الملف

الملف

24/06/2014

ما يُستحَبّ فِعْلُهُ لَيْلةَ الفِطْرِ، وَيَوْمَهُ

 

ما يُستحَبّ فِعْلُهُ لَيْلةَ الفِطْرِ، وَيَوْمَهُ

إحياءُ ليلةِ العيدِ بالعبادة

ـــــ الشّيخ الطّوسيّ قدّس سرّه ـــــ

 

ليس الهدفُ من هذا الملفّ تحقيقَ نقلةٍ نوعيّة في التّعامل مع أجواء العيد، بحيث تتحوّل ليلتُه إلى ليلة إحياءٍ كما تُحيى ليالي القدر، فقد غدا هذا الهدفُ المشروع - للأسف - بعيدَ المنال عن أكثرنا، بل الهدفُ التّأسيس له عبر إلفاتِ قلوبنا جميعاً في خطّ العقلِ إلى أمرَين:

الأوّل: عظيم بُعد ثقافتنا السّائدة - على العموم - عن ثقافة النّصّ الشّرعيّ.

الثّاني: أنّ هذا البُعد عن الثّقافة الأصيلة جعل كثيراً من «المُتديّنين» الصّادقين يَحسبون أنّهم يُحسنون صنعاً بتَغييب البرامج العباديّة التي هي أساسُ المنهج التّربويّ في الإسلام.

ليست العبادة في ليلة العيد إلّا نموذجاً يدلّ على المنهج العباديّ الّذي ربّى رسول الله، صلّى الله عليه وآله، الصّحابةَ الأبرار في هَدْيه، وهو، بَعْدُ، المنهجُ نفسُه الّذي اعتمده أهلُ البيت عليهم السّلام، وربّى عليه الفقهاءُ الأجيالَ.

 

قال الشّيخ الطّوسيّ: «.. عن أبي عبد الله [الصّادق] عليه السّلام، عن أبيه [الباقر]، عن عليٍّ عليه السّلام، قال: كَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ يُفَرِّغَ نَفْسَهُ أَرْبَعَ لَيَالٍ فِي السَّنَةِ وَهِيَ: أَوّلُ لَيْلَةٍ مِن رَجَبٍ، وَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِن شَعْبَانَ، وَلَيلَةُ الفِطْرِ، وَلَيْلَةُ النَّحْرِ.

ويُستحَبّ الغُسْلُ في هذه اللّية بعدَ غروبِ الشّمس. ومن السُّنّة أن يقولَ عقيبَ صلاة المغرب ليلةَ الفطر، وهو ساجدٌ:

يَا ذَا الجَلَالِ والإكْرامِ، يَا مُصْطَفِيَاً مُحَمَّدَاً وَنَاصِرَهُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ وَنَسِيتُهُ أَنَا، وَهُوَ عِنْدَكَ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ.

ثم يقول: أَتُوبُ إلَى اللهِ. مائة مرّة.

ويُستحَبّ أيضاً التّكبير عقيب أربع صلوات: المغرب، والعشاء الآخرة، وصلاة الفجر، وصلاة العيد، يقول:

اللهُ أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ، لا إِلهَ إِلّا اللهُ واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ، الحَمْدُ للهِ عَلَى مَا هَدَانَا، وَلَهُ الشُّكْرُ عَلَى َما أَوْلَانَا.

ويُستَحبُّ أيضاً أن يصلِّيَ بعد الفراغ من جميع صلواتِه في هذه اللّيلة، ركعتَين: يقرأ في الأولى منهما (الحمد) مرّة، وألفَ مَرَّة (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)، وفي الرّكعة الثانية (الحمد) مرّة، ومرّة (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ).

ويستَحبّ أن يدعو بعدها بهذا الدّعاء:

يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ، يا رَحْمنُ يا اللهُ، يا رَحِيمُ يا اللهُ، يا مَلِكُ يا اللهُ، يا قُدُّوسُ يا اللهُ، يا سَلامُ يا اللهُ، يا مُؤْمِنُ يا الله، يا مُهَيْمِنُ يا اللهُ، يا عَزِيزُ يا اللهُ، يا جَبَّارُ يا اللهُ، يا مُتَكَبِّرُ يا اللهُ، يا خالِقُ يا اللهُ، يا بارِئُ يا اللهُ، يا مُصَوِّرُ يا اللهُ، يا عالِمُ يا اللهُ، يا عَظِيمُ يا اللهُ، يا عَلِيمُ يا اللهُ، يا كَرِيمُ يا اللهُ، يا حَلِيمُ يا اللهُ، يا حَكِيمُ يا اللهُ، يا سَمِيعُ يا اللهُ، يا بَصِيرُ يا اللهُ، يا قَرِيبُ يا اللهُ، يا مُجِيبُ يا اللهُ، يا جَوادُ يا اللهُ، يا ماجِدُ يا اللهُ، يا مَلِيءُ يا اللهُ، يا وَفِيُّ يا اللهُ، يا وَليُّ يا اللهُ، يا قاضِي يا اللهُ، يا سَرِيعُ يا اللهُ، يا شَدِيدُ يا اللهُ، يا رَؤُوفُ يا اللهُ، يا رَقِيبُ يا اللهُ، يا مَجِيدُ يا اللهُ، يا حَفِيظُ يا اللهُ، يا مُحِيطُ يا اللهُ، يا سَيِّدَ السَّادةِ يا اللهُ، يا أَوَّلُ يا اللهُ، يا آخِرُ يا اللهُ، يا ظاهِرُ يا اللهُ، يا باطِنُ يا اللهُ، يا فاخِرُ يا اللهُ، يا قاهِرُ يا اللهُ، يا رَبَّاهُ يا اللهُ، يا رَبَّاهُ يا اللهُ، يا رَبَّاهُ يا اللهُ، يا وَدُودُ يا اللهُ، يا نُورُ يا اللهُ، يا رافِعُ يا اللهُ، يا مانِعُ يا اللهُ، يا دافِعُ يا اللهُ، يا فاتِحُ يا اللهُ، يا نَفّاعُ يا اللهُ، يا جَلِيلُ يا اللهُ، يا جَمِيلُ يا اللهُ، يا شَهِيدُ يا اللهُ، يا شاهِدُ يا اللهُ، يا مُغِيثُ يا اللهُ، يا حَبِيبُ يا اللهُ، يا فاطِرُ يا اللهُ، يا مُطَهِّرُ يا اللهُ، يا مَلِكُ يا اللهُ، يا مُقْتَدِرُ يا اللهُ، يا قابِضُ يا اللهُ، يا باسِطُ يا اللهُ، يا مُحْيي يا اللهُ، يا مُمِيتُ يا اللهُ، يا باعِثُ يا اللهُ، يا وارِثُ يا اللهُ، يا مُعْطِي يا اللهُ، يا مُفْضِلُ يا اللهُ، يا مُنْعِمُ يا اللهُ، يا حَقُّ يا اللهُ، يا مُبِينُ يا اللهُ، يا طَيِّبُ يا اللهُ، يا مُحْسِنُ يا اللهُ، يا مُجْمِلُ يا اللهُ، يا مُبْدِئُ يا اللهُ، يا مُعِيدُ يا اللهُ، يا بارِئُ يا اللهُ، يا بَدِيعُ يا اللهُ، يا هادِي يا اللهُ، يا كافِي يا اللهُ، يا شافِي يا اللهُ، يا عَلِيُّ يا اللهُ، يا عَظِيمُ يا اللهُ، يا حَنَّانُ يا اللهُ، يا مَنَّانُ يا اللهُ، يا ذا الطَوْلِ يا اللهُ، يا مُتَعالِي (مُتَعال) يا اللهُ، يا عَدْلُ يا اللهُ، يا ذا المَعارِجِ يا اللهُ، يا صادِقُ يا اللهُ، يا دَيّانُ يا اللهُ، يا باقِي يا اللهُ، يا واقِي يا اللهُ، يا ذا الجَلالِ يا اللهُ، يا ذا الإكْرامِ يا اللهُ، يا مَحْمُودُ يا اللهُ، يا مَعْبُودُ يا اللهُ، يا صانِعُ يا اللهُ، يا مُعِينُ يا اللهُ، يا مُكَوِّنُ يا اللهُ، يا فَعَّالُ يا اللهُ، يا لَطِيفُ يا اللهُ، يا جليلُ يا اللهُ، يا غَفُورُ يا الله، يا شَكُورُ يا اللهُ، يا نُورُ يا اللهُ، يا قَدِيرُ يا اللهُ، يا رَبَّاهُ يا اللهُ، يا رَبَّاهُ يا اللهُ، يا رَبَّاه يا اللهُ، يا رَبَّاهُ يا اللهُ، يا رَبَّاهُ يا اللهُ، يا رَبَّاهُ يا اللهُ، يا رَبَّاهُ يا اللهُ، يا رَبَّاهُ يا اللهُ، يا رَبَّاهُ يا اللهُ، يا رَبَّاه يا اللهُ، أَسأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَمُنَّ عَلَيَّ بِرِضاكَ، وَتَعْفُوَ عَنِّي بِحِلْمِكَ، وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الحَلالِ الطَّيِّبِ، مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا أَحْتَسِبُ، فَإِنِّي عَبْدُكَ، لَيْسَ لِي أَحَدٌ سِواكَ، وَلا أَحَدَ أَسْأَلُهُ غَيْرَكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، ما شاءَ اللهُ، لا قُوَّةَ إِلّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

 

ثمّ تسجد، وتقول:

 

يا اللهُ، يا اللهُ، يا رَبُّ يا اللهُ، يا رَبُّ يا اللهُ، يا رَبُّ يا اللهُ، يا رَبُّ، يا رَبُّ، يا رَبُّ، يا مُنْزِلَ البَرَكاتِ بِكَ تَنْزِلُ كُلُّ حاجَةٍ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ فِي مَخْزُونِ الغَيْبِ عِنْدَكَ، وَالأَسْماءِ المَشْهُورَاتِ عِنْدَكَ، المَكْتُوبَةِ عَلى سُرادِقِ عَرْشِكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وأَنْ تَقْبَلَ مِنِّي شَهْرَ رَمَضانَ، وَتَكْتُبَنِي مِنَ الوافِدِينَ إِلى بَيْتِكَ الحَرامِ، وَتَصْفَحَ لِي عَنِ الذُّنُوبِ العِظامِ، وَتَسْتَخْرِجَ يا رَبِّ كُنُوزَكَ يا رَحْمنُ.

 

واغتسِلْ في آخر اللّيل، واجلِس في مصلّاكَ إلى طلوع الفجر، واستفتِح خروجَك بالدّعاء، إلى أن تدخلَ مع الإمام في الصّلاة.

فتقول:

أللَّهُمَّ إِلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهي وَإِلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِي وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، اللهُ أكْبَرُ عَلَى مَا هَدَانا، اللهُ أكْبَرُ إلَهنا ومَولانا، اللهُ أكْبَرُ عَلَى مَا أَوْلَانا وحُسْنِ مَا أَبْلَانا، اللهُ أكْبَرُ وَلِيُّنا الّذي اجْتَبانا، اللهُ أكْبَرُ ربُّنا الّذي بَرَأَنا، اللهُ أكْبَرُ الّذي خَلَقَنا وَسَوّانا، اللهُ أكْبَرُ رَبُّنا الّذي أَنْشَأَنا، اللهُ أكْبَرُ الّذي بِقُدْرَتِهِ هَدانا، اللهُ أكْبَرُ الّذي بدِينِهِ حَبانا، اللهُ أكْبَرُ الّذي مِنْ فِتْنَتِهِ عَافَانا، اللهُ أكْبَرُ الّذي بِالإسلامِ اصْطَفانا، اللهُ أكْبَرُ الّذي فَضَّلَنا بِالإِسْلامِ عَلَى مَنْ سِوَانَا، اللهُ أكْبَرُ وَأَكْبَرُ سُلْطَانَاً، اللهُ أكْبَرُ وَأَعْلَى بُرْهاناً، اللهُ أكْبَرُ وَأجَلُّ سُبْحَاناً، اللهُ أكْبَرُ وَأَقْدَمُ إِحْسَاناً، اللهُ أكْبَرُ وَأَعَزُّ أَرْكَاناً، اللهُ أكْبَرُ وَأَعْلَى مَكاناً، اللهُ أكْبَرُ وَأسْنَى شَأْناً، اللهُ أكْبَرُ نَاصِرُ مَنِ اسْتَنْصَرَ، اللهُ أكْبَرُ ذُو المَغْفِرَةِ لِمَنِ اسْتَغْفَر، اللهُ أكْبَرُ الّذي خَلَقَ وَصَوَّرَ، اللهُ أكْبَرُ الّذي أَمَاتَ فَأَقْبَرَ، اللهُ أكْبَرُ الّذي إِذا شَاءَ أَنْشَرَ، اللهُ أكْبَرُ أَقْدَسُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَأَظْهَرُ، اللهُ أكْبَرُ رَبُّ الخَلْقِ وَالبَرِّ وَالبَحرِ، اللهُ أكْبَرُ كُلَّمَا سَبَّحَ اللهَ شَيْءٌ وَكَبَّرَ، وَكَمَا يُحِبُّ اللهُ أَنْ يُكبَّرَ.

أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ، وَرَسولِكَ، وَنَبِيِّكَ، وَصَفِيِّكَ، وَحَبيبِكَ، وَنَجِيِّكَ، وَأَمينِكَ، وَنَجيبِكَ، وَصَفْوَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَخَليلِكَ، وَخَاصَّتِكَ، وَخَالِصَتِكَ، وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسولِكَ الّذي هدَيْتَنا بِهِ مِنَ الضَّلالَةِ، وَعَلَّمْتَنَا بِهِ مِنَ الجَهالَةِ، وَبَصَّرْتَنا بِهِ مِنَ العَمَى، وَأقَمْتَنَا بِهِ عَلَى المَحَجَّةِ العُظْمى وَسَبيلِ التَّقْوى، وَأَخْرَجْتَنَا بِهِ مِنَ الغَمَراتِ إِلى جَميعِ الخَيْراتِ، وَأَنْقَذْتَنَا بِهِ مِنْ شَفَا جُرُفِ الهَلَكَاتِ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَفْضَلَ، وَأَكْمَلَ، وَأَشْرَفَ، وَأَكْبَرَ، وَأَطْهَرَ، وَأَطْيَبَ، وَأَتَمَّ، وَأَعَمَّ، وَأَعَزَّ، وَأَزْكى، وَأَنْمى، وَأَحْسَنَ، وَأَجْمَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنَ العالَمينَ. أللَّهُمَّ شَرِّفْ مَقامَهُ فِي القِيَامَةِ، وَعَظِّمْ عَلَى رُؤوسِ الخَلَائِقِ حَالَه، أللَّهُمَّ اجْعَلْ مُحمَّدَاً وَآلَ مُحَمَّدٍ يَوْمَ القِيامَةِ أَقْرَبَ الخَلْقِ مِنْكَ مَنْزِلَةً، وَأَعْلَاهُم مَكَانَاً، وَأَفْسَحَهُمْ لَدَيْكَ مَجْلِسَاً، وَأَعْظَمَهُم عِنْدَكَ شَرَفاً، وَأَرْفَعَهُمْ مَنْزِلاً.

أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وعَلَى أَئِمَّةِ الهُدَى وَالحُجَجِ عَلَى خَلْقِكَ، وَالأَدِلّاءِ عَلَى سُنَّتِكَ، وَالبَابِ الّذي مِنْهُ يُؤْتَى، وَالتَّراجِمَةِ لِوَحْيِكَ، المُسْتَنِّينَ بِسُنَّتِكَ النّاطِقِينَ بِحِكْمَتِكَ الشُّهَداءِ عَلَى خَلقِكَ، أللَّهُمَّ اشْعَبْ بِهِمُ الصَّدْعَ وَارْتُقْ بِهِمُ الفَتْقَ، وَأَمِتْ بِهِمُ الجَوْرَ، وَأَظْهِرْ بِهِمُ العَدْلَ وَزَيِّنْ بِطُولِ بَقائِهِم الأَرْضَ، وَأَيِّدْهُمْ بِنَصْرِكَ وَانْصُرْهُمْ بِالرُّعْبِ، وَقَوِّ ناصِرَهُمْ وَاخْذُلْ خاذِلَهُمْ، وَدَمْدِمْ عَلَى مَنْ نَصَبَ لَهُمْ، وَدَمِّرْ عَلَى مَنْ غَشَمَهُمْ، وَافْضُضْ بِهِمْ رؤوسَ الضَّلالَةِ وَشارِعَةَ البِدَعِ، وَمُمِيتَةَ السُّنَنِ، وَالمُتَعَزِّزينَ بِالباطِلِ. وَأَعِزَّ بِهِمُ المُؤْمِنينَ، وَأَذِلَّ بِهِمُ الكافِرينَ وَالمُنافِقينَ وَجَميعَ المُلْحِدينَ وَالمُخالِفينَ، في مَشارِقِ الأَرْضِ وَمَغاربِها، يا أَرْحَمَ الرّاحِمينَ.

أللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى جَميعِ المُرْسَلينَ وَالنَّبِيّينَ الّذين بَلّغوا عَنْكَ الهُدى، وَاعْتَقدوا لَكَ المَواثيقَ بِالطّاعَةِ، وَدَعَوْا العِبادَ إِلَيْكَ بِالنَّصيحَةِ، وَصَبَروا عَلَى مَا لَقُوا مِنَ الأذَى وَالتَّكْذيبِ في جَنْبِكَ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وعَلَيْهِمْ وَعَلَى ذَراريِهِمْ وَأَهْلِ بُيوتَاتِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ، وَجَميعِ أَشْياعِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ مِنَ المُؤْمِنينَ وَالمُؤْمِناتِ، وَالمُسْلِمينَ وَالمُسْلِماتِ، الأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالأَمْواتِ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِمْ جَميعاً فِي هَذِهِ السّاعَةِ وَفِي هَذا اليَوْمِ وَرَحْمَتُهُ وَبَركاتُهُ.

أللَّهُمَّ اخْصُصْ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ المُبارِكينَ، السّامِعينَ، المُطيعينَ لَكَ، الّذينَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرتَهُمْ تَطْهيراً، بِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ وَنَوامي بَرَكاتِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.

فإذا أصبح يومَ الفطر:

 يُستَحبّ له أن يغتسلَ، ووقتُه [أي وقتُ الغُسل] بعد طلوع الفجر إلى وقتِ صلاة العيد، ويلبسَ أطهرَ ثيابه، ويمسّ شيئاً من الطّيب جسده؛ وينبغي أيضاً أن يعتمّ شاتياً كان أو قايظاً، ويتردّى بِبُرْدَةٍ حِبَرَة، ثمّ يخرج إلى المُصلّى بسكينة ووقار لصلاة العيد، فإذا اجتمعتْ شروط الجمعة وجبتْ صلاةُ العيد، وإنْ لم تجتمع أو اختلّ بعضُها كانت الصّلاةُ مُستحبّةً على الانفراد، فإذا توجّه إلى الصّلاة دعا بالدّعاء الّذي ذكرناه في آخر هذا الفصل.

وصِفةُ صلاة العيد أن يقومَ مُستقبِلَ القبلة، فيستفتح الصّلاة، يتوجّه فيها، ويكبّر تكبيرة الاستفتاح ".."

فإذا سلّمَ عقّبَ بتسبيحِ الزّهراء عليها السّلام، ومَا خفَّ عليه من الدّعاء، ثمّ يدعو بهذا الدّعاء.

 

الدّعاء بعد صلاة (العيد الصّبح)؟:

 

أللّهمَّ إِنّي تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بمُحَمَّدٍ أمَامي، وَعَلِيٍّ مِنْ خَلْفي، وَأَئِمَّتي عَنْ يَميني وَشِمَالي، أَسْتَتِرُ بِهِمْ مِنْ عَذابِكَ وَسَخَطِكَ، وَأَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ زُلْفَى... [إلى آخر الدّعاء الذي ورد أعلاه برواية الشّيخ المفيد قدّس سرّه]

 

فإذا توجّهتَ إلى المُصَلّى، فَادْعُ بهذا الدّعاء:

 

أللَّهُمَّ مَنْ تَهَيَّأَ، وَتَعَبَّأَ، وَأَعَدَّ، وَاسْتَعدَّ لِوِفادَةٍ إِلى مَخْلوقٍ رَجاءَ رِفْدِهِ...». [إلى آخر الدّعاء، وقد تقدّمت أيضاً روايتُه عن الشّيخ المفيد]

 

خُطبة أمير المؤمنين عليه السّلام يومَ الفطر

 

قال الشّيخ الطّوسيّ رضوان الله تعالى عليه:

«.. روى أبو مِخْنَف، عن جُندب بن عبد الله الأزديّ، عن أبيه، أنّ عليّاً عليه السّلام كان يخطبُ يومَ الفطر، فيقول:

الحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرْضَ، وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ، ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ، لا نُشْرِكُ بِاللهِ شيئاً وَلا نَتَّخِذُ (ولا أَتَّخِذُ) مِنْ دُونِهِ وَليّاً، وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السّماواتِ وَما فِي الأَرْضِ، وَلَهُ الحَمْدُ فِي الآخرةِ وَهُوَ الحَكِيمُ الخَبِيرُ، يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها، وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماء وَما يَعْرُجُ فِيها، وَهُوَ الرَّحِيمُ الغَفُورُ، كذلِكَ ربُّنَا جَلَّ ثَناؤه، لَا أَمَدَ وَلَا غَايَةَ وَلَا نِهايةَ، ولَا إِلهَ إِلّا هُوَ وإِلَيْهِ المَصِيرُ، وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلى الأَرْضِ إِلّا بِإِذْنِهِ، إِنَّ اللهَ بِالنّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ.

أللَّهُمَّ ارْحَمْنا بِرَحْمَتِكَ، وَاعْمُمْنا بعَافِيَتِكَ، وامدُدْنَا (وأمدِدْنا) بِعِصْمَتِكَ، ولَا تُخْلِنَا مِن رَحْمَتِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرّحِيْمُ، وَالحَمْدُ للهِ لا مَقْنُوطاً مِنْ رَحْمَتِهِ، وَلا مَخْلُوَّاً مِنْ نِعْمَتِهِ، وَلا مُؤْيَساً مِنْ رَوْحِهِ، وَلا مُسْتَنْكَفاً عَنْ عِبادَتِهِ، الذي بِكَلِمَتِهِ قامَتِ السَّماواتُ السَّبْعُ وَقَرَّتِ الأَرْضُون السّبعُ، وَثَبَتَتِ الجِبالُ الرَّواسِي، وَجَرَتِ الرِّياحُ اللَّواقِحُ، وَسارَ فِي (جَوِّ) السَّماء السَّحابُ، وَقامَتْ عَلى حُدُودِها البِحارُ، فتَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العالَمِينَ، إِلهٌ قاهِرٌ قَادِرٌ، ذلَّ لَهُ المُتَعَزِّزُونَ، وَتَضاءَلَ لَهُ المُتَكَبِّرُونَ، وَدانَ طَوْعاً وَكَرْهاً لَهُ العالَمُونَ، نَحْمَدُهُ بما حَمِدَ نَفْسَهُ، وَكَما هُوَ أَهْلُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلّا اللهُ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، يَعْلَمُ ما تُخْفِي الصُّدورُ (النُّفُوسُ)، وَما تُجِنُّ البِحارُ، وَما تُوارِي الأَسْرَابُ (الأسرار)، وما تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ، وَكُلّ شَيءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَار، لَا تُوارِي مِنْهُ ظُلُماتٌ، وَلَا تَغِيبُ عَنْهُ غائِبَةٌ، وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلّا يَعْلَمُهَا، وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ، وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ، وَيَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ العَامِلُونَ، وَإِلى أَيِّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ، وَنَسْتَهْدِي اللهَ بِالهُدى، وَنَعُوذُ بِهِ مِنَ الضَّلَالَةِ (الضّلَال) والرَّدَى، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَنَبِيُّهُ وَرَسُولُهُ إِلى النّاسِ كَافّة، وَأَمِينُهُ عَلى وَحْيِهِ، وَأَنَّهُ بَلَّغَ رِسالةَ رَبِّهِ، وَجَاهَدَ فِي اللهِ المُدْبِرينَ عَنْهُ، وَعَبَدَه حَتّى أَتاهُ اليَقِينُ صلّى اللهُ عليه وآله.

أُوصِيكُمْ، عبادَ الله، بِتَقْوى اللهِ الَّذِي لا تَبْرَحُ مِنْهُ نِعْمَةٌ، وَلا تُفْقَدُ (تَنفد) له رَحْمَةٌ، وَلا يَسْتَغْنِي عَنْهُ العِبادُ، وَلا تَجْزِي أَنْعُمَهُ الأعْمالُ، الَّذِي رَغَّبَ فِي الآخِرَةِ وَزَهَّدَ فِي الدُّنْيا، وَحَذَّرَ المَعاصِي، وَتَعَزَّزَ بِالبَقاءِ، وَتَفرَّدَ بِالعِزِّ وَالبَهَاءِ، وَجَعَلَ المَوْتَ غايَةَ المَخْلُوقِينَ، وَسَبِيلَ المَاضِين، فَهو مَعْقُودٌ بِنَواصِي الخَلْقِ كُلِّهم، حَتْمٌ فِي رِقَابِهم، لا يُعْجِزُهُ لُحُوقُ الهَارِبِ، وَلَا يَفُوتُهُ نَاءٍ، وَلَا آئِب، يَهْدِمُ كُلَّ لَذَّةٍ، وَيُزِيلُ كُلَّ بَهْجَةٍ، وَيَقْشعُ كُلَّ نِعْمَةٍ.

عبادَ الله! إنّ الدُّنْيا دارٌ رَضِيَ اللهُ لأَهْلِهَا الفَناءَ، وقَدَّرَ عَلَيهم بِها [مِنْها] الجَلاءَ، فَكُلُّ مَا فِيها نَافِدٌ، وَكُلُّ مَن يَسْلُكُها (يسكنُها) بَائِدٌ، وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ حُلْوَةٌ غَضِرَةٌ (خَضِرَة)، رَائِقَةٌ نَضِرَة، قَدْ زيّنَتْ [ازَّيَّنَت] لِلْطَّالِبِ، وَلَاطَت بِقَلْبِ الرّاغِبِ يَطِيبُها (بطيبها) الطّامع، وَيَجْتَويها (يَجتبيها) الوَجِلُ الخائِفُ، فَارْتَحِلُوا، رَحِمَكُمُ اللهُ، مِنْها بِأَحْسَنِ ما بِحَضْرَتِكُمْ (يَحضرُكم) مِنَ الزّادِ، وَلا تَطْلُبُوا مِنْها سِوى البُلْغَة، وَكُونُوا فِيهَا كَسَفَرٍ (كَسَفَرَةٍ) نَزِلُوا مَنْزِلاً فَتَمَتَّعُوا مِنْهُ (مِنها)، بِأَدْنَى ظِلّ، ثُمّ ارْتَحَلُوا لِشَأْنِهم، وَلا تَمُدُّوا أَعْيُنَكُمْ فِيهَا إِلى مَا مُتِّعَ بِهِ المُتْرَفُونَ، وَأَضِرُّوا فِيها بِأَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّ ذلِكَ أَخَفُّ لِلحِسَابِ، وَأَقْرَبُ مِنَ النَّجَاةِ.

أَلا إنَّ الدُّنْيا قَدْ تَنَكَّرَتْ وَأَدْبَرَتْ، وَآذَنَتْ بِوَداعٍ، أَلا وَإِنَّ الآخِرةَ قَدْ أَقْبَلَتْ وَأَشْرَفَتْ وَنَادَتْ بِاطِّلاعٍ، أَلا وَإِنَّ المِضْمارَ اليَوْمَ وغَداً السِّباق، أَلا وَإِنَّ السُّبقةَ الجَنَّة وَالغايَةَ النَّارُ، أَفَلا تائِبٌ مِنْ خَطِيئَتِهِ قَبْلَ هُجُومِ مَنِيَّتِهِ؟ أَوَلا عامِلٌ لِنَفْسِهِ قَبْلَ يَوْمِ فَقْرِهِ وبُؤْسِهِ؟ جَعَلَنا اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ يَخافُهُ وَيَرْجُو ثَوابَهُ.

أَلا وإِنَّ هذا اليَوْمَ، يَوْمٌ جَعَلَهُ الله عِيداً، وَجَعَلَكُمْ لَهُ أهْلاً، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَكَبِّرُوهُ، وَعَظِّمُوهُ، وَسَبِّحُوهُ، وَمَجِّدُوهُ، وَادْعُوهُ يَسْتَجِبْ لَكُمْ، وَاسْتَغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُم، وَتَضَرَّعُوا وَابْتَهِلُوا، وَتُوبُوا وَأَنِيبُوا، وَأَدُّوا فِطْرَتَكُمْ، فَإِنَّها سُنَّةُ نَبِيِّكُمْ، وَفَرِيضَةٌ وَاجِبَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ، فَلْيُخْرِجْهَا كُلُّ امْرِئٍ مِنْكُمْ عَنْ نَفْسِهِ، وَعَنْ عِيالِهِ كُلِّهِم، ذَكَرِهِم وَأُنْثَاهُم، صَغِيرِهِم وَكَبِيرِهِم، حُرِّهِم وَمَمْلُوكِهِم، يُخْرِجُ كُلُّ (عَنْ كُلِّ) واحدٍ مِنْهُمْ صاعاً مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صاعاً مِنْ تَمْرٍ، أَوْ [صَاعَاً] مِنْ بُرٍّ، مِن طِيْبِ كَسْبِهِ، طَيِّبَةً بِذَلِكَ نَفْسُهُ.

عِبَادَ الله! وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتّقْوَى، وَتَراحَمُوا وَتَعَاطَفُوا، وَأَدّوا فَرائضَ اللهِ عَلَيكُم، فِيمَا أَمَرَكُمْ بِهِ مِنْ إِقامةِ الصَّلواتِ المَكْتُوبَاتِ، وَأداءِ الزَّكَوَاتِ، وَصِيَامِ شَهْرِ رَمَضانَ، وَحَجِّ البَيْتِ، وَالأمْرِ بِالمَعْرُوفِ وَالتّنَاهِي (وَالنَّهْي) عَنِ المُنْكَر،ِ وَالإحسَانِ إِلى نِسائِكُم، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ، وَاتّقُوا اللهَ فِيمَا نَهاكُمْ عَنْهُ، وأَطِيعُوهُ فِي اجتِنابِ قَذْفِ المُحْصَنَاتِ، وَإِتْيَانِ الفَواحِشِ، وَشُرْبِ الخَمْر،ِ وَبَخْسِ المِكْيالِ، وَنَقْصِ المِيزَانِ، وَشَهادَةِ الزُّورِ، وَالفَرارِ مِنَ الزَّحْفِ، عَصَمَنا اللهُ وَإِيَّاكُمْ بِالتَّقْوى، وَجَعَلَ الآخِرةَ خَيْراً لَنا وَلَكُمْ مِن هذه الدُّنيا، إِنَّ أَحْسَنَ الحَدِيثِ وَأَبْلَغَ المَوْعِظَةِ كلامُ اللهِ تَعالى.

أَعُوذُ بِالله مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ، ﴿بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ..﴾، إلى آخرِها.

* ثمّ جَلَسَ وَقَام، فَقَال:

الحَمْدُ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَسْتَهْدِيهِ، وَنُؤْمِنُ بِهِ، وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ، وَنَعُوذُ بِالله مِن شُرورِ أَنْفُسِنَا (نفوسِنا) وَمِن سَيّئاتِ أعمَالِنا، مَن يَهدِ اللهُ فَهُوَ المُهْتَد، وَمَن يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِدَاً، وَأشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ..».

* قال الشّيخ الطّوسيّ، رحمه الله تعالى: «وذكرَ بَاقي الخطبةِ الصّغيرةِ في يومِ الجُمُعة».

وبالرّجوع إلى خُطبة الجمعة الصّغيرة، نَجِد أنّه، رحمه الله تعالى، أوردَ خطبتَين صغيرتَين، أقربُهما إلى ما أشار إليه، هو هذه الخطبة:

«الحَمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنُؤْمِنُ بِهِ، وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ، وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلّى الله (صَلواتُ الله) عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَسَلامُهُ وَمَغْفِرَتُهُ وَرِضْوانُهُ.

أللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَنَبِيِّكَ وَصَفِيِّكَ، صَلاةً تامّةً نامِيَةً زاكِيَةً، تَرْفَعُ بِها دَرَجَتَهُ، وَتُبَيِّنُ بِها فَضيلَتَهُ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعلى آلِ مُحَمَّدٍ، كَما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ عَلى إِبْراهِيمَ وَعلَى آلِ إِبْراهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

أللّهُمّ عَذِّبْ كَفَرَةَ أَهْلِ الكِتابِ، والمُشْرِكِيْنَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ، وَيَجْحَدُونَ آياتِكَ، وَيُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، أللّهُمّ خالِفْ بَيْنَ كَلِمَتِهِمْ، وَألْقِ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِهِمْ، وَأَنْزِلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَنَقِمَتَكَ وَبَأسَكَ الَّذِي لا تَرُدُّهُ عَنِ القَوْمِ المُجْرِمِينَ، أللّهُمّ انْصُرْ جُيُوشَ المُسْلِمِينَ وَسَراياهُمْ وَمُرابِطِيهِم، حيثُ كَانوا مِن مَشارِقِ الأَرْضِ وَمَغارِبِها، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، أللّهُمّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ وَالمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِماتِ، وَلِمَنْ هُوَ لاحِقٌ بِهِمْ، واجْعَلْ التَّقْوى زادَهُمْ والجَنّة مَآبَهُم، وَالإيمانَ وَالحِكْمَةَ فِي قُلُوبِهِمْ، وَأَوْزِعْهُمْ أَنْ يَشْكُرُوا نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ، وَأَنْ يُوفُوا بِعَهْدِكَ الَّذِي عاهَدْتَهُمْ عَلَيْهِ، إِلهَ الحَقِّ وَخالِقَ الخَلْقِ آمِين، إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإحْسانِ، وَإِيْتاءِ ذِي القُرْبى، وَيَنْهى عَنِ الفَحْشاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، اذْكُرُوا اللهَ فَإِنَّهُ ذاكِرٌ لِمَنْ ذَكَرَهُ، وَاسْأَلُوه رَحْمَتَه وَفَضْلَه، فَإِنَّهُ لا يَخِيبُ عَلَيْهِ داعٍ من المؤمنينَ دَعاهُ. رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخرةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّار».

 (الشّيخ الطّوسيّ، مصباح المتهجّد)

 

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريّات

دوريّات

27/06/2014

دوريّات

نفحات