الملف

الملف

25/04/2014

هذا الملفّ



هذا الملفّ


قالَ الإمامُ الصّادق عليه السّلام: «عَلَّمَ رَسولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَآلهِ، عَلِيّاً، عَلَيْهِ السَّلامُ، أَلْفَ بابٍ، يُفْتَحُ مِنْ كُلِّ بابٍ أَلْفُ بابٍ». (روضة المتّقين: ج 12/ ص 211)

أَوْدَعَ النّبيُّ صلّى الله عليه وآله الإمامَ عليّاً عليه السّلام هذه العلوم ومفاتيحها لتصلَ إلى الأجيالِ والأُمَم، فكيفَ وَصَلتْ؟

يُجيبُ على جانبٍ من هذا السّؤال معرفةُ الكُتبِ التي ألّفها أميرُ المؤمنين عليه السّلام، وورثَها عنه وَرَثتُه الأوصياءُ عليهم السّلام، وأداروا رَحى العلمِ على أساسِ مصادرَ إلهيّةٍ مُتَعدِّدة، أحدها هذه المؤلّفات العلويّة.

عن واحدٍ من هذه المؤلّفات قالَ الإمامُ الباقرُ عليه السّلام: «إِنَّ عِنْدَنا صَحيفَةً مِنْ كُتُبِ عَليٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ، طولُها سَبْعونَ ذِراعاً، فَنَحْنُ نَتْبَعُ ما فيها لا نَعْدوها ".." إِنَّ عَلِيّاً، عَلَيْهِ السَّلامُ، كَتَبَ العِلْمَ كُلَّهُ، القَضاءَ وَالفَرائِضَ، فَلَوْ ظَهَرَ أَمْرُنا لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ إلّا فيهِ سُنَّةٌ نُمْضيها». (بحار الأنوار: ج 26/ ص 23).

وقد تتبّعَ الفقيهُ الرّاحل السّيّد محسن الأمين، رحمه الله، مُختلفَ الرّواياتِ حولَ هذه المؤلّفاتِ العَلويَّة، وكتبَ عنها شرْحاً وافياً في (أعيان الشّيعة: ج 1/ ص 90-98)، وأَعادها مُختصرةً في (ج 1/ ص 539).

مؤلّفات تلامذته، علويّة

كما ذكر السّيّد الأمين في (ج 1/ ص 140) فما بعدها، فَوائدَ مُهمّةً حول مؤلّفاتِ عددٍ من خواصّ الأميرِ عليه السّلام، أو من تلقّوا العلمَ منه عليهِ السّلام، وأَثبتَتْ سِيَرُهُم لاحقاً عدم استقامتِهم، كعُبيد الله بن الحرّ الجُعْفيّ «الشّاعر الفارس الفاتك». ذكرَه النّجاشيّ في الطّبقة الأولى من مؤلّفي الشّيعة، وقال: «له نسخةٌ يرويها عن أمير المؤمنين عليه السّلام». اهـ.

قال السّيّد الأمين: «أقول ولكنّه لم ينصر الحسين عليه السّلام حين استنصرَه، ثمّ طلبَ بثاره وماتَ أيّام المختار، حدود سنة 66 للهجرة». (الأعيان: ج 1/ ص 141)

وقد أورد السّيّد الأمين أسماءَ خواصّ الأمير عليه السّلام وغيرهم ممّن تلقّوا العلمَ عنه عليه السّلام، كما يلي:

1- أبو رافع. 2- عليّ بن أبي رافع. 3- عُبيد الله بن أبي رافع. 4- الأصبغ بن نُباتة. 5- الحارثُ الهمدانيّ. 6- ربيعةُ بن سُمَيْع. 7- يعلى بن مرّة. 8- عبيد الله بن الحرّ الجعفيّ. 9- و«أبو صادق، سُليم بن قيس الهلاليّ».

ومن الواضح أنّ مصدر الثّابت من هذه الكُتب هو علمُ أمير المؤمنين عليه السّلام، فهذه المؤلّفات عَلويّة، لا سيّما ما كان منها لا يشتمل إلّا على ما سمعه المؤلّف من أمير المؤمنين عليه السّلام، مثل كتاب (السّنن والأحكام والقضايا) لأبي رافع.

نستنتج:

1- أنّ علمَ رسولِ الله صلّى الله عليه وآله الذي علَّمه عليّاً عليه السّلام، قد وَصلَ إلى الأُمّةِ بأجيالِها، ويستمرُّ وصولُهِ عن طريقِ الأئمّةِ من أهلِ البيتِ عليهم السّلام، الذين كانت عندهم كُتبٌ ألّفها أميرُ المؤمنين عليه السّلام، فكانتْ مَصْدراً رئيساً من مصادرِ عُلومِهِم الإلهيّة.

2- كما وصلَ بعضُ تلك العُلومِ النّبويّة للإمامِ عليٍّ عليه السّلام، من طَريقِ الصَّحابةِ والتّابعينَ الذين ألّفوا كُتباً ثبتَ أنَّها أصولٌ مُعْتَمدَة، تَحدّثَ عنها «النَّجاشيّ» وغَيْرُهُ من العلماءِ المُخْتَصّين.

ولأهمّيةِ هذَين المِحْوَرَيْنِ، ولأنّ السّائدَ على نِطاقٍ واسعٍ جدّاً أنّه لا كُتُبَ لأميرِ المؤمنين عليه السّلام غير (نهج البلاغة)، فقد آثرتْ «شعائر» أن يكونَ موضوعُ كُتُبِ أميرِ المُؤْمنينَ عليه السّلام ملَفَّ هذا العدد.

اخبار مرتبطة

  ملحق شعائر 14

ملحق شعائر 14

  دوريّات

دوريّات

25/04/2014

دوريّات

نفحات