أحسن الحديث

أحسن الحديث

14/11/2012

سورةُ لقمان


موجز في التّفسير
سورةُ لقمان
___________ من دروس «المركز الإسلامي» ___________


* السورة الحادية والثلاثون في ترتيب سوَر المصحف الشّريف. مكّيّة. آياتها أربعٌ وثلاثون. ومن حيث التّنزيل تلي سورة «الصافّات».
* يُحفَظُ قارِئها من إبليس وجنوده، كما في الرّواية عن الإمام الباقر عليه السلام.
* سُمّيت بـ «لقمان»، لورود اسمِه عليه السلام في الآيتين الثانية عشرة والثالثة عشرة منها.


رُوي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «لم يكن لقمانُ نبيّاً، ولكنْ كان عبداً كثيرَ التّفكُّر، حسنَ اليقين، أحبَّ اللهَ فَأَحَبَّه، وَمَنَّ عليه بالحكمة..».
وعن الإمام الصادق عليه السلام: «.. وكان داودُ عليه السلام يقولُ له: طوبى لك يا لقمان، أُوتيتَ الحكمةَ وصُرِفَت عنك البليّة، وأُعطِيَ داودُ الخلافة، وابتُلِيَ بالحُكم والفتنة..».
ويكفي في تبيان عَظَمة مقام «لقمان الحكيم» اقترانُ مواعظِه بكلام المولى عزّ وجلّ، وذِكرها في ثنايا آيات القرآن الكريم.

محتوى السورة

«تفسير الأمثل» [مختصَر]: بحكم كونها مكّية، فإنّ سورة لقمان تشتمل على المحتوى العام للسّوَر المكّية، فتبحث حول العقائد الإسلامية الأساسية، لا سيّما المبدأ والمعاد. ويتلخّص محتواها في أقسامٍ خمسة:
القسم الأوّل: يشير -بعد ذكر الحروف المقطّعة- إلى عظَمة القرآن، وكوْنه هدىً ورحمة للمؤمنين، ويتحدّث في المقابل عن الذين يُظهرون التّعصّب والعناد أمام هذه الآيات البيّنات، بحيث يبدون وكأنّ في آذانهم وَقْراً، بل يسعون أيضاً إلى صرف الآخرين عن القرآن، عن طريق إيجاد وسائل لهوٍ مختلفة.
القسم الثاني: يتحدّث عن آيات الله تعالى في خلْق السماء ورفْعها بدون أيّ عمَد، وخلْق الجبال الرّواسي، والكائنات المختلفة، ونزول المطر، ونموّ النباتات.
القسم الثالث: ينقل جانباً من كلام لقمان الحكيم والمتألّه في وصيّته لابنه؛ ويبدأ من التّوحيد ونبْذ الشِّرك، وينتهي بالوصيّة بالإحسان إلى الوالدَين، والصّلاة، والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، والصّبر عند المصيبة، والبَشاشة وطلاقة الوجه مع النّاس، والتّواضع، والاعتدال في الأمور.
القسم الرابع: تعود السورة مرّةً أخرى إلى أدلّة التوحيد ومظاهره، فتتحدّث عن تسخير السّماء والأرض للإنسان، ونِعَم الله الوفيرة، وتذُمُّ منطقَ الوثنيّين الذين ضلّوا وانحرفوا نتيجة اتّباعِ الآباء والأجداد، وتشير إلى التّوحيد الفطري الذي يتجلّى عند الوقوع في عواصف البلاء.
القسم الخامس: يُشير إلى مسألة المعاد والحياة بعد الموت، وفيه تحذيرٌ للإنسان من الاغترار بالدّنيا، وحثٌّ على الاستعداد للحياة الأخرويّة الخالدة.

هدفُ السّورة

«تفسير الميزان»: هدفُ السّورة -كما تومي إليه فاتحتها وخاتمتُها، ويشير إليه سياق عامّة آياتها- الدعوةُ إلى التّوحيد، والإيقانُ بالمعاد، والأخذُ بكلّيات شرائع الدّين.
ويلوح من صدر السّورة أنّها نزلت في بعض المشركين، حيث كان يصدُّ الناس عن استماع القرآن الكريم بِنَشر أحاديث مزوّقة مُلهية، كما ورد فيه الأثر في سبب نزول قولِه: ﴿ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضلّ عن سبيل الله..﴾ لقمان:6، فنزلت السورة تبيّن أصول عقائد الدّين وكلّيات شرائعه الحقّة، وقصّت شيئاً من خبر «لقمان الحكيم» ومواعظه تجاه أحاديثهم المُلهية.
«جوامع الجامع»: قِيل: نَزلتْ [الآية السّادسة] في النّضر بن الحَارث، وكان يَتَّجِرُ إلى فارس فيشتري كُتبَ الأعاجِم ويُحدِّث بها قُريشَاً ويقول: إنْ كان محمَّدٌ يُحدِّثُكم بحَديثِ عَادٍ وثَمُودَ، فأَنا أُحدِّثُكُم بحَديث رُستم واسفنديار والأَكَاسرَة ، فَيستملحُونَ حَديثَه ويتركون استماعَ القرآن.

ثوابُ تلاوتها

«تفسير مجمع البيان»: عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن قرأ سورة لقمان، كان لقمانُ له رفيقاً يوم القيامة، وأُعطِيَ من الحسنات عشراً بعدد مَن عمل بالمعروف ونهى عن المنكر».
«ثواب الأعمال»: عن الإمام الباقر عليه السلام: «مَن قرأ سورة لقمان في ليلة، وكَّلَ اللهُ به في ليلتِه ثلاثين ملَكاً يحفظونه من إبليس وجنودِه حتّى يُصبح، فإذا قرأَها بالنّهار لم يزالوا يحفظونه من إبليسَ وجنودِه حتّى يُمسي».

تفسيرُ آياتٍ منها

بعد ذِكر الآية، نُورد هنا ما رُوي من الحديث الشريف في تفسيرها، نقلاً عن (تفسير نور الثّقلَين) للمحدّث الشيخ عبد علي الحويزي رضوان الله عليه.
O قوله تعالى: ﴿ومن الناس من يشتري لهو الحديث..﴾ لقمان:6.
* الإمام الصّادق عليه السلام: «هو الطّعنُ في الحقّ والاستهزاءُ به، ومنه الغنا».

O قوله تعالى: ﴿خلق السماوات بغير عمد ترونها..﴾ لقمان:10.
* أمير المؤمنين عليه السلام: «فَمن شواهد خلْقِه، خلقُ السّماوات موطّداتٍ بلا عَمَد، قائماتٍ بلا سَنَد».

O قوله تعالى: ﴿ولقد آتينا لقمان الحكمة ..﴾ لقمان:12.
* الإمام الصادق عليه السلام: «ما أوتِي لقمانُ الحكمةَ بحَسَبٍ ولا مالٍ ولا أهَل، ولا بَسْطٍ في جسمٍ ولا جمال، ولكنّه كان رجلاً قويّاً في أمر الله، متورّعاً في الله، ساكتاً، مستكيناً، عميقَ النَّظر، طويل الفكر ".." لم يضحك من شئ قطّ مخافةَ الإثم، ولم يغضب قطّ، ولم يُمازح إنساناً قطّ، ولم يفرح بشيءٍ أتاه من أمر الدّنيا، ولا حَزِنَ منها على شيء قطّ ".." وكان لا يظعن [يخوض] إلّا فيما يعنيه، فبذلك أُوتِيَ الحكمة، ومُنح العصمة».

O قوله تعالى: ﴿..أن اشكر لي..﴾ لقمان:14.
* الإمام الصادق عليه السلام: «شكرُ كلِّ نعمةٍ وإنْ عَظُمت، أنْ يحمدَ الله عزّ وجلّ».
** وعنه عليه السلام: «أوحى الله عزّ وجلّ إلى موسى عليه السلام: يا موسى! اشكرني حقَّ شكري. فقال: يا ربّ وكيف أشكرُك حقَّ شكرِك وليس من شكرٍ أشكرُك به إلّا وأنت أنعمتَ به عليّ؟ قال: يا موسى، الآن شكرتني حين علمتَ أنّ ذلك منّي».

O قوله تعالى: ﴿يا بنيّ إنّها إن تكُ مثقال حبّة من خردل..﴾ لقمان:16.
* الإمام الصّادق عليه السلام: «اتّقوا المحقّراتِ من الذّنوب فإنّ لها طالباً، لا يقولنّ أحدُكم: أُذْنِبُ وأستغفرُ الله، إنّ الله تعالى يقول: ﴿.. إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ..﴾ لقمان:16».

O قوله تعالى: ﴿يا بُنيّ أقم الصلاة..﴾ لقمان:17.
* الإمام الصادق عليه السلام: «أحبُّ الأعمال إلى الله عزّ وجلّ الصّلاة، وهي آخرُ وصايا الأنبياء».
** الإمام الرضا عليه السلام: «الصّلاة، قربانُ كلِّ تَقيّ».

O قوله تعالى: ﴿..واصبر على ما أصابك..﴾ لقمان:17.
* أمير المؤمنين عليه السلام: «الصّبرُ صبران: صبرٌ عند المصيبة حسَنٌ جميل، وأحسنُ من ذلك الصّبرُ عندَ ما حرّم اللهُ عزّ وجلّ عليك».
** الإمام الصادق عليه السلام: «مَن ابتُلي من المؤمنين ببلاءٍ فصبرَ عليه، كان له مثل أجر ألف شهيد».

O قوله تعالى: ﴿ولا تُصَعِّر خدّك للناس ولا تمشِ في الأرض مرحاً إنّ الله لا يحبّ كلّ مختال فخور﴾ لقمان:18.
* رسول الله صلّى الله عليه وآله: «ويلٌ لمن يختال في الأرض يُعارضُ جبّارَ السّماوات والأرض».
** وعنه صلّى الله عليه وآله: «مَن لبس ثوباً فاختال فيه خسفَ اللهُ به من شفير جهنّم، وكان قرينَ قارون لأنّه أوّلُ مَن اختال، فخسفَ اللهُ به وبدارِه الأرض، ومَن اختال فقد نازعَ الله في جبروته».

O قوله تعالى: ﴿واقصد في مشيك..﴾ لقمان:19.
* الإمام الكاظم عليه السلام: «سرعةُ المَشي تذهبُ ببَهاء المؤمن».

O قوله تعالى: ﴿..وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة..﴾ لقمان:20.
* رسول الله صلّى الله عليه وآله: «يا ابنَ عباس! أمّا ما ظهَر، فالإسلامُ وما سوّى اللهُ من خَلْقِك، وما أفضلَ عليك من الرِّزق، وأمّا ما بطَن، فسترُ مساوي عملِك ولم يفضَحْكَ به..».
** الإمام الباقر عليه السلام: «أمّا النِّعمةُ الظّاهرة فرسولُ الله صلّى الله عليه وآله، وما جاءَ به من معرفة الله عزّ وجلّ وتوحيدِه، وأمّا النّعمة الباطنة فولايتنا أهلَ البيت».
*** الإمام الكاظم عليه السلام: «النّعمة الظاهرة الإمامُ الظّاهر، والباطنة الإمامُ الغائب».

O قوله تعالى: ﴿إنّ الله عنده علم الساعة وينزّل الغيث ويعلم ما في الأرحام..﴾ لقمان:34.
* الإمام الباقر عليه السلام: «إنّ لله علماً عامّاً وعلماً خاصّاً، فأمّا الخاصّ فالّذي لم يطّلعْ عليه ملَكٌ مقرّب ولا نبيّ مرسَل. وأمّا علمُه العامّ، فالذي اطّلعت عليه الملائكةُ المقرّبون والأنبياءُ المرسلون، وقد وقعَ كلُّه إلينا..».
** الإمام الرضا عليه السلام: «وبنا يُنزل الغيث، وينشرُ الرّحمة».


اخبار مرتبطة

   أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ أسبوع

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات