تحقيق

تحقيق

14/05/2015

تاريخ آل سعود


تاريخ آل سعود

حقدٌ صهيونيّ، وتوحّشٌ تكفيريّ وهّابيّ

ـــــــــــــ إعداد: «شعائر» ـــــــــــــــــــــــــــ

قام الحكم السُّعوديّ في شبه الجزيرة العربيّة على سياسة الحديد والنّار، وبهذا يفتخر آل سعود فيقولون: «لقد أخذناها بقوّة السّيف»؛ كما أنّ تاريخ آل سعود هو تاريخ خيانيّ ارتبط منذ بداياته بالحركة الوهّابيّة التي شوّهت الإسلام، وارتبط بعلاقات تبعيّة للاستعمار البريطانيّ للوطن العربيّ والإسلاميّ.

في هذا التّحقيق المقتبس من مصادر عدّة نكشف عن بعض المجازر الوهّابيّة، منذ نشأة دولة آل سعود إلى مجازرها في اليمن هذا العام.

 

ترتبط نشأة المملكة بأسرة آل سعود. كانت مدينة الدّرعيّة التي أسّسها أحد أجداد آل سعود الأوائل، مركزاً لحكمهم في هضبة نجد بموازاة قيام دعوة محمّد بن عبد الوهّاب التّميميّ، الّتي قاومتها بعض الإمارات، ثمّ قبِلَها أميرُ الدّرعيّة محّمد بن سعود الّذي تولّى أمرها ونُصرتها عام 1157هـ/1745م، ولم تلبث إمارته طويلاً حتّى توسّعت، وأطلق على الدّعوة اسم «الدّعوة السّلفيّة»، وأُطلق عليها خارج نجد اسم «الوهّابيّة» نسبة إلى محمّد بن عبد الوهّاب.

قوي أمر السّعوديّين كثيراً، بعدما أرهبوا السّكّان وأعملوا فيهم الحديد والنّار، حتّى سيطروا على عسير ونجد، ووصلوا إلى جنوبيّ العراق وبلاد الشّام، ما أخاف الدّولة العثمانيّة، فكلّفت محمّدَ عليّ باشا، والي مصر، التّصدّي للوهّابيّين في شبه الجزيرة العربيّة، فأرسل جيشاً بقيادة ابنه أحمد، ثمّ لحق محمّد عليّ باشا بابنه ودارت معارك ضارية بين الطّرفين، وانتهت الدّولة السّعوديّة الأولى في عام 1233هـ/1817م.

بدأت الدّولة السّعوديّة الثّانية بعد أن تولّى الإمارة تركيّ بن عبد الله عام 1259هـ/1843م الّذي استتبّ له الأمر، بعد أن خاض معارك عديدة مع حامية محمّد عليّ باشا، وقد نجح تركيّ وأبناؤه من بعده في بسط نفوذهم على جميع أنحاء نجد والأحساء وعُمان.

ثمّ تراجع نفوذ آل سعود أمام قوّات الأمير محمّد بن رشيد، أمير حائل، الّذي كانت تدعمه الحكومة العثمانيّة في الآستانة، ووالي مصر في القاهرة. وقد انتهت هذه الدّولة باستيلاء آل الرّشيد على الرّياض عام 1309هـ/1892م.

في عام 1319هـ/ 1902م بدأت مرحلة الدّولة السّعوديّة الثّالثة حتّى الوقت الحاضر، حيث احتلّ عبد العزيز بن عبد الرّحمن آل سعود مدينة الرّياض، ثمّ أخضع أراضي نجد جميعها، وفي عام 1913م مدّ عبد العزيز نفوذه شرقاً حتّى بلغ سواحل الخليج الفارسيّ بعد استرجاع منطقة الأحساء.

بعد الحرب العالميّة الأولى وهزيمة تركيا، وفرض الانتداب البريطانيّ على العراق والأردنّ وفلسطين، جرى عقد معاهدة بين عبد العزيز آل سعود والمقيم البريطانيّ في منطقة الخليج السّير «بيرسي كوكس»، بشأن رسم الحدود بين دولة آل سعود وكلّ من الكويت والعراق والأردنّ، وذلك عام 1922م، انتهت بالتّوقيع على بروتوكولات عرفت باسم «معاهدة المحمّرة وبروتوكولات العقير».

كان عبد العزيز قد وجّه حملة عسكريّة بقيادة ابنه فيصل في عام 1919 إلى منطقة عسير، ونجح في ضمّها إلى سلطانه، كما ضمّ منطقة شمّر في عام 1920، وضمّ منطقتي مكّة وجدّة في عام 1924م.

في عام 1926 نزل عبد العزيز بمكّة المكرّمة واجتمع إليه الأعيان والعلماء وبايعوه ملكاً على الحجاز رهباً وخوفاً بعد مقتل الكثير من علماء الحجاز وأهله العزّل أثناء الغارات الوهّابيّة، وأصبح لقبه في ذلك التّاريخ «ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها» وفي العام نفسه، اعترفت الدّول الكبرى بالملك عبد العزيز ملكاً على بلاد الحجاز، وأقرّت بريطانيا الوضع الجديد بمعاهدة جدّة.

في عام 1932م، جرى توحيد المملكة وأصدر الملك عبد العزيز آل سعود مرسوماً باسم الدّولة الجديد «المملكة العربيّة السّعوديّة».

نظرة في حركة تأسيس المملكة

قامت دولة آل سعود في نجد عام 1746م على يد محمّد بن سعود [مات عام 1765م]، بعدما احتلّت المناطق عنوة وانتزعت أراضي سكّان شبه الجزيرة العربيّة وصادرتها؛ ولم تسلم كلّ قبائل هذه المنطقة من البطش السُّعوديّ الوهّابيّ في مراحل تأسيسها وتكوينها، حيث اغتصب عبد العزيز بن سعود [مات عام 1953م]، المُلْكَ من آل رشيد، وتوسّع على حساب ممالك الحجاز وعسير وسواحل الخليج الفارسي.

ومنذ بداية الدّولة السُّعوديّة الأولى اعتمد السُّعوديّون على إرهاب الأهالي لتدعيم أركان دولتهم بمساعدة بريطانيا، وإمتطاء تعاليم الوهّابيّة الإرهابيّة الشّاذّة التي كفّرت كلّ سكّان شبه الجزيرة العربيّة واستباحت أرواحهم وأملاكهم بوصفهم كفّاراً وخارجين عن ملّة الإسلام إن لم يخضعوا لآل سعود ويرتضوا أحكام الوهّابيّة المنحرفة عن جوهر الإسلام وتعاليمه السّمحاء.

وتشير الوثائق التّاريخيّة البريطانيّة السّرّيّة إلى أنّ الهدف الأوّل لبريطانيا في شبه الجزيرة والمنطقة العربيّة، بصفة عامّة، هو تكوين الكيان السُّعوديّ على حساب سكّان المنطقة، والهدف الثّاني هو إيجاد الكيان الصّهيونيّ فوق أرض فلسطين، وهذا الأمر يفسّر قيام دولة آل سعود و«دولة إسرائيل» بوصفهما كيانيْن مصطنعيْن في المنطقة أوّلاً، وإنّهما صنيعة بريطانيّة استعماريّة ثانياً، علاوة على النّسب اليهوديّ الّذي يجمعهما.


المجازر السّعوديّة للسّيطرة على الحجاز

 تؤكّد المصادر التاريخيّة أنّ كلّ القبائل العربيّة في شبه الجزيرة العربيّة وخارجها لم تسلم من البطش والتّنكيل السُّعوديّ، ما يؤكّد أنّ عائلة آل سعود عائلة غريبة عن المنطقة، بل إنّ كلّ المذاهب لم تسلم من مذابح ومجازر آل سعود. فالدّولة السُّعوديّة الأولى والثّانية قامت بعد أن ارتكبت مذابح شنيعة بحقّ العلماء والفقهاء الّذين عارضوا المذهب الوهّابيّ، مثلما تعرّض الأعيان والأمراء والمشايخ في كلّ القبائل العربيّة لموجة من القتل والاضطهاد؛ فقد شهدتْ دولة آل سعود الثّانية - التي بدأت منذ استعادة تركيّ بن عبد الله بن محمّد بن سعود الحكم في الدّرعيّة - ارتكابَ العديد من المذابح وسلسلة من عمليّات التّعذيب والتّهجير باستيلاء آل سعود على أملاك أمير (جبل شَمّر) محمّد بن عبد الله بن رشيد في الرّياض وهروب آخر حكّامها عبد الرّحمن بن فيصل عنها إلى قطر فالبحرين ثمّ الكويت.

وتميّزت المرحلة التّالية لدولة آل سعود الثّانية بكلّ صنوف القهر للأهالي والأعيان والقبائل في الجزء الأكبر من شبه الجزيرة العربيّة، خاصّة في مناطق الأحساء والقطيف ووادي الدّواسر وعسير والجبل والقصيم.

وسطّرت دولة آل سعود الثّالثة صفحات دمويّة بشعة في تاريخ شبه الجزيرة العربيّة عندما استولى عبد العزيز بن عبد الرّحمن آل سعود على الرّياض عام 1902م، وطرد منها آل رشيد ودخل قصر (المصمك) مرتكباً جرائم تقشعرّ منها الأبدان انتقاماً من آل رشيد وأهالي المدينة الّذين قاوموا حكم آل سعود. ويذكر التّاريخ أنّ آل سعود قتلوا عجلان بن محمّد، أحد عمّال ابن الرّشيد المقرّبين، ومثّلوا بجثّته، وأمعنوا تعذيباً وقتلاً في أهالي الرّياض والمناطق المحيطة بها، وانتزعوا منهم البيعة عنوةً وغصباً.

وفي عام 1924م زحف عبد العزيز وقوّات الإخوان التّابعة له أو ما يُسمّى بـ «جيش الإخوان» على منطقة الحجاز واحتلّها بمساعدة القوّات البريطانيّة وعبثوا بالمناطق والأماكن المقّدسة، وخرّبوا قبور الصّحابة وشوّهوا المعالم الإسلاميّة بها.

وبمساعدة الإنكليز أجبروا شريفَ مكّة الحُسين على التّنازل عن الملك، واحتلّت «قوّات الإخوان» مكّة، ثمّ المدينة المنوّرة في عام 1925م. وفي عام 1932م أطلق رسميّاً على المنطقة التي يحكمها عبد العزيز آل سعود اسم (المملكة العربيّة السُّعوديّة) بدل (شبه الجزيرة العربيّة) في أكبر عمليّة سطو في التّاريخ على أرض وشعب جرت «سعودته» بقوّة الحديد والنّار والقهر السُّعوديّ الوهّابيّ، وكان الكثير من السّكّان هربوا أو شرّودا من الجزيرة العربيّة، وفاق عددهم ثلاثة ملايين نسمة منذ مجيء المخابرات الإنكليزيّة الصّهيونيّة بعبد العزيز آل سعود عام 1901م، فمنهم من هرب إلى العراق ودول الخليج، ومنهم من هرب إلى مصر والشّام وإلى سائر البلاد؛ كما زاد عدد الّذين قُطّعت أيديهم وأرجلهم عن خمسة وسبعين ألف شخص، وزاد عدد الّذين جلدهم آل سعود في الشّوارع العامّة عن نصف مليون، والّذين رجموهم عن عشرة آلاف، لتحطيم كرامتهم وإخضاعهم. وزاد عدد القتلى في المجازر الجماعيّة والفرديّة عن مليون نسمة.

وكما هو معروف للجميع أنّه لم يمرّ يوم سبت أو جمعة منذ عام 1901م إلّا وشهدت أبوابُ المساجد والسّاحاتُ العامّة أيدي وأرجلاً تُقطع وجلوداً تُسلخ ورؤوساً تخلع.. وقد اتّهم أصحابها بتُهم باطلة، لا تختلف عن تلفيق تهم الاحتلال السُّعوديّ لـ (قادة الإخوان) وهو الجيش الّذي كان مع عبد العزيز، وثار ضدّه فيما بعد، والتّهم الملفّقة ضدّ قبائل شمّر ومطير والعجمان بأنّهم كفروا وأنّهم رفضوا الانصياع لأوامر الملك.


احتلال الحجاز

انطلق الوهّابيّون في صفر عام 1343 للهجرة/ 1924م لاحتلال الحجاز بقيادة سلطان بن بجاد وخالد بن لؤي، والتقى الأشراف بالإخوان في «تُرْبَة» [تبعد عن مديـنة الطّائف 130 كلم وعن مدينة الباحة 120 كلم] وحلّت مجزرة رهيبة بالجيش الحجازيّ، ثمّ دخل الإخوان الطّائف فقتلوا من وجدوه في الطّرقات، واقتحموا البيوت ونهبوها، فقُتل العديد من رجال الدّين والنّساء والأطفال، وقد وصف عون بن هاشم، وهو أحد الأشراف، المجزرة في «تُرْبَة» بقوله: «رأيت الدّم فيها يجري كالنّهر بين النّخيل، وبقيتُ سنتيْن عندما أرى الماء الجارية أظنّها، واللهِ، حمراء».

ويقول الرّيحانيّ إنّ الإخوان الوهّابيّين حينما دخلوا الطّائف طفقوا يطلقون نيران بنادقهم في الأسواق، وهم يطوفون بالمدينة، فقتلوا عدداً من الأبرياء الّذين لم يسارعوا إلى بيوتهم مستأمنين، وكان قد تخلّف في المدينة جماعات من عرب البقّوم والنّمور والطّوَيْرق وغيرهم، فاختلطت هذه الجموع في ظلمات اللّيل، وكانت ساعة الهول والفجع، راح العربان والإخوان يطرقون الأبواب ويكسّرونها فيدخلون البيوت، ثمّ يُعملون فيها أيدي السّلب، وكانوا يقتلون في سبيل السّلب. وقُتل مفتي الشّافعيّة الشّيخ الزّواويّ وأبناء الشّيخ الشّيبيّ، وعدد كبير من العلماء.

وفي اليوم التّالي أُخرج الأهالي، نساءً وأطفالاً وشيوخاً، وسيقوا إلى حديقة (شبرا) وحبسوا هناك ثلاثة أيّام، وكانت النّساء سافرات مع الرّجال، ومكثوا أيّاماً بدون طعام أو ماء كما يقرّ بذلك (العطّار) صاحب مؤلّف (صقر الجزيرة).

كان ابن سعود هو المخطّط للمذبحة كما فعل أسلافه، فاحتلال مكّة لا يكون سلماً إلّا بعد ترويع السّكّان بارتكاب مجزرة بالقرب منهم، فكانت الطّائف ساحة المجازر كلّما أراد الوهّابيّون احتلال الحجاز... والنتيجة أنْ سقطت مكّة، ودُمِّرت معظم آثارها الدّينيّة، تماماً مثلما فعلوا بالطّائف، وكذلك سقطت جدّة بعد حصار طويل، وخُرّبت قبور الأولياء فيها.

وسقطت المدينة المنوّرة أواخر كانون الأوّل 1925م، وأمعن السّعوديّون في الآمنين قتلاً ونهباً في المدينة، وقتلوا ونفوا كلّ رجل دين، وشرّدوا الكثير من أهلها، وكان ذلك على يد جزّار سعوديّ اسمه عبد العزيز إبراهيم، وصلها في العاشر من ربيع الثّاني عام 1346 للهجرة. ورغم هذا فقد قامت عدّة انتفاضات فيها ومن حولها، منها انتفاضة أبناء الشّيعة الّذين يسمّونهم (النّخاولة)، وثورة (ابن رفادة)، ومعه قبائل (جهينة وبلا والحويطات وبني عطيّة) إلّا أنّ السُّعوديّين تمكّنوا من إخماد تلك الثّورة ونجحوا لسبَبين:

 

 

الأوّل: هو تحرّك عدد من القبائل، في حين كانت بقيّة القبائل إمّا مغلوبة على أمرها، أو مخدوعة بما تطلقه السُّعوديّة من فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان.

والسّبب الثّاني: دعم بريطانيا لآل سعود من أجل تثبيت حكمهم، وهكذا فشلت ثورة ابن رفادة، وكانت المجزرة، إذ قتل السُّعوديّون ما يزيد عن سبعة آلاف شخص بعد إخماد تلك الثّورة، رغم أن أكثرهم لم يشتركوا فيها. وكان نصيب الأطفال والنّساء وافراً، وزاد عدد الّذين فرّوا إلى مصر والأردنّ عن عشرة آلاف، بالإضافة إلى الّذين شرّدوا في الأقطار العربيّة الأخرى أو ماتوا غيلة في السّجون، وكان السُّعوديّون يعتدون على النّساء بحجّة (أنّهن نساء الكفّار).


نبذة من التّاريخ الدموي

تعرّض آلُ سعود لسكّان معظم مناطق الحجاز بالقتل أو التّعذيب أو التّهجير لتثبيت دعائم حكمهم، فعلى سبيل المثال:

1) ذَبح آل سعود المصلّين في مساجد قرية الشّعيبة [فيها ميناء تاريخيّ يقع على شواطئ البحر الأحمر في تهامة جنوب مكّة المكرمة وجدّة] وبلغ عدد القتلى 3790 شخصاً.

2) وذبحوا 410 من المسلمين من عشيرة (آل أسلم) من قبيلة شمّر، وكان ذلك في منطقة الجليدة بالقرب من حائل.

3) وذبحوا 513 مسلماً من قبيلة عنزة، القبيلة التي يزعم آل سعود أنّهم ينتمون إليها، لكنّها لفظَتهم ورفضت أن يكون لهم بها صلة قربى، فقاتلها آل سعود في مذبحة شهيرة باسم (بيضاء نثيل).

4) وذبحوا 411 مسلماً في مذبحة عرفت باسم مذبحة أُمّ غراميل شرقيّ حائل.

5) وذبحوا 375 شخصاً، يقودهم (هبقان السّليطيّ)، في منطقة الغوطة بحائل.

6) وارتكبوا مجزرة في «تُرْبَة» راح ضحيتها أربعون ألفاً جميعهم من المسلمين.

7) وقتلوا خمسة عشر ألف شخص في مذبحة اشتهرت بـ «مذبحة الطّائف والحويّة» وفيهم من أهل مكّة الّذين كانوا يصطافون في الطّائف.

8) وذَبح آل سعود في حصارهم الطّائف 2800 شخص من جنود الشّريف عليّ بن الحسين الّذي كان يحكم الحجاز إلى عام 1925.

9) وقتلوا في مناطق القصيم ما يزيد عن سبعة وعشرين ألفاً بطرق الغدر.

10) وقتلوا أكثر من عشرة آلاف مسلم من قبيلة شمّر وأهل حائل في معارك كثيرة منها

مجزرة النّيصيّة والوقيد والجثاميّة وغيرها.

11) اغتال عبد العزيز آل سعود عدداً من زعماء الجوف، وقتل عدداً كبيراً من أبنائه.

12) قتل آل سعود أكثر من خمسة آلاف مسلم في معارك كثيرة في مناطق عسيرة وتهامة.

13) وقتلوا أكثر من (1200) يماني في منطقة اسمها «وادي تنومة» بعد أن قدموا للحجّ.

14) وقتلوا سبعة آلاف عربيّ مسلم من بني مالك في «وادي بني مالك» في الطّائف وهدّموا 70 قرية من قراها بحّجة أنّ شيخهم عبد الله بن فاضل دافع عن كرامته وقاوم خدم آل سعود الّذين حاولوا الاعتداء على أخواته وزوجته.

15) وقتلوا (1520) مسلماً من قبائل الرّيث في جبل القهر، جنوب الحجاز عام 1953.

16) كان آل سعود وراء معركة الجهراء في الكويت حيث قُتل من أهل الكويت وقبائل الجزيرة ما يقارب ألف مسلم.

17) هناك أكثر من خمسة آلاف مسلم ينتمون لقبائل مطير وعتيبة، قتلهم آل سعود في مجازر معروفة باسم (مذبحة السّبلة) و(مذبحة أُمّ الرّضمة) وغيرها من المذابح، وبعد ذلك قتل آل سعود شيوخهم المعروفين.

18) قتل آل سعود أكثر من ثلاثة آلاف مسلم من قبيلة العجمان في معارك عديدة، وقتلوا عدداً من شيوخ العجمان.

19) وقتلوا، بعد ثورة ابن رفادة، أكثر من سبعة آلاف من قبائل الحويطات وبني عطيّة وجهينة وبلي، وشرّدوا الآلاف منهم.

وفي التاريخ السُّعوديّ، الكثير من المجازر التي راح ضحيّتَها أكثرُ من مليون مسلم من الحضر والبادية.

وكلّ هذه المجازر التي نجد نظائرها فيما تقوم به «داعش» اليوم، ليست من وحي الخيال، إنّما موثّقة في الكتب والتّقارير، ومحفوظة في صدور الرّجال، وقد أشار السّعوديون أنفسهم إلى عدد منها، من ذلك ما أورده سفير السّعوديّة بلندن حافظ وهبة في كتابه (جزيرة العرب في القرن العشرين)، حيث قال: «سمعتُ مراراً من جلالة الملك أنّه حبس مرّة بعض شيوخ مُطَير، فجاء بعض كبارهم للاستشفاع لهم، وأنِس منهم روح الاعتزاز، فأمر بقطع رؤوس المسجونين، وأحضر رؤوسهم على مائدة قدّمت لبني عمّهم الّذين جاؤوا للاستشفاع فيهم، ثمّ أمرهم بالأكل على المائدة!! وقد قصّ هذه الحكاية جلالة الملك عبد العزيز على شيوخ المطير الّذين جاؤوا للاستشفاع في فيصل الدّويش». وإليكم النّصّ مصوّراً من كتابه المذكور:

كذلك أمعن السّعوديّون قتلاً في أهل الرّياض أثناء تقدّمهم لاحتلال المناطق الحجازيّة بحجّة أنّ أهل الرّياض من الكفّار كغيرهم من أهل نَجد، ولا زالت الآثار في نَجد تشهد على جرائمهم ومجازرهم في وادي الدّواسر [من محافظات منطقة الرّياض، عُرف قديماً بالعقيق، وعقيق بني عُقيل، وعقيق تمرة]، فمن يذهب إلى وادي الدّواسر يخبره الّذين عايشوا المجازر السُّعوديّة الأولى عن قصص الآبار المردومة، والبيوت المهدّمة، والنّخيل والأشجار المحروقة بعدما قتلَ آل سعود ثلاثة آلاف من السّكّان بحجّة أنهّم كَفَرة، رغم أنّ معظمهم قُتل في المساجد غدراً وهم يؤدّون صلاة الصّبح وهدموا عليهم المساجد، وأحرقوا جثث أبناء الدّواسر المؤمنين بالنّار، ثمّ دخلوا البيوت ونهبوها عن آخرها، وكانوا يقطعون أصابع أرجل الأطفال، ثمّ يقطعون أرجلهم، كما كانوا يقطعون أصابع أيديهم ويتركونهم أحياء ليموتوا موتاً بطيئاً، وقاموا باستخراج عدد من عيون الأطفال بالخناجر.


عيّنة من مجازر آل سعود خارج الحجاز

ولم يسلم المسلمون من أذى آل سعود في بلاد الحجاز فحسب، بل امتدّ أذاهم إلى مناطق عديدة خارج الحجاز، منها كربلاء والنّجف الأشرف، فقد ذكر ابن بشر الحنبليّ تفاصيل ما جرى في كربلاء فقال: «إنّ سعود قصد أرض كربلاء، ونازل أهل بلد الحسين عليه السلام في ذي القعدة 1216 للهجرة، فحشد عليها قومَه، وتسوّروا جدرانها ودخلوها عنوةً، وقتلوا غالب أهلها في الأسواق والبيوت، وهدّموا القبّة، وأخذوا ما في القبّة وما حولها ".." وأخذوا جميع ما وجدوا في البلد من أنواع الأموال والسّلاح واللّباس والفرش والذّهب والفضّة والمصاحف الثّمينة، وغير ذلك ممّا يعجز عنه الحصر. ولم يلبثوا فيها إلّا ضحوة وخرجوا منها قرب الظّهر بجميع تلك الأموال وقُتل من أهلها نحو ألفَي رجل».

وغزا الوهّابيّون الكويت غير مرّة بدافع السّلب والنّهب والقتل، وكانت الحملة الأولى عام 1205 للهجرة /1790م، ثمّ تلتها حملة أخرى سنة 1213 للهجرة /1798م، وثالثة سنة 1223 للهجرة/1808م. وحين تمرّدت (العتوب) في الكويت والبحرين ورفض أهلها دفع الجزيّة، هاجمهم الوهّابيّون مرّة أخرى وأوقعوا بهم خسائر جسيمة. وقد شجّع الإنكليز- أثناء صراعهم مع الأتراك - الوهّابيّين على مهاجمة الأراضي الكويتيّة عام 1337 للهجرة/1919م، فوقعت معركة (الحمض) فقتلوا ونهبوا. وأعادوا الكرّة عام 1338 للهجرة/1920م، فكانت معركة (الجهراء)، وكاد الشّيخ سالم الصّباح أن يقع أسيراً لولا نجدة ابن طوالة إيّاه بمساندة قبائل شمَّر والعجمان.

وهاجم الوهّابيّون حوران عام 1225 للهجرة/1810م فأحرقوا ونهبوا وسبوا، ولم يسلم الأطفال والشّيوخ، وهدموا البيوت. ثمَّ توسّعت الغزوات الوهّابيّة حتّى بلغت مدينة حلب وقطعوا الطّريق بين الشّام والعراق، وقد قتلوا خلقاً كثيراً خلال غاراتهم تلك.

وفي عام 1341 للهجرة/ 1921م انقضّ الوهّابيّون على الحجّاج اليمنيّين المتوجّهين إلى مكّة المكرّمة، فقتلوهم غدراً وغيلة دون أي سبب، وكان الجنود الوهّابيّون أعطوهم الأمان، فلمّا وصل الفريقان إلى وادي (تنومة) فتك المسلّحون بالحجّاج ولم ينجُ منهم إلّا اثنان.

وفي عام 1925م، خطّط الإنكليز للهجوم الوهّابيّ على شرقيّ الأردنّ حيث أغاروا على (أُمّ العمد) وجوارها وقتلوا 250 شخصاً ونهبوا وأسروا.

وخرج الوهّابيّون إلى حضرموت ثلاث مرّات، وطوال تاريخ آل سعود كانت موانئ اليمن معرّضة لهجوم السّعوديّين بدافع السّلب والنّهب، وكان اليمنيّون يصدّون ما أمكنهم من تلك الغارات، وها هي السّعوديّة، اليوم، تعيد كرّة العدوان على اليمن، وتدعم المجموعات الإرهابيّة في العالم العربيّ لأنّهم جميعاً من سِنخٍ واحد ومنبتٍ وهّابيٍّ واحد.

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

14/05/2015

دوريات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات