أحسن الحديث

أحسن الحديث

20/12/2014

موجز تفسير سورة «الحديد»

موجز في التّفسير

سورة «الحديد»

ـــــ سليمان بيضون ـــــ


* إحدى السّور الخمس المُسَبّحات، وهي التي تبدأ بـ «سَبَّحَ» أو «يُسَبِّحُ» وهي: الحديد، والحشر، والصّف، والجمعة، والتّغابن.

* سُمِّيتْ بـ «الحديد»، لقوله، عزّ وجلّ، في الآية الخامسة والعشرين منها: ﴿..وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ..﴾.

* آياتُها تسع وعشرون، وهي مدنيّة، من قرأها كُتب من الذين آمنوا بالله ورسوله، ومن أدمن قراءتها في صلاة فريضة لا يرى في نفسه وأهله سوءاً أبداً.  

* السُّورة السّابعة والخمسون في ترتيب سُوَر المُصحف الشّريف، نزلتْ بعد «الزّلزلة».

 

جاء في (الكافي) للشيخ الكُليني: «سُئل عليّ بن الحسين عليهما السّلام عن التّوحيد فقال: إنّ اللهَ عزّ وجلّ عَلِمَ أنّه يكونُ في آخِرِ الزّمانِ أقوامٌ مُتَعِمِّقون، فَأَنَزْلَ اللهُ تَعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾، والآياتِ مِنْ سورةِ الحَديدِ إِلى قَوْلِهِ: ﴿..عَلِيْمٌ بِذَاتِ الصُّدُورْ﴾، فمَنْ رامَ وراءَ ذلِكَ فقَدْ هلَكَ». [الآيات المذكورة في الرّواية هي السّتّ الأوَل من سورة الحديد]

هدف السّورة

«تفسير الميزان»: هدف السّورة حثُّ المؤمنين وترغيبُهم في الإنفاق في سبيل الله كما يُشعِر به تأكيدُ الأمر به مرّةً بعد مرّة في خلال آياتها:

﴿آَمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ..﴾ الآية:7.

﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا..﴾ الآية:11.

﴿إنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا..﴾ الآية:18.

وقد سَمّتْ إنفاقهم ذلك إقراضاً منهم لله عزّ اسمُه، فالله سبحانه خيرُ مطلوب وهو لا يُخلف الميعاد، وقد وعدَهم إن أقرضوه أن يضاعفه لهم، وأن يؤتيَهم أجراً كريماً كثيراً. وقد أشار إلى أنّ هذا الإنفاقَ من التّقوى والإيمان بالرّسول، وأنّه يستتبعُ مغفرةَ الذّنوب، وإتيانَ كِفلين من الرّحمة، ولزومَ النّور، بل واللّحوقَ بالصّديقين والشّهداء عند الله سبحانه.

وفي خلال آياتها معارفُ راجعةٌ إلى المبدأ والمعاد، ودعوةٌ إلى التّقوى وإخلاص الإيمان والزّهد والموعظة. ".."

ولقد افتُتحت السّورة بتسبيحه وتنزيهه تعالى بعدّةٍ من أسمائه الحسنى لِما في غرض السّورة - وهو الحثّ على الإنفاق - من شائبة توهّم الحاجة والنّقص في ناحيته تعالى.

محتوى السّورة

«تفسير الأمثل»: تستعرض سورة الحديد تعليمات عمليّة عديدة، لا سيّما في المجالات الاجتماعيّة والحكوميّة. ويُمكن تقسيم موضوعات هذه السّورة إلى سبعة أقسام:

القسم الأوّل: مفتَتح السّورة، وفيه بحثٌ جامعٌ ولطيف حول التّوحيد وصفات الله تعالى.

القسم الثّاني: يتحدّث عن عظَمة القرآن.

القسم الثّالث: يستعرض وضع المؤمنين والمنافقين في يوم القيامة.

القسم الرّابع: فيه دعوة إلى الإيمان والخروج من الشّرك، ويتناول مصير الأقوام الضّالّة من الأُمم السّابقة.

القسم الخامس: يتحدّث عن الإنفاق في سبيل الله، وخصوصاً في تقوية أُسُس الجهاد في سبيل الله، وأنّ مالَ الدّنيا ليس له وزنٌ وقيمة.

القسم السّادس: يأتي الحديث هنا عن العدالة الاجتماعية بصفتها أحد الأهداف الأساسيّة للأنبياء عليهم السلام.

القسم السّابع: يتناول سلبية الرّهبانية والانزواء الاجتماعي، وأن ذلك يمثّل ابتعاداً عن الخطّ الإسلاميّ.

ثواب تلاوتها

عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال: «مَنْ قَرَأَ سورةَ الحَديدِ كُتِبَ مِنَ الّذينَ آمَنوا بِاللهِ وَرَسولِهِ».

وعن الإمام الصّادق عليه السلام أنّه قال: «مَنْ قرأَ سورةَ الحديدِ وَالمُجادَلَة في صَلاةِ فَريضَةٍ أَدْمَنَها لَمْ يُعَذِّبْهُ اللهُ حَتّى يَموتَ أَبَداً، وَلا يَرى في نَفْسِهِ وَلا أَهْلِهِ سوءاً أَبَداً، وَلا خَصاصَةً في بَدَنِهِ».

تفسير آيات منها

(تفسير نور الثّقلين):

قوله تعالى: ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ..﴾ الآية:3.

* سُئل الإمامُ الصّادق عليه السلام عن الأوّل والآخِر فقال: «الأَوَّلُ لا عَنْ أَوَّلٍ قَبْلَهُ وَ(لا) عَنْ بَدْءٍ سَبَقَهُ، وَالآخِرُ لا عَنْ نِهايَةٍ كَما يُعقَلُ مِنْ صِفَةِ المَخْلوقينَ، وَلَكِنْ قَديمٌ أَوَّلٌ، قَديمٌ آخِرٌ، لَم يَزَلْ وَلا يَزولُ بِلا مَدًى (بدءٍ) وَلا نِهايَة، لا يَقَعُ عَلَيْهِ الحُدوثُ، وَلا يَحُولُ مِنْ حالٍ إلى حالٍ، خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ».

** الإمام الرّضا عليه السلام: «.. وَأمّا الظّاهِرُ فَلَيْسَ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ عَلا الأَشْياءَ بِرُكوبٍ فَوْقَها وَقُعودٍ عَلَيْها، وَتَسَنُّمٍ لِذُراها، وَلَكِنَّ ذَلِكَ لِقَهرِهِ وَلِغلَبتهِ الأَشْياءَ وَقُدْرَتِهِ عَلَيْها، كَقَوْلِ الرَّجُلِ: ظَهَرْتُ عَلى أَعْدائي، وَأَظْهَرَني اللهُ عَلى خَصْمي، يُخبِرُ عَنِ الفُلْجِ وَالغَلَبَةِ، فَهَكَذا ظُهورُ اللهِ عَلى الأَشْياءِ. وَوَجْهٌ آخَرُ: أَنَّهُ الظّاهِرُ لِمَنْ أَرادَهُ، وَلا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ، وَأَنَّهُ مُدَبِّرٌ لِكُلِّ ما بَرَأَ.

وَأَمّا الباطِنُ، فَلَيْسَ عَلى مَعْنى الاسْتِبْطانِ لِلأَشْياءِ بِأَنْ يَغورَ فيها، وَلَكِنَّ ذَلِكَ مِنْهُ عَلى اسْتِبْطانِهِ لِلأَشْياءِ عِلْماً وَحِفْظاً وَتَدْبيراً، كَقَوْلِ القائِلِ: أَبْطَنْتُهُ يَعْني خَبِرْتُهُ، وَعَلِمْتُ مَكْتُومَ سِرِّهِ، وَالباطِنُ مِنّا الغائِبُ في الشَّيْءِ المُسْتَتِرِ، وَقَدْ جَمَعَنا الاسْمُ وَاخْتَلَفَ المَعْنى..»

قوله تعالى: ﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ..﴾ الآية:12.

* النّبيّ صلّى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام: «..هَذا جَبْرَئيلُ يُخْبِرُني عَنِ اللهِ تَعالى أَنَّهُ قَدْ أَعْطَى شيعَتَكَ وَمُحِبّيكَ سَبْعَ خِصالٍ: الرِّفْقَ عِنْدَ المَوْتِ، وَالأُنْسَ عِنْدَ الوَحْشَةِ، وَالنّورَ عِنْدَ الظُّلْمَةِ، وَالأَمْنَ عِنْدَ الفَزَعِ، وَالقِسْطَ عِنْدَ الميزانِ، وَالجَوازَ عَلى الصِّراطِ، وَدُخولَ الجَنَّةِ قَبْلَ سائِرِ النّاسِ؛ نورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْديهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ..».

قوله: ﴿وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ..﴾ الآية:19.

* أمير المؤمنين عليه السلام: «..المَيِّتُ مِنْ شيعَتِنا صِدّيقٌ شَهيدٌ..».

** الإمام الصّادق عليه السلام: «ما يَضُرُّ رَجُلاً مِنْ شيعَتِنا أَيَّةَ مِيتةٍ ماتَ؛ أَوْ أَكَلَهُ السَّبْعُ، أَوْ أُحْرِقَ بِالنّارِ، أَوْ خُنِقَ (غرق)، أَوْ قُتِلَ، هُوَ وَاللهِ شَهيدٌ».

قوله تعالى: ﴿لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ..﴾ الآية:23.

* أمير المؤمنين عليه السلام: «النّاسُ ثَلاثَةٌ: زاهِدٌ، وَصابِرٌ، وَراغِبٌ، فَأَمّا الزّاهِدُ فَقَدْ خَرَجَتِ الأَحْزانُ وَالأَفْراحُ مِنْ قَلْبِهِ، فَلا يَفْرَحُ بِشَيْءٍ مِنَ الدُّنْيا، وَلا يَأْسى عَلَى شَيْءٍ مِنْها فاتَهُ، فَهُوَ مُسْتَريحٌ..».

قوله: ﴿..وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ..﴾ الآية:25.

النّبيّ صلّى الله عليه وآله: «..إِنَّ الجِبالَ فخَرَتْ عَلى الأَرْضِ فَشَمَخَتْ وَاسْتَطالَتْ، وَقالَتْ: أَيُّ شَيْءٍ يَغْلِبُني؟ فَخَلَقَ الحَديدَ فَقَطَعَها، فَقَرَّت الجِبالُ وَذَلَّتْ، ثُمَّ إِنَّ الحَديدَ فخَرَ عَلى الجِبالِ وَقالَ: أَيُّ شَيْءٍ يَغْلِبُني؟ فَخَلَقَ النّارَ فَأَذابَتِ الحَديدَ..».

قوله تعالى: ﴿..وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللهِ..﴾ الآية:27.

النّبيّ صلّى الله عليه وآله لابنِ مسعود: «أَتَدْري ما رَهْبانِيَّةُ أُمَّتي؟ قالَ: اللهُ وَرَسولُهُ أَعْلَمُ، قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: الهِجْرَةُ، وَالجِهادُ، وَالصَّلاةُ، وَالصَّوْمُ، وَالحَجُّ، وَالعُمْرَةُ».

 

 

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

20/12/2014

دوريّات

نفحات