الملف

الملف

08/02/2013

مَنْ قتلَ الصّحابيّ «عمّار بن ياسر»؟


بـيــان
مَنْ قتلَ الصّحابيّ «عمّار بن ياسر»؟
يهمّ «شعائر» توضيح ما يلي:
1- ما نُشر في المرّة الأولى قبل أشهُر كان ردّاً على إساءاتٍ إلى الشّعائر الدّينيّة، والعقيدة، وكان الطَّلبُ واضحاً وهو إسكاتُ هذه الأصوات اللّامسؤولة حرصاً على سلامة البيئة والجوّ العامّ والخاصّ، وقد وعدَ المَعنيّون بذلك، وتمَّ وقفُ هذه الإساءات مدّةَ أسبوع، فُوجِئ بعدَها الوسيطُ بِنَقْضِ الاتّفاق، ومعاودةِ الإساءة إلى الشّعائر الدّينيّة والمقدّسات بطريقةٍ أسوَأ من سابقتِها. عندها نشَرنا ما جاء في عدد ربيع الأوّل. وعندما سألَ بعضُ «الوسطاء» لماذا لا يتمّ حصرُ الجواب بشخصِ المتكلِّم، كان جوابنا: إنّه يتكلّم من منابر جهة، ولولا ذلك لم يَقِفْ عندَ كلامِه أحد، فمن الطّبيعيّ أن يتوجَّهَ الجوابُ إلى الجهة.
2- لتوضيحِ خطورةِ ما طُرح من إساءاتٍ إلى الشّعائر والمقدّسات، نذكر نموذجاً واحداً ليس الأخطر، وهو ما يتعلّق بالسيّدة الجليلة «أمّ البنين» رضوان الله تعالى عليها، أمّ أبي الفضل العبّاس عليه السلام وإخوتِه الشّهداء الثّلاثة بين يدَي الإمام الحسين عليه السلام. حاربَ المتحدِّث باسمِ الجهة ومن منبرِها الإعلاميّ أموراً تَجِبُ محاربتُها ثمّ قال -حرفيّاًَ- : «..إنّنا نكبِّر. هي كبيرة أمّ البنين. أريدُ أن أقولَ بصراحة وَلْيَزْعَل مَن يَزْعَل أمّ البنين عندها أربعة شهداء، (فيه = يوجد) نساء بالجنوب عندها أكثر من أربع شهداء (فيه عَيْلي = يوجد عائلة) استُشهدت بكاملها في الجنوب، كفانا تفخيماً وتعظيماً وتقديساً لأمور عاديّة، طبعاً (مش عاديّة عاديّة يعني) كفانا (تعظيم) لأمور -يعني- ما وَرَدَتْ في الشّرع نعظِّم الإمام الحسين لأنّه عظيم. نعظّم العبّاس لأنّه عظيم.
وبعدَ أن قالت له مقدّمة البرنامج إنّ هؤلاء أشخاصاً تركوا تأثيراً في حياتنا...قال المتحدِّث: «..أمّ البنين مقدّسة (ما إلنا لأ = لم نَقُل لا) أمّ البنين إمرأة تقيّة صالحة صبَرتْ وقدَّمتْ شهداء، تُرفَع على الرّأس لكن هناك نماذج مثلُها كثير «مو بس أمّ البنين، يعني = ليس فقط أمّ البنين)..». انتهى كلامُ المتحدِّث.
أبسطُ الخلَل في ما تقدّم هو الجرأة على مكانةِ أمّ البنين رضوان الله عليها، ولم يغيّر هذه الجرأة مدحها بعبارات متعدّدة قبل الكلام المتقدّم وبعده في التّسجيل نفسه، فالنّتيجة: «هناك نماذج مثلها كثير»، بل إنّ أمّ خمسة شهداء أفضل منها!
والأخطرُ من هذا الخَلَل الخطير الجرأةُ على أبي الفضل العبّاس عليه السلام، وعلى إخوتِه رضي الله تعالى عنهم، ومقارنتُهم بشهداء المقاومة الإسلاميّة رضوان الله عليهم، الذين كانوا يطلبون من الله تعالى الشّهادة ببركاتِ أبي الفضل عليه السلام.
3- القاسم المشترك بين هذه الإساءات، هو «الوهّابيّة المقَنَّعة» التي قد يجهلُها حتّى أصحابها، فيَتبنّون هذه الأضاليل عن حُسن نيّة. تقومُ الوهّابيّة على إضعافِ العلاقة بالنّبيّ والأولياء بِحُجّةِ الدّفاع عن التّوحيد، وتشترك الوهّابيّة المقنّعة معها في ذلك كما يتّضح بالنّظرة المتأنّية المقارنة والشّاملة، واللهُ خيرُ الشّاهدين.
4- لا علاقةَ لما نُشر باستهداف مؤسّساتٍ أو جمهورٍ معيّن، نقطع بأنّه في صُلب الحالة الإسلاميّة، ولِبَعضِهم من السّوابق الجهاديّة ما لا يُنكِرُه مُنصِف. إنّه جمهورٌ متَدَيِّنٌ مخلص رغم أنّ الكثيرين منهم «شُبِّه لهم». وهذا ما يحتِّم وجوبَ النُّصْح لأنّهم حين يعرفون حقيقةَ الأمر سيَتبرّؤون من هذه الأضاليل وأشباهِها، وسيشكرون كلَّ مَن ساهم في تصحيح القناعات والعقائد.
5- كان الهدف وما يزال عدم طرح هذه الأضاليل أو الرّدود عليها في الوسائل الإعلاميّة، ولذلك طالَبنا بإسكاتِ هذا وغيره، وما لم يسكتوا فالرّدُّ واجب، والمسؤول عن إرباك السّاحة هم أفراد قلائل معروفون -وغير مُعَمَّمين- في الجهة الحاضنة. ليس المسؤول عن قتل «عمّار بن ياسر» مَن جاء معه عمّار إلى صفّين، للردِّ على تمرُّدِ معاوية.
أللّهمّ اكشِفْ ظلماتِ «الوهّابيّة المُقَنّعة» عن جميع عبادِك المخلصين. «يا أللهُ يا رحمنُ يا رحيم. يا مُقلِّبَ القلوب ثَبِّت قلبي على دينِك».
«شعائر»

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

08/02/2013

دوريات

نفحات