يذكرون

يذكرون

منذ يوم

زيارةُ عاشوراء


زيارةُ عاشوراء

من سِنخ الأحاديث القُدسيّة

_____ الشّيخ عبد الله الحسن _____

 

كثيرة هي الرّوايات الّتي وردت في استحباب زيارة الإمام الحسين عليه السّلام مطلقاً أو في أوقاتٍ مخصوصة، إلّا أنّ ما يستحقّ التّأمّل، هو أجر زائره الّذي يبلغ إلى: «كَمَنْ زارَ اللهَ في عَرْشِهِ».

ما يلي، نصٌّ مختصَر من كتاب (ليلة عاشوراء في الحديث والأدب) للشّيخ عبد الله الحسن، يتناول فيه اثنتَين من خصائص زيارة عاشوراء، هما: عظَمة الثّواب، وقضاء الحوائج.

 

قال شيخنا ثقة الإسلام النّوريّ رحمه الله في (النّجم الثّاقب): «وأمّا زيارة عاشوراء، فيكفي في فضلها ومقامها أنّها لا تُسانِخُها سائر الزّيارات الّتي هي بحسب الظّاهر من إنشاء المعصوم وإملائه، ولو أنّه لا يظهر من قلوبهم المُطهّرة شيءٌ إلّا ما وصل إلى (من) ذلك العالم الأرفع؛ بل هي من سِنخ الأحاديث القدسيّة، نزلتْ بهذا التّرتيب من الزّيارة واللّعن والسّلام والدّعاء من الحَضرة الأحديّة جلّت عظَمتُه، إلى جبرئيل الأمين ومنه إلى خاتَم النّبيّين صلّى الله عليه وآله.

وبحسب التّجربة فإنّ المداومة عليها أربعين يوماً أو أقلّ، لا نظيرَ لها في قضاء الحاجات، ونيل المقاصد، ودفع الأعداء».

يُحشَر زائرُه ملطّخاً بدمه

ذكر الشّيخ جعفر التّستريّ رحمه الله، في (الخصائص الحسينيّة) أنّ من جملة الأوقات المخصوصة الّتي يزار فيها الحسين عليه السّلام، ليلة عاشوراء ويومها، وقال: «وخصوصيّةُ فضلِ زيارة عاشوراء الدّخولُ في زُمرة الشّهداء والتّلطُّخ بدَم الحسين، عليه السّلام، وإذا زاره ليلةَ عاشوراء وبات عندَه وسقى عندَه الماء في ذلك الوقت، كان كمَن سقى عسكرَ الحسين عليه السّلام يوم عاشوراء».

وقد ذكر، رفع الله مقامه، أنّ فضل زيارات الحسين عليه السّلام المخصوصة بالأوقات هي عَرَفة وعاشوراء، وقال: «والّذي يترجّح أنّ خصوصيّة زيارة عاشوراء الّتي ورد فيها: أنّ زائره يحشر ملطّخاً بدم الحسين، عليه السّلام، في زمرة الشّهداء، أعلى من كلّ خصوصيّة، حتّى من مائة ألف حجّة، وألف حجّة مع رسول الله صلّى الله عليه وآله، فقد ورد في زيارة عاشوراء إضافة إلى هذه الخصوصيّة، خصوصيّة أخرى وهي أنّه كَمَنْ زارَ اللهَ في عَرْشِهِ».

ويناسب أن يُزار الحسين، عليه السّلام، في ليلة العاشر من المحرّم بزيارة عاشوراء المعروفة، كما أنّ هذه الزّيارة الشّريفة لا تختصّ بوقتٍ من الأوقات، كما في رواية علقمة عن أبي جعفر عليه السّلام: «وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَزورَهُ في كُلِّ يَوْمٍ بِهَذِهِ الزِّيارَةِ مِنْ دارِكَ فَافْعَلْ، فلَكَ ثَوابُ جَميعِ ذَلِكَ»، فتشمل يوم عاشوراء وغيره، وسواء كانت من قريبٍ أو بعيدٍ، وقد دلّت أيضاً على استحباب ذلك الرّواياتُ الأخرى الواردة في استحباب التّسليم على الحسين، عليه السّلام، والصّلاة عليه من قريبٍ وبعيدٍ كلّ يوم.

ادعُ وسَلْ ربَّك حاجتك، تأتِكَ من الله

لا يخفى أنّ زيارة عاشوراء، كما دلّت عليها التّجارب، فريدةٌ في آثارها وفي قضاء الحوائج، ونَيل المقاصد، ودفْع الأعادي. وقد أكّدَ أهل البيت عليهم السّلام هذه الزّيارة، وحثّوا شيعتَهم عليها بما فيها دعاء علقمة، الّذي يُقرأ بعد الزّيارة.

رُوي عن صفوان أنّه قال: قال لي أبو عبد الله عليه السّلام: «تَعاهَدْ هَذِهِ الزِّيارَةَ وَادْعُ بِهذا الدُّعاءِ وَزُرْ بِهِ فَإِنّي ضامِنٌ عَلى اللهِ لِكُلِّ مَنْ زارَ بِهَذِهِ الزِّيارَةِ وَدعا بِهَذا الدُّعاءِ مِنْ قُرْبٍ أَوْ بُعْدٍ، أَنَّ زَيارَتَهُ مَقْبولَةٌ، وَسَعْيَهُ مَشْكورٌ، وَسَلامَهُ واصِلٌ غَيْرُ مَحْجوبٍ، وَحاجَتَهُ مَقْضِيَّةٌ مِنَ اللهِ تَعالى بالِغَةً ما بَلَغَتْ، وَلا يُخَيِّبُهُ. ".." يا صَفْوانُ، إِذا حَدَثَ لَكَ إِلى اللهِ حاجَةٌ، فَزُرْ بِهَذِهِ الزِّيارَةِ مِنْ حَيْثُ كُنْتَ، وَادْعُ بِهَذا الدُّعاءِ، وَسَلْ رَبَّكَ حاجَتَكَ تَأْتِكَ مِنَ اللهِ، وَاللهُ غَيْرُ مُخْلِفٍ وَعْدَهُ رَسولَهُ (ورسوله) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلهِ بِمَنِّهِ وَالحَمْدُ للهِ».

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ يوم

دوريات

نفحات