أعلام

أعلام

منذ 4 أيام

حفيدُ النّجاشي ملِك الحبشة


حفيدُ النّجاشي ملِك الحبشة
الشَّهيد الكربلائي نصرُ بن أبي نَيْــزَر
ـــــ إعداد: أكرم زيدان ـــــ

* هو حفيدُ النّجاشيِّ ملِك الحبشة، وكما رفض أبوه أن يصبحَ ملِكاً بعد أبيه، سار الشّهيد الكربلائيُّ على خُطاه، مؤثِراً المُلْكَ الذي لا يزول، ﴿وإذا رأيتَ ثَمّ رأيت نعيماً وملكاً كبيراً﴾ الإنسان:20.
* غادر الشّهيد نصر المدينةَ في ركاب وليِّ مَلِك الملوك أبي عبد الله الحسين عليه السلام، ولازمَه مفتخراً بذلك على كل مَلِكٍ ومُلْك، وفي ساحة التّتويج الكربلائيّ، استوى نصرُ على عرش «الفتح» كوكباً في منظومة النّور الإلهي.
* ومع ندرة المعلومات المتّصلة بسِيرتِه، فإنّنا سنُضيء على ما ورد من مواقف ولائيّة لأبيه وجدّه رحمهما الله تعالى، نتلمَّسُ من خلالها ملامح شخصيّة هذا الشّهيد العظيم، مستَندين في ذلك إلى ما جاء في كتاب (في محراب كربلاء - قسم الأصحاب) المخطوط، للشّيخ حسين كوراني.

نصرُ بنُ أبي نَيْزَر، بنِ أصحمة النجاشيّ ملِك الحبشة. ونَيْزَر بفتح النّون وسكون الياء وفتح الزّاي بوزن صَيْقَل، وهو من النَّزارة، أي القلّة، أو من النّزر وهو الإلحاح في السّؤال. وأصحمة اسمٌ حبشيّ يعني «عطيّة».
قال ابنُ هشام في (السّيرة النّبويّة): «وأمّا النجاشيّ، فاسمٌ لكلّ ملِكٍ يلي الحبشة، كما أنّ كسرى اسمٌ لِمَن مَلَك الفرس، وخاقان اسمٌ لملك التّرك كائناً مَن كان، وبطليموس اسمٌ لِمَن مَلَك يونان، واسمُ هذا النّجاشي: أصحمة بن أبجر، وتفسيرُه: عطيّة».


قصة إسلام النّجاشي

كان النجاشيّ قبل تسلُّمه المُلك مقيماً في الجزيرة العربيّة، وكان قبل بعثة رسول الله صلّى الله عليه وآله نصرانيّاً، وَرِعاً، عالماً، مميّزاً في سلوكه واستقامته، موضوعيّاً، يخضع للحقّ دون أدنى مكابرة، وبحكم موقعه كَمَلك أساسي بين ملوك الدًّنيا آنذاك، كانت له أجهزة مخابراته التي تَرفع إليه التّقارير عمّا يدور في سائر البلاد، وعندما عرف بظهور رسول الله صلّى الله عليه وآله وبِعثَته، وهو الذي قرأ صفاته في النّصوص المقدّسة لديه، بادر إلى اعتناق الإسلام، إلّا أنّه لم يستطع إظهار ذلك، وعندما هاجر المسلمون إلى الحبشة، ظهر حرصُه على إيوائهم وحمايتهم، ولم تستطع محاولات قريش دفعَه لتسليمهم إليها. وقد أظهرت رسالته الجوابيّة [الآتي ذكرُها] للنّبيّ صلّى الله عليه وآله تصريحَه بإسلامه، بل واستعداده للحضور بين يدَيه إنْ دعاه إلى ذلك.

وإسلامُ النجاشي أمرٌ متّفق عليه، تتناوله جميع المصادر تناوُل المسلّمات، ويرى بعض المفسّرين أنّ هذه الآية الكريمة نزلت في النجاشيّ، وهي قوله تعالى: ﴿وإنّ من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشرون بآيات الله ثمناً قليلاً أولئك لهم أجرهم عند ربّهم إنّ الله سريع الحساب﴾ آل عمران:199.
فقد أورد الواحدي النيسابوري في (أسباب نزول الآيات): «قال جابر بن عبد الله، وأنس، وابن عبّاس وقتادة: نَزَلت في النّجاشي، وذلك لمّا مات نعاه جبريل عليه السلام لرسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في اليوم الذي مات فيه، فقال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لأصحابه: أخرُجوا فَصَلُّوا على أخٍ لكم مات بغير أرضكم. فقالوا: ومَن هو؟ فقال: النّجاشي.
فخرج رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم إلى البقيع، وكُشِف له مِن المدينة إلى أرض الحبشة، فأبصر سرير النّجاشي وصلّى عليه، وكبّر أربع تكبيرات واستغفر له، وقال لأصحابه: استغفروا له. فقال المنافقون: أنظروا إلى هذا يصلّي على علج حبشيٍّ نصرانيٍّ لم يره قطّ وليس على دينِه. فأنزل اللهُ تعالى هذه الآية».
ومن الروايات التي تدلّ على إسلام النّجاشي وإقامته في الجزيرة العربية قبل الإسلام، وتُبيّن صورةً مِن تواضعه لله عزّ وجلّ، ما أورده الشيخ الكليني في (الكافي) عن أبي عبدالله عليه السلام قال:
«أرسل النَّجاشي ملك الحبشة إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه، فدخلوا عليه وهو في بيتٍ جالس على التّراب وعليه خلقانُ الثّياب [الثياب العتيقة] فقال جعفر: فأشْفَقْنا منه حين رأيناه على تلك الحال، فلمّا رأى ما بنا وتغيُّر وجوهنا، قال: الحمدُ لله الذي نصر محمّداً وأقرّ عيني به، ألَا أُبشِّرُكم؟
فقلتُ: بلى أيّها الملك. فقال: إنّه جاءني السّاعة من نحو أرضكم عينٌ من عيوني هناك، وأخبرني أنّ الله قد نصر نبيّه محمّداً صلّى الله عليه وآله وأَهْلَك عدوَّه وأسر فلاناً وفلاناً، وقتل فلاناً وفلاناً، التقوا بوادٍ يُقال له بدر، كأنّي أنظر إليه حيث كنتُ أرعى لسيّدي هناك، وهو رجلٌ من بني ضمرة.
فقال له جعفر: أيّها الملكُ الصَّالح، ما لي أراك جالساَ على التّراب وعليك هذه الخلقان!؟
فقال: يا جعفر، إنّا نجد في ما أُنزل على عيسى صلّى الله عليه أنَّ مِن حقّ الله على عباده أن يُحدِثوا لله تواضعاً عندما يُحدث لهم من نعمة، فلمّا أَحدثَ اللهُ تعالى لي نعمةً بنبيّه محمّدٍ صلّى الله عليه وآله، أحدثتُ لله هذا التّواضع..».
وممّا يعبِّر عن مكانة النَّجاشي عند رسول الله صلّى الله عليه وآله، بكاؤه صلّى الله عليه وآله عند خبر وفاته، فعن أمير المؤمنين عليه السلام: «إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله لمّا أتاه جبرئيل بِنَعي النجاشيّ بكى بكاءَ حزينٍ عليه، وقال: إنّ أخاكم أصحمة مات
..».

التحاقُ أبي نيزر برسول الله صلّى الله عليه وآله

هنالك ثلاثة آراءٍ أو أقوال في سبب التحاق أبي نيزر-والد الشّهيد نصر، وقيل اسمُه أرخا او أزها أو أرها أو أريحا- بالمسلمين في المدينة.
O الأوّل: بعدما هاجر جعفرُ بن أبي طالب رضوان الله عليه على رأس نفرٍ من المسلمين إلى الحبشة، بعث رسول الله صلّى الله عليه وآله مع عمرو بن أميّة كتاباً إلى النّجاشي في شأن جعفر وأصحابه جاء فيه:
«بسم الله الرّحمن الرّحيم، من محمّدٍ رسول الله، إلى النّجاشيّ مَلِك الحبشة: إنّي أحمدُ إليك اللهَ الملَك القدّوس السّلام المُهيمن، وأشهدُ أنّ عيسى بن مريم روحُ الله وكلمتُه ألقاها إلى مريم البتول الطيّبة، فحملت بعيسى، وإنّي أدعوك إلى الله وحدَه لا شريك له، فإنْ تَبعتَني وتؤمن بالذي جاءني، فإنّي رسول الله، وقد بعثتُ إليك ابن عمّي جعفراً ومعه نفرٌ من المسلمين. والسَّلام على من اتّبع الهدى».
عندها سطّر النّجاشي رسالةً جوابيّة يُصرِّحُ فيها باعتناقه الإسلام، وبعث بها إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله مع ابنٍ له وردَ اسمُه في نصّ الكتاب التالي:
«بسم الله الرّحمن الرّحيم. إلى محمّدٍ رسول الله، من النّجاشي الأصحم بن أبجر. سلامٌ عليك يا نبيَّ الله ورحمة الله وبركاته، من الله الذي لا إله إلّا هو، الذي هداني إلى الإسلام.
أمّا بعد، فقد بلغني كتابُك يا رسول الله في ما ذكرتَ من أمر عيسى، فوَربِّ السّماء والأرض! إنّ عيسى ما يزيد على ما ذكرت ثفروقاً [أي شيئاً]، إنّه كما قلتَ، وقد عرفنا ما بَعَثْتَ به إلينا، وقد قَرَينا ابن عمّك [يعني جعفراً] وأصحابه، فأشهدُ أنّك رسول الله صادقاً مصدّقاً، وقد بايعتُكَ وبايعتُ ابن عمّك وأسلمْتُ على يديه لله ربّ العالمين، وقد بعثتُ إليك بابني أرها بن الأصحم بن أبجر، فإنّي لا أملك إلّا نفسي، وإن شئتَ أن آتيك فعلتُ يا رسول الله، فإنّي أشهد أنّ ما تقول حقّ، والسَّلام عليك يا رسول الله». [أنظر: بحار الأنوار للمجلسي: ج 20، ص 392، إحياء التراث؛ وتاريخ الطبري: ج 2، ص 294، الأعلمي]
O الثاني: قال الحموي في (معجم البلدان): «إنّ أبا نيزر مولى عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه كان ابناً للنجاشيّ -ملك الحبشة الذي هاجر إليه المسلمون- لصُلبه، وإنّ عليّاً وَجَده عند تاجرٍ بمكّة فاشتراه منه وأعَتقه مكافأةً بما صنع أبوه مع المسلمين حين هاجروا إليه.
وذكروا أنّ الحبشة مرَج عليها أمرُها بعد موت النّجاشي، وأنّهم أرسلوا وفداً منهم إلى أبي نيزر وهو مع عليٍّ ليُمَلّكوه عليهم ويتوَّج ولا يختلفوا عليه، فأبى وقال: ما كنتُ لأطلبَ المُلْك بعد أن منّ الله عليّ بالإسلام».
يُضيف الحموي: «وكان أبو نيزر من أطول النّاس قامة وأحسنهم وجهاً، ولم يكن لونه كألوان الحبشة، ولكنّه إذا رأيتَه قلتَ هذا رجل عربي». [المصدر: ج 4، ص 175، إحياء التراث]

O الثالث: ما نقله الحموي عن (الكامل) لمحمّد بن يزيد المبرّد (ت: 285 للهجرة)، قال: «..صحّ عندي بعدُ أنّه من ولد النجاشي، فَرَغِبَ في الإسلام صغيراً، فأتى رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، وكان معه في بيوته، فلمّا توفّي رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم صار مع فاطمة وولدها رضي الله عنهم». [المصدر]
ومهما يكن من أمر تعدّد الروايات، فإنّ هناك اتّفاقاً على أنّ أبا نيزر ابن النجاشيّ ملك الحبشة قد حضر عند رسول الله صلّى الله عليه وآله، وعاش مع عليٍّ عليه السلام، كذلك ولدُه الشّهيد نصر، فقد بقي ملازماً للحَسَنَين عليهما السلام.
وينبغي أن لا يمرّ القارئ لرواية الحموي مروراً عابراً على موقف أبي نيزر حين رفض المُلك رغبةً بالبقاء مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام، فإنّ ذلك من عناصر الإعراض الاستثنائي عن الدًّنيا وزهرتها، ومما يمهّد لظهور روحٍ كربلائيّة يحملُها ولدُه نصر.

من صور العلاقة بين أبي نيزر وأمير المؤمنين عليه السلام

كان أبو نيزر يعمل ويُشرف على بعض بساتين أمير المؤمنين عليه السلام، ومنها «عينُ أبي نيزَر» و«البُغيبغة»، فأمّا الأولى «فمن صدقات أمير المؤمنين عليه السلام بأعراض [أطراف] المدينة» كما في (الملاحم والفتن) للسيّد ابن طاوس قدّس سرّه، والثانية «ماءٌ لآل رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، وهي عينٌ كثيرة النَّخل، غزيرة الماء»، كما في (لسان العرب) لابن منظور.
روى المبرّد في (الكامل) بسنده عن أبي نيزر أنّه قال:
«جاءني عليُّ بن أبي طالب وأنا أقوم بالضَّيعتين: "عين أبي نيزر" و"البغيبغة"، فقال لي: (هل عندك من طعام؟)
فقلت: طعامٌ لا أرتضيه لأمير المؤمنين، قرعٌ من قرع الضّيعة صنعتُه بإهالةٍ سنخة [أي بدِهن متغيّر].
فقال: (عليَّ به)، فقام إلى الربيع [وهو جدول الماء]، فغسل يدَيه، ثمَّ أصاب من ذلك شيئاً، ثمَّ رجع إلى الرّبيع فغسل يديه بالرَّمل حتى أنقاهما، ثمّ ضمّ يديه كلَّ واحدة منها إلى أختها وشرب بهما، حَسِيَ من الرّبيع، ثمّ قال: (يا أبا نيزر، إنّ الأكفّ أنظفُ الآنية)، ثمّ مسح ندى ذلك الماء على بطنه وقال: (مَن أَدخله بطنُه النّارَ فأبعدَه الله).
ثمّ أخذ المِعوَل وانحدر، فجعل يضرب، وأبطأ عليه الماء، فخرج وقد تنضّح جبينُه عرَقاً، فانتكفَ العرَق من جبينه، ثمّ أخذ المِعوَل وعاد إلى العين، فأقبلَ يضرب فيها، وجعل يُهَمهِم، فانثالت كأنّها عنُق جَزور، فخرج مسرعاً وقال: (أُشهِدُ اللهَ أنّها صدقة، علَيَّ بدواةٍ وصحيفة).
قال [أبو نيزر]: فعجّلتُ بها إليه، فكتب: (بسم الله الرّحمن الرّحيم، هذا ما تصدّق به عبدُ الله عليٌّ أميرُ المؤمنين، تصدَّق بالضّيعتَين المعروفتَين بعين أبي نيزر والبُغَيبغة على فقراء أهل المدينة وابن السّبيل ليَقي الله بهما وجهه حرّ النار يوم القيامة، لا تُباعا ولا تُوهبا حتّى يرثَهما اللهُ وهو خيرُ الوارثين..)». [أنظر: المصدر: ص 176]
وواضح من النّصّ المتقدّم طبيعة العلاقة التي جمعت بين أمير المؤمنين عليه السلام وأبي نيزر، والدُّروس التي حرص عليه السلام على إيصالها لمولاه المتفاني في ولائه.

الشَّهيد نصر في المصادر

O قال الشيخ محمّد السّماوي (ت: 1370 للهجرة) في (إبصار العين): «نصرُ بن أبي نيزر مولى عليّ بن أبي طالب عليه السلام. كان أبو نيزر من وُلد بعض ملوك العجم أو من ولد النَّجاشي، قال المبرّد في (الكامل): صحّ عندي أنّه من ولد النَّجاشي، ونصر هذا ولدُه، انضمّ إلى الحسين عليه السلام بعد عليٍّ والحسن عليهما السلام، ثمّ خرج معه من المدينة إلى مكّة، ثمّ إلى كربلاء فقُتل بها، وكان فارساً فعُقرت فرسُه، ثمّ قُتل في الحملة الأولى رضي الله عنه».
O وقال الشيخ عبد الله المامقاني (ت: 1351 للهجرة) في (تنقيح المقال): «نصر بن أبي نَيْزَر مولى أمير المؤمنين عليه السلام، ذكر أهلُ السِّيَر أنّه كان فارساً شجاعاً، انضمّ إلى الحسين بعد أمير المؤمنين عليه السلام، ثمّ خرج معه من المدينة الى مكّة، ومن مكّة إلى كربلاء، وتقدّم يوم الطَّفّ أمامه فقاتل حتّى عُقرت فرسه، ثمَّ استُشهد رضوان الله عليه».


الشَّهيد نصر بين يدَي سيّد الشهداء عليه السلام

لم يكن تواجد الشّهيد نصر في ركاب الإمام الحسين عليه السلام من باب التحاق التَّابع بالمتبوع، ولم يكن مجرّد مولى في عِداد الموالي والخَدَم، وإنّما كان أحد الفرسان الإثنين والثَّلاثين الَّذين كانت خيولهم معهم، فَأَسْهَم رضوان الله عليه في إقامة السَّدّ المنيع الذي اشترك هؤلاء الفرسان بإقامته في وجه الزَّحف الأموي لاجتياح معسكر الإمام عليه السلام، وقد أَبْلى هؤلاء الفرسان بلاءً منقطع النَّظير في المعركة.
وقد استُشهد نصر بن أبي نيزر بن النّجاشي بين يدي سيِّد الشهداء في الحملة الأولى بعد أن عُقِرت فرسه، وهذا يعني أنّه بعد أن قاتل على ظهر جواده، قاتل راجلاً حتّى استُشهد رضوان الله عليه.
وإنّ استعراض بعض النَّصوص التي تتحدّث عن الحملة الأولى يكشف عن طبيعة المعركة التي خاضها الشَّهيد نصر وسائر الشُّهداء رضوان الله تعالى عليهم.
فقد جاء في (مقتل الحسين) لأبي مخنف الأزدي: «..وقاتلهم أصحاب الحسين قتالاً شديداً، وأَخَذَت خيلُهم تحمل، وإنّما هم اثنان وثلاثون فارساً، وأخذت لا تحمل على جانبٍ من خيل أهل الكوفة إلّا كشفتْه، فلمّا رأى ذلك عزرة بن قيس -وهو على خيل أهل الكوفة- أنّ خَيْله تنكشف من كلّ جانب، بعث إلى عمر بن سعد عبدَ الرّحمن بن حصن فقال: أما ترى ما تلقى خيلي مذ اليوم من هذه العدَّة اليسيرة؟ إبعث إليهم الرِّجال والرُّماة..».
وفي (مثير الأحزان) للشّيخ ابن نما الحلّي: «ثمَّ رمى عمر بن سعد إلى أصحاب الحسين عليه السلام، وقال: اشهدوا لي عند الأمير أنّي أوّل من رمى. فقال عليه السلام: قوموا إلى الموت الذي لا بدّ منه، فنهضوا جميعاً والتقى العسكران، وامتاز الرَّجّالة من الفرسان، واشتدّ الصراع، وخَفِي لإثارة العثير الشُّعاع، والسّمهريّة ترعف نجيعاً، والمشرفيّة يُسمع لها في الهام رقيعاً، ولا يجد الحسين عليه السلام في مساقط الحرب لِوَعظه سميعاً، وقد كفروا بالرَّسول ".." والسّهام تَتْرَى كالغيث المُغرِق والشّرار المحرِق..».

اخبار مرتبطة

   أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ 4 أيام

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات