بسملة

بسملة

منذ 6 أيام

الموكبُ النبويّ في الشّام!!

الموكبُ النبويّ في الشّام!!

§        بقلم: الشيخ حسين كوراني

«في اليوم الأوّل - من شهر صفر - أُدخل رأس الحسين عليه السّلام مدينة دمشق»

(البيروني، الآثار الباقية: ص 331).

بمناسبة ذكرى وصول الموكب النّبويّ - الذي عُرف باسم «موكب السبايا» - إلى دمشق في الأوّل من صفر، يتمّ هنا عرضُ مسار الأحداث في «مشاهد» بدءاً من الهجرة النبويّة وإلى لحظة احتفال بني أميّة في الشام بما حسبوه اكتمالَ النصر على رسول الله، عبر حفيد أبي سفيان: «يزيد بن معاوية بن أبي سفيان». الذي كان يقال له «خليفة رسول الله»!

المشهد الأول

الزمان: اليوم الأوّل من السنة الأولى للتاريخ الهجري.

المكان: المدينة المنوّرة - يَثرب - طِيبَة.

المناسبة: الهجرة النبويّة.

وصل النبيّ صلّى الله عليه وآله إلى «المدينة المنوّرة» قادماً من مكّة التي واجهَتْه طيلةَ ثلاث عشر عاماً، كان المدافع الأوّل عنه من الناس – خلالها - عمّه «أبو طالب»، وكان من أوائل المتَصدّين له «أبو سفيان».

المشهد الثاني

الزمان: من سنة 2 للهجرة إلى سنة 8 للهجرة.

المكان: الجزيرة العربية.

المناسبة: التحالف الأمويّ - اليهوديّ، وحروبهما على الإسلام.

أعلنت قريش الحرب على «المدينة المنوّرة» في ثلاثة مسارات:

التحالف مع «يهود المدينة»، و«العمل الأمنيّ»، و«العمل العسكريّ». الذي تمثّل بمواجهاتٍ وحروبٍ محدودة لتأمين استمرار المشاغَلة، تمهيداً لشَنّ الحروب المركزية.

وفي حرب «أُحُد» استأجرتْ «هند» زوجة «أبي سفيان» شخصاً حبشيّاً - ماهراً بالرَّمْي بحرْبته، اسمه «وَحشيّ» - ليَغتال «الحمزة» عمَّ النبيّ صلّى الله عليه وآله، وبعد اغتياله يَبقر بطنَه ويستخرج لها كبدَه لتأكلَها. قال الطبريّ: «وكانت هند بنت عتبة بن ربيعة، كلّما مرّتْ بوَحشيّ أو مرّ بها قالت: إيه أبا دسمة، اشفِ واشتَفِ، وكان وحشيّ يكنّى أبا دسمة».

«وقد وقفتْ هند بنت عتبة والنُّسوة اللّاتي معها يُمَثِّلن بالقَتلى يَجْدَعْنَ الآذان والأنوف، حتّى اتّخذت هندُ من آذان الرِّجال وأنفهم خِزَماً وقلائد، وأعطتْ خِزَمَها وقلائدَها وقِرطَيها "وحشيًاّ"، وبَقَرتْ عن كبد حمزة فَلاكَتْها فلم تستطع أن تسيغَها فلفَظَتْها..».

وفي جميع هذه المواجهات، كان دور «أبي سفيان» بين قادة قريش مركزيّاً، بل كانت الحروب الأخطر بقيادته دون منازع.

المشهد الثالث

الزمان: سنة 9 للهجرة.

المكان: مكّة.

المناسبة: فتح مكّة، والعفو عن «الطُّلَقاء».

تمكّن الإسلام من اجتياح معاقل اليهود بين السنة الخامسة (حرب الخندق) والتاسعة، التي شهدت «فتح مكّة» معقلَ «قريش».

وأعلن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «مَن دخلَ دارَه فهو آمِن، ومَن دخلَ دار أبي سفيان فهو آمِن».

أبرز ما في «فتح مكّة» أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال في خطبته الأولى بمكّة: «يا معشرَ قريش ويا أهلَ مكّة، ما تَرونَ أنّي فاعلٌ بكم؟

 قالوا: خيراً، أخٌ كريم، وابنُ أخٍ كريم.

 ثمّ قال: اذهبوا، فأنتُم الطُّلَقاء».

جاء في تاريخ الطبري: «فأعتقَهم رسولُ الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، وقد كانَ اللهُ أمكنَه من رقابهم عنوةً، وكانوا له فَيْئاً فبذلك يُسمّى أهلُ مكّة "الطُّلَقاء"».

المشهد الرابع

الزمان: عام 24 للهجرة.

المكان: مجلس «الخليفة عثمان بن عفّان» الأمويّ.

المناسبة: احتفال أبي سفيان بانتصار قريش في ثورتها المضادّة، وأنّ «الخلافة كُرة يَتوارثها بنو أميّة».

قال «أبو الفرَج» في (الأغاني): «لمّا ولي عثمان الخلافة، دخل عليه أبو سفيان فقال: يا معشرَ بني أميّة، إنّ الخلافة صارت في تَيْمٍ وعَدِيٍّ حتّى طمعت فيها، وقد صارت إليكم فتلقّفوها بينَكم تلقُّفَ الكرة، فوَاللهِ ما من جنّةٍ ولا نار - هذا أو نحوه - فصاح به عثمان: قُم عنّي فعلَ اللهُ بك وفعل. ولأبي سفيان أخبار من هذا الجنس ونحوه كثيرة يطول ذكرُها، وفي ما ذكرتُ منها مُقنع».

المشهد الخامس

الزمان: عام 41 للهجرة.

المكان: العراق (مسكِن والكوفة).

المناسبة: ما عُرف باسم «صلح الحسن ومعاوية».

الإمام الحسن عليه السّلام: «.. "ومعاويةُ يَدعونا إلى أمرٍ ليس فيه عزٌّ ولا نَصَفَة، فإنْ أردتم الموتَ، ردَدناه وحاكمناه إلى الله بظُبات السّيوف، وإنْ أردتم الحياة، قبلناه، وأخَذنا لكم بالرِّضى"، فناداه الناس من كلّ جانب: البقيّةَ البقيّة يا ابنَ رسول الله».

معاوية بن أبي سفيان: «إنّي واللهِ ما قاتلتُكم لِتُصَلّوا، ولا لِتَصوموا، ولا لِتَحجّوا، ولا لتُزَكّوا. إنّكم لَتَفعلون ذلك. وإنّما قاتلتُكم لأَتأَمّر عليكم، وقد أعطاني اللهُ ذلك وأنتم كارهون».

المشهد السادس

المكان: دمشق – الشام.

الزمان: الأوّل من شهر صفر عام 61 للهجرة.

المناسبة: «يومٌ بيوم بدر».

«يوم الزينة» الأعظم. «آلاف المرايا». ستائر الدِّيباج تغطّي الشوارع. «أمر اليوم» لكلّ فِرَق الجيش: لا تدّخِروا جهداً في عروض القوّة والجَبَروت. العرضُ العسكريّ الأكبر. أرسلَ «يزيد» في المدائن حاشرين. قال الثقات الكبار من المؤرّخين: «اليوم الأوّل من صفر عيدُ بني أميّة حيث أُدخِلَ فيه رأسُ الحسين عليه السّلام إلى دمشق».

وقال الصحابيّ «سهل بن سعد الساعدي»: «ورأيتُ الرؤوسَ على الرِّماح ويَقدمُهم رأسُ عبّاس بن عليّ عليهما السّلام، ورأسُ الإمام [الحسين] عليه السّلام كانَ وراءَ الرؤوسِ أمامَ المخدَّرات، وللرأسِ الشّريف مهابةٌ عظيمةٌ ويُشرِقُ منه النّور بِلحيَةٍ مدَوّرةٍ قد خالطَها الشَّيبُ وقد خُضِبَت بالوَسْمَة أدعجُ العَينين أزجُّ الحاجبَين واضحُ الجَبين أقنَى الأنفِ متبسّماً إلى السّماء شاخصاً ببَصره إلى نحو الأفق والريحُ تلعبُ بلحيَتِه يميناً وشمالاً كأّنه أمير المؤمنين».

كانت الرؤوسُ المرفوعة على الأَسِنّة موزَّعةً بين محامل نساءٍ وأطفال، ليس فيهم من الرّجال إلّا «عليُّ بن الحسين» وارثُ الحسين والنّبيّين.

المشهد السابع

الزمان: عام 1436 هجرية = 2014م.

المكان: العالم الإسلامي.

المناسبة: هجرة الأمّة إلى النبيّ الأعظم مع الحسين.

بإعلان دولة التحالف اليهوديّ - الأمويّ (الوهّابي، الابن تيميّ). بدأَ الفرزُ بين الأمّة شيعةً وسُنّةً وبين النواصب.

كلُّ الدواعش وهّابيّون، وكلُّ الوهّابيّين «دواعش»، وكلُّ الوهّابيّين والدواعش أُمَويّون «نواصب». والأمّة براءٌ من كلّ النواصب.

تُجمِعُ الأمّة على ضلال أبي سفيان وأنّه العدوّ الألدُّ لرسول الله صلّى الله عليه وآله، وعلى وجوب حبِّ الإمامين - قاما أم قعدا - الحسن والحسين والبراءة من معاوية ويزيد.

يعني ذلك أمرَين:

أ‌-  أنّ التحالف القرشيّ - اليهوديّ هو «التحالف الأمويّ - اليهوديّ» الذي نشهدُ الآن بعضَ فصوله وحَشرَجَاتِها، وبوّابة التكفيريّين في الجولان بعضُ المؤكّدات.

ب‌- أنّ المجازر وتقطيع الأوصال والتمثيل بالجثَث قاسمٌ مشترَك يوضِحُ الترابطَ بين «وحشيّ» هند وأبي سفيان، وبين «إدارة التوحّش» كما ينظِّر معاون «البغدادي».

لم يبقَ إلّا آخر الشوط ليكتملَ الفرز ويَتعافى «الجسدُ الواحد».

المستقبل واعد، والأمّة بألف خير.

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ 6 أيام

دوريات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات