أحسن الحديث

أحسن الحديث

16/10/2012

معاني الأسماء الحُسنى

﴿..فَادْعُوهُ بِهَا..﴾
معاني الأسماء الحُسنى
ـــــ الشّهيد الأوّل الجزّيني العاملي قدّس سرّه ـــــ


بيانٌ لمعاني الأسماء الحُسنى، مقتَطف من كتاب (القواعد والفوائد) في الفقه للشّهيد الأوّل قدّس سرّه، وقد تطرّق إليها في (القاعدة 211)، وفي سياق الكلام عن حُكم اليمين، وأنّها لا تنعقد إلّا بالحلف بالله تعالى، أو بأسمائه المقدّسة.

إنّما يجوز الحلف بالله تعالى أو بأسمائه الخاصّة به:
فالأوّل: مثل «الواجب وجودُه»، و«الأوّلُ الذي ليس قبلَه شيء»، و«فالقُ الحبَّة وبارئُ النَّسَمة».
والثاني: مثل قولنا «واللهِ»، وهو اسمٌ للذّات المقدّسة لِجَرَيان النُّعوت عليه.
وقيل: هو اسمٌ للذّات مع جملة الصّفات الإلهيّة. فإذا قلنا: «الله» فمعناه الذّات الموصوفة بالصِّفات الخاصّة، وهي صفاتُ الكمال ونعوتُ الجلال، وهذا «المفهوم» هو الذي يُعبَد ويوحَّد وينزَّه عن الشّريك، والنّظير، والمِثل، والضّدّ، والنّدّ.
وأمّا سائرُ الأسماء، فإنّ آحادَها لا يدلّ إلّا على آحاد المعاني؛ من علم، وقدرة، أو فعلٍ منسوبٍ إلى الذّات، مثل قولنا: «الرّحمن»، فإنّه اسمٌ للذّات مع اعتبار الرّحمة، وكذا «الرّحيم»، و«العليم»، و«الخالق» اسمٌ للذّات مع اعتبار وصفٍ وجوديٍّ خارجيّ.
و«القُدُّوس» اسمٌ للذّات مع وصفٍ سلبيّ، أعني التّقديسَ الذي هو التّطهيرُ عن النّقائص.
و«الباقي» اسمٌ للذّات مع نسبةٍ وإضافة، أعني البقاء، وهو نسبةٌ بين الوجود والأزمنة، إذ هو استمرار الوجود في الأزمنة، و«الأَبديّ» هو المستمرّ مع جميع الأزمنة، فالباقي أعمّ منه، و«الأزليّ» هو الذي قارنَ وجودُه جميعَ الأزمنة الماضية، المحقَّقة والمقدَّرة، فهذه الاعتبارات تكادُ تأتي على الأسماء الحسنى بحسب الضّبط. ولنُشِر إليها إشارة خفيفة:
O الله [تبارك وتعالى]: قد سبَق. [أي سبقَ بيانُه]
O الرَّحمن الرَّحيم: اسمان للمبالغة من رَحِم، كَغَضبان من غَضِب، وعليم من عَلِم. والرّحمةُ لغةً رقّةُ القلب وانعطافٌ يقتضي التّفضّلَ والإحسان، ومنه الرَّحِم لانعطافها على ما فيها. وأسماءُ الله تعالى إنّما توجَد باعتبار الغايات التي هي أفعال، دون المبادئ التي هي انفعال.
O الملِك: المتصرِّف بالأمر والنّهي في المأمورين، أو الذي يستغني في ذاته وصفاته من كلِّ موجود، ويحتاج إليه كلُّ موجودٍ في ذاته وصفاته.
O القدّوس: ذُكِر.
O السّلام: ذو السّلامة في ذاته عن العَيب، وفي صفاته عن كلِّ نقصٍ وآفة "..".
O المؤمن: الذي أمِن أولياؤه عذابَه، أو المصدِّق عباده المؤمنين يوم القيامة، أو الذي لا يُخاف ظلُمه، أو الذي لا يُتصوَّر أمنٌ ولا أمان إلّا من جهتِه.
O المهيمن: القائم على خلقِه بأعمالهم، وأرزاقهم، وآجالهم.
O العزيز: الغالب القاهر، أو ما يمتنع الوصول إليه.
O الجبّار: القهّار، أو المتسلِّط، أو المغني من الفقر، من جَبَره أي أصلح كَسْرَه، أو الذي تنفذ مشيّتُه (على سبيل الإجبار) في كلِّ أحد (ولا تنفذ فيه مشيّة أحد).
O المتكبّر: ذو الكبرياء، وهي المُلك، أو ما يرى المُلك حقيراً بالنّسبة إلى عظَمته.
O الباري: هو الذي خَلق الخلق بريئاً من الاضطراب.
O الخالق: هو المقدِّر.
O المصوِّر: أي من قدّر صُوَر المخترَعات. وتحقيق هذه الثلاثة: أنّ كلَّ ما يخرجُ من العدَم إلى الوجود يفتقر إلى اختراعٍ أوّلًا، ثمّ إلى الإيجاد على وفق التّقدير ثانياً، ثمّ إلى التّصوير بعد الإيجاد ثالثاً.
O الغفّار: هو الذي أظهرَ الجميل وسترَ القبيح.
O الوهّاب: المُعطي كلَّ ما يُحتاج إليه لكلِّ مَن يَحتاج إليه.
O الرزّاق: خالقُ أرزاق المرتزقة ومُوصِلُها إليهم.
O الخافض والرّافع: هو الذي يخفض الكفّار بالإشقاء، ويرفع المؤمنين بالإسعاد.
O السَّميع: الذي لا يعزُبُ عن إدراكه مسموعٌ خَفِيَ أو ظهَر.
O البصير: الذي لا يعزب عنه ما تحت الثّرى، ومرجعُهما [السّمع والبَصر] إلى العلم، لتعاليه سبحانه عن الحاسّة والمعاني القديمة.
O الحليم: الذي يشاهد معصيةَ العُصاة ويرى مخالفةَ الأمر، ثمّ لا يسارع إلى الانتقام مع غاية قدرته.
O العظيم: الذي لا يُحيط بكُنْهِه العقول.
O العليّ: الذي لا رتبةَ فوق رتبتِه.
O الكبير: ذو الكبرياء في كمال الذّات والصّفات.
O الحفيظ: الحافظُ لذوات الموجودات، والمزيلُ لتضادِّ العنصريّات، يحفظُها عن الفساد.
O الجليل: الموصوفُ بصفات الجلال؛ من الغنى، والمُلك، والقدرة، والعلم، والتّقدّس عن النّقائص.
O الرّقيب: هو العليمُ الحفيظ.
O المُجيب: هو الذي يقابل مسألةَ السَّائل بإسعافه، والدّاعي بإجابتِه، والمضطرّ بكفايته.
O الحكيم: العالِمُ بأفضل الأشياء بأفضل العلوم.
O المجيد: الشَّريف ذاتُه، الجميلُ أفعالُه.
O الباعث: مُحيي الخلق في النّشأة الأخرى.
O الحميد: هو المحمود المُثنى عليه بأوصاف الكمال، أو المُثنى عليه على عباده بطاعتهم.
O المُبدئ والمُعيد: الموجِدُ بلا سبقِ مادّةٍ ولا مدّة، والمُعيدُ لِما فنيَ من مخلوقاته بالحَشر في يوم القيامة. O المُحيي المُميت: الخالقُ للموت والحياة.
O الحيّ: الدرّاك الفعّال.
O القَيّوم: القائم بذاته، وبه قيامُ كلِّ موجود في إيجاده، وتدبيرِه، وحِفظه.
O الماجد: مبالغة في المجيد.
O التوّاب: ميسِّرُ أسباب التّوبة لعباده، وقابلُها منهم مرّةً بعد أخرى.
O المنتقم: القاصم ظهورَ العصاة، والشّديدُ العقاب للطّغاة.
O العَفُوّ: الذي يمحو السّيّئات ويتجاوز عن المعاصي.
O الرّؤوف: ذو الرّأفة، وهي شدّة الرّحمة.
O الوالي: الذي دبّر أمور الخلق ووليَها مليئاً بولايتِها، أو المالك للأشياء المستولي عليها.
O الغنيُّ: في ذاته وصفاته، والمُغني لجميع خلقِه.
O الفتّاح: الحاكم، أو الذي بعنايتِه ينفتح كلُّ مغلَق.
O القابضُ الباسط: هو الذي يوسِّعُ الرِّزقَ على عباده، ويغيّره بحسب الحكمة. ويَحسُن القِران بين هذين الإسمين ونظائرهما؛ كالخافض والرّافع، والمعزِّ والمذلّ، والضّارّ والنّافع، فإنّه أنبأُ عن القدرة وأدلُّ على الحكمة، فالأَولى لِمَن وقع بحسن الأدب بين يدَي الله تعالى أن لا يُفرِدَ كلَّ اسمٍ عن مقابله، لِما فيه من الإعراب عن وجه الحكمة.
O الحكَم: الحاكم بمنعِه النّاس عن الظّلم.
O العدل: ذو العدل، وهو مصدرٌ أُقيم مقام الإسم.
O اللَّطيف: العالِم بغوامض الأشياء، ثمّ يوصلها إلى المستصلح بالرِّفق دون العنف، أو البَرّ بعباده الذي يوصل إليهم ما ينتفعون به في الدَّارَين، ويُهيّئ لهم أسبابَ مصالحهم من حيث لا يحتسبون.
O الخبير: العالِمُ بِكُنه الشّيء، المطَّلعُ على حقيقتِه.
O الغفورُ والشّكور: مبنيّان للمبالغة، أي يُكثر مغفرتَه، ويشكر يسير الطّاعات.
O المُقيت: المقتدر، أو خالق القُوت وموصلُه إلى البدن.
O الحَسيب: المحاسب أو الكافي، فَعيل بمعنى مُفعِل، كأليم بمعنى مؤلم، من قولهم «أحْسَبَني»، أي أعطاني ما كفاني.
O الواسع: الغنيُّ الذي وَسِعَ غناه عبادَه، ووسع رزقُه جميعَ خلقِه. وقيل: هو المحيط بعلم كلِّ شيء.
O الودود: المحبُّ لعباده، ويجوز أن يكون بمعنى مفعول، أي تودُّه قلوبُ أوليائه بما ساق إليهم من المعارف، وأظهرَ لهم من الألطاف.
O الشَّهيد: الذي لا يَغيب عنه شيء.
O الحقّ: المتحقِّقُ بوجوده، أو المُوجِد للشّيء على ما يقتضيه الحكمة.
O الوكيل: هو الكافي، أو المُوكَل إليه جميع الأمور. وقيل: الكفيل بأرزاق العباد.
O القويّ: الذي لا يستولي عليه الضّعفُ والعجزُ في حالٍ من الأحوال.
O المتين: هو الشّديد القوّة الذي لا يعتريه وهنٌ ولا يمسُّه لُغوب.
O الوليّ: القائمُ بنصر عبادِه المؤمنين، أو المتولّي للأمرِ القائمِ به.
O المُحصي: الذي أحصى كلَّ شيءٍ بعلمه، فلا يعزبُ عنه مثقالُ ذرّةٍ ولا أصغر.
O الواجد: أي الغنيّ، من الجِدَة، أو الذي لا يعزب عنه شيء، أو الذي لا يَحُول بينه وبين مراده حائلٌ من الوجود.
O الواحدُ الأحد: يدلّان على معنى الوحدانيّة وعدم التّجزّي. وقيل: الفرق بينهما أنّ الواحد هو المتفرِّد بالذّات لا يشابهه آخر، والأحد المتفرّد بصفاته الذّاتيّة بحيث لا يشاركه فيها أحد.
O الصَّمد: السيّدُ الفائقُ في السُّؤدد الذي تُصمد إليه الحوائج، أي تصمدُ إليه النّاس في حوائجهم.
O القادر: المُوجِد للشّيء اختياراً.
O المقتَدر: أبلغُ لاقتضائه الإطلاق. ولا يوصَف بالقدرة المطلَقة غيرُ الله تعالى.
O المقدِّم والمؤخِّر: المُنزِل للأشياء في منازلها، وترتيبها في التّكوين والتّصوير والأزمنة والأمكنة على ما تقتضيه الحكمة.
O الأوّل والآخر: لا شيءَ قبلَه ولا معه ولا بعده.
O الظّاهر: أي بآياته الباهرة الدالّة على ربوبيّته ووحدانيّته، أو العالي الغالب، من الظُّهور بمعنى العُلوّ والغلَبة، ومنه قولُه صلّى الله عليه وآله: «أنت الظّاهرُ فليس فوقَك شيء».
O الباطن: الذي لا يستولي عليه توهُّم الكيفيّة، أو المُحتجِب عن أبصارنا، ويكون معنى الظّاهر: المتجلّي لبصائرنا. وقيل: هو العالِم بما ظَهَر من الأمور، المطّلع على ما بطن من الغيوب، وينبغي أن يُقرن بين هذين الإسمين [الظّاهرُ والباطن] أيضاً.
O البَرّ: هو العطوف على العباد الذي عمّ برُّه جميعَ خلقه، يبرُّ المحسنَ بتضعيف الثّواب، والمُسيءَ بالعفو عن العقاب، وبقبول التّوبة.
O ذو الجلال والإكرام: أي العظَمة، أو الغناء المطلَق والفضل العامّ.
O المُقسط: العادلُ الذي لا يَجور.
O الجامع: الذي يجمعُ الخلائقَ ليوم القيامة، أو الجامع للمتباينات والمؤلِّف بين المتضادّات، أو الجامع لأوصاف الحمد والثّناء.
O المانع: أي يمنع أولياءَه ويحوطُهم وينصرُهم، من المِنعة. أو يمنع مَن يَستحقّ المنعَ للحكمة في منعِه. واشتقاقُه من المنع أي الحرمان، لأنّ منعَه سبحانه حكمة، وعطاءَه جودٌ ورحمة. أو الذي يمنعُ أسبابَ الهلاك والنّقصان بما يخلقه في الأبدان والأديان من الأسباب المعدّة للحفظ.
O الضارُّ النّافع: أي خالقُ ما يضرّ وينفع.
O النّور: المنوِّرُ مخلوقاته بالوجود، والكواكب، والشّمس، والقمر، واقتباس النّار، أو نور الوجود بالملائكة والأنبياء، أو دبّر الخلائق بتدبيرِه.
O البديع: هو الذي فطرَ الخلائق مبتدعاً لا على مثالٍ سبق.
O الوارث: هو الباقي بعد فناء الخَلْق، ويرجع إليه الأملاكُ بعد فناء المُلّاك.
O الرَّشيد: الذي أَرشد الخَلْق إلى مصالحهم، أو ذو الرُّشد -وهو الحكمة- لاستقامة تدبيره، أو الذي تنساق تدبيراتُه إلى غاياتها.
O الصَّبور: الذي لا يُعاجل بعقوبتِه العُصاةَ لاستغنائه عن التسرّع، إذ لا يخافُ الفَوْت.
O الهادي: لعباده إلى معرفته بغير واسطة، أو بواسطة ما خلقَه من الأدلّة على معرفته، أو هدى كلَّ مخلوقٍ إلى ما لا بدُّ له منه في معاشِه ومعاده.
O الباقي: هو الموجودُ الواجبُ وجودُه لذاته أزلاً وأبداً.
O الصَّابر: هو الذي لا تحملُه العجلةُ على المسارعة إلى الفعل قبل أوانِه.
O ورد في الكتاب العزيز في الأسماء الحُسنى الرَّبّ، وهو في الأصل بمعنى التّربية، وهو تبليغُ الشّيء إلى كماله شيئاً فشيئاً، ثمّ وُصف به للمبالغة، كالقيّوم والعدل. وقيل: هو نعتٌ من ربَّهُ يربُّه فهو ربّ، ثمَّ سُمِّيَ به المالك لأنّه يحفظُ ما يملكُه ويربّيه، ولا يُطلق على غير الله سبحانه إلّا مضافاً، كقولنا: «ربّ الضّيعة»، ومنه قوله تعالى: ﴿..ارجع إلى ربّك..﴾ يوسف:50.
O المولى: وهو النّاصر والأَوْلى بمخلوقاته، والمتولِّي لأمورهم.
O النّصير: مبالغة في النّاصر.
O المحيط: أي الشّاملِ علمُه.
O الفاطر: أي المبتدِع، من الفطر وهو الشّقّ، كأنّه شقَّ العَدَم بإخراجنا منه.
O العلّام: مبالغة في العلم.
O الكافي: أي يكفي عبادَه جميعَ مهامِّهم، ويدفعُ عنهم مؤذياتِهم.
O ذو الطَّول: أي الفضل بترك العقاب المستحقِّ عاجلاً وآجلاً لغير الكافر.
O ذو المعارج: ذو الدّرجات التي هي مصاعدُ الكَلِم الطيّب والعمل الصَّالح، أو التي يترقّى فيها المؤمنون، أو في الجنّة.

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

16/10/2012

دوريات

نفحات