سورة الرعد

سورة الرعد

31/05/2011

سورة الرعد: مكيّة. آياتها ثلاث وأربعون. الثالثة عشرة في ترتيب سور المصحف الشريف، تتركّز مضامينُها على المسائل العقائديّة، وأحقيّة القرآن وعَظَمَته..

 إعداد أسرة التحرير

سورة الرعد: مكيّة. آياتها ثلاث وأربعون. الثالثة عشرة في ترتيب سور المصحف الشريف، تتركّز مضامينُها على المسائل العقائديّة، وأحقيّة القرآن وعَظَمَته، ورفع السماوات بلا عَمَد تُرى، وآيات كونية أخرى، وتأسيس أصول في السلوك والأخلاق.
 ما يلي مختارات من التفسير الروائي الأبرز، ومختصرٌ من (تفسير الميزان) حول هذه السورة المباركة.

«نور الثقلين»: كان رسول الله صلّى الله عليه وآله إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال: «أللّهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تُهلكنا بعذابك، وعافِنا قبل ذلك» .
* سأل أبو بصير الإمام الصادق عليه السلام عن الرعد أيّ شيءٍ هو؟ قال: «إنّه بمنزلة الرجل يكون في الإبل فيزجرُها، هاي هاي كهيئة ذلك». قال: جُعلت فداك فما حال البرق؟ قال عليه السلام: «تلك مخاريق الملائكة تضرب السحاب فتسوقه إلى الموضع الذي قضى الله عزّ وجلّ فيه المطر».

ثواب تلاوة سورة الرّعد

* رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن قرأ سورة الرعد أُعطي من الأجر عشرَ حسنات بعدد كلِّ سحابٍ مَضى، وكلِّ سحابٍ يكون إلى يوم القيامة، وكان يوم القيامة من المؤمنين بعهد الله».
* الإمام الصادق عليه السلام: «من أكثر قراءة سورة الرعد لم يُصبه الله بصاعقة أبداً ولو كان ناصبيّاً، وإذا كان مؤمناً دخل الجنّة بلا حساب، ويشفع في جميع من يعرفه من أهل بيته وإخوانه».


تفسير آياتٍ منها

* سأل الصحابي أبو سعيد الخدري، رسول الله صلّى الله عليه وآله، عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿..قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب﴾ الرعد:43،. فقال صلّى الله عليه وآله: «ذاك أخي عليُّ بن أبي طالب».

* أمير المؤمنين عليه السلام: «ما نزلت من القرآن آيةٌ إلّا وقد علمتُ أين نزلت، وفيمن نزلت، وفي أيّ شيء نزلت، وفي سهل نزلت أو في جبل نزلت». قيل: فما نزل فيك؟ قال: «لولا أنّكم سألتموني ما أخبرتُكم، نزلت فيّ هذه الآية ﴿..إنّما أنت منذر ولكلِّ قومٍ هاد﴾ الرعد:7، فرسول الله صلّى الله عليه وآله المنذر، وأنا الهادي إلى ما جاء به» .

* وعنه عليه السلام في معنى قوله تعالى: ﴿..وهو شديد المحال﴾ الرعد:13، «أي شديد الأخذ».

* الإمام الباقر عليه السلام: ﴿..ومن عنده علم الكتاب﴾ الرعد:43: «عليّ بن أبي طالب عنده علم الكتاب الأوّل والآخر».

* الإمام الصادق عليه السلام: ﴿المر﴾ الرعد:1 «معناه: أنا الله المُحيي المُميت الرازق» .

* وعنه عليه السلام: «المنذر رسول الله صلّى الله عليه وآله، والهادي أمير المؤمنين، وبعده الأئمّة عليهم السلام، وهو قوله: ﴿..ولكل قومٍ هاد﴾ الرعد:7، في كل زمان هادٍ مُبيّن، وهو ردٌّ على من يُنكر أنّ في كلّ أوان وزمان إماماً، وأنّه لا تخلو الأرض من حجّة، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا تخلو الأرض من قائم بحجّة الله، إمّا ظاهرٍ مشهور، وإمّا خائف مغمور، لئلّا تبطل حججُ الله وبيّناته».

* في تفسير قوله تعالى: ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ﴾ الرعد:23،  سأل الراوي الإمام الصادق عليه السلام: جُعلتُ فِداك، أخبرني عن الرجل المؤمن له امرأة مؤمنة يدخلان الجنة يتزوّج أحدهما الآخر؟ فقال عليه السلام: «..إنّ الله حكَمٌ عدل، إذا كان أفضلَ منها خيّره الله، فإن اختارها كانت من أزواجه، وإن كانت هي خيراً منه خيّرها، فإن اختارته كان زوجاً لها» .

* سُئل الإمام الرضا عليه السلام عن قوله تعالى: ﴿والسماء ذات الحبك﴾ الذاريات:7 فقال: «هي محبوكة إلى الأرض». وشبك بين أصابعه، فقلت [الراوي]: كيف تكون محبوكة إلى الأرض والله يقول: ﴿..رفع السماوات بغير عمد ترونها..﴾ الرعد:2 فقال: «سبحان الله، أليس يقول ﴿..بغير عمد ترونها..﴾ الرعد:2»، فقلت: بلى، قال: «فثمّ عَمَد ولكن لا ترونها».

الصواعق لا تُصيب ذاكراً لله تعالى

* الإمام الصادق عليه السلام: «إنّ الصواعق لا تُصيب ذاكراً». قيل: وما الذاكر؟ قال: «من قرأ مائة آية» .

* وسئل عليه السلام عن ميتة المؤمن، فقال: «يموت المؤمن بكلّ ميتة، غرقاً، ويموت بالهدم، ويُبتلى بالسبع، ويموت بالصاعقة، ولا تُصيب ذاكراً لله عزّ وجلّ».

غرَض السورة

«الميزان في تفسير القرآن»: غرض السورة بيان حقّانيّة ما نزل على النبيّ صلّى الله عليه وآله من الكتاب، وأنّه آية الرسالة، وخلاصة خطاب الله تعالى لنبيّه صلّى الله عليه وآله في هذه السورة هو أنّ هذا القرآن النازل عليك حقّ لا يُخالطه باطل، فإنّ الذي يشتمل عليه من كلمة الدعوة، هو التوحيد الذي تدلّ عليه آيات الكون، من رفع السماوات، ومدّ الأرض، وتسخير الشمس والقمر، وسائر ما يجرى عليه عجائب تدبيره، وغرائب تقديره تعالى. وتدلّ على حقّ دعوته أيضاً، أخبارُ الماضين وآثارهم، جاءتهم الرسل بالبيّنات فكفروا وكذّبوا، فأخذهم الله بذنوبهم. هذا ما يتضمّنه هذا الكتاب، وهو آيةٌ دالّة على رسالتك. وقولهم: ﴿..لولا أنزل عليه آية..﴾ تعريضاً منهم للقرآن مردود إليهم، أوّلاً: بأنّك لست إلّا منذراً، وليس لك من الأمر شيءٌ حتى يُقترح عليك بمثل هذه الكلمة. وثانياً: أنّ الهداية والإضلال ليسا كما يزعمون في وسع الآيات، حتى يرجوا الهداية من آية يقترحونها، وإنّما ذلك إلى الله سبحانه، يُضلّ من يشاء ويهدي من يشاء، على نظام حكيم. وأمّا قولهم ﴿..لست مرسلاً..﴾ فيكفيك من الحجّة، شهادةُ الله في كلامه على رسالتك، ودلالة ما فيه من المعارف الحقّة على ذلك.
ومن الحقائق الباهرة المذكورة في هذه السورة ما يتضمّنه قوله تعالى: ﴿أنزل من السماء ماءً فسالت أوديةٌ بقدرها..﴾ الرعد:17 الآية، وقوله: ﴿..ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب﴾ الرعد:28، وقوله: ﴿يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب﴾ الرعد:39، وقوله: ﴿..فلله المكر جميعاً..﴾ الرعد:42 .


أعمال ميسَّرة في رجب

*التنبّه إلى أنّ شهر رجب أوّل الأشهر الحُرم، والتركيز على مراقبة النفس بما يناسب هذه الحرمة.
*الإكثار من قراءة سورة التوحيد (قل هو الله أحد)، فقد رُوي استحباب قراءتها في الشهر كلّه 10 آلاف مرة. وتستحبّ قراءتها مائة مرّة عصر كلّ جمعة، لتكون نوراً يجذب قارئها إلى الجنّة.
*صلاة كلّ ليلة: ركعتان بالحمد مرّة والجُحُد (قل يا أيُّها الكافرون) ثلاثاً والتوحيد مرّة. وبعدها دعاء مختصر جداً. أنظر رقم 4 أعلاه تحت عنوان: أهم أعمال شهر رجب).
*التهليل: «لا إله إلّا الله» ألف مرّة في الشهر كلّه، ولو متفرّقة.
*الإكثار من الإستغفار، بِصِيَغ متعدّدة. أبرز مختصراتها: «أستغفرُ الله وأسألُه التوبة».
*الصدقة عن كلّ يوم برغيف، والإكثار من الصدقة. تعدُّد الصدقات مطلوب، فيكثر المستفيدون.
*مَن لم يستطع الصوم فليقل مائة مرّة عن كلّ يوم: «سبحانَ الإلهِ الجليل، سبحانَ مَن لا ينبغي التسبيح إلّا له، سبحان الأعزِّ الأكرم، سبحان مَن لَبِسَ العزَّ وهو له أهل».
 
لنتذكّر أمواتنا بإهداء الأعمال الصالحة لهم في هذا الموسم الإلهي.


 

اخبار مرتبطة

  إصدارات : دوريات

إصدارات : دوريات

02/06/2011

  إصدارات : كتب أجنبية

إصدارات : كتب أجنبية

02/06/2011

  إصدارات : كتب عربية

إصدارات : كتب عربية

02/06/2011

نفحات