إرْهاصاتٌ مصيريّةٌ كُبرى

إرْهاصاتٌ مصيريّةٌ كُبرى

01/04/2011

«على ساحة العالم الإسلاميّ اليوم إرهاصاتُ حادثةٍ عظيمةٍ مصيريّةٍ كبرى، حادثة تستطيع أن تغيّر معادلات الاستكبار في هذه المنطقة لصالح الإسلام، ولصالح الشعوب. حادثةٌ تستطيع أن تعيد العزّة والكرامة للشعوب العربيّة والإسلا

الشيخ حسين كوراني


«على ساحة العالم الإسلاميّ اليوم إرهاصاتُ حادثةٍ عظيمةٍ مصيريّةٍ  كبرى، حادثة تستطيع أن تغيّر معادلات الاستكبار في هذه المنطقة  لصالح الإسلام، ولصالح الشعوب. حادثةٌ تستطيع أن تعيد العزّة  والكرامة للشعوب العربيّة والإسلاميّة، وتنفض عن وجهها غبار  عشرات السنين ممّا جناه الغرب وأمريكا بحقّ هذه الشعوب العريقة لأصيلة، من ظلمٍ واستهانةٍ وإذلال».   الإمام الخامنئي دام ظلّه
 

كم هو الفرق قياسيٌّ بين نظريّة «نهاية التاريخ» وبين يقينِ بداية «المستقبل الواعد» عبر إرهاصاتٍ مصيريّةٍ كبرى!
يتجلّى بعض هذا الفارق الكبير في المُوقنين بنور المستقبل المشرق، عبرالأمل الباسم يتلألأ نورُه في مروج النفس وآفاقها، فإذا التعاملُ مع الحياة والنفس والناس، واليومِ والغد، يَنْعُم بفرحة الأمل، ودفء المودّة، وشراكة الأُنس والبهجة.
هل تستقيم مقاربة النص الديني، أو ما يتفرّع عليه من خطاب القادة الإلهيّين، بمنأىً عن الجذور العقائديّة، والرؤية إلى الكون والحياة.


****


حين أطلق الإمام «يوم القدس» كان الجوّ العام أنّها صرخةٌ في وادٍ.
وعندما تحدّث الإمام الخميني عن زوال «إسرائيل»، كان الجوّ السائد أنّه يتحدّث عن حُلُمٍ مستحيل، أو متعذِّرٍ وفي طيِّ الغيب.
وعندما واصل الإمام الخامنئي توكيد هذا الحديث فقال: مهمّتكم تحقيق «زوال إسرائيل»، كان الجوّ السائد عموماً، أنّ السيّد القائد يُكرّر ما قاله الإمام الراحل، لمجرّد أنّ على الثورة أن لا تتراجع عن طروحاتها الأبرز.
تأمّل في فقرة من نصّ الإمام الخامنئي في مُفتتح هذه البسملة: «إرهاصاتُ حادثةٍ عظيمةٍ مصيريّة كبرى ".." حادثةٍ تستطيع أن تعيد العزّة والكرامة للشعوب العربيّة والإسلاميّة، وتنفض عن وجهها غبار عشرات السنين ممّا جناه الغرب وأمريكا، بحقّ هذه الشعوب العريقة الأصيلة، من ظلمٍ واستهانةٍ وإذلال».
قارن بين ما قرأت، وبين قول الإمام الخميني:
«على «الشرق» أن يصحو، ويفصل مصيره عن الغرب قدر استطاعته، وإذا استطاع أن يفعل ذلك، فعليه أن يواصل الإصرار على ذلك حتى النهاية. أمّا إذا لم يمكنه ذلك الآن، فعليه أن يسعى لتحقيق ذلك بمقدار ما يتمكّن، ليُنقذ ثقافته على الأقل».
واستحضِر ما مرّ في العدد السابق من حديث الإمام الخميني عن أمله بأن يكون القرن الخامس عشر الهجري قرنَ تحطيم الأصنام الكبيرة.
عندما قال الإمام الخميني «على الشرق أن يصحو..» وعندما تحدّث عن «تحطيم الأصنام الكبيرة» كان السائد هو التفاعل مع البُعد السياسي في هذا النص، وعدم التنبّه إلى محوريّة بُعدَيه العقائدي، والمستقبلي.
إذا تحدّث قائد سياسيٌّ كبير، تلقّى الجمهور كلامه في مناخ سلطته الزمنيّة، وقوته الظاهريّة، بمعزل عن المنطلق الفكري، واستشرافِ المستقبل في هَدْي ما أطلعَ اللهُ تعالى عليه المعصومَ الذي ارتضى.
يختلف الأمر جذريّاً عندما يكون القائد متّصلاً بالغيب -الذي هو الواقع كلّه وليست الدنيا إلّا الظلّ- سواءً أكان المتَّصل بالغيب يُباشر الاتصال به كالمعصوم، أم أنّه يتواصل مع الغيب عبر نهج المعصوم وسُنّته وسيرته، وما يحقّقه له ذلك من تأهيل إلهيّ خاص، لينظر بنور الله تعالى.
اكتملت دورة قيام الحجّة على جيلنا وما لازمه من أجيال. آن لنا أن ندرك أن النصّ الخميني حافلٌ بعبير المُنطلق العقائدي، وزاخرٌ بالبرقيّات المستقبليّة، علينا واجب استجلائها.
وها هي نصوص الإمام الخامنئي تُكمل دورة حجّتها البالغة.

****

أثبت انتصار المقاومة الإسلاميّة في حرب «تمّوز»، أنّ حديث القائدَين التاريخيَّين عن زوال «إسرائيل»، كان بِلغة اليقين الثقافي، القائم على وعي الوجود مبدأً، ومساراً، ومعاداً.
وكان وطيس الحرب في أوائل أسبوعه الثاني حين تجلّى يقين الإمام الخامنئي بالنصر وتفاصيل أسبابه.
في يقين مسار رؤية التوحيد: أنّ مستقبل البشريّة واعد، يشهد تحقّق الحريّة والعدل لكلّ الشعوب، ووحدتها كأسرة كونيّة واحدة.
يُحتِّم ذلك -بموضوعيّة، ومع الجهر بأنّ الحديث ليس عن معصوم من المعصومين- أن تتعامل الأمّة مع نص الإمام الخامنئي في سياقه العقائدي المُوقن بمواعيد الله تعالى، وأنّ غد البشرية خيرٌ من حاضرها والتاريخ.


****


هل استوقفك في نصّ الإمام الخميني المتقدِّم، حضور العِلم من خلال حضور الثقافة بامتياز:
«على الشرق أن يصحو .. ليُنقذ ثقافته..».
قارِن بينه وبين هذين النصَّين للإمام الخامنئي دام نصره:
*-«إنَّ الهمّ الثقافي نابع من القلق حيال إنسانيّة الإنسان، وحيال الأهداف الإنسانيّة السامية».
*-«من المهمّ أن نعرف ما هو تأثير الثقافة على مصير البلاد في الواقع، وكيف أنَّ الاهتمام بالمسألة الثقافيّة والشعور بالحساسيّة إزاءها، يمكن أن يقوم بدور مشهود في صناعة المستقبل الذي نهواه ونعمل من أجله».

****

والرحيق المختوم، الرسالة من كلّ ما تقّدم إلى المُوقنين بـ«خط الإمام، وولاية القائد»، هو أن نُعنى بتثبيت العقيدة والجهاد الأكبر. والمدخل إلى ذلك «إقامة الصلاة»، وذكرُ الله تعالى على كلّ حال. ذلك هو الطريق إلى حفظ كلّ الشعائر، وإقامة الحدود، وسلامة النهج، وحُسن العاقبة والمصير.


اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

04/04/2011

  إصدارت

إصدارت

  إصدارات

إصدارات

نفحات