الملف

الملف

03/12/2013

هل رافق الإمام الحسين عليه السّلام موكب السَّبي ببدنه البرزخيّ؟

هل رافق الإمام الحسين عليه السّلام موكب السَّبي ببدنه البَرْزخيّ ؟*

ظهور الأرواح في المُلك، إنَّما هو بالأبدان البرزخيّة

 ---الفقيه العارف الشّاه آباديّ، أستاذ الإمام الخميني قدّس سرّهما----

في كتاب (رشحات البحار) للفقيه الكبير «العارف الحاجّ ميرزا محمّد علي شاه آباديّ قدّس سرّه» – دار المعارف الحكميّة ص 60-61 – الطّبعة الأولى 2010، موجزٌ بالغُ الأهمّيّة في كلّياتٍ ترتبط بالرّجعة والأبدان المُلكيّة والبرزخيّة، رأت «شعائر» تقديمه إلى القرّاء لأنّ كاتبها هو أستاذ الإمام الخمينيّ، الّذي يعبِّر عنه الإمام بقوله «روحي فداه»، و«كلّ ما عندنا فهو من الشّاه آباديّ».

 

الآيات الدالّة على عدم الرّجوع -مثل قوله تعالى: ﴿..كَلاَ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا..المؤمنون:100 بعد سؤال الرّجعة عن ربّهم: ﴿..قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ.. المؤمنون:99-100، وقوله تعالى: ﴿أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَيس:31- دالّة على عدم إمكان الرّجوع بالأبدان المُلكيّة، لا بالتّمثُّل، كما في الأرواح المطلقة، ولا بالتّقيُّد كما في الأبدان البرزخيّة للأرواح المُقيّدة، لامتناع الأوّل عقلاً، وإمكانِ الثّاني، كما سيأتي، بداهةَ أنَّ الأبدان المُلْكيّة إن لم تكن موجِدة للصّورة المُنشَأة، فهي:

·    إمّا في صراطِ التّركيب، فهي مستعدّةٌ لحصول روحٍ خاصّ لم يخرج من القوّة إلى الفعل، بل حصوله للبدن الخاصّ أوّل خروجه من القوّة إلى الفعليّة، وهذا كالأبدان الرّحِميّة.

·    وإمّا في صراط التّحليل إلى البسائط كأبدان الموتى، فما لم تنحلّ إليها ولم تشرع في صراط التّركيب الخاصّ، لم تستعدّ لإنشاء روحٍ خاصّ هو غيرها وإن كانت واجدةً للصُّورة الإنشائيّة فلم تستعدّ لروحٍ أخرى بداهةَ وحدانيّة كلّ شخصٍ شخص.

 

وأمّا الأرواح، فإنّها خَرَجت من القوّة إلى الفعل ولو في الجملة، فلا يمكن أن يقيّدها ويُخرجها عن الفعليّة إلى القوّة ثانياً، مع أنّه في أيّ مادةٍ تفرض فهي مستعدّة للرّوح الخاصّ بها، ويَمتنع اجتماعُ النّفسين.

وأمّا الأبدان البرزخيّة فهي [تتحقّق وتحصل] لها [للأرواح] في [عالَم] المُلك أيضاً.

**

إذا عرفْتَ هذا، فنقول: إنَّ ظهورَ الأرواح في المُلك إنّما هو بأبدانها البرزخيّة لا بأبدانها المُلْكيّة، وذلك باقتدار الرّوح على تكثيُفِ البدن، والاستمداد، والاستزادة من الهواء والأثير فهو الدّابّة.

وسرُّ التّعبير بالدّابّة كما في الآية، هو اقتدارُ [الرُّوح] على إظهار نفسِه على أهلِ المُلك، بحيث يَرَونه مع تقييدهم بالمُلك من غير تجريدٍ لهم، كما أنَّ عليّاً عليه السّلام أظهرَ جسَدَه البرزخيّ على ولدَيه حين حَمَل مقدمَ نعشه بنفسه، وأَظهرَ الرّسولُ نفسَه لأبي بكر في مسجد «قُبا» وبدنُهُ الشّريف في قبر المدينة، وأظهرَ الصّادق عليه السّلام مولانا الباقرَ وبدنُه المادّيّ في قبره.

وقد تتعلّق مشيئة الرّوح بإظهار يدِه وكتابته، كما رأى ظَلَمَةُ الإمام الحسين عليه السّلام في الطّريق يداً تكتب على الجدار:

أتَرجو أمّةٌ قتلت حسيناً     شفاعةَ جدِّه يومَ الحسابِ

كما [قد] تتعلّق مشيئته بإعلان صوته في المُلك حتّى يُسمع السّامعة المقيَّدة، مثل أنّ مولانا الحسين عليه السّلام قرأ آية الكهف: ﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً الكهف:9.

وقال أيضاً: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ الشّعراء:227، كما ورد في الأخبار الكثيرة ظهورُ أشخاصٍ [بعينِهم]، ولا يخفى على المنصف، فتدبّر فيه.

وبالجملة، تظهر الأرواحُ في المُلك بأبدانِها البرزخيّة بالتّكثيف، والاستمداد، والاستزادة، حتّى يراها أهلُ [عالم] المُلْك بحواسِّهم المقيَّدة، ومنه تمثُّل جبرئيل عليه السّلام في المُلك بصورة «دِحْيَة»، وتَمَثُّله لـ «مريم»، وظهوره لتخريب «مدينة لوط».

وأمّا تَنَزُّله فهو غير التَّمثّل كما وَقَع في ليلة القدر مع الملائكة، كما قال تعالى: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا..القدر:4، وهو ظهوره على قلب النّبيّ صلّى الله عليه وآله، كما قال تعالى: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَالشّعراء:193-194.

هذا [بالنّسبة] إلى الأرواح القويّة السَّعيدة، وأمّا أرواح الضّعفاء والأشقياء، فلمشيئة أرواح الأولياء..".

(بتصرّفٍ يسير).

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

05/12/2013

دوريات

نفحات