منها أن تكون قد أحدثت مع غيره حدثاً كما أحدَثت معه، ثمّ يتزوج بها إن أراد، فإنّما مثلها مثل نخلة أكل رجل منها حراماً ثمّ اشتراها فأكل منها حلالاً. فانقطع يحيى.
فقال له أبو جعفر عليه السلام: يا أبا محمّد، ما تقول في رجل حرُمت عليه امرأة بالغداة وحلَّت له ارتفاع النّهار وحرُمت عليه نصف النّهار، ثمّ حلّت له الظّهر، ثمّ حرُمت عليه العصر، ثمّ حلّت له المغرب، ثمّ حرُمت عليه نصف اللّيل، ثمّ حلّت له الفجر، ثمّ حرُمت عليه ارتفاع النّهار، ثمّ حلّت له نصف النّهار؟ فبقي يحيى والفقهاء بُلساً خُرْساً، فقال المأمون: يا أبا جعفر أعزَّك الله، بيِّن لنا هذا؟ قال عليه السلام:
هذا رجل نظر إلى مملوكة لا تحلّ له، اشتراها فحلّت له، ثمّ أعتقها فحرُمت عليه، ثمّ تزوّجها فحلّت له. فظاهر منها فحرُمت عليه، فكفَّر الظّهار فحلّت له، ثمّ طلّقها تطليقة فحرُمت عليه، ثمّ راجعها فحلَّت له، فارتدَّ عن الإسلام فحرُمت عليه، فتاب ورجع إلى الإسلام فحلّت له بالّنكاح الأول، كما أقرّ رسول الله صلّى الله عليه وآله نكاح زينب مع أبي العاص بن الرّبيع -حيث أسلم- على النّكاح الأوّل.
(تحف العقول، ابن شعبة الحرّاني)



بلدان
مدينة الكوفة
الكوفة: بالضمّ، المِصر المشهور بأرض بابل من سواد العراق، ويسمّيها قومٌ «خدَّ العذراء». قال أبو بكر محمّد بن القاسم: سمّيت الكوفة لاستدارتها أخذاً من قول العرب: رأيت كُوفاناً وكَوفاناً للرّميلة المستديرة. وقيل: سُمّيت الكوفة كوفة لاجتماع النّاس بها، من قولهم: قد تكوّف الرمل. وقيل: أُخذت الكوفة من الكوفان، يقال: هم في كوفان، أي في بلاء وشرّ. قال أبو القاسم: قد ذهبت جماعة إلى أنّها سُمّيت كوفة بموضعها من الأرض، وذلك أنّ كلّ رملة يخالطها حصباء تسمّى كوفة. وقال ابن الكلبي: سمّيت بجبل صغير في وسطها. وقد سمّاها عبدة بن الطبيب كوفة الجند.
وأمّا تمصيرها فكان في أيّام عمر بن الخطّاب، في السّنة التي مُصّرت فيها البصرة وهي سنة 17 هجرّية. وقال ابن عباس: كانت منازل أهل الكوفة قبل أن تُبنى أخصاصاً من قصب، إذا غزوا قَلَعوها وتصدّقوا بها، فإذا عادوا بنَوها فكانوا يغزون ونساؤهم معهم، فلمّا كان في أيّام المغيرة بن شعبة بنت القبائل باللِّبن من غير ارتفاع، ولم يكن لهم غرف، فلمّا كان في أيّام إمارة زياد بنوا أبواب الآجر.
وأمّا مسجدها، فقد رُويت فيه فضائل كثيرة، روى حبّة العرني قال: كنت جالساً عند عليّ عليه السلام، فأتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين! هذه راحلتي وزادي أريد هذا البيت أعني بيت المقدس. فقال عليه السلام: كُلْ زادك، وبع راحلتك، وعليك بهذا المسجد. يعني مسجد الكوفة.
(معجم البلدان، الحموي- مختصر بتصرّف)

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

15/09/2012

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات