قراءة في كتاب

قراءة في كتاب

15/11/2012

«فاجعة الطَّفّ: أبعادُها، ثمراتُها، توقيتُها»

«فاجعة الطَّفّ: أبعادُها، ثمراتُها، توقيتُها»
تقويمُ مسار الفكر الإنساني
______إعداد: سلام ياسين______



الكتاب: «فاجعة الطّفّ: أبعادُها، ثمراتُها، توقيتُها - بحث تحليلي في النّهضة الحسينيّة ودورها في وضوح الحقيقة الدينيّة»
المؤلِّف: المرجع الدِّيني السيّد محمّد سعيد الحكيم حفظه الله
النّاشر: «مؤسّسة الحكمة للثقافة الإسلاميّة»، النّجف الأشرف 1430 للهجرة، ط ثانية

إطلالة على الكتاب: يُعتبر كتاب (فاجعة الطّفّ) للمرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم حفظه الله من النّوادر، حيث أنَّ مؤلِّفه فقيه معاصر. فكثيرة هي الكُتُب والبحوث التي كُتبت حول القضيّة الحسينيّة، بأقلام باحثين من مختلف طبقات المجتمع وبشتَّى أطيافهم، إلَّا أنَّ هذا الكتاب كُتِب بقلم فقيهٍ من فقهاء مدرسة أهل البيت عليهم السلام، ولم يكن مجرَّد محاضرة أو موعظة عابرة تَعرَّض فيها للقضيّة الحسينيّة، بل هو دراسة موسَّعة حاولت طرح الجديد.


محتوى الكتاب

يحتوي الكتاب على مقدِّمة، وثلاثة مقاصد [فصول رئيسة]، وخاتمة.
O المقدّمة: ناقش فيها السيّد الحكيم ودحضَ نظريّة القائلين بأنَّ التَّخطيط لواقعة الطّفّ بشريّ.
O المقصد الأوّل: أبعاد الفاجعة: وهو استعراضٌ للمفردات المأساويّة التي تجمَّعت في الفاجعة.
O المقصد الثاني: ثمراتُ الفاجعة ومكاسبُها: وتضمَّن العناوين التّالية:
1- المكاسب الدَّينية، وهي عبارة عن:
أ- مكاسب الإسلام العامّة.
ب- مكاسب التشيُّع.
2- العِبَر التي تُستخلص من الفاجعة، وهي عبارة عن:
أ- آليّة التَّحرُّك: سلامة آليَّات التَّحرُّك الإسلامي.
ب- النّتائج، ومنها: تعذُّر الإصلاح التّام، واللُّجوء للإصلاح النِّسبي، وعدم الاغترار باندفاعات النّاس العاطفيّة.
O المقصد الثّالث: توقيت النَّهضة: وهو عدم سُنوح الفرصة إلَّا للإمام الحسين عليه السلام للقيام بهذه النّهضة.
O الخاتمة: واشتملت على العناوين التّالية:
1- دور فاجعة الطّفّ في استقامة الفكر الإنساني.
2- كيف نُحيي فاجعة الطّفّ.

مضمون الكتاب بقلم صاحبه

قال السيّد الحكيم في مقدّمة كتابه: «..نضع بين يدي القارئ الكريم كتاب (فاجعة الطّفّ) الذي بحثنا فيه جوانب مهمّة من نهضة الإمام الحسين عليه السلام لم تُطرَق من قبل، أو لم تأخذ حظّها المناسب من البحث والتّقييم. وقد اخترنا للكتاب هذا العنوان من أجل أنّ أهمية هذه النَّهضة المباركة، وموقعها المتميِّز من بين الأحداث في خلودها، وترتُّب الثَّمرات الجليلة عليها، وما أَحدَثَته من هزّة في المجتمع الإسلامي، وتَحوُّلٍ في نظرته للسُّلطة، كلّ ذلك إنّما كان بلحاظ وجهها الدَّامي، وجانبها المُفجِع، وظُلامتها الصَّارخة؛ ولذا أكّد أئمّة أهل البيت صلوات الله عليهم على هذا الجانب بوجهٍ ملفتٍ للنّظر.
نعم، العنوان المذكور قد يوحي في بدو النّظر بأنّ الكتاب يتضمّن أحداث الفاجعة، وسرْد مفرداتها على غرار المقاتل الكثيرة التي أُلِّفت في هذا المجال، مع أنّ الكتاب أبعد ما يكون عن ذلك.
ومن هنا أَلحقنا بالعنوان المذكور المفردات التّالية: «أبعادها. ثمراتها. توقيتها»، لنشير بذلك إلى الجوانب المهمّة التي عُنِي بها الكتاب. وقد خصّصنا كلاً منها بمقصدٍ يستوفي الكلام فيه.
".."
O فالمقصد الأوّل: الذي هو في أبعاد الفاجعة، يتضمّن بيان المفردات المأساويّة والمثيرة التي تجمّعت في الفاجعة، وجَعَلتها في قمّة المآسي الدّينية والإنسانيّة، وبالحجم المناسب لخلودها، ولِما ترتَّب عليها من آثارٍ جليلة. وتأكيد ذلك بما ظهر من ردود الفعل السّريعة لها مع التعرّض لهولِها "..".
O والمقصد الثّاني: الذي هو في ثمرات الفاجعة ومكاسبها، فقد ذكرنا فيه أنّ المكاسب المذكورة على قسمَين:
القسم الأوّل: المكاسب الدِّينيّة، ولها الموقع الأهمّ في الحدث، والأَوْفى بحثاً وتقييماً في هذا الكتاب، وهي ذات جانبَين:
أ- مكاسب الإسلام بكيانه العام:
وحيث كانت نهضة الإمام الحسين صلوات الله عليه في ضمن سلسلة جهود أهل البيت عليهم السلام في رعاية الإسلام، والحفاظ على الدِّين، وإيضاح معالمه، فقد ألزمنا ذلك التّعرُّض:
أوّلاً: لخطر التَّحريف الذي تعرّض له دين الإسلام؛ نتيجة انحراف السلطة، وخروجها عن أهل البيت صلوات الله عليهم. وقد أفضنا في خطوات السُّلطة المتلاحقة، ومشروعها في التَّعتيم على الحقائق والتَّحكُّم في الدِّين، وفي حجم الخطر لو تُرك الأمر لها، ولم يُكبح جماحها.
وثانياً: لجهود أهل البيت صلوات الله عليهم في كبح جماح الإنحراف والتَّحريف.
ولبيان المراحل التي قطعها أهل البيت عليهم السلام في سبيل ذلك استعرضنا جهودَ أمير المؤمنين عليه أفضل الصَّلاة والسّلام، والخاصّة من أصحابه رضوان الله عليهم في كشف الحقائق، والتَّركيز عليها، والإنكار على الانحراف في السُّلطة، وعلى تحكّمها في الدِّين وتحريفه، وما جرى مجرى ذلك.
".." ثمّ استعرضنا جهود السُّلطة بعد أمير المؤمنين عليه السلام في الوقوف بوجه هذه الدَّعوة، والقضاء على حمَلتها، والمضيّ في الانحراف والتّحريف، وإسكات أصوات الإنكار عليه وعلى السُّلطة بالتَّرغيب والتَّرهيب، وإماتة الوازع الدِّيني والضَّمير الإنساني في الأُمّة ".." ونبّهنا إلى تفاقم الأمر ببيعة معاوية بولاية العهد من بعده ليزيد، وتحويل الدَّولة الإسلاميّة إلى دولة قيصريّة أُمويّة سفيانيّة ذات أهداف جاهليّة، وإلى أنّ جهود أمير المؤمنين صلوات الله عليه السّابقة أصبحت بسبب ذلك في خطر حقيقي.
وهنا جاء دور الإمام الحسين صلوات الله عليه لِيَقف في وجه السّلطة، وليُعلن الإنكار عليها، وعدم شرعيَّتها، ويفجّر الموقف بفاجعة الطّفّ الدّامية التي هزّت ضمير المسلمين، وبغّضت السُّلطة للنّاس، وأَسقطت شرعيَّتها عندهم.
وكان المكسب المهمّ للدِّين في ذلك فصله عن السّلطة غير المعصومة، وتحرُّره من أن تَتَحكّم فيه، ورجوع المسلمين لواقعهم في الاعتراف بانحصار المرجع في الدِّين بالكتاب المجيد والسُّنّة الشّريفة، واتّفاقهم على جملة من معالم الدِّين التي تحفظ وحدتَهم وتذكّرهم بمشتركاتهم ".."
ب- مكاسب التّشيُّع بخصوصيّته:
تارةً: من حيثيّة الاستدلال والبرهان، وقوّة الحجّة بسبب الفاجعة.
وأخرى: في الجانب العاطفي ".."
وثالثة: في الإعلام، وبيان حقيقة التشيُّع ".." ونشْر ثقافته الأصيلة المناسبة للفطرة ".."

القسم الثاني [من المقصد الثاني]: في العِبَر التي تُستخلَص من الفاجعة ".." [ومنها]: تعذُّرُ الإصلاح التّامّ ".." وأنّه يتعيّن الاكتفاءُ بالإصلاح النِّسبي حسب المقدور، من دون أن يُنافي ذلك شموليّة الإسلام في نفسه، وكمال تشريعه الشريف.

أمّا المقصد الثّالث: فقد تحدّثنا فيه عن توقيت النَّهضة المباركة التي انتهت بالفاجعة، والظُّروف المناسبة التي هيّأت للإمام الحسين صلوات الله عليه القيام بها دون بقيّة الأئمّة ممَّن سَبَقه ولَحقه، مع أنّ وظيفتهم صلوات الله عليهم بأجمعهم هي رعاية الدِّين والجهاد في سبيل صلاحه وحمايته.
وقد أوضحنا في المقصد المذكور عدم سُنوح الفرصة المناسبة لتفجير الموقف إلَّا في عهد الإمام الحسين صلوات الله عليه، وفي ذلك المنعطف التّاريخي من مسيرة الإسلام خاصّة، دون ما قبله وما بعده ".."

أمّا الخاتمة التي ختمنا بها هذا الكتاب فهي تتضمّن:
أوّلاً: بيان أنّ لجهود أهل البيت صلوات الله عليهم -وفي قمّتها فاجعة الطّفّ- في كَبْح جماح الانحراف وإيضاح معالم الدِّين، الفضل على جميع الأديان السّماويّة في التّنبيه على رفعتها وسلامتها ممّا نَسَبته لها يد التَّحريف، بل لها الفضل في استقامة مسار الفكر الإنساني، وإيضاح المعالم العامّة لِمنهج التّفكير السّليم.
وثانياً: بيان كثيرٍ ممّا يتعلّق بإحياء فاجعة الطفّ ومناسبات أهل البيت صلوات الله عليهم في أفراحهم وأحزانهم، وجميع المناسبات الدِّينيّة الشَّريفة.
ونأمل أن تتمّ للقارئ بهذا العرض الموجز صورة إجماليّة عمّا تضمّنه هذا الكتاب "..".


اخبار مرتبطة

   أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

15/11/2012

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات