أعلام

أعلام

04/11/2013

المحدّث الفقيه جعفر بن قُولُويه، صاحب كتاب «كامل الزّيارات»

 

المحدّث الفقيه جعفر بن قُولُويه، صاحب كتاب «كامل الزّيارات»

تلميذ الكُلَينيّ وأستاذ المفيد

_______ إعداد: سليمان بيضون _______

 

* من فقهاء عصر الغيبة الصُّغرى، أكثر تصانيفه في الأحاديث الفقهيّة، مُجمَع على وثاقته وأمانته وجلالته.

* أخبره صاحب الأمر عليه السَّلام عن سنة وفاته في قصّة تكشف شدّة اعتقاده وعمق ولائه.

* كتابه (كامل الزّيارات) من أهمّ «الأصول» المعتمد عليها في الحديث.

* ما يلي، بحثٌ في سيرته الذّاتيّة والعلميّة وما قيل من شهادات في مقامه العلمي والأخلاقي.

 

 

هو أبو القاسم، جعفر بن محمّد بن جعفر بن موسى بن قُولُويه القمّيّ. جاء في (موسوعة طبقات الفقهاء) أنّ «ولادته كانت حدود سنة 290 للهجرة». والظّاهر أنّه وُلد ونشأ بقمّ. لم يُعرف من أحوال أسرته إلّا ما ذُكر عن أبيه وأخيه، لأنّهما كانا من مشايخه، وممّن أَكْثَرَ الرّواية عنهم.

أبوه محمّد بن جعفر كان يُلقّب بـ«مَسْلَمة»، وقد وصفه الشّيخ النّجاشيّ في (رجاله) بأنّه من خيار أصحاب «سعد» [سعد بن عبد الله القمّيّ أحد أبرز المحدّثين، ت: 301 للهجرة]. وأصحاب سعد هم أمثال عليّ بن الحسين بن بابويه، ومحمّد بن الحسن بن الوليد، وحمزة بن القاسم، ومحمّد بن يحيى العطّار. فكون محمّد بن جعفر من خيار أصحابه يعني أنّه في عداد هؤلاء أو من خيارهم.

يروي محمّد بن جعفر إضافة إلى سعد بن عبد الله عن جماعة، منهم: أحمد بن إدريس، والحسين بن الحسن بن أبان، وعبد الله بن جعفر، والحسين بن سعيد، وعليّ بن إبراهيم وغيرهم. وهو مدفون بقمّ في مقبرة «شيخان».

وأمّا أخوه، فهو: أبو الحسين عليّ بن محمّد بن جعفر بن موسى. قال عنه النّجاشيّ: «روى الحديث ومات حدَث السّنّ، لم يُسمع منه [أي لم يَسمع النّاس منه شيئاً كثيراً لحداثة سنّه]، له كتاب (فضل العلم وآدابه)». يروي أيضاً عن سعد بن عبد الله، وعليّ بن إبراهيم، ومحمد بن يحيى العطّار، والحسن بن متوية بن السّنديّ، وأحمد بن إدريس.

 

أقوال العلماء في حقّه

يقول الشّيخ القيّوميّ، محقّق كتاب (كامل الزّيارات) للشّيخ ابن قولويه: «وإنّك لا تجد شيئاً من كتب الرّجال إلّا وفيه هتاف بوثاقته بكلّ صراحة، وكتب الحديث مشحونةٌ بما ينمّ عن شدّة إخبات مؤلّفيها بالكتاب ومؤلّفه، وطمأنينتهم بصدق لهجته، وضبطه، وحفظه، وإتقانه».

وهذه أبرز الشّهادات المنقولة لعلماء من عصور مختلفة:

* الشّيخ النّجاشيّ [أبو العبّاس، أحمد بن عليّ ت: 450 للهجرة] في كتابه الرّجاليّ (فهرست أسماء مصنّفي الشّيعة): «كان أبو القاسم من ثقات أصحابنا وأجلّائهم في الحديث والفقه ".." وكلّ ما يوصَف به النّاس من جميل، وثقة، وفقه فهو فوقه، وله كُتُبٌ حِسان..».

* الشّيخ الطّوسيّ [أبو جعفر، محمّد بن الحسن ت: 460 للهجرة] في كتابه (الفهرست): «جعفر بن محمّد بن قولويه القمّيّ، يُكنّى أبا القاسم، ثقة، له تصانيف كثيرة على عدد أبواب الفقه..».

* السّيّد ابنُ طاوس [رضيّ الدّين عليّ بن موسى ت: 664 للهجرة] في كتابه (إقبال الأعمال): «الشّيخ الصّدوقُ المُتَّفَق على أمانته، جعفر بن محمّد بن قولويه تغمّده الله برحمته..».

* ابن داوود الحلّيّ [ت: 740 للهجرة] في (رجاله): «أبو القاسم، شيخ المفيد ".." ثقة، جليل، مصنِّف».

* ابن حَجَر [أبو الفضل أحمد بن عليّ ت: 852 للهجرة] في كتابه (لسان الميزان): «جعفر بن محمّد بن جعفر بن موسى بن قولويه، أبو القاسم السّهميّ الشّيعيّ، من كبار الشّيعة وعلمائهم المشهورين..».

* ميرزا حسين النّوريّ في (خاتمة المستدرك): «الفقيه، الجليل، المحدّث، أستاذ أبي عبد الله المفيد رحمه الله، أبو القاسم جعفر بن محمّد بن جعفر بن موسى بن قولويه القمّيّ».

* الشّيخ عبّاس القمّيّ [ت: 1359 للهجرة] في كتابه (الكنى والألقاب): «أبو القاسم، جعفر بن محمّد بن جعفر بن موسى بن قولويه القمّيّ، الشّيخ الفقيه، المحدّث، الثّقة، الجليل، الصَّدوق، السّعيد، أستاذ أبي عبد الله المفيد. من مصنّفاته كتاب (كامل الزّيارات)، وهو كتاب نفيس..».

 

مشايخه في الرّواية

أكثر مشايخه هؤلاء ذكَرهم في كتابه (كامل الزّيارات)، واصفاً إيّاهم بالثّقات:

1- والده محمّد بن قولويه -المتقدّم ذكره- وقد أكثر أبو عمرو الكشّيّ النّقل عنه في كتابه (اختيار معرفة الرّجال).

2- أخوه عليّ بن محمّد بن قولويه –المتقدّم ذكره أيضاً.

3- أبو عليّ أحمد بن إدريس بن أحمد الأشعريّ القمّيّ، الفقيه الجليل، من مشايخ الكلينيّ، توفّي سنة 306 للهجرة.

4- أبو عليّ أحمد بن عليّ بن مهديّ بن صدقة الرّقيّ.

5- أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن عليّ النّاقد.

6- أحمد بن محمّد بن الحسن بن سهل.

7- أبو القاسم جعفر بن محمّد بن إبراهيم الموسويّ العلويّ.

8- الحسن بن زبرقان الطّبريّ.

9- الحسن بن عبد الله بن محمّد بن عيسى.

10- أبو عبد الله الحسين بن عليّ بن الزّعفرانيّ. حدّثه بالرّيّ.

11- أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن عامر بن عمران بن أبي بكر الأشعريّ القمّيّ، وقد أكثر الكلينيّ من الرّواية عنه في (الكافي).

12- حكيم بن داوود بن حكيم.

13- أبو عيسى عبيد الله بن الفضل بن محمّد بن هلال الطّائيّ البصْريّ.

14- أبو الحسن عليّ بن حاتم بن أبي حاتم القزوينيّ.  

15- أبو الحسن عليّ بن الحسين السّعد آبادي القمّيّ. يروي عنه الكلينيّ وعليّ بن بابويه.

16- أبو الحسن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ [ت: 329 للهجرة]. المعروف بالصّدوق الأوّل، له كتب منها كتاب (الشّرائع).

17- عليّ بن محمّد بن يعقوب بن إسحاق بن عمّار الصّيرفّي الكسائيّ الكوفيّ العجليّ، [ت: 332 للهجرة].

18- القاسم بن محمّد بن عليّ بن إبراهيم الهمدانيّ، وكيل النّاحية المقدّسة بهمدان.

19- محمّد بن أحمد بن إبراهيم.

20- أبو عبد الرّحمن محمّد بن أحمد الحسين الزّعفرانيّ العسكريّ المصريّ.

21- أبو الفضل محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان الجعفيّ الكوفيّ، المعروف بالصّابونيّ، صاحب كتاب (الفاخر في الفقه).

22- أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن يعقوب بن إسحاق بن عمّار.

23- أبو القاسم محمّد بن جعفر بن محمّد بن الحسن القرشيّ البزّاز [ت: 316 للهجرة].

24- محمّد بن الحسن بن الوليد، شيخ القمّيّين وفقيههم.

25- محمّد بن الحسن بن عليّ بن مهزيار.

26- محمّد بن الحسين الجوهريّ.

27- الشّيخ محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميريّ القمّيّ، صاحب المسائل الّتي أرسلها إلى الحجّة عليه السّلام فأجابها.

28- محمّد بن عبد المؤمن المؤدّب القمّيّ الثّقة، صاحب كتاب (النّوادر).

29- أبو الحسن محمّد بن عبد الله بن عليّ النّاقد.

30- أبو عليّ محمّد بن همّام بن سهيل الكاتب البغداديّ، المولود بدعاء العسكريّ عليه السّلام [ت: 332 للهجرة]، وهو مؤلف كتاب (التّمحيص).

31- ثقة الإسلام الكلينيّ، محمّد بن يعقوب [ت: 329 للهجرة] صاحب كتاب (الكافي).

32- أبو محمّد هارون بن موسى بن أحمد بن سعيد بن سعد التّلعكبريّ الشّيبانيّ، [ت: 385 للهجرة].

33- أحمد بن أصفهبذ، له كتاب (تعبير الرّؤيا).

34- أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، يعرف بـ «الحافظ».

35- أبي عمرو محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّيّ، صاحب كتاب (اختيار معرفة الرّجال) المعروف بـ(رجال الكشّيّ).

 

الرّاوون عنه

1 - أحمد بن عبدون [ت: 423 للهجرة]. قال السّيّد الخوئيّ نقلا عن النّجاشيّ: «أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزّاز، أبو عبد الله شيخنا، المعروف بابن عبدون. له كتب، منها: (أخبار السّيّد ابن محمد)، كتاب (تفسير خطبة الزّهراء عليها السّلام)، كتاب (عمل الجمعة) أو (غسل الجمعة)، كتاب (الحديثين المختلفين). وكان قويّاً في الأدب».

2 - أحمد بن محمّد بن عيّاش (ت401هـ).

3 - الحسين بن أحمد بن المغيرة. وصف بالثّقة في ما يرويه وأنّ له كتاب (عمل السّلطان).

4 - الحسين بن عبيد الله الغضائريّ [ت: 411 للهجرة]. قال النّجاشيّ: «الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضائريّ أبو عبد الله شيخنا رحمه الله، له كتب، منها: كتاب (كشف التمّويه والغمّة)، كتاب (التّسليم على أمير المؤمنين بإمرة المؤمنين)، كتاب (تذكّر العاقل وتنبيه الغافل في فضل العلم)، كتاب (عدد الأئمّة وما شذّ على المصنّفين من ذلك)، كتاب (البيان في حياة الرّحمن)، كتاب (النّوادر) في الفقه، كتاب (مناسك الحجّ)، كتاب (يوم الغدير)، كتاب (الرّدّ على الغلاة والمفوّضة)، كتاب (سجدة الشّكر)..».

5 - حيدر بن محمّد بن نعيم السّمرقنديّ. قال عنه الشّيخ الطّوسيّ في (رجاله): «عالم جليل، يُكنَّى أبا أحمد، يروي جميع مصنّفات الشّيعة وأصولهم ".." له كتب».

6 - أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبيّ. قال عنه النّجاشيّ: « عليّ بن بلال بن أبي معاوية أبو الحسن المهلّبيّ الأزديّ شيخ أصحابنا بالبصرة، ثقة، سمع الحديث فأكثر، وصنّف: كتاب (المتعة)، كتاب (المسح على الرّجلين)، (كتاب المسح على الخفّين)، كتاب (البيان عن خيرة الرّحمن في إيمان أبي طالب وإباء النّبيّ صلّى الله عليه وآله وعليهم).

7 - محمّد بن محمّد بن النّعمان، المعروف بالشّيخ المفيد [ت: 413 للهجرة]. جاء في (معجم المؤلّفين) لعمر كحّالة: «محمّد بن محمّد بن النّعمان بن عبد السّلام العكبريّ، الحارثيّ، البغداديّ، الكرخيّ المعروف بالشّيخ المفيد، وبابن المعلّم (أبو عبد الله) فقيه، أصوليّ، متكلِّم من شيوخ الإماميّة. ولد في 11 ذي القعدة بعكبرا من أعمال الدّجيل بالعراق وقرأ عليه الرّضيّ والمرتضى وغيرهما وناظر كثيراً من أرباب العقائد، وله نفوذ في الدّولة البويهيّة، وتوفّي ببغداد في شهر رمضان. من تصانيفه الكثيرة: (المقنعة) في الفقه، و(الإيضاح) في الإمامة، و(الفصول من العيون والمحاسن)، و(النّصرة لسيّد العترة في احكام البغاة عليه بالبصرة)، وكتاب (النّقض على ابن قتيبة).

9 – أبو طالب بن عزور وقيل (غرور). جاء في (أمل الآمل): «عدّه العلّامة من مشائخ الطّوسيّ).

10 - محمّد بن سليم الصّابونيّ. ذكره ابن حجر في (لسان الميزان) في مَن روى عن جعفر بن قولويه قائلاً إنّه سمع منه بمصر.

 

مؤلّفاته

قال الشّيخ الطّوسيّ في (الفهرست): «له تصانيف كثيرة على عدد أبواب الفقه، منها: كتاب (مداواة الجسد لحياة الأبد)، وكتاب (الجمعة والجماعة)، وكتاب (الفطرة)، وكتاب (الصّرف)، وكتاب (الوطئ بملك اليمين)، وكتاب (الرّضاع)، وكتاب (الأضاحي)، وله كتاب (جامع الزّيارات)».

وزاد الشّيخ النّجاشيّ عليها في (فهرست أسماء مصنّفي الشّيعة): كتاب (الصّلاة)، وكتاب (الصّداق)، وكتاب (بيان حلّ الحيوان من محرّمه)، وكتاب (قسمة الزّكاة)، وكتاب (الحجّ)، وكتاب (القضاء وآداب الأحكام)، وكتاب (الشّهادات)، وكتاب (العقيقة)، وكتاب (النّساء)، وكتاب (قيام اللّيل)، وكتاب (العَدد في شهر رمضان)، وكتاب (الرّدّ على ابن داوود في عدد شهر رمضان)، وكتاب (يوم وليلة)، وكتاب (تاريخ الشّهور والحوادث فيها)، وكتاب (النّوادر).

أمّا كتابه (كامل الزّيارات) فهو أشهر كتبه والباقي منها، وبه يُعرف: قال العلّامة المجلسيّ في (بحار الأنوار): «وكتاب (كامل الزّيارة) من الأصول المعروفة، وأخذ منه الشّيخ [الطّوسيّ] في (التّهذيب) وغيره من المحدّثين». وقال الشّيخ الطّهرانيّ في (الذّريعة) ما خلاصته: «ذكر فيه زيارات النّبيّ صلّى الله عليه وآله والأئمّة عليهم السّلام وثوابها، وفضلها. صرّح فيه بأنّه لا يُخرّج فيه حديثاً يُروى عن غير أهل البيت عليهم السّلام ولا حديثاً يروى عن شذوذ أصحابهم، وفي أوّله فهرس أبوابه المنتهي إلى الباب الثّامن والمائة في نوادر الزّيارات. نُسَخه كثيرة».

 

مكرمة للمؤلِّف

ذكر الرّاونديّ في )الخرائج والجرائح( عنه مكرمة، فقال: «ومنها ي معجزات الإمام صاحب الزّمان عليه السّلام] ما روي عن أبي القاسم، جعفر بن محمّد بن قولويه، قال: لمّا وصلتُ بغداد في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة للحجّ، وهي السّنة الّتي ردّ القرامطةُ فيها الحجر [الأسود] إلى مكانه من البيت، كان أكبر همّي الظّفر بمَن ينصب الحجَر، لأنّه يمضي في أثناء الكتب قصّة أخْذه وأنّه ينصبُه في مكانه الحجّةُ في الزّمان، كما في زمان الحجّاج وضعه زينُ العابدين عليه السّلام في مكانه فاستقرّ. فاعتللْتُ علّة صعبة خِفتُ منها على نفسي، ولم يتهيّأ لي ما قصدتُ له، فاستنبتُ المعروفَ بابن هشام وأعطيتُه رقعةً مختومة، أسألُ فيها عن مدّة عمري، وهل تكون المَنيّة في هذه العلّة أم لا، وقلت: همّي إيصالُ هذه الرّقعة إلى واضع الحجر في مكانه وأخْذ جوابه، وإنّما أندبُك لهذا. قال [ابن قولويه]: فقال المعروف بابن هشام: لمّا حصلتُ بمكّة وعُزم على إعادة الحجر، بذلتُ لسدَنة البيت جُملة تمكّنتُ معها من الكون بحيث أرى واضع الحجر في مكانه، وأقمتُ معي منهم من يمنعُ عنّي ازدحام النّاس، فكلّما عمدَ إنسانٌ لوضعه اضطرب ولم يَستقِم، فأقبل غلامٌ أسمرُ اللّون حسنُ الوجه، فتناوله ووضَعه في مكانه فاستقام كأنّه لم يزل عنه، وعلَتْ لذلك الأصوات، وانصرف خارجاً من الباب، فنهضتُ من مكاني أتْبعُه، وأدفعُ النّاس عنّي يميناً وشمالاً، حتّى ظُنّ بي الاختلاط في العقل، والنّاس يُفرجون لي، وعيني لا تفارقُه، حتّى انقطع عن النّاس، فكنتُ أُسرعُ السّير خلفه وهو يمشي على تُؤدة ولا أُدركه. فلمّا حصل بحيث لا أحد يراه غيري، وقف والتفتَ إليّ فقال: هات ما معك. فناولتُه الرّقعة، فقال من غير أن ينظر فيها: قل له: لا خوفٌ عليك في هذه العلّة، ويكون ما لا بدّ منه بعد ثلاثين سنة.

قال: فوقع عليَّ الزَّمَعُ حتّى لم أُطقْ حراكاً، وتركني وانصرف. قال أبو القاسم [ابن قولويه]: فأَعلَمني بهذه الجملة.

فلمّا كان سنة تسع وستّين [الكلام للرّاونديّ] اعتلّ أبو القاسم، فأخذ ينظرُ في أمره وتحصيل جهازه إلى قبره، وكتب وصيّته، واستعمل الجدّ في ذلك، فقيل له: ما هذا الخوف؟ ونرجو أن يتفضّل اللهُ تعالى بالسّلامة، فما عليك مخوفة، فقال: هذه السّنة الّتي خُوّفتُ فيها. فمات من علّته.

 

 

وفاته ومدفنه

أرّخ الشّيخ الطّوسيّ وفاة الشّيخ ابن قولويه بأنّها وقعت سنة 368 للهجرة، وقال العلّامة الحلّيّ في (خلاصة الأقوال في معرفة الرّجال) إنّ وفاته كانت في سنة 369 للهجرة، وهذا التّاريخ يلتقي مع الرّواية المتقدّمة الّتي نقلها الرّاونديّ، أنّ صاحب الأمر عليه السّلام أنبأ بوفاة الشّيخ بعد ثلاثين سنة من سنة 339 للهجرة.

أمّا مدفنه، فيقول السّيّد الأمين في (أعيان الشّيعة): «ودُفن ببغداد في مقابر قريش، وقبره في مشهد الكاظمَين عليهما السّلام مشهور مَزور بجنب قبر تلميذه الشّيخ المفيد. ونقل ذلك المجلسيّ في (البحار) عن خطّ الشّهيد، وفي (رياض العلماء) للميرزا عبد الله أفندي: قبره الآن في قمّ معروف، وقيل إنّه دُفن ببغداد في مقابر قريش».

ويقول الشّيخ عبّاس القمّيّ في (الكنى والألقاب): «توفّي سنة 368 أو 367 للهجرة، ودُفن في الحضرة الكاظميّة في طرف الرّجل، وبجنبه قبر الشّيخ المفيد رحمه الله، وأمّا ابن قولويه الّذي دُفن بقمّ وله مقبرة معروفة قرب (الشّيخان الكبير)، فهو والد هذا الشّيخ الجليل، محمّد بن جعفر».

 

 

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

04/11/2013

دوريّات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات