أحسن الحديث

أحسن الحديث

منذ 0 ساعات

موجز في تفسير سورة (الطّور)

أحسن الحديث   

موجز في تفسير سورة (الطّور)

الصَّبر، وصلاةُ اللّيل، ونافلةُ الصّبح

ـــــ إعداد: سليمان بيضون ـــــ

* سورة (الطّور) هي السُّورة الثّانية والخَمسون في ترتيب سُوَر المُصحف الشّريف، نزلتْ بعد سورة (السّجدة).

* آياتُها تسعٌ وأربعون، وهي مكّيّة، مَن قرأها كان حقّاً على الله تعالى أن يُؤْمِنَه من عذابه، وأن يُنعّمه في جنّته، كما في الرّواية عن رسول الله صلّى الله عليه وآله. وقد سُمِّيتْ بسورة (الطّور) لابتدائها بقوله تعالى: ﴿وَالطُّورِ﴾.

نشير إلى أنّنا اعتمدنا في هذا الموجز على العلّامة الطّباطبائيّ في (تفسير الميزان)، والشّيخ مكارم الشّيرازيّ في (تفسير الأمثل)، والشّيخ الحويزيّ في (تفسير الثّقلين).

 

«الطّور مطلَقُ الجبل، وقد غلبَ استعمالُه في الجبل الّذي كلّم اللهُ عليه النّبيّ موسى عليه السّلام، وقد أقسمَ الله تعالى به لمّا قدّسَه وباركَ فيه، كما أقسمَ به في قوله: ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ التّين:2، وقال سبحانه: ﴿وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ..﴾ مريم:52.

وقيل: المُراد مطلَق الجبل، أقسم اللهُ تعالى به لِما أوْدَع فيه من أنواع نِعَمه، قال تعالى: ﴿وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا..﴾ فصّلت:10».

(العلّامة الطباطبائي، تفسير الميزان)

مَضامين سورة (الطّور)

أوّلاً: «هدفُ سورة الطّور هو إنذارُ أهل التّكذيب والعناد، من الكفّار، بالعذاب الّذي أُعِدّ لهم يومَ القيامة، فتبدأ السّورة، بأَقسامٍ مؤكّدة وأَيْمانٍ مغلّظة، بالإنباء عن هذا العذاب، وعن تَحقُّقِه يوم القيامة، وأنّه واقعٌ بهم لا محالة.

ثمّ تذكر السّورة بعض صفاتِ هذا العذاب، والويلَ الّذي يعمُّهم ولا يفارقهم، وتُقابل ذلك بذكرِ نماذج من نعيم أهل الجنّة، وهم المُتّقون الّذين كانوا في الدُّنيا بين أهليهم خائفين من العذاب، يدعون الله مُؤمنين به مُوَحّدين له.

ثمّ تأخذ السّورة المباركة في توبيخ المُكَذّبين على التّهم التي كانوا يرمون بها النّبيّ صلّى الله عليه وآله، وما أُنزل عليه من القرآن، وما جاء به من الدّين الحقّ. وتختم الكلامَ بتكرار التّهديد والوعيد، وأَمْرِ النّبيّ صلّى الله عليه وآله بتسبيح ربّه تعالى».

(العلّامة الطباطبائي، تفسير الميزان)

***

ثانياً: تتركّز بحوث سورة الطّور على مسألة المعاد، وعاقبة الصّالحين والمُتّقين من جهة، والمُجرمين والمُفسدين من جهةٍ أخرى، ويُمكن تقسيم محتوى السّورة إلى ستّة أقسام:

1- تُستهَلُّ السّورة بالقَسَم تلو القسَم، وتتناول الآيات الأولى منها عذابَ القيامة، ودلائلَها، وعلاماتها، وتتحدّث عن النّار وعقاب الكافرين فيها. [الآيات من 1 إلى 16]

2- القسم الثّاني يُعدِّدُ نِعَمَ الجنّة التي أعدّها الله، عزّ وجلّ، للمتّقين، وفي هذه السّورة إشارةٌ إلى معظمِها. [الآيات من 17 – 28]

3- في القسم الثّالث من السّورة يقع الكلام عن نُبوّة رسول الله صلّى الله عليه وآله، وما وَجّه إليه الأعداء من التُّهم، ويردّ عليها بنحوٍ موجز. [الآيات من 29 إلى 34]

4- في القسم الرّابع بحثٌ عن التّوحيد باستدلالات واضحة. [الآيات من 35 – 43]

5- في القسم الخامس عَودٌ على مسألة المَعاد، وبعض أوصاف يوم القيامة. [الآيات من 44 – 47]

6- القسم الأخير من السّورة يختتم الأمور المذكورة آنفاً بأَمْر نبيّ الإسلام صلّى الله عليه وآله، بالصّبر، والاستقامة، والتّسبيح، والحمد لله تعالى، ووعْدِه بأنّ الله، تبارك وتعالى، حاميه وناصرهُ. [الآيتان: 48 – 49]

(الشيخ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل)

ثوابُ تلاوتها

1) عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ (الطُّور) كانَ حَقّاً عَلَى اللهِ أَنْ يُؤْمِنَهُ مِنْ عَذَابِهِ، وأَنْ يُنَعِّمَهُ فِي جَنَّتِهِ..».

                                    (الشيخ الطَّبَرْسِي، مجمع البيان)

2) عن الإمام الباقر عليه السّلام: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ (الطُّور) جَمَعَ اللهُ لَهُ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ».

(الشيخ الصّدوق، ثواب الأعمال)

تفسيرُ آياتٍ منها

قوله تعالى: ﴿وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ﴾ الطّور:4.

* عن الإمام الباقر عليه السّلام: «إنَّ اللهَ وَضَعَ تَحْتَ العَرْشِ أَرْبعَ أَساطينَ وَسَمّاهُنَّ الضُّراحَ، وَهُوَ البَيْتُ المَعْمورِ، وَقالَ لِلمَلائِكَةِ: طوفوا بِهِ. ثُمَّ بَعَثَ مَلائِكَتَهُ، فَقال: ابْنوا في الأَرْضِ بَيْتاً بِمِثالِهِ وَقَدْرِهِ. وَأَمَرَ مَنْ في الأَرْضِ أَنْ يَطوفوا بِالبَيْتِ».

قوله تعالى: ﴿وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ﴾ الطّور:6.

* عن الإمام الباقر عليه السّلام: «إِنَّ يونُسَ لَمّا آذاهُ قَومُهُ (...) أَلَقْى نَفْسَهُ فَالتَقَمَهُ الحوتُ، فَطافَ بِهِ البِحارَ السَّبْعَةَ حَتّى صارَ إِلى البَحْرِ المَسْجور، وَبِهِ يُعَذَّبُ قارونُ».

قوله تعالى: ﴿يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا * وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا﴾ الطّور:9-10.

* سُئل الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السّلام عن نفخ الصّور يوم القيامة، فقال: «أَمّا النَّفْخَةُ الأُولى، فَإِنَّ اللهَ يَأْمُرُ إِسْرافيلَ فَيَهْبِطُ إِلى الدُّنْيا وَمَعَهُ صُورٌ (...) فَإِذا رَأَتِ المَلائِكَةُ إِسْرافيلَ وَقَدْ هَبَطَ إِلى الدُّنْيا وَمَعَهُ الصّورُ، قالوا: قَدْ أَذِنَ اللهُ في مَوْتِ أَهْلِ الأَرْضِ وَفي مَوْتِ أَهْلِ السَّماءِ (...) فَيَنْفُخُ فيهِ نَفْخَةً فَيَخْرُجُ الصَّوْتُ مِنَ الطَّرَفِ الّذي يَلي الأَرْضَ، فَلا يَبْقى في الأَرْضِ ذو روحٍ إِلّا صُعِقَ وَماتَ، وَيَخْرُجُ الصَّوْتُ مِنْ إِسْرافيلَ، فَيَقولُ اللهُ لِإِسْرافيلَ: يا إِسْرافيلُ مُتْ؛ فَيَموتُ إِسْرافيلُ، فَيَمْكُثونَ في ذَلِكَ ما شاءَ اللهُ، ثُمَّ يَأْمُرُ اللهُ السَّماواتِ فَتَمُور، وَيَأْمُرُ الجِبالَ فَتَسيرُ».

قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا﴾ الطّور:13.

* مَرّ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله بعَمرو بن العاص، والوليد بن عقبة بن أبي معيط، وهما في حائط، يشربان ويغنّيان ببيتٍ من الشِّعر شماتةً بقتل حمزة بن عبد المطّلب، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وآله: «أللّهُمّ العَنْهُمَا، وَأَرْكِسْهُمَا فِي الفِتْنَةِ رَكْسَاً، وَدَعّهِمَا إلى النّارِ دَعّاً».

قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ..﴾ الطّور:21.

1) عن الإمام الصّادق عليه السّلام: «الَّذِينَ آمَنُوا: النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَليه وآلِه وأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَليه السّلَام، وذُرِّيَّتُه الأَئِمَّةُ والأَوْصِيَاءُ - صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِمْ - أَلْحَقْنَا بِهِمْ، ولَمْ نَنْقُصْ ذُرِّيَّتَهُمُ الْحُجَّةَ الَّتِي جَاءَ بِهَا مُحَمَّدٌ صلّى الله عليه وآله فِي عَلِيٍّ عليه السّلام، وحُجَّتُهُمْ وَاحِدَةٌ، وطَاعَتُهُمْ وَاحِدَةٌ».

2) وعنه عليه السّلام: «إنّ أَطْفَالَ شِيعَتِنا مِنَ المُؤمِنينَ تُرَبّيهِم فَاطِمَة عَلَيها السَّلَام».

قوله تعالى: ﴿قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ﴾ الطّور:26.

* عن الإمام الباقر عليه السّلام: «صَلَّى أَميرُ المُؤْمِنينَ، عَلَيْهِ السَّلامُ، بِالنّاسِ الصُّبْحَ بِالعِراقِ، فَلَمّا انْصَرَفَ وَعَظَهُمْ، فَبَكى وَأَبْكاهُمْ مِنْ خَوْفِ اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ قالَ: أَمَا وَاللهِ، لَقَدْ عَهَدْتُ أَقْواماً عَلى عَهْدِ خَليلي رَسولِ اللهِ، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَإِنَّهُمْ لَيُصْبِحونَ وَيَمْشونَ شُعْثاً غُبْراً خُمُصاً، بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ كَرُكَبِ المِعْزى، يَبيتونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً، يُراوِحونَ بَيْنَ أَقْدامِهِمْ وَجِباهِهِمْ، يُناجونَ رَبَّهُمْ وَيَسْأَلونَهُ فَكاكَ رِقابِهِمْ مِنَ النّارِ، وَاللهِ، لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ مَعَ هَذا وَهُمْ خائِفونَ مُشْفِقونَ».

قوله تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ﴾ الطّور:49.

1) الإمام الباقر عليه السّلام: «إِنَّ رَسولَ اللهِ، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، كانَ يَقومُ مِنَ اللَّيْلِ ثَلاثَ مَرّاتٍ، فَيَنْظُرُ في آفاقِ السَّماءِ، وَيَقْرَأُ الخَمْسَ مِنْ آلِ عِمْرانَ الّتي آخِرُها: ﴿..إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ آل عمران:194، ثُمَّ يَفْتَتِحُ صَلاةَ اللَّيْلِ».

2) وعنه عليه السّلام، في معنى التّسبيح عند إدبار النّجوم: «رَكْعَتانِ قَبْلَ الصُّبْحِ».

(الشيخ الحويزي، تفسر نور الثقلين)

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

26/07/2014

دوريّات

نفحات